الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلتنا.. استسهال الاشياء

كاظم الحسن

2009 / 1 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اصبت بالدهشة والذهول وانا التقط بعض المواقف الطريفة والمحزنة في ان واحد، لانها تبخس قيمة الاشياء وتحط من قدرها وهي تعتمد على الفهلوة والتي تكاد تسود في حياتنا مع الاسف الشديد. ويعبر عن ذلك الكاتب كريم عبد بالقول: درج النظام المخلوع على جلب المزيد من الشخصيات الدونية والتي لا تمتلك من المؤهلات شيئا، وتحويلهم الى وزراء او محافظين ليتم توريط المجتمع بهم وتوريطهم بالمجتمع، وخطورة ما تتركه هذه السياسة من مضاعفات على نسبة ملحوظة من المواطنين، وخاصة المتعلمة والطموحة، حيث يسقط في لاوعيها نوع من استسهال الامور، فاذا كان بامكان وطبان ان يكون وزيرا للداخلية فلماذا لا يكون بوسعي ان اكون ما اريد، كأن اكون شاعرا عظيما او مفكرا او بطلا قوميا؟ ولهذا السبب فما ان تسأل احد الاشخاص، كيف يعمل في مهنة لا يجيدها وهو طارئ عليها؟
حتى يجيبك بالقول انها قضية سهلة ولا تحتاج الى سنين طويلة في المدارس والجامعات! احدهم يقول العمل في الصحافة يتطلب حفظ بضع كلمات ليس اكثر (اشار، الحرب، اضاف، اردف، تابع) وما عليك الا ان تحشوها في ثنايا الخبر.. هذا كل شيء.. اما المقالة فما عليك سوى ان تكتب المقدمة وبعدها اكتب ما تشاء ويشبه ذلك ببائع الخضراوات والفاكهة الذي يعرض افضله في المقدمة. وعن الطعام يقول: (انه حشو مصران (امعاء) ليس اكثر. اما الترجمة عن اللغة الانكليزية فهي تتطلب حفظ عدد قليل من الكلمات والباقي تتعلمه في الممارسة. اما طب الاعشاب فلا يحتاج سوى ان تقول للمريض، اذا كان من المدمنين او على الخمرة ان يقلع عنها وبعدها العلاج اما اذا كان كبير السن، فتقول له انها اثار الشيخوخة، والحبة السوداء تفي بالغرض، انها دواء لكل داء! واتذكر ان احد اقطاب النظام كان يحفظ ثلاث جمل لا غير يرددها باستمرار ويضيف عليها ما يطرأ على ذاكرته من تداعيات وهي: تفعيل التضامن بين الدول.. بلورة صيغ عربية مشتركة ينبغي اعتماد القوى الذاتية والطاقات الفعالة. طه الجزراوي يحفظ عن سيده ثلاثة مقاطع سحرية او صلته الى سدة الحكم كما يروي ذلك وهي: (حزب ثوري، قائد ملهم ومغامر).
ونفس الشخص حين تقلد منصب وزير الصناعة قال: انه لا يفقه في الصناعة، ولكن من لا يعمل بكد سوف يقتله) وهو لا يعلم ان هذا الكلام سوف يرتد عليه، فهو لايفقه بالصناعة وبالتالي يخربها! اما الجامعات العراقية فيصفها الكاتب برهان الشاوي بالقول: فهي على مدى ثلاثة عقود كانت مصنعا لانتاج الفكر القومي المنغلق على نفسه وكانت في فعالياتها بوقا للفكر الفاشي وليس غريبا ان يكون (معظم) اكاديميي هذه الجامعات من (نخبة) البعث الفكرية حصلوا على اعلى الشهادات في بحوثهم الاكاديمية حول (نظرية العمل البعثية)، (والفكر الاداري في خطابات الرئيس القائد) (وعلم الجمال البعثي) وكل الاضافات الفكرية الجبارة التي قدمها (القائد الضرورة) للفكر العالمي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| سقوط مظلة حاملة للمساعدات على خيمة نازحين في خان يونس


.. هاليفي: نحقق إنجازات كبرى في القتال في رفح لإغلاق المتنفس ال




.. السيارة -الخنفساء- تواصل رحلة حياتها في المكسيك حيث تحظى بشع


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل فلسطينيين في بلدة بير هد




.. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنهوا اجتماعهم الشهري دون الات