الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم تاسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من حرب الاحتلال

عربي الخميسي

2009 / 1 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


القسم الثاني
ملخص القسم الاول
الحديث عن الجيش العراقي يثير المتاعب والغيض ايضا بنفوس إؤلئك البعض الذي لا يرى العالم ، الا من خلال منظاره العاجي الخاص، وزاويته الضيقه ، بعيدا عن قول الحقيقه ومغايرا تماما للواقع المادي وشهادات ذوي الاختصاص وتجارب الماضي القريب التي لا تقبل الطعن ، وحين اطرح هذا الموضوع ، من خلال المواقف ومعطيات الوقائع المتعاقبه للحدث دون مغالاة او مكابره او تسويف ، او تزمت ، اريد به خدمة الحقيقه والتأريخ وطرح العبر لمن يعتبر ....!

وبمناسبة مرور ذكرى يوم الجيش العراقي المصادف 6 / ك2 / 2009 اقدم للقارئ الكريم موضوعا غاية في الاهميه ، مستلا من كتاب ( العراق – الاحتلال – المقاومه ) شهادات من خارج الوطن العربي .. اصدره ( مركز دراسات الوحده العربيه.. وهو من سلسلة كتاب المستقبل العربي – 27 ) ، كاتب التقرير ( أنتوني كوردسمان ) (استاذ كرسي آلي أ – بيرك للأستراتيجيا في مركز الدراسات الأستراتيجيه والدوليه) والذي يضع فيه النقاط على الحروف ، لما جرت من احداث ومعارك يوم 9 / مايس سنة 2003 يوم بدأ الاحتلال الامريكي للعراق وما بعده ، مستنبطا منها الدروس والعبر ، كاشفا سير القتال بين الطرفين ، وتحركات ومناورات الوحدات العسكريه المقاتله في ميدان المعركه ، وكل ما يخص القطعات ، ابتداء من تقدير الموقف الذي عادة يسبق القتال ، الى وضع الخطط السوقيه والتعبويه ، ومن ثم امور السيطره والقياده ، والاستطلاع ، والاستخبارات ،والاتصالات ، وتوزيع الواجبات، والاعاشه والتموين ، وادامة المعركة ، وقتال المدن ، واستعمال القوه الجويه بكفائه والاسلحه الاخرى وغيرها ، جالبا عناية القارئ الكريم صوب معلومة ، ارى من الضروري التوكيد عليها من خلال اهميتها لحسم الموقف العسكري ، في الحروب الحديثه سواء بهذه المعركه اوفي معارك المستقبل ، الا وهي توظيف علوم التكنولوجيا وتقنينها في خدمة المعركه ، والتي كان لها الاثر الفاعل لحسم هذه الحرب بوقت قياسي اذا ما قورن هذا الاستخدام باستخدام الاسلحه التقليديه ، هذا وامور اخرى كثيره تثير الجدل وردت بالتقرير ، تاركا للقارئ اللبيب وخاصة القاده العسكريين منهم التمعن جيدا للخروج بهذه الدروس المستنبطه ، ومحاولة توظيفها لحالات الجيش العراقي الجديد الذي هو بدور التأسيس ، ويفترض به ان يكون جيشا حديثا ومتطورا ، يضاهي احدث جيوش العالم او جيوش بلدان الجوار على اقل تقدير ..! إن كانت حقا هناك ضروره لوجوده ؟ وإذن ما هو شكل ذلك الجيش الذي نريده ؟

القسم الثاني
المشكلات وأوجه القصور العراقيه

لقد نوقشت بالفعل كثير من الدروس المتعلقه بالاخفاقات العراقيه عند الحديث عن تميز القوات الامريكيه والبريطانيه ، فان العيوب العسكريه للعراق هي في النهايه عكس صورة القدرات العسكريه الامريكيه والبريطانيه .

مع ذلك فان هناك بعض دروس تستحق الذكر : -

- العراق كان بالفعل دولة طغيان : - لا يكاد يكون هناك دليل على تأييد شعبي واسع لصدام حسين ، على الرغم من ان العراقيين نادرا ما اظهروا ترحيبا عارما بالقوات الامريكيه والبريطانيه ، ولم يظهر الجيش الشعبي كقوه لها مغزاها ، وفي الحقيقه فان كل مقاومه في الجنوب جاءت من الاطارات ( الكوادر ) والقوات المواليه التي كان صدام استخدمها ليعيد سيطرته على الجنوب بعد انتفاضة عام 1991 ، وقد غدت هذه العوامل ذاتها ان صدام لم يستطع ان يطور دفاعا شعبيا من بغداد ، ولم تستطع اطاراته ان تقاتل الا في مناطق متفرقه وبغير تماسك او تنسيق . أما الجيس النظامي وغالبيته من المجندين .. فقد اظهر درجة اقل كثيرا من الالتزام تجاه النظام من تلك التي اظهرها الحرس الجمهوري .

1 - كانت لدى العراق قوات متنافسه ، مسيسه ، بيروقراطيه ومقسمه : كانت البنيه المتداخله للقوات ولعناصر الامن العراقيه افضل غالبا في مراقبة بعضها بعضا وتامين النظام الحاكم مما كانت في القتال ، كان ثمة تنسيق ضئيل ، الا في المستوى المحلي ، ولم تستطع مراكز القياده والتحكم ان توجه عمليات متماسكه .

2 - لم تكن مراكز القياده والتحكم العراقيه فعالة ابدأ ، ولم يستطع العراق ابدا ان ان يشدد عافيته في مواجهة القوه الجويه الامريكيه والسرعه التي تقدمت بها القوات الامريكيه ، ليس واضحا تماما كم من الانهيار العراقي كان عائدا الى الهجمات على مراكز القياده والتحكيم التابعه له ، والى قدرة القوه الجويه المتحالفه على شل عملياتها ، والى الطبيعه البطيئه لحركة للقوات البريه البريه العراقيه ، لقد احرج العراق – مع ذلك – من حالة التوازن بفعل سرعة المناوره الامريكيه ، وبواسطة حركة التطويق عبر الحافه الغربيه من الفرات ثم التقدم على طول الحافه الشرقيه لدجله .

3 - وما ان اقتربت القوات الامريكيه من بغداد لم يكن باستطاعتها ( القوات العراقيه ) ان تناور بسرعه تكفي لأقامة دفاع متماسك في العمق ولا التصدي للعمليات الامريكيه ، وسقطت دائرة صنع القرار فيها باطراد الى ما دون الوقائع السائده على الارض ، وبحلول وقت دخول القوات الامريكيه بغداد ، كانت هذه الدائره قد فقدت تماسك قواتها وادخلت افضل قواتها – وهي الحرس الجمهوري – بطريقة مجزأه لمواجهة اشتباكات امّنت في النهايه تدميرها .

4 - قوة عمياء وبالمثل بلا دماغ : - لم يكن العراق يملك اقمارا اصطناعيه او حدا ادنى من قدرات المركبات الجويه بلا طيارين ، ولا قدرات استطلاعيه قابلة للبقاء . كانت له قدرة راداريه ضعيفه لبطاريات المدفعيه ، ولم تكن لديه قدرات مخابرات اخرى محموله جوا ، وقد قام بحد ادنى من الاستطلاع النشط ، واذا كانت مشكلات مراكزه للقياده والتحكم قد حرمته من دماغ قادر على اداء وظائفه ، فان نقص قدراته في مجال المخابرات والاستطلاع الاستراتيجي الحديث قد جعلته فعليا اعمى في معظم جوانب القتال في ما يتجاوز المدى المرئي .

5 - تكتيكات الحرب غير النظاميه العراقيه كانت غير متوقعه ، لكنها كانت محدثه للتوتر اكثر مما كانت فعاله : - يبدو ان العراق بلغ بدرجة سيئه في الاهميه الممكنه لتكتيكاته في محاولة جذب القوات الامريكيه والعراقيه الى داخل المدن في الجنوب ، وفي قيمة استخدام القوات غير النظاميه ، وفي الممارسه العمليه فان هذه التكتيكات ادت الى اشتباكات والى نجاحات ظرفيه ، ولكن القوات الامريكيه عدلت تكتيكاتها سريعا لتتجاوز معظم المدن ولتؤمن الجسور والطرق الرئيسيه ، واعطت لتهدئة المدن اهمية ثانويه ، وبينما كان النظام الحاكم مبدعا في معظم الاحيان ، فانه اخفق في امور اساسيه مثل نسف الجسور، وخلق قوات جيش شعبي ضخم كان باستطاعته ان يمثل تهديدا جادا للاجنحه الامريكيه ، وينسف حقول النفط ، الخ ، وبدلا من ان يخيف القوات الامريكيه والبريطانيه او يشلها نجح بان يجعلها غاضبه وان يؤجل جهود الاعمال الانسانيه .

6 - إساءة استخدام حرب المدن : - ثمة درس فرعي مثير للسخريه هو ان الطرق الجانبيه وشبكات الطرق التي تتجنب المدن إنما تقلل اهميتها كدفاعات ممكنه وكعوائق ، والسبيل الافضل لكسب حرب مدن هو تجنها

7 - اخفق العراق في استخدام اسلحته للدمار الشامل : - ليس من سبيل معرفة كم من الاسلحه كان العراق يمتلك او ماذا كانت خططه ، مع ذلك فان الحرب فاجأت العراق في لحظة كان يحاول فيها منع وقوع الصراع ، وذلك عن طريق الالتزام بما تقرره اللجنه الدوليه للطاقه الذريه ولجنة الأونموفيك (لجنة الامم المتحده للمراقبه والتحقق والمتابعه ) وفاجأته حيث يمكن ان يكون قد دمر كثيرا مما يجوز او فرقه في اماكن ابعد من ان تكشف .

ربما تكون القوه الجويه المتحالفه قد شلت أية جهود لكي يستعيد العراق مثل هذه الأسلحه ومن المؤكد انها دمرت الكثير من انظمة اطلاقها ، وقد كانت القوات الخاصه الامريكيه والبريطانيه والاستراليه افضل تنظيما وتجهيزا للقيام بمهامها مما كانت في عام 1991 ، وكانت افضل تزودا بمعلومات المخابرات ،ويمكن ان يكون أثر ثماني سنوات من نشاط اللجنه الدوليه للطاقه الذريه ولجنة الأونموفيك قد فعل الكثير لأجبار العراق على تدمير ما لديه .

كذلك فان هناك إمكانيه ان يكون العراق قد شعر بأمان بدرجه كافية من غزو فعلي ، ولهذا تحول نحو استراتيجيه للبحوث والأنماء والاعتماد على تسهيلات الاستخدام المزدوج لأنتاج مزيد من الاسلحه في المستقبل ، فاذا كان الامر كذلك فانه لم تكن لدى العراق فرصه ابدا لأنتاج مثل هذه الاسلحه ، والدرس – لسؤ الطالع – هو انه لم يكن هناك ابدا ضمان بأن العراق لم يكن يستطيع ان يستخدم هذه الاسلحه او ان أي دوله اخرى تنتهك حظر الانتشار لن تستخدمها في المستقبل .

8 - اخفق العراق في استخدام صواريخه بطريقة فعاله : - الصواريخ- شأنها شأن القنابل – ليست اسلحه إرهاب ما لم يكن يمكن استخدامها باعداد كافية أو بقدره كافيه على الفتك لتقتل أعدادا كبيره وتحدث أثارا تدميرية ، ولم ينسب للعراق أبدا امتلاك اكثر من 12 – 25 صاروخا باقيا من طراز ( سكود ) وصاروخه ( الصمود – 2 ) وصواريخ ( ابابيل ) وقذائف تفتقر الى المدى والدقه وقدره الفتك بحيث يمكن اعتبارها خطرا ، وقد أدت الصواريخ الدفاعيه والهجمات على انظمة الاطلاق الى المزيد من اضعاف هذه القدره التي لم تكن فعلا سوى قدرة رمزيه .

9 - الاخفاق في استخدام العوائق المائية : - تحرك العراق – لسبب لا يعلمه احد – ببطء شديد لأستخدام العوائق المائيه ، فنسف عددا قليلا فحسب من الجسور ، ونجح بذلك نجاحا جزئيا فقط ، واخفق في الدفاع ضد إقامة الجسور وعمليات العبور على نحو فعال كما كان ينبغي .

10 - حماية القوات :- ترك العراق كثيرا من جنوده دون ملابس واقيه ودون دروع واقيه للجسم ، وأهدر افرادا ملتزمين في هجمات انتحاريه ، ولم يستطع ان يجلي الافراد بطريقه فعاله ، ان الهجمات على مدنيين غير محميين جيدا شيئ ، اما الهجمات ضد جنود متأهبين ومحميين جيدا شيئ اخر ، وادخال القوات في المعارك دون حمايه شخصيه مناسبة لا ينتح شهداء ، إنما ينتج فقط قتلى دونما حاجه الى ذلك .
الى هنا ينتهي تقرير الخبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عصابه
سعد الخير ( 2009 / 1 / 25 - 20:13 )
تتحدث وكأن العراق كان دوله .ياسيدي ..كانت هناك عصابه اختطفت العراق وعند الجد توارت هذه العصابة في الحفر والجحورواولهم كبيرهم الذي علمهم السحر

اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم