الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة : حكام ايران و تناقض التصريحات

جابر احمد

2009 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تملأ الطغمة الحاكمة في طهران الكرة الارضية ضجيجا وصياحا وتحريضا وهي تدعو باستمرار الى محاربة ما تسميه" بالاستكبار العالمي" ، كما هو الحال في دعوتها بالامس في العراق وافغانستان ومن ثم لبنان واليوم فلسطين ، في حين نراها في الواقع تسعى الى تنمية علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع هذا " الاستكبار " باضطراد .
واذا كان من الصعب على المرء ان يتتبع المواقف المتسارعة والمتناقضة لحكام ايران ازاء ما يجري في عزة من احداث دامية جراء الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة عليها , الا اننا سنحاول تتبع بعض من هذه المواقف باختصار لتحليلها والوقوف على مضامينها .
في الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي و الرأي العام العالمي جهودا حثيثة من اجل ايقاف هذه المجزرة عبر ايجاد حل سياسي لها، يطالعنا حسين شريعتمداري معاون مرشد الثورة علي خامنه اي المعروف بتشدده في مقال افتتاحي نشرته جريدة كيهان الصادرة في 5|1|2009 قائلا : "الراي العام كله جهز نفسه اكثر ، فانظروا الى التقارير المصورة و للمظاهرات الشعبية التي عمت كافة انحاء العالم استنكارا لجرائم الصهاينة . من هنا فان اي حديث عن مسعى لوقف اطلاق النار لا يعني الا اعطاء الفرصة للصهاينة من اجل ارتكاب الكثير من الجرائم مستقبلا . لقد حفر الصهاينة قبورهم بايديهم واقتربوا بارجلهم الى مقبرتهم ليس في غزة وحسب وانما في جميع انحاء العالم ".
ان هذا التصريح ان دل على شيء انما يدل عن تدخل سافر في شؤون القضية الفلسطنية ، فمن وجهة نظرنا لا يحق لحكام ايران ان يدعو مثل هذه الدعوة في حين القابضين على الزناد في غزة اعلنوا عن ترحيبهم باي مبادرة سلام تؤدي الى وقف لاطلاق النار وسحب القوات الاسرائيلية وفتح المعابر الخ . الا ان رجال الدين في ايران استمروا بقرع طبول الحرب ، فلو كان وقود هذه الحرب رجال الدين في ايران انفسهم ،ترى هل استمروا بالقتال؟ وهل" فوتوا الفرصة على العدو الصهيوني من اجل ان يعيد التقاط انفاسه لارتكاب جرائم اخرى" ، ثم اذا هم يريدون الانتقام من" جرثومة الفساد " لماذ يراهنون على الرأي العام و على الفلسطنيين ويضحون بالاطفال ولا ينفذون اقوالهم بمسح اسرائيل من الخارطة على حد تعبير احمدي نجاد الى افعال ؟ اذا ،حديث رجال الدين في ايران وعلى رأسهم خامنه اي ومساعده شريعتمداري الذين يذرفون دموع التماسيح على القضية الفلسطينية ، ليس لها الا معني واحد وهو يا مناضلي الشعب الفلسطيني ويا حماس استمروا بالحرب حتى تبعدوا عنى نحن رجال الدين الحاكمين في ايران شبح الحرب . كما هو معلوم اذا انشغل الغرب وحلفائه بحروب اقليمية سوف يهمل الملف النووي الايراني وتقل الضغوط الاقتصادية واحتمال الضربة العسكرية على ايران . الا يعني دعوة ايران لحث حلفائها على رفض وقف اطلاق النار متطابق مع رفض المرت لدعوة ساركوزي الداعية الى وقف اطلاق النار؟ فقد اشارت وكالات الانباء ان اولمرت رئيس وزراء اسرائيل قد رفض جملة وتفصيلا عرض السيد ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية القاضي بايجاد وقف سريع لاطلاق النار في غزة .
كل ما يسعى اليه الحكام في ايران في هذه المرحلة الحرجة هو ابعاد شبح الحرب عنهم عبر ضخ الاموال وتصدير الارهاب و لايهمهم اذا الشعوب الايرانية جاعت ام عطشت ، ثم الا يعني دعم واحتضان جناح واحد من اجنحة المقاومة واعتباره يمثل "الاسلام الخالص" وما سواه غير ذلك ، تدخلا سافرا في الاوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني قيادة وشعبا؟ .
الا يحق لنا ان نسأل رجال الدين المتربعين على دفة الحكم في ايران و الذين يوصون الشعب الفلسطيني برفض عروض السلام ، لماذا لم يطلقوا حتى الآن طلقة واحد ة على ما يسمونه" بالكيان الصهيوني" لا بل الانكى من ذلك وفي ظل هذا الضجيج الاعلامي ومسلسل القتل والدمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة ، تتحدث وكالات الانباء عن ارسال معاون رئيس جمهوريتهم اسفنديار رحيم مشايي الى واشنطن ليستمر باكمال المباحثات مع الرئيس الامريكي الجديد اوباما التي بدؤها مع المنتهية ولايته جورج بوش ، خاصة وان احمدي نجاد صاحب التصريحات الرنانة تجاه الغرب يسعى الى تطبيع العلاقات مع امريكا استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة وذلك بغية سحب البساط من تحت منافسيه الذين لا يريدون وفي ظل الازمات المتتالية التي تعاني منها ايران اي توتير للعلاقات بين ايران والغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية بالتحديد .
ان حماس واقعة بين مطرقة الدول العربية الراغبة الى وقف اطلاق النار الفوري في غزة وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق خطة الامير عبد الله من جهة وسندان ايران و المنظمات الراديكالية الاسلامية من جهة اخرى، فلا الاخوة العرب نفعوها في توفير الحماية ولا الدعم الايراني الذي لا يساوي قطرة دم تسيل من طفل فلسطيني حتى و ان كان هذه الدعم 100 مليون دولار شهريا .
من الدعوة الى مواصلة الحرب الى القبول بما تقبل به حماس :
خلافا للموقف التركي المتزن والذي لا يريد ان يكون بديلا للموقف العربي وانما داعما له، قالوا الاتراك للعرب و المنظمات الاسلامية الفلسطينة وغيرها اعطونا ما لديكم من مقترحات ونحن تحت امرتكم سوف نستخدم ثقلنا السياسي وعلاقتنا المتميزة مع كل الاطراف بما فيها اسرائيل للعمل بكل ما نستطيع من اجل وقف اطلاق النار وانقاذ الشعب الفلسطيني من نار المحرقة الاسرائيلية . باختصار الموقف التركي يستمد توجهاته من الموقف العربي ، اما ايران في الوقت الذي اعتبرت فيه اي حديث عن مسعى لوقف اطلاق النار كونه " لا يعني الا اعطاء الفرصة للصهاينة من اجل ارتكاب الكثير من الجرائم مستقبلا وان الصهاينة قد حفروا قبورهم بايديهم ، واقتربوا بارجلهم الى مقبرتهم ليس في غزة وانما في جميع انحاء العالم ". فقد قال الايرانيون اي مبادرة تدعوا لوقف اطلاق النار، اذا وافقت عليها حماس سوف يتكررمع الحركة الاسلامية في القطاع الفلسطيني نفس ماحدث في لبنان حيث فشل الاسرائيليين في تدمير حزب الله عام 2006 في حين الجميع يعلم بالكارثة الاقتصادية والانسانية التي حلت بالشعب اللبناني جراء مغامرات حزب الله غير المحسوبة العواقب .
ولكي نوضح الصورة اكثر دعوني انقل لكم مقتطفات مما قاله احمدي نجاد في مقابلة اجرته معه قناة المنار ، ماذا قال : " نحن لا نتوقع ان تحل القضية الفلسطينية بخطوة فورية ، نحن نريد وقف الهجمات ورفع الحصار عن غزة "، بالله عليكم ماهو الفرق بين هذا الموقف و الموقف المصري الذي خصصت ايران لاغتيال رئيسها جائزة مقدارها مليون دولار ، واين تصريحه هذا من تصريحاته الغوغائية السابقة الداعية الى محو اسرائيل من الخارطة ؟ و ما معنى تصريحات مساعد خامنه اي الانفة الذكر التي اعتبرت فيه ان "اي مسعى لوقف اطلاق النار لا يعني الا اعطاء الفرصة للصهاينة من اجل ارتكاب الكثير من الجرائم مستقبلا ".
ولكي نكشف المزيد من العلاقات الخفية والعلنية بين اسرائيل وايران الاسلامية دعونا ننقل عن جرية الوطن الكويتية في مقال مترجم نشرته نقلا الهيرلاد تربيون بتاريخ 2 ابريل 2007 للكاتب الأمريكي (اليهودي) فايس عن العلاقة بين ايران واسرائيل جاء فيه " انه " في السنة الاولى من ولاية الرئيس محمد خاتمي كان المسؤولون الاسرائيليون يبحثون عن كيفية تسديد الديون الاسرائيلية لايران ازاء كميات النفط التي استلموها في عهد الشاه ، كما ان صادرات اسرائيل الى ايران عبر الدول الاوروبية كطرف ثالث قد تجاوزت 300 مليون دولار . ويضيف فايس انه في حالة نشوب حرب اقليمية واسعة بين السنة والشيعة ستجد ايران واسرائيل انهما اصبحتا في مواجهة عدو مشترك ويضيف ايضا تحتاج اسرائيل الى ايران من اجل ضبط حركة حزب الله والجهاد الاسلامي وستحتاج ايران الى اسرائيل ولوبيها القوي من اجل العقوبات الاقتصادية الامريكية ويقول ايضا يتمتع مواطنوا اسرائيل من اصل يهودي ايراني والذين يبلغ عدد هم مائتي الف تسمة بفرصة طيبة لاقامة علاقات تجارية وثقافية مع الارض التي انحدر منها اجداهم ، خصوصا وان بينهم قائد عسكريا و نائبا لرئيس الوزراء و رئيس دولة يتكلم الفارسية . لقد قال بنجامين دز رائيلي قولته المشهورة " ليس لدى الدول اعداء دائمون او اصدقاء دائمون وانما مصالح دائمة وحسب " وعلى الرغم من صعوبة تصور الامر تحت تأثير الظروف السائدة اليوم ، فان المصالح الدائمة بين ايران الاسلامية واسرائيل اليهودية ستحول هذين العدوين الى صديقين دائمين ".
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع ايران التي تقمع شعوبها ومن بينها الشعب العربي الاهوازي ان تدعم النضالات الوطنية الفلسطينية ؟،في الحقيقة انها لم تدفع حتى "تومانا " واحدا لولا لم ترجوا من وراء خدمة لامنها القومي و لاهدافها الآنية والمستقبلية في المنطقة .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اکید المصالح اولی
فرید ( 2009 / 1 / 17 - 20:58 )
واضح ان دوله ایران لها مصالح فی ما یخص فلسطین و تتابع اهدافها.دوله ایران تستخدم ربما حماس و حزب الله لبنان کاله ضغط علی اسرائیل حتی تقل ضغوط الدولی بشان ملفها النووی.اساسا هناک جهتان مختلفان فی فلسطین .جانب حماس و فصائل اخری کی یدعم من جانب ایران و سوریه و الثانی سلطه فلسطینیه التی تدعم من مصر و سعودیه. و فعلا فلسطین اصبحت میدان تنافس مابین تلک الدول من جانب و تلک الدول و اسرائیل من جهه.انا اعتقد هناک کان مع اسف تواطو مصری سعودی اسرائیلی لعدوان علی شعب الفلسطینی الصامد المقاوم.علی ایحال دوله ایران فارسیه ولکن لماذا عار حکام العرب فی تواطومع کیان الغاصب صهیونی؟هل مبارک بعد عقود من الحکم مازال کرسی اولی له؟هل اغلبیه حکام العرب عملا لامریکا؟

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah