الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان ومعاداة السامية

محمد كليبي

2009 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثار حنق السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي , أثناء احدى الندوات المنعقدة على هامش المنتدى , والتي جمعته الى جانب الرئيس الاسرائيلي السيد شمعون بيريز والامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى .
وهو الحنق الذي كان احتجاجا على الرئيس الاسرائيلي بسبب كلمته التي ركزت على حرب حماس الأخيرة في غزة .
أثار العديد من ردود الافعال المتباينة :
1 ) ردود الافعال المنتقدة لتصرف أردوغان , ومنها اسرائيل , وأغلب البلدان الغربية , والقادة العسكريين الاتراك أنفسهم . وقد انتقدت التصرف التركي باتباره سلوكا غير حضاري , خاصة وأن تركيا تربطها علاقات استراتيجية قوية مع اسرائيل مما بعني ان بامكان أردوغان الحوار الحضاري مع اسرائيل . فالاختلاف ليس مما يعيب الغلاقات الانسانية , ولكن كيف يدار ذلك الاختلاف .
2 ) ردود أفعال مؤئدة , كموقف الامين العام للجامعة العربية السيجد عمرو موسى الذي لم يخف مشاعره تجاه أردوغان , وعلى منصة الندوة أثناء نزول الاخير بادره موسى بالاحضان والقبلات , كما هي عادة العرب في التحضين والتقبيل بسبب وبلا سبب .
3 ) وردود أفعال مبالغ فيها , كما هو الحال لدى الجماهير في العالمين العربي والاسلامي . الى الدرجة التي أصبحت صور أردوغان ترفع في مظاهرات العرب والمسلمين كأحد أبطال الأمة !!!
وهذا الموقف ان دل على شيء فانما يدل على أن السيد أردوغان بحمل في خلجات نفسه كرها وضغينة دفينين تجاه اسرائيل وتجاه اليهود بشكل عام , وهي ذات الكراهية وذات الضغبنة التي يحملها جميع الاسلاميين الراديكاليين , ان لم نقل جميع المسلمين , في المنطقة وفي العالم , ومن ضمنهم تنظبم الاخوان المسلمين , حيث يصنف حزب الرفاه التركي ضمن صفوفهم .
انها اللاسامية تجاه الأقلية اليهودية في المنطقة والعالم , اللاسامية التي عانى منها اليهود أواسط القرن الماضي على يدي النازية أثناء الحرب العالمية الثانية وما قبلها , في ما عرف بالمحرقة النازية ضد يهود أوروبا , أي الهولوكوست .
ومن المؤسف ان العرب والمسلمين لايزالون الوحيدون في عالم اليوم الذين يمارسون العداء للسامية ضد اليهود .
أعتقد ان السيد أردوغان وأعضاء حزبه الرفاهي السلاموب في تركيا بحملون توجها سياسيا متحالفا مع القوى الاسلاموية الراديكالية في المنطقة ( بشقيها السني / الاخواني والشيعي ) من أمثال ايران وسوريا ( التي يفترض انها ذات نظام علماني ) وحزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد السلامي وتنظيم الاخوان المسلمين في مصر والعالمين العربي والاسلامي أجمع .
وان السيد أردوغان وحكومته الاسلاموية ينتظرون - بل ويعملون على ذلك - اليوم الذي يتخلصون فيه من القوى العلمانية التركية وفي مقدمتها القيادات العسكرية , أو بمعنى السيطرة على الجيش والقوات المسلحة . لان هذه القوى هي التي لازال يحسب لها ألف حساب لدى السيد أردوغان واخوانه الرفاهيين , حتى انه يعتقد أن السيد أردوغان وحكومته مرغمين من قبل الجيش والقوى العلمانية فيه على استمرار العلاقات الاستراتيجية , السياسية والعسكرية مع اسرائيل , وأنه لولا تلك الضغوطات لما كتب للعلاقات التركية الاسرائيلية الحياة , ولبادر السيد أردوغان وحكومته وحزبه الى قطع تلك العلاقات , متخذا من الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحماس حجة وذريعة .
واذا كان الحال كذلك , فهل ستتأثر العلاقات التركية الاسرائيلية بعد هذا الموقف الغريب من قبل السيد أردوغان ؟
وهل سيتاثر وضع تركيا كوسيط في مفاوضات السلام الاسرائيلية السورية ؟
والأهم , كيف يمكننا تصور أن انضمام تركيا الاسلامية الى الاتحاد الأوروبي والحضارة الأوروبية ؟
كيف يمكننا تصور أن يصبح المجتمع الاسلامي التركي جزءا من المجتمع الأوروبي الكبير ؟
وكيف يمكننا تصور أن تبقى الحضارة الأوروبية والمجتمع الأوروبي والانسان الأوروبي في مامن من الثقافة الاسلامية المتخلفة ؟
لعل المستقبل القريب يحمل الاجابة على تلك التساؤلات وتلك المخاوف ....










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سبعة أخطاء املائية
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 2 - 19:43 )
سيدي . شكراً جزيلاً على المقال أتمنى مراعاة الاملاء عند الكتابة في حقل التعديل قبل الارسال مع العلم ان هذا لاينقص من قيمة مقالتك تحياتي


2 - آآآخ
hussam ( 2009 / 2 / 2 - 20:09 )
قال الحضارة الأوروبية
اسرائيل كيف تعرف عن نفسها ؟ هل هي دولة علمانية أم دولة لليهود؟
ماذا تنتظر من ردود فعل على دولة دينية في المنطقة غير ان يتزايد الميل الى الدين عند محاربيها ؟
ثم من قال ان الانسان الأوروبي متقدم و تقدمي و حر و نهضوي بطبعه ؟
ألم تفهم بعد أن النهضة و القيم الحضارية و ما الى ذلك كانت على مستوى المؤسسات-السلطة على رأي فوكو ، ثم تعممت كأسلوب حكم و حياة ..... و هناك الكثيرين ممن لا يقبلونه ، فكيف تفسر مثلا ظاهرة العنصرية في مجتمع الحرية و العدالة و ال.... الى أخر الديباجة ؟؟
يعني أو متطرفين للاسلام أو متطرفين لأوروبة ؟؟؟ ما منعرف نفكر شوي

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في