الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لنزرع في نفوس أبنائنا ثقافة السلام
باسم محمد حبيب
2009 / 1 / 21التربية والتعليم والبحث العلمي
من الأمور الخطيرة في المجتمع العراقي رواج المفاهيم العسكرية والتعبوية بين أوساطه بالنظر لوجود العديد من التناقضات داخل النسيج العراقي كوجود حالة من القطيعة بين الحاكمين والمحكومين أو بين المتنفذين والفقراء أو بين الأطياف العراقية المختلفة هذا بالإضافة إلى تتابع الحروب والانقلابات السياسية وارتباطها بموجات من العنف تتم أحيانا بين الحكام والمحكومين أو بين المستفيدين والمتضررين الأمر الذي رسخ نوعا من ثقافة الحرب أو التعبئة حيث يميل الأطفال لانتقاء اللعب القتالية أو الاستمتاع بالبرامج والأفلام التي يمثل العنف ركيزة من ركائزها وفي مجتمع كهذا كان المفروض أن تحرك الدولة بعض المعالجات وتبذل بعض الجهود لتخفيف هذه النزعة التي باتت تشكل كابوسا ينذر بعواقب وخيمة لان بقاء النزعة التعبوية وتأصلها داخل النفوس يمهد لبروز العديد من التناقضات الخطيرة التي من شانها إفراز التوترات وخلق نوع من التخاصم داخل الوسط العراقي وربما يبطأ من مسار العملية الديمقراطية ويضعها في مواجهة عوامل الانتكاس والتراجع لكن الدولة رغم فعالياتها العديدة مازالت غير مبالية بهذه النزعة أو ربما لم تجد الوقت المناسب لمواجهتها فمن المعلوم أن هيمنة هذا النوع من القيم يرتبط غالبا بموروث طويل وثقافة عميقة لايمكن بأي حال إلغائها بسهولة بل هناك حاجة لاتخاذ إجراءات متواصلة و متدرجة لمحاصرتها والقضاء عليها وأمر كهذا ربما يتطلب الكثير من الجهود إلا أن من الملائم إذا أردنا وضع حلول عملية ناجحة لهذه الظاهرة أن نبذل جهودنا من الآن لان الوقت مهم جدا ويمثل عاملا مهما من عوامل النجاح واعتقد أن أهم ما يجب أن نفعله هو تنقية المناهج الدراسية من شتى الإشارات المحرضة على العنف أو المحركة له لأننا نلاحظ أن الجزء الأكبر من بعض المواد يتضمن مثل هذه الإشارات وربما تمثل مادة التاريخ ابرز مثال على ذلك إذ تضم معظم مناهج التاريخ في المدارس العراقية فقرات ذات تأثير مخرب لاسيما عندما يتم التطرق إلى الحروب التي شهدتها المنطقة أو العالم بروح تحريضية ولعل تضمين هذه المناهج مادة عن الحروب تزيد كثيرا عن المادة المخصصة للمنجزات العلمية والحضارية والمواقف السلمية هو ابلغ تأكيد لذلك الأمر الذي يتطلب تنظيف هذه المناهج من كل ما يغذي نزعة العنف أو يزيد الاختلاف لكي نضع التربية في خدمة هدفنا الأمر ذاته ينطبق على منهج التربية الإسلامية الذي يحوي كذلك مادة فيها الكثير من التحريض ناهيك عن بعض الفقرات التي قد تساهم في خلق تشنجات داخل النسيج العراقي المتنوع أما وسائل الأعلام فلعلها العنصر الأهم في هذه القضية لأنها تمتلك القدرة على الوصول إلى كل الأمكنة والمستويات وبالتالي يمكنها أن توظف الإعلام من اجل هذا الهدف ليس بالكتابات والإعلانات وحسب بل ومن خلال المادة الخبرية والدراما ومختلف البرامج الأخرى كذلك يمكن للمنبر الديني أن يكون عاملا مساعدا لتحقيق هذا الهدف من خلال الوعظ والإرشاد الهادف والمرسخ لقيم السلم والتالف لكن هذه الإجراءات على أهميتها لن تكون ناجحة بدون إصدار قرارات سياسية مناسبة وتفعيل الوعي القانوني ونشر ثقافة التسامح لتكون المعبر عن منهج الدولة وفلسفتها أما العامل الاقتصادي فيمكن له أن يساند مثل هذا الجهد ليس بتوفير الخدمات ونشر الرفاهية وحسب بل ومن خلال تربية عقل اقتصادي يضع الكفاح الاقتصادي والنجاح في أعلى أولوياته وبالتالي ينحسر تدريجيا الميل نحو هذا النوع من الثقافة أي ثقافة العنف والتعبئة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ
.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-
.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??
.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر
.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم