الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميكروفونات أخطر من السلاح

باسنت موسى

2009 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحيط المساجد بمنزلي من كل اتجاه وهذا لا يقلقني كما أنه لا يثير بداخلي أي شعور بالرفض فبالنهاية المسجد دور عبادة ومن حق كل فرد أن يتعبد لله داخل مكان مناسب لممارسة طقوسه الدينية،لكن ميكروفونات تلك المساجد وما تبثه يومياً وخاصة يوم الجمعة وفي الخطب الأسبوعية أصبح يثير امتعاضي وضحكي في بعض الوقت ليس من السعادة الضحك وإنما من فرط الشعور بالهم مما أسمع.

أثناء اشتداد أزمة غزة كان الدعاء بالوباء والأمراض على العدو القاسي الأزلي في المخيلة العربية في أعلى مستوياته ولكن بالنهاية لم يأتي هذا الدعاء بنتائج تذكر وإنما انحصرت نتائجه في ارتفاع معدل التلوث السمعي في منطقة سكني وداخل أذني تحديداً،الجديد الآن هو الخطب الأسبوعية التي تبث من داخل المسجد الرئيسي ويملأ صداها عبر الميكروفون كل المنطقة المحيطة بحيث يجد الفرد وهو داخل منزله صوت جهوري لرجل يصرخ يقتحم أذنه وخصوصيته طارحاً عليه فكر يستحق أن يوصف بالمؤذي في بعض الأحيان خاصة وأن أغلب الأصوات الجهورية من خلف ميكروفونات الجوامع غير معده فكرياً لطرح أفكار اجتماعية أو نفسية على المتلقي وحتى غير معده لطرح رؤى دينية متوازنة تساعد المتلقي على أن يكون أكثر اندماجاً بشكل إيجابي مع الدين.
"الهدف من الزواج" كان عنوان الخطبة الأسبوعية للجامع الكبير المقابل لمنزلي وأخذ المقدم للخطبة يؤكد بطريقة تدعو للشعور بالأسف أن الجنس في الزواج مثل الطعام عندما تجوع بمجرد أن تمتليء معدتك به تزهده أو ربما تنفر منه ثم أنتقل سيادته من هذا تلك الفكرة التي تحدث عنها بالتفصيل بشكل مخزي محدود الفهم عبر مكبر صوت المسجد إلى التأكيد على أن الإنجاب أمر هام وضروري لكل زوج وزوجة ولا يقصد هنا إنجاب طفل أو أثنين أو حتى ثلاثة وإنما أن تعيش الزوجة هكذا تنجب أطفالاً كلما شاء لها الله بذلك أي خمسة أطفال مئة لابأس فالعدد غير مهم طالما هى قادرة على الإنجاب وحياتها الجنسية مع زوجها مستمرة،فالأولاد باعتقاد الرجل الجالس على عرش الكلمة خلف مكبر الصوت الذي يبث أفكاره بركة من السماء ولهذا لا يجب الوقوف طبياً في وجه تلك البركة وإنما تسهيل وسائل الحصول عليها!!

لا أفهم كيف يمكن أن نتحدث عن أمر شائك كالجنس في الزواج عبر ميكرفون مسجد كما أنني لا يمكن أن أستوعب أن يكون الأولاد منحة الله للمتزوجين بحيث تترك تلك المنحة هكذا بلا رابط في مجتمع يعاني من كثافة سكانية وفقر وجهل وغيره من الكوارث التي لا تحتمل إصرار البشر على أن يزيدوا بلا وعي....لكن السؤال الآن هل نظل مجرد راصدين للكوارث التي تحدثها ميكروفونات المساجد؟ أليس من الواجب أن تتخذ الجهات المعنية أي دور رقابي أكثر التزماً تجاه أثير ميكروفونات يعد أخطر من طلقات الرصاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهاك الخصوصية الشخصية
علي ديوان ( 2009 / 2 / 3 - 20:13 )
لا شك ان الوباء الصوتي ـان صح التعبير، اذ لا اجد وصف اخر اقرب ـ هو من اشد الامور التي تزيد من انتهاك الهدوء الداخلي للبيوت وللافراد, وهي انتهاك لحق الانسان في ان يستغل وقته بما يشاء من فعاليات .وهي من الخطورة والاذى تستاهل اقامة الحملات ضدها والتوعية بمضارها فبالاضافة الى كونها ازعاج صرف بالنسبة للكبار وارهاق يضيف على متاعب الحياة وهمومها وقساوتها ، وتكريس لهذا الاذى . وتكرس ايضا الطريقة الخاطئة في التعامل الفوقي حيث تجد الخطيب مسترسلا في طرح كل ما يريد ونبذ كل ما لا يرغب ، والناس في حالة تلقي سلبي ليس لهم اي دور فاعل في السؤال والاستبيان او التشكيك والنقد للوصول الى نتاج علمي من استخدام الوفت .وهي اساءة تربية للاطفال حيث لا يدخل المؤذن او الخطيب اية دورة للتخاطب مع الاطفال وايصال المعلومات وتوجيههم بطريقة علمية وتربويةـ اذا لم يكن بد من ذلك عبر الميكرفون ـ كذلك فهو يشكل لهم قدوة سيئة من عدم احترام خصوصية الاخرين والسكوت اذا ما استوجب ذلك ، فحتى لو كان اغلب الناس موافقين على ما يرتاي من مواضيع لكي يذيعها عليهم بهذا الشكل. فيوجد دائما المريض اوالطفل النائم والمواطن الذي سهر طوال الليل في العمل. والمضحك المبكي في الامر ان مستخدمي تلك الميكروفونات لا يالون جهد في التهجم على الحضارة


2 - كان الله في عونك
الحارث السوري ( 2009 / 2 / 3 - 20:38 )
في مجتمعات الإستبداد واللاقانون لاحرمة لحقوق الاّخرين ومنازلهم ولاحدودتحترم للحفاظ على كرامة وراحة الاّخرين في أنظمة تسيطر عليها الهمجية الدينية و يسيطر عليها قانون الغاب .. كان الله بعون جميع أحرار مصر والوطن العربي نساءً ورجالاً ... تحياتي الأبويةلك ياباسنت


3 - الأذية بدمهم
علوان ( 2009 / 2 / 3 - 20:45 )
انها لكارثة حقا
قلبي معكم


4 - الحكومة ليست مدنية
مصري ( 2009 / 2 / 3 - 22:36 )
من عشرين سنة وربما أكتر . دكتور يوسف ادريس ، والأستاذ انيس منصور كتبوا كثيرا عن هذه القضية . ولا حياة لمن تنادي
لو في مصر حكومة مدنية لما سمحت بذلك ولكنها حكومة عسكرية .. لكي ترتاح لازم تنام علي مخدة الدين ... ولازم تسيب الحبل لجهل رجال الدين


5 - I beg to differ
A Reader ( 2009 / 2 / 3 - 23:39 )
If we started asking the government to “limit” the freedom of those with whom we differ, then who is to say that the same oppressive device is not going to turn against you tomorrow, and take away your rights to express yourself? Freedom of speech should be universal and unconditional; it might make it harder in the beginning for purveyors of unpopular opinions like us to spread their views against a sea of widely-held poisonous ideas, but it’s the only guarantor of ultimate success.


6 - اهربي
سمير احمد ( 2009 / 2 / 4 - 07:20 )
الحل هو الهجره والهروب فاعظم شئ في بلاد الغرب الكافر احترام الفرد وحريته وحقوقه فلا اّذان ولانواقيس ولا مزامير وهكذا فالكل مرتاح من هذا التخلف
تحيه كبيره لك على شجاعتك


7 - شو الموضوع يا شباب ؟
يا غافل إلك الله ( 2009 / 2 / 4 - 08:24 )
يا شباب فهموني شو الموضوع ؟


8 - أنت محظوظة
المعلم الثاني ( 2009 / 2 / 4 - 09:32 )
محظوظة أنت يا استاذة....أما أنا فرغم نعمة عدم وجود جوامع قرب منزلي فإن أولاد الحلال لهم ثلاث -زوايا- (في كل زاوية زاوية!!) مسلحة بأعتي المكروفونات لعن الله من اخترعها من أبناء الغرب لتصل إلى أيد الرعاع ...

في اليوم (المبارك) من كل اسبوع أغلق كل النوافذ حتى في القيظ و أبحث جاهدا للاستماع إلى إذاعة غير ملوّثة فلا أجد سوى (البرنامج الأوروبي) فأرفع صوت المذياع إلى أقصاه ليقيني سماع رأي الخطباء في تزوير كتب أهل الكتاب ولعناتهم المصبوبة على الكفار و ما تجود به قرائحهم المنحطة بسباب على من هم على شاكلتي

أعود وأحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه (!) لأن مخترع الميكروفون اخترع أيضا الأقمار الصناعية الكافرة التي تتيح لي الهجرة الثقافية إلى الغرب وأنا حبيس بلادنا المؤمنة


9 - كفى
الحر ( 2009 / 2 / 4 - 12:32 )
مجرمين عمالين يخطبوا من ألف وربعمائه سنه ويشتموا أسيادهم فى الدول الغربيه الحره المتقدمه التى ترسل لهم المعونات ليأكلوا وبدون المعونات لماتوا من الجوع
كفى شعارات وتجاره بما يسمى دين كفى خداع وغسيل مخ للبسطاء الأميين الجهله هل سمعتى يا استاذه بسنت أنهم خطبوا فى سوم من الأيام عن كيفيه الأنتاج والإكتفاء من الغذاء ما يسمى بالعرب والمسلمين غير قادرين مطلقا بحكم نفسهم لأنهم فاشلين إداريا وعقليا ونفسيا إلخ


10 - الناس عاوزه كده
مختار ( 2009 / 2 / 4 - 18:42 )
الناس عاوزه كده، كما يقول المصريون
هذه الظاهرة موجودة في جميع الأقطار الإسلامية وأنا اعرف أنهم حاولوها في فرنسا وفي غيرها وتصدى لهم المواطنون قبل الحكومة وردوهم على أعقابهم
عندنا العامة تريد هذا، هي تبني المساجد بالتبرعات، هي تزود المساجد بكل التجهيزات، هي تنصب عندنا المكبرات التي توصل عبر أسلاك قد تطول لمئات الأمتار لتصل الأحياء البعيدة
في الصيف أي في موسم الأعراس عندنا يضاف إلى مكبرات المساجد مكبرات يضعها الناس على أسطح منازلهم ويبثون منها الأغاني والزغاريد إلى ساعة متأخرة من الليل، والناس راضون
مشكلتنا ليست مع رجال الدين، فهذا طبعهم، وليست مع الحكومات، لأنها لا تتدخل إلا إذا مورست عليها ضغوظ من المتضررين، مشكلتنا مع هذه العامة التي كنا نحسب إنها شعوب، وبما أننا نحن العلمانيين أقلية، فلا يؤبه لمواقفنا
جربنا وصرحنا بآرائنا فأتانا الإرهاب من العامة قبل الحكومة
لا مجال للخروج من هذه المحنة إلا بالهجرة أو التزام المذهب الإبيقوري أو الانخراط الصبور في عملية خلق رأي عام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان


11 - To response No:5, who beggs to differ
Masry ( 2009 / 2 / 4 - 19:01 )
Do not you think there is a difference between expressing an openion through written, or spoken words and shouted words via loud speakers ? Is this freedom of speech?.
Even if you consider that Friday prayer speech is a form of exercise of freedom of speech !! do you think it right to be by shouting through loud speakers?. Is there any reason why this cannot be limited to the audience inside the mosque, should it be inflicted upon those outside?.
Then again my dear Sir, frredom of speech is all about posing ideas that are amenable to disscussion , approval, or refusal, and agreement and dis-afreement, since when was the Friday prayer speech subject to all this ?.

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في