الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بواكير الازمة العراقية الكويتية

وصفي السامرائي

2009 / 2 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد انتهاء الحرب العراقية_ الايرانية كانت العلاقات بين العراق والكويت تجتاز منطقة صخور وعرة لعوامل تاريخية ومستجدة. فعلى سبيل المثال التقط العراق برقيات متبادلة بين وزارة الخارجية الكويتية وسفارتها في طهران تحمل الاولى امر الى القائم بالاعمال الكويتي هناك لكي يقابل علي اكبر ولايتي " وزير خارجية ايران " يعرب فيها عن رغبة حكومة بلاده بفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الدولتين. استغل ولايتي الموقف ليطلب من الكويت ان تزوده بكميات من الكيروسين كانوا يحتاجونها. وكان تعقيب الجانب العراقي على هذه الرسائل : " لماذا لم يبدئونا بالسؤال عما نحتاجه؟ " و " الان يخطبون ود العجم و لا يهتمون بالعرب" .
بعدها زار الشيخ " سعد السالم الصباح " واشنطون سنة 1989 للتفاوض على صفقة شراء طائرات ف 18 وقد وجه اليه سؤال عن الضمانات التي تقدمها الحكومة الكويتية حول عدم استخدامها ضد اسرائيل؟ فكان جوابالشيخ بان الطائرات اشتريت للدفاع عن الكويت من جيرانها ليصل الخبر الى العراقيين فاعتبروه موجه ضدهم.
بعد انتهاء حرب الخليج الاولى تقاطرت على بغداد الوفود العربية مهنئة الا الكوست لم تقم بذلك لوجود راي لدى الاسرة الحاكمة بان العراق هو المطالب بزيارة الكويت لتقديم الشكر على مواقفهاالمساندة في الحرب.
على اثر هذه الحوادث وغيرها بدات مشكلة ترسيم الحدود بين البلدين مما استدعى ان يقوم الشيخ سعد العبدالله بزيارة الى العراق في 6 شباط 1989 التقى خلالها بالعديد من المسؤولين العراقيين كان اخرها لقاءه مع صدام. تمخض اللقاء على تشكيل لجنة ثنائية للبحث في حل المشكلة , اا ان صدام اثار موضوع الموانيء العراقية حيث لا يوجد فيها ميناء قادر على استقبال الاسطول العراقي, فاجاب الشيخ سعد ان هذا الموضوع يتطلب بحثه مع كل دول الخليج, وبالنسبة للكويت فهي مستعدة للتعاون بمنح تسهيلات للاسطول العراقي في جزيرتي " وربة" و بوبيان الكويتيتين دون ان يخل ذلك بعائديتهما الى الكويت.

و لحلحلة الازمة قام امير الكويت بزيارة للعراق , كانت الاجواء ودية ولم يتعرض خلالها لمشكلة الحدود. وقد سال احد الوزراء الكويتيين المرافقين للامير سعدون حمادي نائب رئيس الوزراء العراقي للشؤن الخارجية عن امكانية عقد معاهدة عدم اعتداء بين البلدين على غرار ما حصل مع السعودية, فكان رد حمادي انه من الملائم الانتهاء من ترسيم الحدود بعدها يتم بحث المعاهدة.
احتدمت العلاقات بين البلدين بعد هذه الزيارة بسبب الخلاف حول اسعار النفط و حصص الاوبك.
في كانون ثاني قام السيد سعدون حماديبزيارة الى الكويت لطاب قرض بمبلغ عشرة بلايين دولار ليواجه بلده ضروفه الاقتصادية الصعبة الا ان الاوراق اختلطت خلال الزيارة على خلفية الخلاف الحدودي و قضية اسعار البترول.
وبعدها بشهر قام الشيخ " صباح الجابر الصباح" بزيارة للعراق ردا على زيارة حمادي , وجرى خلال الزيارة اثارة موضوع الديون الكويتية على العراق و المح الشيخ بان الكويت يمكن ان تقدم قرض للعراق بمبلغ 500 مليون دولار تضاف الى الديون السابقة التي بذمة العراقيين في حين طالب العراق تطبيق معاهدة الدفاع المشترك ومن ضمنها منح تسهيلات ستراتيجية للعراق في الموانيء الكويتية. وبعد عودة الشيخ الى الكويت كتب اليه حمادي مقترحا حول تشكيل لجنة لترسيم الحدود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس