الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة القانون... طوق النجاة للجميع

كاظم الحسن

2009 / 1 / 18
المجتمع المدني


لم تشهد دول العالم الاستقرار والازدهار الاقتصادي ومجتمع الوفرة والرفاهية الا بعد ظهور دولة المؤسسات ونظام القانون القائم على التعددية السياسية وتداول السلطة

لان المعارضة والتي ينظر لها دينياً على انها رجس من عمل الشيطان ودنيوياً توصم بالخيانة والعمالة والتفريط بمصالح الوطن، اصبحت جزءاً من العملية السياسية وعلى محك من آليات السلطة وشؤون الحكم.
وكان الفلتر الذي تتأهل عبره القوى السياسية المعارضة هو البرلمان الذي اخذ يجمع الكل تحت قبته الرحبة من خلال القواسم المشتركة بعيداً عن التخوين والاقصاء والعزل او الطعن بوطنية الاخرين.
والمرحلة الانتقالية التي تمر بها عموم دول المنطقة ما هي الا ارهاصات وتداعيات التحولات الديمقراطية نحو الحرية والتعددية واحترام الرأي الاخر
.
ولذا فان اشكالية ما يسمى (بالممثل الوحيد والشرعي) لجهة سياسية معينة لم يعد يتلاءم مع المرحلة الراهنة
.
فالتاريخ لم يكن يوماً ما حكراً على جماعة ما تعمل في الحقل السياسي، اي ان عهد الوصاية والوكالات الحصرية قد انتهى وبدأ عصر جديد يعتمد الوضوح والشفافية وقيمة المنجز على الارض بعيداً عن حرق المراحل او الاجيال من اجل مستقبل غامض لا يعيش الا في اذهان اولئك الاشخاص الذين يحلمون طوال اعمارهم باشياء لن تتحقق الا في اوهامهم التي تتطاير على صخرة الواقع.

فمن يدعي من الحكام الدكتاتوريين انه الاصلح والافضل والاوحد والمنقذ وان غيابه سوف يسبب الفوضى والخراب والدمار، كان الاولى به، ان يؤهل القوى السياسية الاخرى لتسلم دفة الحكم، لا ان يهدد الاخرين ببعبع القوى الدينية او السياسية المتطرفة التي نشأت بفعل سياسة القمع وقوانين الطوارئ ومصادرة الحريات وحقوق المواطنين ما مهد الى ما يسمى بالعمل السياسي السري في الاقبية والسراديب والذي تحكمه غالبا مافيات السلاح والجريمة والقوة وكان من اسباب بلاء معظم الشعوب من جراء تلك الجماعات الفاشية التي استباحت الشعوب والاوطان
.
في القانون الخلاص الارضي المؤتمن والمجرب من قبل شعوب العالم التي بلغت شأوا بعيداً في التقدم والرفعة والمجد اي ان انقاذها يكون من داخلها عبر الحريات واحترام الانسان واعلاء شأن المواطنة القائمة على المساواة والعدالة وهذا بدوره يؤدي الى ضخ روح الانجاز والعمل والمبادرة والابتكار وروح المسؤولية في النفوس التواقة الى التحدي.
ان صناديق الاقتراع التي تبدو الواحاً خشبية او حديدية مغلقة لا روح فيها، اي مجرد ديكور تمثل ثمرة نضال عتيد وعظيم للبشرية وعلى مدى حقب زمنية طويلة افنت فيها عصارة تجاربها وخبراتها وتضحياتها من اجل رسم مستقبل جديد مشرق للانسانية
.
تهدأ فيه حمى التكالب والتنازع والصراع عبر السلاح والقوة والعنف لتتحول الى لعبة سياسية يمارس فيها الجميع حقوقه السياسية من خلال مرآة الثقافة والتحضر والممارسات المدنية الراقية والتي تؤدي الى التعايش السلمي بين المكونات المختلفة للشعب على اساس المواطنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -يونيسف- تحذر من كارثة ضد أطفال غزة: 90% منهم يواجهون مجاعة


.. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لتجنب ما وصفه بالجحيم المناخ




.. تفاعلكم | أغرب اعتقال لمعارض في إيران


.. الأمم المتحدة: 5 ملايين شخص إضافي بحاجة ماسة للمساعدات الغذا




.. مدير مستشفى الرازي: الاحتلال يقتحم المستشفيات في مخيم جنين ل