الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!

سامي المصري

2009 / 1 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بينما كانت القلوب مفعمة بالحزن، والنفوس ممزقة من المناظر المروِّعة لأطفال ونساء ورجال غزة، الذين يتعرضون للهجمات الوحشية، فتحول الأجساد لأشلاء ممزقة، لا تملك الدموع أمامها أن تكف عن الانهمار والنفوس عن الالتياع. وفي غمرة المشاعر الملتهبة ضد عدوان غاشم يستهدف الأطفال والنساء والمستشفيات، وحتى مقر غوث اللاجئين لم يسلم من وحشيته المتناهية. وبينا تدور تلك الأحداث المروعة، يخرج علينا برنامج الحقيقة الذي يقدمه السيد وائل الإبراشي بحلقة مستفزة لأقصى ما يكون الاستفزاز، يناقش فيها ما يزعم أنه رأي أقباط المهجر، مُمثَّلا في شخصية مرفوضة تماما من الأقباط ومن كل وطني مخلص، شخصية هجرها المنطق وامتنع معها أي مفهوم للرأي المتعقل. لم يجد السيد وائل الإبراشي من كل أقباط المهجر سوي السيد موريس صادق المحامي، ليمثلهم ويتكلم عنهم في تلك القضية المتناهية في الالتهاب، وفي لحظة أقصى درجات اشتعالها؟!!!

إن هذا التصرف المُخرِّب وغير المسئول من جانب برنامج الحقيقة لست أغرف له هدفا آخر سوى إشعال الفتنة الطائفية، في وقت غاية في الحساسية. فبينما كان المتطرفون الإسلاميون يعملون على إشعال الثورة داخل مصر، السيد وائل الإبراشي يقدم الوقود اللازم، ليعطي الفرصة للخونة لاستغلال الموقف بإشعال نار فتنة طائفية لا يمكن السيطرة عليها. والسيد موريس صادق كان يسدد خنجرا في كبد مصر من خلال البرنامج ليذبح به أقباط مصر. إن الذين يمدون النار بالوقود اللازم لحرق مصر يجدون في عبارة أقباط المهجر وسيلة فعالة لتحقيق أهدافهم المخربة. لذلك من الضروري أن نعيد تقييم عبارة "أقباط المهجر" بشكل موضوعي وتوضيح الأبعاد الخطيرة في استغلالها لحساب التطرف الذي لا يخدم سوى أعداء مصر.

أنا أعتبر هذه الحلقة عمل غير مسئول، بل جريمة ضخمة وخيانة كان ممكن أن تؤدي لضرب وحدة الوطن، في مرحلة بالغة الخطورة والحساسية. فبينما المظاهرات تغطي مصر بل العالم كله، احتجاجا على الجرائم الصهيونية، يخرج علينا هذا البرنامج بحوار بلغ لأقصى درجات الاستفزاز، مما يمكنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة في مصر لا تحتملها اللحظات الحرجة التي يمر بها الوطن. لذلك أنا أطالب بالتحقيق في هذا الموضوع الخطير. كما أجد أنه من الضروري فتح ملف أقباط المهجر المخيف بكل شفافية والذي بدأه الرئيس أنور السادات، ومازال يكبر ويستفحل ويغذيه كل عابث وكل متآمر ضد مصلحة مصر بأقباطها ومسلميها.

من هم أقباط المهجر؟!!!
هل أقباط المهجر هم جماعة صغيرة يمكن أن يمثلهم رأي واحد أو اتجاه واحد أو شخص واحد؟!!! وهل يمكن الحكم عليهم جميعا حكما واحدا من خلال هذا الرأي المستفز؟!!! إن عبارة أقباط المهجر تستخدم بطريقة عبثية مغرضة ومدمرة لوحدة الوطن ولإثارة الفتنة الداخلية لذلك نحن نحتاج لتعريف واضح لأقباط المهجر. لذلك سأقدم عدة مقالات عن هذا الموضوع المتفجر والمجحف والضار جدا بوحدتنا القومية.

كل قبطي هاجر خارج مصر هو من أقباط المهجر. المفكر العملاق والعالم الكبير والوزير السابق الدكتور رشدي سعيد من أقباط المهجر. وكذلك الأستاذ الدكتور مجدي يعقوب أشهر جراح قلب في العالم، هو من أقباط المهجر. إن كنت لا أعرف عدد أقباط المهجر إلا إني أقدره بشكل عشوائي بنحو المليون، وقد يصل لمليونين أو حتى أكثر. وهم منتشرون في الخمس قارات من أستراليا لأسيا لأفريقيا لأوربا وحتى الأمريكتين. ويعملون في جميع الأعمال بكل تنوعها ويشغلون كافة درجات الوظائف ويمثلون كل المستويات الثقافية والمهنية والفنية والتجارية. فمن بينهم العلماء الكبار والأطباء والتجار والفقراء والأغنياء وكل أنواع البشر. فهل أتغاضى عن هذا الواقع وأتجاهل كل الشخصيات المحترمة ذات الثقافات العالية، لأختار أكثر الناس تطرفا، وأعرض رأيه على أنه رأي أقباط المهجر؟!!! إنه تصرف واضح فيه التجني، ولا يمكن أن يخلو من الغرض والتعصب المخيف. كما انه تصرف يُعَرِّض أمن ووحدة مصر لمخاطر جسام في وقت حساس.
كم كان من المفيد أن يختار السيد وائل الإبراشي لحواره شخصية مثقفة مثل الدكتور رشدي سعيد. فعلى الأقل كنا سنسمع رأي وطني محترم ومفيد للجميع، بدلا من الهراء الذي سمعناه الذي لا طائل منه سوى إثارة الفتن والوقيعة بدون مناسبة.

وكما الأقباط كذلك المسلمون، فهل ممكن أن نستعمل عبارة "مسلمين المهجر (المصريين)". كمقابل لعبارة أقباط المهجر؟!!!! أليس هناك بين مسلمين المهجر متطرفين لهم آراء قد تكون أكثر خطرا من آراء السيد موريس صادق؟!!! لا شك أن هناك من الشخصيات الرائعة بن المسلمين المصريين، بالمهجر تماما كما بين الأقباط، وأيضا هناك الشخصيات المريضة والعملاء والخونة، على مواقع الإنترنيت تجد من يجاهر بخيانته وعدم انتماءه لمصر. كثيرون هم الذين يتنكرون لمصريتهم علنا وبلا خجل، هذه الظاهرة التي زادت واستفحلت منذ عصر السادات، الأمر الذي كان يعتبر عارا في عصر عبد الناصر حيث كان الوعي القومي والمشاعر الوطنية الأمينة في أوج توهجها. كم من المسلمين المصريين قد هاجر لإسرائيل بكل إرادة في معاداة معلنة لبلده. بين هؤلاء حفيد العالم العظيم مصطفى مشرفة، وقد أرسلته إسرائيل لمصر كممثل لها ضمن وفد إسرائيلي رسمي. هناك حالة أخرى غاية في الشذوذ والغرابة وهي حالة السيدة سناء حسن زوجة السيد تحسين بشير، المتحدث الرسمي لمصر أثناء حرب 1973. هذه السيدة غادرت مصر في الليلة السابقة على المعركة ومعها مستندات في غاية الخطورة، وتوجهت مباشرة لإسرائيل حيث عاشت هناك عدة سنوات. ثم هاجرت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة حيث نشرت كتابا لها بعنوان "سنوات في أرض الأعداء". في هذا الكتاب عبِّرت عن إعجابها بكل ما رأته أثناء تنقلاتها ورحلاتها داخل إسرائيل. ثم أفاضت في وصف سعادتها الغامرة بعلاقاتها الجنسية مع امرأة إسرائيلية تنقلت بها في طول البلاد وعرضها!!! هل ممكن أن أستخدم هذا الكتاب وآراء هذه السيدة وسلوكها كمقياس للمصريين المسلمين بالمهجر؟!!! فهل ممكن أعتمد على مثل هذا الكتاب لأدلل على خيانة كل المسلمين المصريين بالمهجر؟!!!

السيد أشرف مروان الذي كان يعيش في إنجلترا هل هو من مسلمين المهجر؟ لقد كان يعمل سكرتير للمعلومات للرئيس أنور السادات، في نفس الوقت كان يعمل جاسوسا (مزدوجا- والله أعلم) مع المخابرات الإسرائيلية، بينما كان يشغل واحد من أخطر مناصب الدولة!!! والثابت أنه هو الذي أبلغ إسرائيل بساعة الصفر قبل المعركة في عام 1973. وبالرغم مما قيل انه كان يضللهم لتبرير موقفه، فمن الثابت من وثائق الحرب أن إسرائيل كانت على علم بساعة الصفر في الموعد المضبوط! والدليل على ذلك، المظلة الجوية التي غطت سماء سيناء يوم المعركة الساعة 12 ظهرا، وهو الموعد المفروض أن تقوم طائراتنا فيه بالإغارة كتحضير للمعركة. وترتب على ذلك تأخير هجوم قواتنا الجوية إلى الساعة 1:50 حتى بدأت الطائرات الإسرائيلية في الهبوط. وذلك يؤكد أن القيادة الإسرائيلية كانت على علم بساعة الصفر بكل دقة. هل أشرف مروان يسيء للمسلمين في المهجر أو في مصر؟!!! لماذا يتَّبع الإعلام المصري هذا الأسلوب الفاسد مع الأقباط فقط وما هو الهدف منه؟!!!!

هل عندما أختار شخص يمثل أقباط المهجر أختار أكثر الشخصيات تطرفا وأدعي أن هذا التطرف هو رأي أقباط المهجر؟!!! إن هذا الموقف المتعصب جدا والمضلل لا هدف منه سوى البلبلة والوقيعة واستثارة غير المثقفين والدهماء ضد الأقباط في وقت لا تحتمل فيه الإثارة.

لذلك فإني أعتبر برنامج الحقيقة للسيد وائل الإبراشي مع موريس صادق كان هدفه هو الإثارة الدينية والتحريض على الفتنة ويلزم عمل التحقيق لمنع مثل هذه التصرفات المضرة بالأمن القومي لمصر.

للحديث عن أقباط المهجر بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع


.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية




.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا


.. 161-Al-Baqarah




.. 162--Al-Baqarah