الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيرات الاستعراضية لجماعة الإخوان في المغرب

نجيب شوقي

2009 / 1 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أقل ما توصف به المسيرات الاستعراضية لفرع جماعة الإخوان في المغرب الممثل في حزب العدالة و التنمية منذ العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة، هو أنه مسرحية لاستعراض القوى و حملة انتخابية سابقة لاوانها بشكل واضح ،بحكم انه لم نشاهد لهذا الحزب أي حركة في الشارع السياسي المغربي منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية السابقة .

فبماذا يمكن أن نصف مثلاً المشاهد الكوميدية لشباب الحزب الاصولي وهم يستعرضون صواريخ كارطونية ،ويرتدون زي ألوية القسام،و يرفع جزء منهم الاحذية ، كأن غزة ستحررها الصواريخ الكرطونية و احذية شبيبة الحزب الاخواني.

كما تجدر الاشارة ان اغلب المسيرات التي اشرف عليها الحزب في المدن المغربية تهتف بفتح باب الجهاد. فعن أي جهاد يتحدث الإخوان فرع المغرب؟ ومن أغلق فى وجوههم اصلا باب الجهاد؟ ولماذا لا يجمع قيادات الحزب جحافلهم المتشوقة للجهاد نحو معبر رفح؟.و لماذا لا يخترق الإخوان المغاربة بتحالف مع اخوان مصر المعبر نحو غزة كما فعل إخوانهم فى حماس من قبل في اتجاه مصر؟. لو كنت فى موقع مسؤول لفتحت باب الجهاد على مصراعيه لمجاهدى الإخوان بكل ارتياح، لنرى هل هم فعلا صادقين فيما يرددون من شعارات لاستمالة عواطف الجمهور الذي يحس بفورة دينية لم يسبق لها مثيل بحكم التشييج الاعلامي و خطب الفقهاء على الفضائيات.

ولماذا يشعر انصار العدالة و التنمية بهذا الانتعاش المثير للدهشة وكأن العدوان على غزة فرصة تاريخية لكى يقول الاسلاميون نحن القوة التي لا تقهر. ولماذا لم يتظاهر الاسلاميون من أجل الارتفاع المهول في الاسعار؟، أو من أجل الرفع من الاجور ، أو من أجل العمال المؤقتين الذين يفصلون من عملهم بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة في المغرب؟.

لماذا لا يسير الإخوان المسلمين جحافلهم الغاضبة حين يتعلق الأمر بالمغاربة، ولماذا لا يتذكرون استعراض قوتهم العددية فى شوارع المغرب إلا حين يتعلق الأمر بانتخابات مجلس النواب او الانتخابات المحلية أو نصرة اخوانهم في حماس.

وما الذى فعله الاسلاميون للمغاربة منذ أن وصلوا إلى البرلمان،غير الدعاية المغرضة ضد الافلام السينمائية ،و محاولة منع بعضها من العرض،و التعريض بالفنانين و المخرجيين، و محاوالة الركوب على مسائل اخلاقية كالدعارة او الامهات العازبات ،او الدعية من اجل الحجاب، من اجل اثارة الفتنة في مجتمع سهل تهييجه بالعواطف الدينية . فلماذا لم يفعلواشيئا للقضايا المغربية، وهم يتباهون بحناجرهم و كمهم العددي فى شوارع الرباط؟.

إن الاسلاميين وإن كانوا يشكلون الان الرقم الصعب في المعادلة السياسية المغربية فى ظل غياب أو تغييب كل القوى السياسية الأخرى، لا يهمهم المصلحة العامة ، وإنما ما يهمهم هو مصلحة بقاء حماس في السلطة و نصرة فرع الجماعة في غزة. تماماً مثلما يفعل إخوانهم فى حماس الذين يتمنون لو خربت غزة على اهلها، المهم ان يبقوا هم فى السلطة ليفرضوا حدود الله على أهل غزة، كما يطمح الإخوان فى المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah