الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن تنالوا من استقلالية القرار!!!

ثروت زيد

2009 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وسط ضجيج القصف والانفجار، من تحت أكوام البيوت المهدمة والدمار، على أناة الثكلى واليتامى والجرحى والمقعدين الأخيار، يطل علينا من ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا خارج الصف الوطني ليعلنوا تفجير معبد استقلالية القرار، على جثث أطفال غزة وجماجم الشهداء يجري انتزاع القرار الفلسطيني المستقل، والتمهيد لتنصيب أمراء الانشقاق، بل واستبدال مرجعية وحدانية التمثيل التي بذل على شرفها الدم الطاهر بمرجعيات ليس لها وطن أو عنوان، عباءة قديمة جديدة أعياها النضال على المنابر، نال منها الهوان حتى أن جبهتها وباعتراف المغتصب هي الأكثر هدوءاً، تتوسل للوسطاء أن يسعوا لها برعاية أمريكية للقاء الغاصبين، ليبارك ذلك المغلوب على أمره المنتصر على والده المتكئ على قواعد أمريكية توفر الغطاء الأمني لإسرائيل في المنطقة برمتها.
تغتصب غزة وسط ديماغوجيا وتضليل شامل يمارس باسم الدين، شهداء روت دماءهم ثرى الأرض الطيبة على يد المحتل الغاشم ومن نجا فان يد القتلة الظلاميين بانتظارهم، ليكون الانتصار بتثبيت سيطرة عمياء على قوت الجياع والمشردين من شركات استثمار الأنفاق التي فضح أمرها، أمر لا يقبل التأويل والاجتهاد، لقد سقط القناع عن الوجوه الشاحبة، برنامج سياسي وفكري وعقائدي يخصّ إدارة الدولة والمجتمع، لا ينسجم مع إطار الوحدة والحوار الوطني، إصرار على النصر حتى آخر طفل في غزة، وكلما لاح بالأفق بريق أمل بالوحدة ولملمة التشظي والتشتت أطفأ وميضها على يدي انفصاليين ولاآتهم باتت لا تخفى على احد، امتدادات تشعبت ذيولها متسللة بجيوب تناقضات أمة أصابها الوهن واستعرت تناقضات ألوانها القومية والطائفية، مخططات سوداء ظلامية تتنكر لدم الشهداء خدمة لأجندات خارجية تلتهم الإرث الثقافي والتاريخ الكفاحي المعمد بالدم ليفسد المشهد الفلسطيني بكليته وينال من هويته الوطنية.
إن محاولات النيل من وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني ليست جديدة، حروب عديدة دارت رحاها على الأرض العربية ضد القرار الفلسطيني المستقل، كان معظمها بقيادة حامي العروبة القومي، الذي وجد ضعاف النفوس من زعامات فصائل وتنظيمات يكاد لها وجود، ممن لم تغبّر أقدامهم من ثرى فلسطين لتنفيذ مؤامراتهم، حرب الانشقاق في طرابلس وغيرها ما زالت تدمي الذاكرة، سجلات التاريخ الفلسطيني يزخر بمحاولات فاشلة مهزومة لانتزاع شرعية التمثيل الفلسطيني، وفي كل مرة كما هو الحال الآن بمفاجئة الدوحة التي لم تعدوا كونها الإفصاح عن نوايا خبيثة تتساوق مع أحلام الاحتلال وأنظمة الخنوع في العالم العربي والإسلامي وإن نفذت بأيد فلسطينية.
هجوم على الشرعية الفلسطينية بأشكال مختلفة لم تخلو من الدموية، تدبر الأمور من فنادق عواصم عربية وإسلامية دون اكتراث بالدم الفلسطيني، الأهم هو الاستحواذ على الورقة الفلسطينية للمقايضة بالمحافل الدولية، وتحقيق مكاسب خاصة لا تخدم إلا أعداء الشعب والأمة.
منعطف حاد تمر به قضيتنا، صمت مريب يلف كل أرجاء المحيط العربي والإسلامي، موقف وطني لا يرقى إلى مستوى الحدث، خطر داهم يهدد مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية، إغراق بالفصائلية المقيتة، هل لنا من زعامة للشعب كل الشعب تشحن الهمم وتوحد الصف حتى يعلم القاصي والداني بأن كل الأجندات القومية والأممية المتسترة بالدين لن تنال من القرار الفلسطيني المستقل؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah