الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ظاهرة صوتية.

شامل عبد العزيز

2009 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول المفكر الكبير عبدالله القصيمي في مقدمة كتابه ( العرب ظاهرة صوتية) مايلي:
أن العربي ليرفض الصعود الى الشمس ممتلكا لها ان كان ذلك بصمت ليختار التحدث بصراخ ومباهاة وعن صعوده الى القمر وامتلاكه له اي بلا صعود ولا امتلاك.
أن ليظلون يتحدثون بضجيج وأدعاء عن امجادهم وانتصاراتهم الخطابية حتى ليذهبون يحسبون ان ماقالوه قد فعلوه. وأنه لم يبق شيء عظيم أو جيد لم يفعلوه لكي يفعلوه.
أليسوا قد فعلوا أمجاد وأنتصارات حروبهم لانهم قد قالوا انهم فعلوها؟ اليسوا قد اعتقدوا ذلك لانهم قد تحدثوا عن فعلهم لها.اليسوا قد فعلوا كل امجاد وحضارات وانسانيات التاريخ لانهم قد قالوا ذلك؟ اليسوا قد قالوا ذلك لكي يعتقدوا انهم قد فعلوه؟ اليسوا قد قالوه ليكون بديلا عن ان يفعلوه؟
انه لن يقاسي من الضياع والاغتراب مثل من يتحدث الى الآذان والعقول والاخلاق والاصالة العربية بغير الصهيل والتهاويل والاختراق لكل حواجز وشروط واوامر المنطق والذكاء والتهذيب والوقار والصدق والحب والتواضع والرؤية بعيون غير امية الرؤية والقراءة والتفسير والتفكير والحوار والاخلاق.
انه في كل التاريخ العربي في كل الوطن العربي لم يحدث ولن يحدث ان يعلو ان يسمع بكل الجرأة والقوة والحرية ومشاعر الامن والمباهاة والكبرياء . من فوق كل منبر الا الصوت الجاهل او المنافق الكاذب او الدجال او الابله او الفاجر. لهذا اتمنى بل واطالب ان يُكتب فوق كل منبر عربي وعلى غلاف كل كتاب عربي وعلى الصفحة الاولى من كل صحيفة عربية وعلى كل قلم وفم عربي هذا الهتاف او الانشاد او التمجيد:
( ايها الكذب البليد ايها النفاق الفضاح المفضوح ايها الغباء الجاهل ايها الجهل الغبي ايها الصهيل العقيم البذي ايها السقوط ايها العار الفكري والنفسي والاخلاقي والفني والتعبيري.. ان كل المجد والسلطان لك..
ان التفسير الدائم الشامل الصادق للانسان العربي انه الكائن الذي لاتوجد اية علاقة محاكمة او محاسبة او محاورة او مساءلة او غضب او رفض او احتجاج او حتى عتاب بين لسانه وعينيه او تفكيره او ضميره او ارادته او قدرته او حقيقته او كينونته او نيته او اي شيء من حياته او مواجهاته...( انتهى)..
من أين أستقى عبدالله القصيمي كل الذي قاله؟ هل من وحي خياله؟؟ أم من حقيقة واقعه؟؟
الذي ينظر بعين الحيادية وليس بعين التعصب سوف يجد صدق ماقاله هذا المفكر الكبير فلقد شَخص بكلماته الصارخة من اعماق تفكيره واقعنا فعلا؟؟
لقد وضع يديه على الجرح واستطاع بنظره الثاقب ان يلخص حقيقة تاريخنا المعاصر الذي هو امتداد لتاريخنا الماضي فلم يهادن ولم يجامل بل قال الحقيقة التي تخصنا... قد يعترض عليه معترض ولكن سوف لن تجدي شيئا والدليل هو : هل اذا فعلوا شيئا يستحق العظمة والتمجيد تكون حصليته هذه الامة ومانعيشه حاليا؟
أين ثمار العظمة التي يتكلمون عنها؟ هل وجدنا شيئا؟؟
هاهي اكبر مشكلة تخص العرب بصورة عامة والمسلمين بصورة خاصة الا وهي كارثة غزة واحداثها الجسيمة.. ماذا فعلوا من اجلها؟؟ وماذا سيفعلون مستقبلا؟؟
لم يستطيعوا ان يتفقوا فيما بينهم اين تنعقد القمة؟ هل في الدوحة ؟ ام في الكويت؟ هل اكتمل النصاب ام لا؟؟ هل قمة الكويت الاقتصادية والتي سوف يكون موضوعها الاساسي احداث غزة حسب تصريحات وزراء الاعلام سوف تنقذ غزة؟ علما ان احد مسؤولي حماس قال: ان غزة ليست سلعة حتى نتناقش حولها في قمة الكويت الاقتصادية؟؟ ماهو الفرق بين الدوحة والكويت؟؟ ولماذا قمة الدوحة الطارئة؟ هل هو فتيل تجزئة المجزأ من قبل حاوية اكبر قاعدة امريكية؟؟
هل نحتاج حاليا ان نحدد مكان القمة ؟ هل البرتوكولات مهمة لهذه الدرجة عند الاخوان العرب؟؟ والدمار الذي يحصل؟ هل سوف تنتظر الطائرات الاسرائيلية ولا تقتل ولاتدمر؟؟ هل الجرافات الاسرائيلية سوف تبقى واقفة في مكانها تستاذن من القادة العرب ان يعطوها اشارة مرور لكي تاتي على الاخضر واليابس ؟ ومع كل هذا يخرج علينا القادة الابطال الاشاوس ويقولون لنا باننا سوف ننتصر؟ كيف لااحد يدري؟ ماهو الانتصار بنظرنا؟ وماهو الانتصار بنظر الاخرين؟ وكيف نفرق بين الانتصارين؟ أن قطرة دم واحدة من طفل فلسطيني لاذنب له ولاحول ولاقوة له تساوي كل الشعارات المرفوعة من قبل ابطالنا الاشاوس الذين دمروا غزة ومازلوا يُصرحون؟ يهتفون؟ وكانهم لم يقرأوا ماقاله عبدالله القصيمي او غيره؟؟ هل سوف تبقى المتاجرة بالشعارات ديدن الابطال؟ سوف يشاهد العالم بصورة عامة وحماس بصورة خاصة حجم الدمار وحجم المغامرة الغير محسوبة بعد ان تنتهي اسرائيل من تنفيذ خطتها المرسومة بخصوص غزة عند ذلك سوف نستمع ماذا سوف يقولون الذين دمروها بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة. هل سوف يستمرون بتصريحاتهم النارية باننا هزمنا اسرائيل؟ واجبرناها على الانسحاب؟ وان اسرائيل تورطت معنا ؟ واننا حققنا اهدافنا بالمقاومة ؟ واننا صنعنا شعبا مقاتل بطل يُضحي في سبيل وطنه ودينه وهم يعيشون في عواصم العالم ويتغنون بموتاهم وسوف يتغافلون عن حجم اكبر كارثة وتعود ريمة لعادتها القديمة؟ وكان شيئا لم يكن المهم انتصرنا بالتصريحات؟؟
اما اذا تغيرت التصريحات عند ذلك سوف نكتشف بان المفكر الكبير عبد الله القصيمي كان اكبر مغفلا في التاريخ وانه لايعرف شيئا عن امته العربية المجيدة البطلة؟
كم اتمنى ان اكتشف بان عبدالله القصيمي كان مخطئا وسوف ننتظر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يكن مخطئا
مختار ( 2009 / 1 / 18 - 00:33 )
النقد الذاتي هو أولا تعبير عن غيرة على مصلحة الأمة والوطن وليس تجريحا أو جلدا للذات أو مازوخية كما يزعم تجار الأوهام.
والنقد الذاتي ثانيا خير وسيلة لجلب الانتباه إلى أخطائنا وتصحيحها في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان وقبل أن تتسبب لنا في مصائب يستحيل علاجها، كما هي حالنا اليوم.
والنقد الذاتي هو أولا وأخير تعبير عن شجاعة وتواضع واستعداد للتعلم والاعتراف بالخطأ وتصحيحه في مواجهة الغرور والتكبر وادعاء الاكتفاء ورفض التعلم والتمادي في الغي.
تشجيع النقد الذاتي في جميع حياتنا، في الأسرة، في العمل، في النقابة، في الحزب، في المدرسة وفي الجامعة والبرلمان، إن وجد، هو الطريق الوحيد نحو الخروج من هذا النفق المظلم.
لكن كيف يكون لنا ذلك ونحن نزعم أننا نمتلك خير دين وخير لغة وخير أمة أخرجت للناس؟؟؟
شكرا.

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال