الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم امبراطورية الحكيم الطائفية في العراق

عبد العالي الحراك

2009 / 1 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حلم السيد محسن الطباطبائي الحكيم ببناء امبراطورية دينية في العراق, يدين له فيها شيعة العراق والعالم بالعظمة والأعلمية المطلقة ,كمرجع ديني اول في النجف الاشرف,ولم يفكر بقيام دولة اسلامية في العراق, كما فكرواقام السيد الخميني في ايران ,رغم ان بعض سلوكه وطموحاته كان يشوبها التدخل في السياسة والاعتراض العلني على بعض اجراءات قادة الدولة العراقية وزعمائها في ذلك الحين ,وقد تركز نشاطه هذا بشكل واضح خلال فترة حكم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وانتشارالحركة الوطنية التقدمية في العراق في اواخر الخمسينات من القرن الماضي ..ومشهورة فتاويه الدينية المسيسة في هذا الشأن.الا ان ولده محمد باقر الحكيم تزعم الحركة الاسلامية السياسية العراقية ظاهريا في الخارج بتنصيب ودعم قسري مباشر ضد ارادة قادة الحركة الاسلامية العراقية ذاتها( حزب الدعوة الاسلامية ومنظمة العمل الاسلامي) من قبل ايران وبأيعاز مباشر من قبل الخميني نفسه.
فاخذ يحلم وعائلته ببناء امبراطورية اسلامية في العراق على سياق جمهورية ايران الاسلامية. هكذا كان يتصرف محمد باقرالحكيم, الا ان حلمه لم يتحقق رغم انفتاح كل الابواب في طريقه سواء كانت ابواب الاحتلال الامريكي او ابواب تدخل ايران بسبب اغتياله بتفجير مروع في مدينة النجف.وهكذا يتصرف الان اخوه عبد العزيز وابنه عمار بدعم مستمر من ايران .التصرفات التي يتصرف بها الحكيمين (عبد العزيز وابنه عمار) تدل على تقمصهما تلك العقلية الامبراطورية التي يغلب عليها الطابع السياسي الطائفي ويغيب عنها المحتوى الديني والعقائدي وهذا واضح من قابليات الحكيمين الفكرية والدينية الضعيفة والتغطية عليها بالاعلام السياسي المفضوح في طائفيته وعدم القدرة على التغطية عليها الا بعبارات وطنية مفككة.. فهما يتحدثان الى الناس وكأنهما المرجعية الدينية الكبرى للمسلمين الشيعة في العراق والغلبة لهم بدون جدال وبدون منافس, رغم ان أي منهما لم يبلغ ادنى مستويات المرجعية لا دينيا ولا فقهيا ولا فكريا او ثقافيا ولا حتى سياسيا ولا تاريخ جهادي كما يقولون ويدعون خارج نطاق حركتهما المعروفة للجميع عندما كانا في ايران. اذن على الارض لا تأثير جيد سابق لهما, اما تأثيرهما الحالي فهو تأثير مالي واقتصادي بسبب حاجة الناس,تمرر خلاله الثقافة الطائفية بصورة علنية وامام ابصارالجميع.. فهما وقادة المجلس الاسلامي الاعلى الذي يمتلكان, يقومان بالتحريض على الطائفية والتقسيم بشكل علني مفضوح واثارة النعرات المذهبية عبر زياراتهما وخطاباتهما وقنواتهما الاعلامية وتدخلاتهما باعمال الحكومة والوزراء والمحافظين.. ينتقدون متى يشاؤؤن ومع من يختلفون ويمدحون متى يشاؤون ومن يرغبون دون حجة اودليل.. تحركهما المواقف الشخصية من الحكومة ورموزها وخاصة العلاقة الاخيرة مع رئيس الوزراء الذي يشكل وحزبه مكونا اساسيا في تحالفهما الطائفي. ا نا لاافهم تدخلاتهما المستمرة في الامورالفنية والادارية للحكومة, ناهيك عن الامور السياسية للوزراء والمحافظين مثلا وبشكل مباشروفي عموم العراق وكأنها ضيعتهما الخاصة وهؤلاء خدامهما المطيعين.. فلا هما رئيسي وزراء ولا هما وزيرين في الحكومة ولا هناك زعيم ديني او مرجع اخر يفعل مثلهما ولا هما ممثلان لمرجعية دينية ما يعملان وفق توجيهاتها بحيث يسمعهما الناس او تتوجل الحكومة ورئيس وزرائها من اعتراضهما احتراما لامتداداتهما في المرجعية تلك. وهما في بعض الاحيان السياسية الحرجة يستخدمان اسم وموقع مرجعية السيد السيستاني لاخفاء عجزهما او لتمرير نية سيئة ما في نفوسهما..والسيد السيستاني ومرجعيته وحاشيته واتباعه ابعد ما يكون عن شخصيهما وحزبهما وحواشيهما قياسا باحزاب الاسلام السياسي الاخرى التي تتكأ على عمامة السيد السياستاني منذ الاحتلال ولحد الان . فهما لا هذا ولا ذاك.. فلماذا هذا التمدد في حركتهما كما يشاآن ,لولا البناء الفكري الامبراطوري وهو حلم الايرانيين في سلطتهم القومية على بلادهم والبلاد المجاورة؟.ان حلم الامبراطورية الفارسية التي كان يسعى لها الشاه المقبورتعبرعنه القيادة الايرانية الحالية في ايران والقيادة الحكيمية في العراق و.الخطورة ستبقى قائمة اذا لم ينموالموقف الصحيح في طريقهما وخاصة الموقف الوطني الديمقراطي في العراق في وجه تحركات الحكيمين الامبراطورية المدعومة بالسياسة والمال والسلاح والاعلام من ايران. لم يتوفر دعم لجهة سياسية او حكومية مثلما يتوفر الدعم الان لعائلة الحكيم ومن ايران بالتحديد والتجاوز على المال العام العراقي. ان وجود ايران في العراق مرتبط بوجود الحكيم ووجوده وتأثيره مرتبط ايضا بوجود ودعم ايران له عبر تدخلها في العراق. وما التآمرالجديد المعد بعد استقالة رئيس البرلمان محمود المشهداني والساعي لأسقاط حكومة المالكي الا استمرار للنهج الامبراطوري الذي تسلكه عائلة الحكيم من خلال حكمها وتسلطها على العراق يدعمها محليا التحالف الكردستاني لأغراض قومية ضيقة. قد تكون زيارة المالكي الأخيرة لطهران ولقائه بالسيد الخامنئي فرصة لفتح هذا الموضوع ومعرفة موقفه منه والى اين يسيرعبد العزيزالحكيم في خططه في العراق ولابد انه أي المالكي قد فهم دور ايران من زمان طويل وتدخلها في شؤؤنه.. لهذا اراد اثبات استقلاليته هذه المرة والاعلان عنها بعدم خلع ربط عنقه ,كما فعل في المرة السابقة .وهذا دليل ومؤشر ولو انه بسيط في سعي المالكي لأثبات استقلاليته ووطنيته واختلافه السياسي مع الحكيم الذي يمثل ايران في العراق , الذي قد لايكون فيه عودة الى التحالف الطائفي مع الحكيم وامثاله. كما ان أي تحالف طائفي لا تدعمه ايران سوف لن يصمد طويلا لأنه يحتاج دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا ايرانيا .اتمنى للمالكي ان يحقق مساعيه وان نراه وطنيا حقيقيا يلتف حوله على الاقل ابناء حزبه الذي عبر دائما عن سعيه للاستقلال عن ايران ولو انه كان دون جدوى,لسعي الاطراف الايرانية الاصل والتفكير فيه (لأيرنته).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاصلاح الزراعي ومحسن
علي السعيد ( 2009 / 1 / 23 - 20:29 )
الاستاذ الحراك مايعجبني من كتاباتك .. هو موقفك الوطني السليم ووقوفك بوجه الطائفية ورموزها واهتمامك بمستقبل بلدك والبحث عن الخلاص .اسمح لي ان اظيف شيئا مهما في موضوعك الحالي ... هل نسيت محسن الحكيم من اصدر فتوى ابان صدور قانون الاصلاح الزراعي في العراق في فترة ثورة تموز 1958حين أعلن بفتواه إنه لايجوز للفلاح ان يستلم حصته من الارض الموزعة من الدولة للفلاحين ولاتستجاب صلاته على أرض صادرتها الدولة من الاقطاع و ؟ وهل تناسيت موضوع احلال هدر دماء الشيوعيين في العراق بعد ثورة تموز 58 ؟ شكرا جزيلا لكم .


2 - كلنا وطنيون
عبد العالي الحراك ( 2009 / 1 / 23 - 21:57 )
يجب ان يكون موقفنا جميعا موقفا وطنيا خالصا لان مشكلتنا وازمتنا الحالية هي مشكلة وازمةانسانية وطنية في المقام الاول. لهذا لا اختلف مع اي وطني ديمقراطي يساري علماني ليبرالي مدني عتدما يدافع عن العراق وشعب العراق
لقد اشرت الى الفتاوى الدينية المسيسة او بالاحرى الفتاوى السياسية المطعمة دينيا وطائفيا في تلك الفترة وليس موقعه التفصيل بل كان القصد التنبيه الى ان الظاهرة الحكيمية هي امتداد خطير لحكيم سابق وحكيمين قادمين ابتداءا من عمار وسوف لن يعرف الشعب العراقي كيف الخلاص منهم اذا استمرينا نفقد وحدتنا الوطنية. فقد تخلصنا من عدي وقصي بالطريقة التي نعبش مأساتها الان. فهل ستستمر المأساة؟ لهذا ادعو باستمرار الى الوحدة الوطنية ووحدة الوطنيين الديمقراطيين واليساريين والعلمانيين والليبراليين والمدنيين. ومن يعمل بعكس هذا التوجه فهو يخون الشعب والوطن وفي مقدمتهم الطائفيون


3 - الفتاوى الحكيمية
سعد السعيدي ( 2009 / 1 / 24 - 10:08 )
الى السيد علي السعيد

احييك على ذاكرتك القوية. لكن يا حبذا لو جمعت كل هذه الفتاوى الحكيمية الرجعية في جميع عهودها مع تاريخ قائليها وتنشرها على صفحة الحوار. اظن انك ستفضح هذا الرهط الخطر امام الناس و تساهم بتوعية الشعب بحقيقتهم


4 - نفر كباب
سامي ( 2009 / 1 / 24 - 11:03 )
يقوم مجلس الحكيم بتقديم بطانية واحدة لكل شخص ولمن بشرط ان يقوم بانتخابهم بعد تحليف ذلك الشخص بالقران وقد جرى في مدينة الناصرية هذا بالاضافة الى ان محافظ مدينة الناصرية قام بتوزيع نفر كباب على طلاب وطلبات جامعة الناصرية خاصة اولئك الذين يسكنون الاقسام الداخلية ، كما ان المحافظ نفسه قال امام مجموعة من ابناء الناصرية : نحن شبعنا من السرقة فانتخبونا افضل من ان تنتخبوا جياعا جددا لم يشبعوا مثلنا من تلك السرقة


5 - انسحاب اثر الفتوى
جعفر الطائي ( 2009 / 1 / 24 - 18:06 )
استاذي العزيز --- لقد انسحبت اثار فتوى هدر دماء الشيوعيين على الاموات وتم نبش 18 قبر في مقابر النجف تحت تفسير الفتوى بعدم جواز دفن الكفار في مقابر المسلمين والحادثه موثقه في ملفات الحزب الشيوعي العراقي ناهيك عن آثار الفتوى المزمن والذي افرز النكرات السياسيه--- تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah