الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما ومسلمين لله يا محسنين

طاهر مرزوق

2009 / 1 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تم تنصيب باراك حسين أوباما الرئيس الجديد للولايات المتحدة للعالم الجديد أى الأمريكية ، لماذ أقول العالم الجديد ؟ لأن دول العالم كله يعتبرونه رئيسهم الجديد وينتظرون الكثير من باراك أوباما ويتمنون أن يحل مشاكلهم الكثيرة وكل بلد حسب أوضاعه المأساوية التى صنعتها لهم أنظمتهم السياسية ينظر بعيون مترقبة للكيفية التى سيتعامل بها باراك أوباما مع تلك المشاكل المستعصية وكأنه رئيس دولتهم المباشر، ووصل الأمر بالبعض بإقامة الأحتفالات الشعبية فى دولهم أبتهاجاً بالرئيس الجديد لأمريكا .
ما هذا الوضع الخاطئ فى النظر إلى الواقع المجتمعى الذى يعيشه البشر ؟ الوضع الطبيعى أن يفكر المواطنين فى رئيس دولتهم ودوره فى إيجاد الحلول لمشاكلهم ومواجهة الصعاب التى تقابلهم فى حياتهم اليومية ، لكن ما نراه منذ أنتخاب وتنصيب صاحب السمو رئيس العالم الحالى والكثير من الأفراد يتحدثون عن أمانيهم الذين ينتظرون من الرئيس الجديد تحقيقها لهم .
على سبيل المثال :
هناك من الصحفيين والمثقفين من تواضعوا فى أمانيهم بقولهم " لا نريد من الرئيس الجديد أن يقف إلى جانب قضايانا لأن هذه امنية كبيرة لكن يريدون أن يستمع إليهم ويحترم حقوقهم " وآخرين ذهبوا إلى القول بأن على الرئيس الجديد أن يدرك " بذكائه أن أمريكا لم تعد القوة العظمى فى العالم الآن " وهذه هى الخباثة ودس السم فى العسل كما يقولون ، فهذه أفضل الألعاب التى يجيدها العقل العربى المسلم ، بالرغم من أنهم يتضرعون إليه ولا ينتظرون منه أكثر من الأستماع !! عجيب هو أمر العرب المسلمين !
قطاع آخر يتمنى من الرئيس الجديد أن تكون أولى أهتماماته مشاكل الشرق الأوسط أى قضية فلسطين ولا يكتفون بذلك فى أمانيهم بل يطلبون من باراك أوباما الذى وقع من " القفة " الأنسحاب " الفورى " من العراق وأفغانستان وكأنه يعمل لديهم !
لم يقتصر الأمر عند ذلك الحد بل تعداه إلى أن كثير من النخبة العربية الإسلامية بدأت بتوجيه النصائح والتوصيات والأرشادات إلى رئيس أمريكا الجديد ، ولم تقتصر نصائحهم على بلادهم ، لا بل كانت تجاه الدول الأخرى وما يجب فعله فى العراق وأفغانستان وبلاد الواق الواق وإلا " وإلا " ستلحقه الهزيمة والفشل وكما يعرف القاصى قبل الدانى أن العرب المسلمين ذو فطنة وذكاء لا يسبقهم فيها أحد والدليل على ذلك ما نراه من مظاهر التقدم والأبداعات الإسلامية والتى يسرق منها الكثير والكثير أولاد الكفار الأبالسة !!
يقول المثل المصرى " إللى إختشوا ماتوا " لكن العرب المسلمين لا يختشون من فضائحهم ولا من جهلهم وتخلفهم ويطالبون الرئيس الجديد بالأعتذار عما يسمونه بجرائم الرئيس السابق بوش ، ولا يمكننا التعليق على ذلك بأكثر من الدعاء بأن يشفيهم الله من أمراضهم المزمنة التى لم يخترع لها الكفار دواء ناجع حتى اليوم.
حالة شعب اليمن هى نوع آخر من التناقض العربى الإسلامى حيث أستقبلوا الرئيس الجديد لأمريكا بتنظيم المظاهرات للتضامن مع أهل غزة والمطالبة بمقاطعة المنتجات الأمريكية ، بينما طالب قيادات الأخوان المسلمين باليمن باراك أوباما بالأفراج عن بعض زملائهم الأرهابيين الذين تعتقلهم أمريكا .
لديكم الأمنيات وتريدون أن تفرضوا نصائحكم على الغير فى الوقت الذى تحتقرونهم وتكرهونهم فى أعماق قلوبكم وعقولكم التى تؤمن بثقافة القطيع والعويل ثقافة تكفير من لا يؤمن بدينكم أو من لا يؤمن بأفكاركم وتحويله فوراً إلى عدو لدود لكم ، كيف تطلبون من بشر مثل رئيس أمريكا الجديد الذى يحترم إنسانيته وإنسانية الآخرين ، الذى يحترم حقوقه وحقوق الآخرين أن يستمع إلى خرافاتكم وإلى نصائحكم التى رائحتها كأنها خارجة من ركام التاريخ وعفن السنين !
من يسمعكم تسترسلون فى قول النصائح والأرشادات يتذكر رسول الإسلام وما قيل عنه من أحاديث كما لو كان يقول حديث كل خمس دقائق من حياته ورغم ذلك لا تريدون أن تتأملوا بعقولكم فيما تقرأون وتنظروا إلى تقدم العالم وتأخركم المعجبين به لأنه واجب مقدس حسب شريعة الله المؤمنين به !
لماذا يتفاخرون بشرف وكرامة الموروثات الدينية التاريخية التى تنافقهم وتقول لهم أنهم أحسن الأمم ويرفضون التعامل بالعقل والمنطق مثل بقية البشر الأسوياء ؟
إنه يوم تاريخى للشعب الأمريكى ولشعوب العالم كله الذين يريدون أن يعيشوا أحرار فى عالم يحترم كل إنسان حقوق الآخر ، سيكون يومى تاريخى فى حياة كل إنسان متى أقتنع بشعار باراك أوباما الأنتخابى القائل " نعم نستطيع " وبدأ فى تطبيقه فى حياته اليومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة


.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا




.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد