الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باي باي غوانتنامو !

طارق قديس

2009 / 1 / 29
المجتمع المدني


لم يَخلف أوباما وعده ، ولم يكد المقعد تحته أن يسخن ، حتى كان قرار إغلاق معتقل غوانتنامو أول قرارٍ يخط توقيعه عليه ، وقد وضع حدَّاً بذلك لسلسلة الأقاويل التي كانت تعج بها المجالس ، والصحف ، الأروقة في العالم كله، بأن كل الدعاية الانتخابية للمرشح الديمقراطي باراك أوباما ، ما هي إلا مجرد جعجعة فارغة ، ، وفرقعة في الهواء ، وكلمات للاستهلاك المحلي والعالمي فقط.

فباراك أوباما أثبت لكل المتشككين أن عهده هو فعلاً عهد التغيير ، وليس عهد الاستمرار للسياسات السابقة ، فلحن الوداع قد عزفه الرئيس الجديد منذ يومه الأول في البيت الأبيض للنهج الجمهوري الغريب ، والذي تسبب بتشويه صورة الولايات المتحدة الأمريكية في عيون الآخرين ، حتى أقرب المقربين إليها ، والحلفاء الدائمين ، وهي التي تعارف الناس فيما بينهم بأنها رمز الديمقراطية على الدوام.

فإغلاق معتقل غوانتنامو كان قبل عدة أيام ، أي قبل تنصيب أوباما في الـعشرين من يناير / كانون الثاني الحالي ، حلماً يراود الناس في الشرق والغرب ، بل يراود الأمريكيين أنفسهم ، خاصة وأن المعتقلات الخارجية قد شكلت صفحة سوداء في التاريخ الأمريكي ، حيث أن العديد من المعتقلين المناوئين لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية ، غالباً ما كان يتم اعتقالهم في تلك المعتقلات دون أن تتم محاكمتهم ، وفي كثير من الأحيان دون أن يتم إعلام ذويهم بأنهم في تلك البقعة أو تلك من العالم، وأنهم مازالوا على قيد الحياة.

ولعل معتقل غوانتنامو كان الأشهر على الإطلاق بين المعتقلات في الخارج ، خاصة وأن أخطر الشخصيات المطلوبة في القائمة السوداء العالمية كانت تنزل ضيفة فيه ، حتى اكتظت سجونه بالنزلاء ، وملت جدرانه من صيحات الضيوف غير المرغوب فيهم أينما حلوا. لذا فإن إغلاق المعتقل الشهير هو الرصاصة الأولى التي يطلقها الرئيس الجديد في صدر السياسات الجمهورية الرعناء، ولعلها لن تكون الأخيرة ، لأن أوباما قد عقد العزم على تغيير الصورة الأمريكية في عيون الناس لتعود بعدها أمريكا كما كانت بلد الفرص ، وأرض كل إنسان يسعى لأن يحقق ذاته بالطريقة التي يحلو له أن ينتهجها في حياته الشخصية.

ولعل الأمر الوحيد الذي ربما يتفق عليه أغلب الناس هو أن تصريحات أوباما من قضية الصراع العربي الإسرائيلي لا تبدو بعيدة كثيراً عن سابقيه من الرؤساء، إلا أنه ومع ذلك ، لا بد للناس أن تتفاءل ، وأن تعلم بأن الديمقراطيين والجمهوريين ليسوا سواء في نظرتهم للقضية الفلسطينية ، فالديمقراطيون أكثر ميلاً وجدية لحل الصراع العربي الإسرائيلي من الجمهوريين ، لذا فإنه من واجبنا أن نغتنم الفرصة طيلة أربع سنوات حتى نتمكن من كسب الولايات المتحدة في عهد الرئيس الديمقراطي إلى جانبنا قدر الإمكان، وأن نشد على أياديه بحرارة قائلين له : شكراً لك أوباما وإلى الأمام.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة


.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ




.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل


.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800




.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا