الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء - كي لا تتحول المرجعية الدينية السيستانية إلى بؤرة للدكتاتورية

مثنى حميد مجيد

2009 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



نحن الذين شاركنا شعبنا الامه ومصائبة ووقفنا بوجه الدكتاتور المقبور صدام زمن مكاتب المعلومات والإعدام أمام أبواب البيوت.جلسنا على أرصفة الفقر والكدح في أزمنة الرشى وبيع الضمائر بأبخس الأثمان.نحن الذين أدنا الطاغية كمجرم حرب في عز قادسيته زمن التهريج والتصفيق والإنشاد لمذابحه ونزواته الشيطانية.نحن الذين لم نعثر حتى الان على قبور أحبتنا من ضحاياه.لقد خاطبنا المرجعية الدينية النجفية السيستانية مرات عديدة بمودة واحترام أن تنأى بنفسها عن معترك السياسيين وطموحاتهم وأهوائهم وصراعاتهم لكنا لم نجد أي إستجابة حقيقية واضحة ومشخصة سوى من تصريحات إستطاع أصحاب الطموحات السياسية بسهولة الإلتفاف والإحتيال على مضمونها الشريف والوطني ولم توقفهم عن إسلوبهم المراوغ والدنيء في الإحتيال على الضمير الديني للشعب فكان فوز زمرة قادة الإئتلاف في الإنتخابات السابقة تجسيدآ حقيقيآ لهذا الإحتيال والإستغلال لقيم الدين السامية في خدمة الطموحات السياسية فحولت هذه الزمرة الإنتخابات السياسية إلى عملية إستقطاب طائفي إستطاعت أن تستأثر فيها على أغلبية ساحقة في وقت تشكل فيه الطائفة الشيعية التي تاجرت هذه الزمرة بمقدراتها نسبة أكثر من %60 من الشعب العراقي أي إن تلك التجارة لم تكن أصلآ ضرورية لتحقيق حضور إنتخابي نظرآ لهذه النسبة السكانية العالية لكنها ، هذه التجارة ، حققت حضورآ زائفآ بإسم الطائفة لزمرة قادة الإئتلاف لتحقيق أهوائهم الشخصية وزيادة ثرواتهم في الخارج وقسمت البلد إلى طوائف وميليشيات وزمر إرهاب وقتل ولصوصية وأدخلت البلد في صراع أهلي ألحق بالهوية الوطنية العراقية الأصيلة لهذا الشعب العريق أفدح الأضرار بين متعامل ومؤازر لأجندة حكام إيران ومخابراتها وتابع متواطيء مع تنظيم القاعدة والأنظمة العربية المستبدة والطائفية.

إن مرجعيتكم الدينية تتحمل جزء من مسؤولية الدمار والخراب الذي يلحق بالبلد والتقسيم الطائفي والتشويه للهوية الوطنية العراقية في حالة إستمرار موقفكم غير الواضح والحاسم والمشخص للعلاقة الصحيحة بين الدين والدولة في بلد كالعراق متعدد الطوائف والأديان والأعراق ذلك لأنكم تمثلون المرجعية الأعلى لأكبر نسبة سكانية في البلد إضافة إلى ما تحظون به من إحترام وتقدير من لدن المراجع الدينية الأخرى للطوائف العراقية مما يضع عليكم دائمآ مسؤولية المبادرة في إلغاء حشر الدين بهذا الأسلوب الإحتيالي في العملية السياسية ويؤدي بالتالي بالمراجع الدينية الأخرى لطائفتكم والطوائف الأخرى الأصغر للإقتداء بكم .


إننا نضع أمام أنظاركم الكريمة مطاليبنا التالية-

أولآ.عدم إستقبال القادة السياسيين العراقيين بشكل علني إذ طالما فعلوا ذلك كي يظهروا في وسائل الإعلام بمظهر الناصر للدين والطائفة ثم أثبتت الأحداث إنهم إنما تجار مناصب أهملوا واجباتهم ومسؤولياتهم ومن هؤلاء مثلآ إبراهيم الجعفري الذي يتحمل هو وعدد من معاونيه جزءآ من مسؤولية مجزرة جسر الأئمة والتي فاق عدد شهدائها شهداء مجزرة غزة التي أدنتموها قبل أيام.لا نطالبكم هنا بالسؤال عن مصير ملف تلك المجزرة فهذا من واجب المدعي العام أولآ والمدعي العام لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي ثانيآ.إن ما نطالبكم به فقط هو أن لا تمدوا يدكم الكريمة أمام الشعب لمن يستغل مصافحتكم للإحتيال على الضمير الديني للشعب وتكريسها لأجندته السياسية التي تصب مالآ حرامآ في البنوك الأجنبية ولشراء القصور والأفياء.

ثانيآ.أن تطلبوا من قادة المجلس الإسلامي الأعلى برفع صور الرموز الدينية وخاصة صورتكم الكريمة في حملاتهم الإنتخابية ومؤتمراتهم السياسية فهذا إستغلال للدين وللمرجعية الدينية يشكل إخلالآ بتوازن الحقوق السياسية المتساوية بين الأحزاب والكتل والقوائم التي تكرس هذه الصور لأغراض سياسية وبين تلك التي لا تكرسها وتؤمن بحرمة الإحتيال بهذا الأسلوب الإستغلالي للضمير الديني للشعب لصالح أجندتها السياسية.

ثالثآ.أن تصدروا دعوة عامة لعلماء الدين بالعودة إلى المساجد إذ إن تعاطي السياسة يسيء إلى هيبتهم ومكانتهم ويجعلهم أداة مسخرة بعلم منهم أو غير علم بيد طلاب المناصب والطموحات السياسية.


رابعآ.منع إستخدم المنابر والمحافل الحسينية لترويج بعض القوائم الإنتخابية والإحتيال على مشاعر الناس الدينية فمثل هذا السلوك يثير إستهجان كل المحبين للإمام الشهيد الحسين عليه السلام الذي هو رمز لكل الإنسانية والشعب العراقي.



خامسآ.فصل الدين عن الدولة

إننا حين خاطبناكم سابقآ ونخاطبكم اليوم فإننا نفعل هذا بثقة مطلقة بربنا العلي الفاروق الذي هو أعلى منكم ومن كل الخلق وبثقة مطلقة أيضآ بشعبنا العراقي وعبقريته التي أسست لحضارة الإنسان وقدرته على فرز الحق من الباطل والصالح من الرديء والحريص على مصالحه وكرامته من مستغلها والمحتال عليها ولحرصنا أيضآ وللحيلولة دون أن ينجح هؤلاء من طلاب الكراسي والمناصب والمحتالين من تحويل مرجعيتكم الدينية الموقرة مستغلين سماحتكم وكرم شخصيتكم وطيبتكم لا سامح الله إلى بؤرة لديكتاتورية من نوع جديد .


ولأننا أيضآ على ثقة كبيرة بأنفسنا نستمدها من تلك الأيام السود التي أدنا بها الطاغية المقبور في عقر داره وزهو أمجاده وجبروت دكتاتوريته ولأن كلمتنا ليست في خدمة دجال ولا محتال وهي موصولة ومسموعة ولها قوتها وفعلها عند شعبنا العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرجعيه
عراقي شابع قهر ( 2009 / 1 / 16 - 07:21 )
السيد مثنى اكيد انت تمزح بمطاليبك هذه ياخي العراق دوله اسلاميه رجعيه دكتاتوريه ثيوقراطيه متخلفه ونصيحة اخ اذا كنت في العراق حافظ على سلامتك تره الارهاب الاسلامي اشكال والوان
تحيه


2 - صدقت ياشابع قهر
جبران الحلي ( 2009 / 1 / 16 - 09:03 )
اخ مثنى
المرجعيه مشتركه بالمؤامره حد نخاعها
وهم واولادهم مستفيدين من كل هؤلاء
والا فاسأل عن جواد الشهرستاني وابن السيستاني
هذا عدا عن آل الحكيم الذين نهبوا البلاد وقتلوا العباد وباعوا العراق ليكون ضيعة فارسية


3 - لا أتفق مع نظرتكم المتشائمة للأمور
مثنى حميد مجيد ( 2009 / 1 / 16 - 12:28 )
الأخوة الأعزاء
تحية طيبة
لا أتفق مع نظرتكم المتشائمة للأمور.ثم لماذا أخاف من مخطبة رجل سلام وحكمة كالسيد علي السيستاني؟مجرد النطق بإسمه الكريم هو مصدر أمان. لا تخافوا .زمن الطاغية المقبور إنتهى.الخوف نتاج ضعف الإيمان بالحق.ولي ثقة وتجربة أن ما أكتبه ينال إهتمام السيد السيستاني الكريم.تحياتي.مثنى حميد مجيد


4 - ليتكم تسمعون
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 16 - 15:05 )
الاخ مثنى المحترم

اؤيدك في دعوتك...وان اعتقدت انها لن تجد اذانا صاغية ليس لانني متشائم ولكن التجربة هي مابنيت عليها اعتقادي..

تقبل تحياتي


5 - الدكتاتور يصنعه المحيطون به
مثنى حميد مجيد ( 2009 / 1 / 16 - 16:30 )
الأخ العزيز محمد خليل عبد اللطيف
تحية طيبة وإتفاقك مع هذا النداء أمر طبيعي منك ومن كل الخيرين وكما تلاحظ فقد كتبته بضمير الجمع المتكلم بل أنوي أن أعرضه للتوقيع لكل الوطنيين إذا لم يفعل فعله المطلوب والهدف النزيه منه.حين أشعل الطاغية صدام الحرب على ايران كنت أتوقع سقوطه السريع فأنا دائمآ متفائل وقد سقط فعلآ في نظر الشعب منذ ذلك الوقت تمامآ وكل الذين كانوا يصفقون له كانوا يفعلون ذلك بسبب الخوف أو السفاهة أو المصلحة.الدكتاتور وأنت الأعرف مني لا يصنع نفسه بل يصنعه المحيطون به تدريجيآ وحين يعزل عن الشعب وهمومه فهذه هي نهايته.تحياتي.مثنى


6 - الشعب العراقي مفتش باللبن
سلام العماري ( 2009 / 1 / 16 - 17:24 )
لماذا كل هذا الخوف من صعود التيارات الدينيه,و استلامها معظم مقاليد الحكم؟ واخطأ كل الخظأ بتبرير ذلك ان السيستاني هو مرتكز صعودها. بل الخلل هو في الاحزاب الاخرى, والتي انت تتمنى ان تستلم السلطه, لانك منها, عليها ان تعمل بجديه وان تطور برامجها السياسيه وبما يتلائم مع قناعات المنطقه الوسطى والجنوبيه وهو ما بقى من العراق للعراقيين,وانت تعرف هذا الشعب معظمه غارق الى اذنيه بالدين, فكيف ينتخب الاحزاب العلمانيه وخاصه الشيوعي.الشعب الجنوبي لا يميز بين السيستاني والاحزاب الدينيه. فهل تعتقد لو سكت السيستاني, الشعب سينتخب غير الاحزاب الدينيه. انت واهم اذا اعتقدت ذلك


7 - الاخ سلام العماري المحترم
مثنى حميد مجيد ( 2009 / 1 / 16 - 18:45 )
الاخ سلام العماري المحترم
تحية طيبة وشكرآ لتعقيبك.أنا يساري مستقل ولست ضد الأحزاب الدينية فهناك يساريون في هذه الأحزاب كوادر أو قواعد.لكني مع حياة سياسية سليمة أي أحزاب تتنافس وفق برامج وأهداف وتتمتع بفرص متكافئة بدون هذا الدمج والتداخل غير الطبيعي بين المؤسسة الدينية والحياة السياسية والذي أدى وسوف يؤدي إلى الإحتراب الطائفي وصعود أشخاص غير كفوئين.لماذا فصلت كردستان عن العراق؟ الكورد الان أقوى صلة بوطنهم العراق من السابق وكلما إطمأنوا على حقوقهم زاد إتباطهم كمشاركين كاملي الحقوق مع إخوتهم العراقيين.من حق كل إنسان أن يختار وفق كامل إرادته بما في ذلك ميوله الدينية . إنني مع حياة مدنية سليمة توحد كل العراقيين.عراق يعيش حياة ديمقراطية سليمة وليفز عندها أي حزب حسب كفاءته وبرنامجه السياسي.تحياتي .مثنى

اخر الافلام

.. محمد عباس: المقاومة الاسلامية تملك السلاح الفعال وقادرة على


.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج




.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa