الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارب دنماركية 12 عيادات الأسنان في المدارس

ضياء حميو

2009 / 2 / 2
المجتمع المدني


فكرة عيادة الأسنان في المدرسة ابتدأت وتم تطبيقها في بعض البلديات التي حكمها الاشتراكيون الديمقراطيون ، أولى هذه البلديات كانت بلدية " اسبيه "في عام 1907 ومن ثم انتشرت إلى باقي البلديات الحمراء كما كانت تسمى ،أي الاشتراكيون ، ولكن البلديات تختلف سياستها الاجتماعية والاقتصادية من واحدة إلى أخرى تبعا لميزانيتها الاقتصادية ومن يحكمها ،ولهذا حاول الكثير من السياسيين ، وعلى مدى سنين أن يحصلوا على تشريع برلماني ملزم للدولة اقتصاديا بمساعدة البلديات التي لاتستطيع تحمل النفقات الاقتصادية بشأن عيادات الأسنان هذه.
في إحدى نقاشات البرلمان الدنماركي لعام 1971 الصاخبة ،كانت مداخلة احد الأعضاء هي الحاسمة حين تعالت تساؤلاته : ماذا عن أصحاب الدخل المحدود ؟! ماذا عن البلديات ذات الميزانية المحدودة ؟! ماذا عن أطفال الفقراء ، ممن لايستطيع والداهما تحمل نفقات علاج الأسنان الباهظة؟! هل نترك أطفالنا وعلاج أسنانهم إلى أن يكبروا أو إلى الظروف الاقتصادية ووعي ذويهم؟ماذا لو فات الأوان ، وتسبب إهمال الأسنان بمشاكل جسدية ونفسية لايمكن معالجتها ؟! حين ذك سيدفع المجتمع ثمنا باهظا ، إن لم نتخذ خطوة تشريعية الآن بخصوص ذلك !!
وهكذا كان اقر القانون وأصبح نافذا عمليا في عام 1972،بموجبه أنشأت عيادة للعناية بالأسنان في كل مدرسة ابتدائية ،تقدم خدماتها مجانا لاتكتفي بالمعالجة بل بالتوعية بكيفية العناية بالأسنان،هنالك فحص دوري ،لكل طالب ،يبلـّغ به الطالب وذويه بموعده لفحص أسنانه واتخاذ مايلزم .
في العام 1981 رأى المتخصصون والمشرعون إن قانون العناية بالأسنان لابد أن يبدأ مبكرا قبل الصف الأول الابتدائي، وبالفعل صار الفحص في مراحل أبكر من الابتدائية.
الآن تلقى ويتلقى 99% من أطفال الدنمارك العناية المجانية بأسنانهم في المدارس،وفي مرحلة مابين الرابع والخامس ابتدائي يتم فحص التلاميذ بشكل خاص حول حاجة تدعيم الأسنان بجسور ،وهي عملية مكلفة وتتطلب فحص دوري لمن يحتاجها .
في العام 1986 شمل قانون العلاج المجاني الأطفال حتى سن 17 عام ،بل حتى أؤلئك الذي بلغوا سن النضوج ، 18 سنه أو أكثر وتأجل علاجهم لضرورات طبية فان علاجهم مجاني.
ليس بالضرورة أن يتواجد طبيب أسنان في المدرسة، بل هنالك " معالج أسنان " وهي دراسة خاصة تستغرق 2.5 سنة ،اغلب أفرادها من النساء ،فمن أصل 935 معالج متخصص في الدنمارك هنالك 23 رجل فقط ،أما عدد أطباء الأسنان فهو 5139 طبيب ،إذا كانت الحالة تستوجب طبيب فان المعالج يحيلها إليه.
تتكلف الدولة سنويا لعلاج الأسنان في المدارس مبلغا 1.5 مليار كرونة أي مايعادل 300 مليون دولار.
يذكر إن العلاج الطبي في الدنمارك مجانيا لمدى الحياة لكل المواطنين والمقيمين في البلاد.

هنالك أخصائي نفساني في كل مدرسة بالإضافة إلى " عيادة الأسنان " المجهزة بالأجهزة الضرورية ،عدد هؤلاء الأخصائيين يختلف من بلدية إلى أخرى ،وعددهم الإجمالي في البلديات المختلفة 561شخص ،وعدد االخصائيين للكبار604.
هؤلاء الأخصائيون يتابعون حالات الأطفال النفسية، وعلاجها عن كثب من خلال إشراك المعلمين والأهل، وفي حالات معينة قد يحتاج ليس الأطفال وحسب للعناية النفسية بل أهل طفل ما...، ولهذا يتواجد أخصائيون للكبار أيضا ...
يقدمون النصيحة والتعليمات والتوصيات الخاصة بكل حالة مهما كان حجمها كي لاتتطور وتكون ضارة بالمجتمع .
في حالتي " معالج الأسنان " و "الأخصائي النفسي "في المدارس الدنماركية ،يلاحظ الهدف وهو رصد المشاكل البدنية والنفسية منذ الصغر ومحاولة إيجاد الحلول والعلاج لها ،الأطفال هم المستقبل بدون العمل معهم ولهم لامعنى لتسمية مجتمعات إنسانية، فعالة ومنتجه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لاجل خير البلاد
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 2 / 1 - 23:15 )
لك محبتي ايها الاخ العزز ضياء حميو
هذه الدروس من التجارب الدنماركية ..من تعتقد انه سيتمثلها في العراق .وهو البلد الذي تصر على انتماءك اليه
؟؟
ان كان انت من يخطط للاستفادة منها ....فاهلا وسهلا ...
وان كان الغاية منها المقارنة بحقارة ما نهجته مجتمعات منها ( على الاقل ) مجتمعك العراقي السابق فدلهم على طريق الحضارة الذي تاه من ابرة بوصلتهم ..
تعالوا وعلمونا ..بدلا من تعييرنا (سرا ) بالهمجية ..
طيب يا ضياء
نحن همج باقون في بلاد همجية ..
ما الداعي لارهاق انفسكم وانتم في خير البلاد نعمة ورفاها وكسلا لتصبوا مطر تعاليمكم علينا ...ونحن (ان تواضعتم واعترفتم

باهليتنا للوجود ) بشر
؟؟؟؟
علمتنا تجارب الحياة ان نعلمكم ما لم تعلمكم به (مقاهي ) الاخوانيات !!
الحديث لا يخرج عن مدار الصراحة فالرجاء ان لا (تحذفه ) هيئة تحرير الحوار المتمدن
مع ثقتي المطلقة بواسعي الافاق
قراءا وكتابا


ابراهيم


2 - زيادة الخير ...خيرين
ابو طارق البغدادي ( 2009 / 2 / 2 - 08:04 )
السيد ضياء والسادة المتتبعون تحية واحترام ...هذه تجارب شعوب ودول عانت ما عانت لكي تصل الى ما وصلت اليه من رقي وتقدم .لاضير سادتي من الاطلاع عليها من باب الثقافة اولا ومن باب تطبيقها اذا ما قراها احدهم واوصلته الانتخابات الى سدة الحكم واتخاذ القرار وربك يفعل ما يشاء ...مع التقدير والمحبة


3 - مقارنه
اياد العراقي التركماني ( 2009 / 2 / 2 - 08:54 )
ياسيد ابراهيم البهرزي
ان عرض الكاتب لموضوعه ومواضيعه الاخرى هي للتعريف بحقوق المواطن في الدانمارك وان الانظمه الاحتماعيه تختلف من بلد لاخر وان الكاتب لايقصد بذلك مقرنه اهانه بين واقع اهلنا في العراق او الدانمارك فلا مجال لهذا ان التقدم الحضاري للشعوب ينبع من الفكر المتحرر لهذه الشعوب ان تحرير العقل اولا من شروط التقدم ومتى مااستوعبنا فكره التقدم بطرق علميه عقلانيه ومقارنه بتجارب الاخرين لوضعنا انفسنا على الطريق الصحيح والسوءال لماذا لاتكون بلادي مثل بلاد الاخرين من ناحيه الخدمات الايستطع العراق بنفطه وماءه وشمسه وارضه واهله بتوفير حق العلاج والتعليم والرفاهيه؟ وان كانت المقارنه للدفع في اتجاه الصالح العام والتوعيه فلم لا ووفقتم للخير جميعا


4 - نعم لاجل خير البلاد
ضياء حميو ( 2009 / 2 / 2 - 11:32 )
شكرا لكل من علق ،وكل الاحترام لكم ،اعترف انها المرة الاولى التي ارد على تعليق ،والسبب لانه ورد من اديب وكاتب احزنني ان يظن بي ظنا سيئا اكن له كل الاحترام والتقدير واعني الاستاذ ابراهيم البهرزي
استاذي العزيز : منذ الحلقة الاولى ذكرتُ ان هذة البلاد الدنمارك فيها ايجابيات وسلبيات وهمي كان هو كيفية التعلم من هذة الايجابيات من خلال رصد ،كيف صارت واقعا فعلا يخدم الانسان ،بفعل تكاتف عمل على مر السنين بين الافراد، ،منظمات المجتمع المدني والمشرع السياسي واذا كنتَ متابعا للتجارب ستلاحظ تأكيدي على تجارب المدارس بشكل خاص ،لان البداية من هنا كانت ،كما ان هنالك اكثر من تجربة هي ليست دنماركية بل طورها الدنماركيون بمايلائم مجتمعهم وهي رقم 2 ورقم 15 التي لم تنشر بعد ،وكأممي اعتقد بمشاع المعرفة وامكانية الافادة من تجارب الشعوب الاخرى،وكي لاتتحول اقامتي الى كسل كما وصفتَها ،فاني احاول ان انقل هذة التجارب للفائدة وليس للتعالي ووصفكم بالهمجية ،او التخلف كما فهمتَ للاسف اين التعالي حين اقول لك ان بلد صغير مثل الدنمارك ناضل الاوائل لتشريع ملزم للدولة بتبني علاج الاسنان في المدارس ،الا تتمنى ان يتبنى غيرك هذا المطلب ليكون حق لابد منه في المدارس العراقية؟اين التعالي حين اذكر كيفية الطرق الحديثة في تربية


5 - الاستاذ ضياء حميو
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 2 / 2 - 18:13 )
تحيتي ومحبتي
التعليق واضح كما يستطيع اي قاريء يجيد العربية قراءته
فليس هناك اية اساءة بالظن او تلميح لوجود من يدفع لك مقابل هذه المقالات ...والا فلتدلني انت او اي من القراء على الجملة التي تؤشر لذلك في تعليقي
اتمنى ان لا اكون قدكتبت ما كتبت بلغة غير العربية دون علم مني
وانا شخصيا من محبيك ومتتبعي نشاطاتك الثقافية ايها العزيز ابو لانه
ارجو التركيز درءا لسوء الظن مع وافر محبتي

ابراهيم


6 - الأخ ابراهيم
محسن الجيلاوي ( 2009 / 2 / 2 - 18:59 )
الأخ ضياء لك مودتي ومزيدا من مقالات التنوير والحداثة وإلا سيقوا أهلنا راحوا ورجعوا ( كديش على كديش ) نحن ايضا تعلمنا في هذا العالم ، وتجارب الشعوب على أرض الواقع معارف عملية أهم من الشعارات علينا ان ننقلها بسلاسة وبدون تعالي ( كما فعلت هنا مشكورا )..وبحجم محبتي للأخ ابراهيم أقول يجب عدم النظر إلى الأشياء بهذا الشكل وأن يسمح لي المبتسر والعجول ..فالجميع أبناء هذا الوطن ومن حقنا ان نناقش ونطرح الأمور كما نعتقد ..فنحن لنا ايضا تضحياتنا وخسائرنا واخفاقاتنا وووو لقد لمحت مرة في تعليق على مقالة لي بنفس الاتجاه ، واعتقد ان تقاسم حب هذا الوطن اجمل من تعتقد ان منافينا جنات عدن ههههه ..لكم مودتي ولكل من يستحق
أخوكم
محسن الجيلاوي

اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: