الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابْ وحجاب ْ.. حرية ٌ أم عنصرية ؟

واصف شنون

2009 / 1 / 22
المجتمع المدني


؟
تعرض مذيع استرالي الى تهديدات بالقتل ،بسبب رأيه حول غطاء الوجه (النقاب ) ،حيث اقترح المذيع وهو شرطي سابق ،أن لايسمح بدخول المنقبات الى مراكز التسوق والمصارف ،لأن ذلك يشكل تهديدا أمنيا ً لعدم الامكانية في التعرف على الشخص المتخفي بالنقاب ،إضافة الى أن التنقب هو مخالفة واضحة – أي مثل سارقي البنوك الملثمين -، والنقاب ُيخيف ويرعب الأطفال .
وردا ً على ذلك مباشرة ،استلمت اذاعة 4BC التي تبث من برزبن عاصمة ولاية كوينزلاند الأسترالية ،عدة تهديدات تخص المذيع مايكل سميث ،وجاء في احد التهديدات مايلي" ان رأسك على طبق الآن ،سوف تكون ميتا ً على وجه السرعة ،انت عنصري ساقط ".
وعلى وجه السرعة قال مدير الإذاعة ديفيد مكدونالد "ليس هناك أي شيء عنصري في طرح المذيع ،وليس هناك اي شيء يتعلق بالدين والأديان ،لقد كان حديث المذيع نقيا ً وواضحا ً ،يتعلق بقضايا الآمن والسلام والطمأنينة،وهناك الكثير من المجرمين الذين يحاولون التعبير عن أنفسهم من خلال تلك التهديدات ".
من واقع الأمور ان الدستور الأسترالي يحمي جميع الحقوق والحريات المدنية للمواطنين الأستراليين ،بدء من التعري والسفور الى النقاب والحجاب ،ومن التدين والمحافظة الى الإلحاد والتحرر ،ومن ممارسة الإحتجاجات والمظاهرات الى عقد المؤتمرات المناهظة والمؤيدة ،ومن اصدار الصحف والإذاعات الى فتح الملاهي والمباغي والسينمات الخلاعية ...الخ.
وما ذكرته أعلاه ينصب أغلبه تحت حرية الرأي والرأي الآخر ،الرأيان يشكلان جدلية المجتمع الأسترالي المتحرك دوما ً الى الأمام وأساس تطوره السريع المدهش والمثير في ادارة التعددية الأثنية خاصة في سيدني ،ولو تم التخلي عن التناقض والخلاف لأصبحت استراليا دولة شرق أوسطية عربية،وقد يحتج البعض على ذلك في مثال دولة الإمارات المزدهرة ،لكنه ومع الكثير من الأسف فأن الإمارات العربية هي دولة عنصرية بجدارة كما هو معروف بغض النظر عن طبيعة الحكم والدستور هناك .
فيما مضى ظهر أحد رجال الدين المسلمين الموقرين ووصف رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هاورد على أنه كلب مطيع وذليل لجورج دبليو بوش ،لم يتعرض القائل لتهديد بالموت من قبل اي استرالي من حزب الأحرار الذي كان يرأسه السيد هاورد ،بل على العكس استغل رسام كاريكاتير استرالي شهير القول فرسم كاريكاتورا مضحكا ظهر على صفحات أهم صحيفة تصدر في سيدني .
ومن اللائق المجدي أن يتعلم من يختار استراليا بلدا ً للعيش الدائم ،احترام حقوق الآخرين في التعبير والتعبير المضاد الذي يخلو من الدماء والعنف والتهديدات ،التي في نهاية الأمر لاتسيء للنظام الأسترالي المرتكز على حرية الفرد في العمل والتفكير والنشاط ،بل تسيء ليس للشخص المدعي بأمر الجماعة وحده ،وإنما للجماعة البشرية الدينية التي ينتمي اليها عموما ً،وبدلا ً من مسك سماعة التلفون العمومي لتوجيه التهديد بسفك الدماء ،الأفضل نقد الرأي المضاد كالمذيع المذكور وتبيان أسباب النقد وهزال الرأي .
قبل اكثر من عام قررت سلطات الطرق والمرور في مدينة بانكستاون القريبة من وسط سيدني التجاري ،أن تطور العمل في دائرتها ،ليشمل ساعات اضافية خاصة للنساء المنقبات اللواتي يرفضن تصوير وجوههن من قبل موظفين رجال ،فعمدت السلطات الى تخصيص ساعات خاصة وموظفات (أناث ) وليس سحاقيات ،ليتم تصوير وجوه المنقبات لإصدار رخص قيادة السيارات ،ربما المذيع المذكور لايعرف ذلك ،وحسب اعتقادي ان الأمر دستوري ،وخاصة في مدينة برزبن التي تستقبل الاف من السياح الخليجيين والعرب ،فهل يتم منع سائحة من الشراء ودخول البنك لأنها منقبة ،أم اقتراحه يشمل المنقبات الأستراليات فقط ؟.
ومع ذلك فأن هنالك من لايريد أن يرى إمرأة بصحبة زوجها أو صديقها وهي مكشوفة الذراعين ،وأين في استراليا !!،قارة الشواطىء والسياحة والسينما والمسارح والموسيقى والقمار والفنادق ودور الدعارة والملاهي ..الخ.
وعلى مايبدو فأن مفهوم الحرية إختلط بمصطلح العنصرية ،خاصة وأن اميركا ترأسها البارحة أول رئيس أسود في تاريخها المعقد والمدون سطرا ً سطرا ً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النقاب والحجاب
محمد الخليفة ( 2009 / 1 / 22 - 10:56 )
ياأستاذ واصف والله أظنك تبادلني الرأي بأن هذا العنف الاسلامي وشعاراته من نقاب وحجاب لهو كارثة أصيب بها هذا العالم وخاصة العالم الصانع للحياة العالم الديمقراطي المتحضر ، أرى أن هذا العالم يحق له الحفاظ على أمنه واستقراره وذلك بمحاربة هولاء المتعصبين من الاسلاميين وطردهم إلى بلدانهم ، ليدركو الفرق بين حياة بلدانهم وتلك البلدان التي آوتهم ومنحتهم الكرامة التي يستحقها كل إنسان ، ولكن هولاء هم الاسلاميين دائماً يعظون الأيدي التي تمتد إليهم بالخير، والشواهد كثيرة ، وشكراً


2 - الاستلاب
مختار ( 2009 / 1 / 22 - 13:46 )
هؤلاء النسوة اللواتي يحافظن على الأغلال التي ورثنها من عادات وتقاليد ومعتقدات الشرق الأوسط مستلبات ولا يقدرن النعمة التي هن موجودات فيها في أستراليا. المرأة عندنا مازالت تطلق بغير سبب وتضرب وتمنع من الدراسة ومن العمل وهي كلها عورة بما في ذلك صوتها. حتى إن طالبان باكستان هدمت مؤخرا مئات المدارس لحرمان البنات من الدراسة تماشيا مع الإسلام الذي طالب المرأة بالتزام بيتها (وقرن في بيوتكن)، فعلى المرأة أن تختار حتى لا ينطبق عليها المثال الدارج: تأكل الغلة وتسب الملة


3 - tardohom ahsan hal
sara tunisienne ( 2009 / 1 / 22 - 13:48 )
ha3oula3i yajibou tardahom wa sanarahom youkabbilouna ni3al assolottat litobkihom

اخر الافلام

.. دولة الإمارات تخصص 70% من تعهدها البالغ 100 مليون دولار للأم


.. شاهد: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام الكنيست من جديد للمطال




.. تدهور الوضع الإنساني في السودان في ظل تعثر جهود إنهاء الصراع


.. المستوطنون يتظاهرون أمام مقر إقامة #نتنياهو في #القدس المحتل




.. مراسل الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين بإسقاط الح