الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يكون الشرطي العراقي واجهه حضاريه حاملاً الهراوة بدلا عن السلاح..؟

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 1 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


متى يكون الشرطي العراقي واجهه حضاريه حاملاً الهراوة بدلا عن السلاح..؟
أن الإطار العام الذي رُسم للعراق بعد احتلاله من قبل الولايات المتحدة الامريكيه عام 2003م . هوا أطار ديمقراطي . فأصبح الوضع الراهن للعراق يشبه الى حد بعيد من يحاول أيلاج يده في خرم ابره . او بتعبير آخر كمن يُلبس طفلا رضيعا معطفا بقياس XXL..؟
ونتيجة لتعجل المحتل بتبيان النتائج التي حققها للشعب العراقي في الحرية والديمقراطية كي يحاول إقناع نفسه أولا ومن ثم الرأي العام بأن ما قام به هوا الصواب خصوصا وان معارضيه الأوربيين قد الحوا باللوم على الأمريكان لاحتلالهم العراق . فوقعت البلاد في فوضة عارمة انفجر من خلالها الشعب المكبوت فكانت أول كلمة تعلمها من النظام الوافد الغريب هي ( الفوضى ) وان لا قانون يعلو على الرغبات فترى الناس جراد يأكل يقضم حتى الحديد و الأرواح معا .. أما بوش المنتهية ولايته مطلع عام 2009م فكان يقول لا بأس بتلك الفوضى ما دامت تصرف نظر الناس عن الجيش الأمريكي .
وبعد ان حل الجيش وقوى الأمن الداخلي بموجب قرار من الحاكم المدني بول برا يمر الذي جلب خبيرا للإرهاب منقذا للبلاد بعد ان استفحل السارق والقتلة وخرقة المخابرات العميلة للجيران الأعداء الجسد العراقي أراد الأمريكان إعادة تصحيح الخطأ الفادح الذي قاموا به عندما حلو النظام الأمني والوقائي العراقي . بنظام أخر من ذات رحم الفوضى التي خلفها الاحتلال فطوعوا كل من هب ودب في سلك الشرطة دون أي ضوابط مهنيه كي يزداد الوضع سوءا .
فزورت الشهادات والسير الذاتية وأصبح السراق وقطاع الطرق والقتلة الذين خرجوا من السجن بفضل الاحتلال ثوار ومناضلين فسيطروا على أجهزة الدولة الأمنية خصوصا وأنهم وجدوا في الأحزاب الوافدة أحضان دافئة وارض خصبة كي يعيدوا نشاطاتهم الإجرامية بإطار قانوني . وقد ظهرت بوضوح تلك الظاهرة في كل من بغداد والبصرة .فكانت الكلمة الثانية التي تعلمها الشعب هي ان (الشرطة ليست بخدمة الشعب لكن بخدمة أنفسهم وعصاباتهم والأحزاب التي أسندتهم او التي انحدروا منها .
لكن وبعد أن تعاقبت الحكومات أصبحت الشرطة تخضع لضوابط أكثر دقه خصوصا بعد كارثة دمج الميلشيات مع القوى الامنيه بل الأدهى من ذلك إعطائهم رتب عاليه جدا و لأشخاص لا يعرفون ألقرائه والكتابة بل ان الامتياز الوحيد الذي يملكونه هوا أنهم ينتمون الى أحزاب في السلطة . أخذت الحكومة الدائمة بالبحث عن بعض هؤلاء وطردهم او إعفائهم من مناصبهم .
السؤال هوا كيف يمكن ان أحول الشرطي العراقي الذي ساءت سمعته بين أبناء لشعب الى وجه حضاري يعبر عن توجهات الحكومة في تحويل الدولة العراقية الى دولة قانون .
كلنا يعلم من ان لرجل الأمن في كل إنحاء العالم له صلاحيات محدودة لكنها أكثر من باقي صلاحيات الموظفين المدنين . تصل أحيانا الى حقه باستخدام العنف الذي يصل الى القتل وذلك من خلال الإذن الغير مباشر له من قبل الحكومة بذلك عن طريق إعطائه مسدس او بندقية او أي سلاح قاتل أخر ..
و كنتيجة للنوعيات الموجودة من قوى الأمن الداخلي العراقية ذات الكفاءة المحدودة بسبب انخفاض المستوى العلمي وقصر فترة التدريب وانخفاض الوعي الأكاديمي في القانون وحقوق الإنسان والذي ينعكس بالتالي بشكل سلبي على قابلية الشرطي في تطبيق القانون وبالتالي نقل صورة سيئة حول جهاز الشرطة ، وذلك من خلال التصرفات الارتجالية والعشوائية التي يقوم بها الشرطي والذي أحيانا كثير يلجأ لإطلاق النار في الهواء أو إطلاق النار المباشر على المواطن لمجرد حدوث خلاف بينه وبين المواطن أو رغبة منه في تطبيق القانون ..؟! وينعكس ذلك السلوك ايظا في ما يخص رجال التحقيقات وليس فقط شرطة الشارع .
أذا كيف يمكن أن اخلق جهاز شرطة كفؤ ومتوازن منتج و ذا ت تفاعل ايجابي مع المجتمع عاكسا التوجه الحقيقي للدولة في خلق دولة قانون نظام يكون فيه الشرطي في خدمة الشعب يعرف حدود صلاحياته وكيفية تطبيقها .
يكون ذلك من خلال نشر أكاديميات للشرطة الدراسة فيها مابين 2-4 سنوات يكون دخولها مقتصرا على خريجي الاعداديات فما فوق يدرسون القانون وحقوق الإنسان والمهارات العامة والاساسيه للشرطة ويكون الطالب معرضا للنجاح أو الفشل أي يخضع المتدرب الى اختبارات علمية وبدنيه .
وعندما يتخرج لا يحمل السلاح بل يحمل الهراوات المسيلة للدموع كما في بريطانيا مثلا .
اختزال الدوائر الأمنية وجعل شرطة الشارع يمارسون عمل شرطي الأمن وشرطي المرور كما يعمل في الولايات المتحدة الامريكيه .
كما ويجب ان يعاقب الشرطي الغير مهتم بهندامه كما ان الزى الذي يرتديه رجال الشرطة حاليا في العراق لا ينسجم مع الواقع الاجتماعي العراقي وذلك بسبب فقدانه للهيبه أي ان القميص ألسمائي الفاتح والبنطلون النيلي لا يعطي للمواطن انطباع احترام لرجل الشرطة . أي يجب إلغاء ظاهرة ( القميص ) و ان يستخدم ذات الزي السابق ولو بلون أخر.
لقد أثبتت دراسات اجتماعيه العلاقة ما بين اللون و واقع البيئة الاجتماعية . وبسبب اختلاف البيئة الاجتماعية العراقية عن البيئة التي نقل منها الزي الحالي للشرطة العراقية فأنه غير مستساغ من قبل الشعب العراقي .
وفي الختام لقد كتبنا هذا المقال نتيجة للمشاهدات الكثيرة والتي مع الأسف في أكثرها سلبيه . ان الذي دعانا الى ذلك هوا إيماننا المطلق بأهمية جهاز الشرطة في بسط القانون والسماح للمواطن بتمتع بحقوقه الإنسانية التي كفلها الله والدستور .
الله الوطن من وراء القصد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|