الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوضى بين الخلق و الدمار

كاظم الحسن

2009 / 1 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مفهوم الفوضى السياسية يقترن بالفتنة والحرب الاهلية وتكاد تكون المقولات التي تحض على الاستبداد والدكتاتورية او الحكم الجائر هي السائدة في بطون كتب التاريخ والادبيات السلطانية.

وعليه فقد اصبح الظلم بكل صوره ودرجاته واشكاله قدرا يمثل اهون الشرين وتفرعت عن هذه الحالة المقلوبة لاسس الحياة السوية والطبيعية الى مختلف مفاصل الحياة بحيث غاب عنا الافضل والاحسن والعقلاني وكيف تكون الجودة والافضلية والكفاءة بغياب الحرية؟

ومن هذا المنطلق سادت ثنائية الظلم والمظلوم والضحية والجلاد الابيض والاسود ولا توجد منطقة وسطى كما يقول الشاعر نزار قباني (فاختاري او لا تختاري) وهذا ليس باختيار ان كان صاحب السلطة هو الذي يدعوك الى الاختيار.

ولقد اصبح وجود السلطان بكل استبداده وبطشه وعنفه وجبروته من الثوابت في ثقافتنا وهذه الازدواجية في قبول الظلم كقدر لابدّ منه او واقع ورفضه ولعنه في ذات الوقت، جعلت الانسان ينشطر الى نصفين فلا يعرف ماذا يريد.

وربما كان البكاء والعويل ملاذه الاخير بل حتى المخلص لو اتاه فلا يستطيع انقاذه بفعل تمزقه الى نصفين او اكثر فأي جزء سوف يخلصه!!

اذا كانت الاغلال تطبق على الجغرافية والتاريخ فهل ثمة خلاص بلا فوضى تؤدي الى الدخول في التاريخ من بوابة الحرية.

ويمكن ان تكون مقولة (نيتشه) الشهيرة (اللهم خراب بالحق بناء بالحق) هي سنة التطور التي ترى ان الجديد لا يولد الا من انقاض القديم
.
وسوف يكون عصر الفوضى هو الاكثر اثارة للجدل في قضايا الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع ويعزو البعض ذلك الى الحداثة واصطدامها بالمنظومات، بالمنظومات الفكرية والقيمية للمجتمعات التي ترى فيها غزوا مما يتطلب مواجهتها لانها تعمل على طمس هويتها كما يظنون ذلك
.
ولقد كان من المفترض ان تعمل النهضة العربية على تبيئة المفاهيم الغربية لكي تتسق مع روح واصالة المنطقة المتنوعة إلا انها اهملت ثقافة حقوق الانسان واعدت من شأن العراق والدم والارض والاستقلال حتى سحق المواطن في اتونها واصبح عاجزا عن التكيف او التأقلم مع العالم
.
فاخذت حالة النوستالوجيا تعصف بالانسان الى ان اوصلته الموت انتحارا عن طريق تكفير كل من لا يعيش معه هذه الحنين الذي تحول وهما الى شهادة وبطولة في نظر البعض.
فاليوم لا تكاد ترى محطة فضائية او صحيفة او ندوة سياسية او ثقافية لا تتحدث عن مصطلحات اشكالية مثل (الارهاب، التحرير، الجهاد، المقاومة، التكفير والتخوين والاتهام بالشعوبية) وهذا التقاطع في الافكار يشكل الحاضنة الرئيسة للارهاب فالفكر يشكل الفعل الذي ينفخ روح الانتحار في الاجساد المفخخة
.
هذا المناخ العدائي يشكل امتداداً للدكتاتورية حيث انتقلت من ارهاب الدولة والمقابر الجماعية سرا الى ارهاب الجماعات المسلحة علنا عن طريق القتل بجميع انواعه واشكاله.

ولقد بلغت الدكتاتورية اعلى مراحلها في البطش والقمع والظلم الى حد التفسخ والتحلل الى مكونات ما قبل الدولة الحديثة اي الى الاصول العرقية والقبلية والطائفية، انها تتغذى على سيل متراكم من الازمات والحروب والنزاعات في مفارقة تاريخية من حيث افول الاستبداد في العالم وصعوده في العراق بشكل يخالف حركة التاريخ كما يقول الباحث الاجتماعي فالح عبد الجبار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذيرات من توسع الحرب بين حزب الله وإسرائيل| #غرفة_الأخبار


.. -شرطان-.. أول رد من السنوار على اقتراح بايدن بشأن غزة




.. وزير الحج السعودي توفيق الربيعة: الحج للعبادة فقط وليس للشعا


.. فلسطيني من غزة: الاحتلال يحول تل الهوى لتل الرماد




.. الشرطة الأميركية تنهال بالضرب على شخص بمحطة الحافلات