الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلِّسان ٱلعربىّ وٱلِّسان ٱلأعجمىّ

سمير إبراهيم خليل حسن

2009 / 1 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




لقد جآء فى ٱلقرءان وصف للسانه بٱلقول "لسانا عربيًّا" 12 ٱلأحقاف. وبٱلقول "هذا لسان عربىّ مبين" 103 ٱلنّحل. وبٱلقول "حكمًا عربيًّا" 37 ٱلرّعد. وبٱلقول "قرءَانًا عربيًّا" 2 يوسف و113 طه و28 ٱلزّمر و3 فصّلت و7 ٱلشُّورى و3 ٱلزخرف.
وجآء فيه عن وسيلة تنزيله للناس بٱلقول "بلسانٍ عربىّ مُّبين" 195 ٱلشعرآء.
وجآء فيه وصف لمحمول قوله بٱلقول "ٱلكتٰب ٱلمبين" 1 يوسف و2 ٱلقصص. وبٱلقول "وقرءان مُّبين" 1 ٱلحجر و69 يس. وبٱلقول "نورًا مُّبينًا" 174 ٱلنسآء. وبٱلقول "تبيَانًا لكلِّ شىء" 89 ٱلنحل. وبٱلقول "هذا بيان للناس" 138 ءال عمرٰن.
وجآء فيه وصف يفرق بين لسان ٱلبشر عآمّة وبين لسان ٱلبشر ٱلحامل للتنزيل:
"ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشر لّسان ٱلّذى يُلحِدون إليه أعجمىّ وهٰذا لسان عربىّ مُّبين" 103 ٱلنّحل.
وجآء فيه أنّ ٱللّه يرسل رسلا من ٱلبشر بلسان قومهم ليبلّغوا ما يريده من بيان:
"ومآ أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبيّن لهم" 4 إبرٰهيم.
"فإنَّما يسّرنٰه بلسانك لِتُبَشِّرَ به وتُنذر به قومًا لدًّا" 97 مريم.
"فَإنَّما يسّرنٰه بلسانك لعلّهم يتذكّرون" 58 ٱلدخان.
ٱلِّسان هو ٱلوسيلة فى صناعة ٱلكلام فيكون ٱلكلام قولا يدركه سامعه ويفهمه. فإن ترك ٱلناس للظّنِّ سبيلا إلى ٱلفهم ٱنحرف فهمهم إلى ٱلظّنون. وهذا ما فعله ٱللاغون فى ٱلقرءان وٱنتشر لغوهم فى ٱلتعليم للأبنآء فٱنتشر ٱلظّنّ ولَبِسَ ٱلحقَّ عليهم.
لقد قال أصحاب ٱللغو قولهم فى كلمة "عربىّ" أنّها ٱسم لقوم ٱلرسول وأنّ كلمة "أعجمىّ" ٱسم لقوم فارس لأنّهم لا يتكلمون ولا يفهمون لسانهم. إلآ أنّهم قالوا عن غيرهم ممن لا يتكلمون ولا يفهمون لسانهم أنّهم إفرنج. وصار قولهم هذا هو ٱلقول ٱلمهيمن على ما يُزعم به من تفسير وشرح لقول ٱلقرءان.
لقد بيّن ٱلقرءان بقوله:
"ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بٱلحقِّ وأحسن تفسيرًا" 33 ٱلفرقان.
أنّ ٱلتفسير ٱلأحسن هو تفسيره وليس تفسير ٱلبشر فهو "بيان للناس" و"تبيانًا لكلِّ شىء". فما هو تفسير ٱلبشر للبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء؟ ومَن هو من ٱلبشر ٱلذى يملك علمًا بكلِّ شىء حتّى يفسّره؟
لقد خلق ٱللّه وصنع وأتقن صنعه. ومن صنعه ٱلناس ٱلذين نفخ فيهم من روحه وأرسل لهم بيانا عن صنعه حتّى يتقوا ٱلفساد فيه فلا يذوقوا عذابه. وجآء ٱلكافرون من ٱلناس وهم كثيرون فصنعوا لغوهم فى ٱلبيان وهيمنوا بلغوهم على تعليم ٱلأبنآء أنّ لسان قوم ٱلرسول بجهله وعلمه يحمل ذات ٱلوصف ٱلذى للقرءان لأنّ لسانهم كان ٱلحامل له.
ولم يرَ أهل ٱلظّنِّ فرقًا بين ما يُوحى للرَّسول ٱلبشر بلسان قومه ٱلبشر من بيان وتبيان لكلِّ شىء عن صنع ٱللّه ٱلمتقن وبين ما يحمله لسان ٱلذين يعلمون عن هذا ٱلحقِّ من ٱلقوم من دون وحى. فٱلِّسان واحد لدى بشرٍ لا يعلم من هذا ٱلحقِّ شيئا أو يعلم بٱلقليل منه ويعجم عن ٱلحقِّ جميعه وأخر يعلم بٱلوحى جميع هذا ٱلحقِّ ويعربه.
بفعل هذا ٱلفرق جآء ٱلوصف بكلمة "أعجمىّ" للسان ٱلذى يلحدون إليه وهو بشر ومن قوم ٱلرسول وبكلمة "عربىّ" للسان قوم ٱلرسول فيما يحمله من بيان فى قول ٱلوحى.
فما صنعه أهل ٱللغة من لغو وزعم بشرح وتفسير وما قعّدوه من قواعد هو صناعة كافرين بما جآء من وصف للسان ٱلقرءان:
"وقال ﭐلّذين كفروا لا تَسمَعُوا لِهـٰذَا ﭐلقُرءَانِِ وﭐلغَوا فيه لَعلَّّكم تَغلِبُونَ" 26 فصّلت.
وهؤلآء صنعوا لغوهم فى ﭐلقرءان وما زالت صناعتهم تلغوا فيه إلى يومنا هذا.
لقد وكّد بلاغ ﭐلقرءان أنّ محمدًا بشر. ولسانُه هو لسان قومه ﭐلبشر. وقد نزل على قلبه بيان عن صنع ٱللّه ٱلمتقن بلسان عربىّ خطًّا ونطقًا وثُبِّت فؤاده به. فنطق قوله ٱلعربىّ بلسان قومه وخطّه بيده نسخًا لِّما نزل على قلبه وهو خطّ لا يعلم به قومه حتّى يومنا هذا.
لقد نزل ٱلقرءان بلسان قوم ٱلرسول قريش. ولسان قريش هو لسان شام ٱلذى يتكلّم به ويفهمه جميع أبنآء بلاد ٱلشّام ٱلمتعلّمون ٱلخطّ وٱلتلاوة وٱلأميّون على ٱلسّوآء. فكان كلام ٱلقرءان هو ما يتكلم به هؤلآء ولا توجد فيه كلمة أعجميّة عليهم ولا قول. وهذا ما يبيّنه قول ٱلقرءان:
"وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ(196) أَوَلَم يَكُن لَّهُم ءَايَةً أَن يَعلَمَهُ عَلَمَٰٰۤؤُا بَنِىۤ إِسرَٰۤءِيلَ(197)" ٱلشعرآء.
فهو لسان زبر ٱلأولين ولو كان بلسان أخر ما كان ليعلمه علمآء بنىۤ إسرٰۤءيل.
هذا ما جعلنىۤ أعود على لسان ٱلعآمّة وٱلِّسان ٱلعبرىّ وٱلأرامىّ بفعل ما صنعته ٱللغة ٱلفصحى من لغو وتحريف لخطِّ ٱلكثير من ٱلكلمات ولنطقها وحرفت ٱلكثير من ٱلكلام عن مواضعه فضيّعت ٱلدليل. فقد جعلت صناعة "ٱللغة" جميع ٱلمتعلمين بلسانها لا يفهمون كلام ٱلقرءان كما لا يفهمون كلام ٱلعآمّة وهو كلام ٱلزّبر وكلام علمآء بنىۤ إسرٰۤءيل.
عربية ٱلِّسان (أىّ لسان) فيما يبيّنه من حقٍّ ومن أمر ولا يعجم فيهما ولا يعسر. وهذا ٱلوصف كان للسان ٱلقرءان ٱلمحمول بلسان قريش. أما لسان قريش ٱلذى لا يحمل ٱلقرءان وكذلك لسان أىِّ بشر فلا يحمل هذا ٱلوصف لأنّه مهما عظم بيانه فى ٱلحقِّ يبقى ما يعجم عليه منه ٱلكثير ولا يستطيع بيانه. فلسان أىّ قوم بمن فيهم لسان قريش هو لسان أعجمىّ لأنه لسان بشرٍ.
فقول ٱلقرءان:
"ولو نزّلّنٰه على بعض ٱلأعجَمِينَ(198) فقرأَهُ عليهم مَّا كانوا به مُؤمنينَ( 199)" ٱلشعرآء.
لا صلة له بما قاله ٱلزاعمون بشرح: (أنه لو نزل على رجل من الأعاجم ممن لا يدري العربية كلمة وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته لا يؤمنون به) (ابن كثير).
فما يبيّنه ٱلقول أنّ ٱلكافرين لا يؤمنون بٱلقرءان حتى لو نزل على بهيم "ٱلأعجمين" (جميع ٱلبهآئم كٱلبقر وٱلحمير وغيرها. وهذا ما يبيّنه قول ٱلشاعر ٱلجاهلى ٱلملقب بذى ٱلخرق ٱلطهوى: يقول الخنى وأبغض العُجْمِ ناطقاً إلى ربِّنا صوتُ الحمار اليُجَدَّع) حتى لو قرأه ذلك ٱلبهيم عليهم (أخرجه لهم منطوقا ومخطوطا) فهم لن يؤمنوا به على ٱلرّغم من حدوث أمر غريب وعجيب أمامهم. فكيف سيؤمنون وقد نزل على بشر مثلهم؟!!
ولأنهم لا يؤمنون بفعل قوّة كفرهم عملوا على صناعة لغوهم فيه وهيمنوا على تعليم أبنآئهم لغوهم ووسآئله فجعلوا ٱلقرءان علىۤ أبنآئهم أعجميًّا.
وأقول ما ٱستقرّ لدىّ فهمه متحرّرًا من لغو ٱلكافرين أنّ كلمة "عربىّ" هى وصف لما حمله لسان قريش من قرءان ٱللّه. أما لسان قريش ولسان أىّ بشر خارج هذا ٱلحمل فهو لسان أعجمىّ.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللسان
المنسي القانع ( 2009 / 1 / 29 - 23:42 )
عزيزي سمير اللسان هكذا يكتب!!!!
تحياتي


2 - اللغة العربية
العراقي ( 2009 / 1 / 30 - 00:19 )
ان اللغة العربية هىاللهجة قريشية تجارية كانت لدى قريش وهى فيها كثير من المفردات العبرية والارامية والفارسية والاغريقية ومصرية القديمة يعني هى اللغة تكونت على ضهور اللغات القديمةالتي سبقتها حضاريا

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah