الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار بين الاديان والتقريب بين المذاهب ...

شامل عبد العزيز

2009 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لنبدأ من حيثُ أنتهى الاخرون حول الموضوع.. بعد عودة الملك عبدالله بن عبد العزيز من زيارته للفاتيكان في نهاية عام 2007 بحوالي خمسة أشهر عُقد الموتمر الاسلامي العالمي للحوار في مكة المكرمة بتاريخ 4/6/2008 وأستمر لمدة 3 أيام وبحضور 500 شخصية من 50 دولة وبدعوة من الملك نفسهُ ..
يقول الدكتور عبدااله التركي في حواره مع العربيت ( نت) : الموتمر سيركز على المشترك الانساني نافياً ما يتصوره البعض بانه يتناول وحدة الاديان أو تنازل عن الاحكام الشرعية وان الموتمر سيرد على المشككين بالحوار ويوضح لهم الحقائق ..
وبعد خمسة اشهر اضافية تم انعقاد اللجنة المشتركة للحوار بين الاديان في القاهرة بتاريخ 15 /11/2008 وقد قال وكيل الازهر ان الغاية من ذلك :
سبل تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين ونشر مفاهيم الاخوة والمحبة والسلام وتوضيح مفاهيم الاديان السماوية في نبذ العنف وتشجيع الحوار لتحقيق الخير للانسانية.... ناهيك عن مؤتمر مدريد حول نفس الموضوع وحضور البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك .... اذن هناك موتمرات تُعقد وندوات عُقدت واجتماعات لتبادل الاراء حول الحوار ... هذا بالنسبة للمؤيدين على الاقل فكرة الحوار بين الاديان اما المخالفين فانهم اعتبروا الموضوع ( كفر بواح وردة ظاهرة) مثل عبد العزيز بن محمد ال عبد اللطيف في حين قال محسن العواجي لاينبغي أخذ هذه الامور بجدية كبيرة .... وسوف لن ناخذ باراء المعارضين او المخالفين وانما سوف نركز على الذين يؤيدون فكرة الحوار بين الاديان ....
من الطبيعي جداً أن من يُريد أن يحضر لاي اجتماع وخاصة اذا كان اجتماعاً مهماً يخص مسالة ذات معاني كبيرة عليه ان يكون مستعداً لذلك وان يقوم باستحضار كافة مايخص الموضوع وان يكون مسلحاً باهم المقومات حتى يستطيع ان يؤدي واجبه على اتم وجه .. ولكن هل فعلاً في نية كل واحد وخاصة علماء المسلمين ان يتم هذا الحوار والتقارب بين الاديان الرئيسية الثلاث .. اما اذا كانت النية غير مُبيتة فان الحوار بين الاديان سوف يتحول الى الحوار بين الطرشان كما يقولون...
أن التعاليم الاسلامية ( القرأن والحديث) هي الاساس الذي يرتكز عليه المسلمين واي خروج عن اي نص ورد في هذين المصدرين يعتبر خروج يؤدي بصاحبه الى الزيغ والضلال .. هذا مايقوله المسلمين عامة وبدون استثناء .... من هذا المنطلق كيف يُبرر رجال الدين أو المعنيين الذين سوف يحضرون لهكذا مؤتمرات الايات القرانية التي تصف المحاورين الاخرين والمجتمعين معهم من اجل التقارب واشاعة روح التسامح والمحبة بانهم احفاد القردة والخنازير وانهم من المغضوب عليهم ومن الضالين اذا ماطلبوا منهم تفسير هذه الايات ؟؟ هل يستطيع رجال الدين رفع هذه الايات من القران ؟؟ أم أنهم سوف يقولون لهم ان هذه الايات كانت على زمانها وانها قيلت في ظروف معينة وانها لاتصلح لعصرنا الحالي ؟؟؟ هل هناك مخرج لرجال الدين اذا واجهتهم هذه الاسئلة ؟ ام انهم سوف يتطرقون الى مواضيع اخرى ؟ وماهي تلك المواضيع ؟؟ اذا كان الاصل هو رفض الاخر مسبقا وانه ضال وكافر فما قيمة الحوار ؟ كيف يتحاورون ؟؟ كيف يتقربون ؟
ان التصريحات لاصحاب فكرة الحوار على ان الاسلام دين محبة وسلام وتعايش سوف تصطدم مع الواقع الذي يؤمن به المسلم تجاه الاخر .....
سوف نكتفي بذكر حديثين فقط لنعرف موقف علماؤنا من الحوار :
يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب من امثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى ( رواه مسلم)..
اذا كان يوم القيامة دفع الله عزوجل الى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول هذا فكاكك من النار ( رواه مسلم).
كيف يستطيع السادة الذين سوف يمثلون الاسلام محو هذه الاحاديث من نفس المسلم العادي الذي فتح عينيه على
الدنيا وراى وقرا كلَ هذا التراث ؟ ثم ماذا سوف يقولون للطرف الاخر الذي يتحاورون معه ؟
من الغباء جداً أن نصدق أن هذه المؤتمرات سوف تُقربنا من العالم الاخر ... إن مخالفة العقل أو المنطق تؤدي الى الجهل ثم الى الخرافة ؟؟ لوكان أي واحد من القراء الاعزاء يهودياً أو مسيحياً وحضر هكذا اجتماع هل سوف يصدق ان رجال الدين المسلمين صادقين في مسعاهم ؟؟ واذا ماصدق فهل هو من العقلاء فعلاً ؟
لايمكن الجمع بين المتناقضات ؟ من المستحيل ان اتقارب مع الاخر وديني يامرني باوامر ضد التقارب ؟ وذهني مملوء بالكره والرفض له ؟
أن مايحمله رجال الدين في جعبهم لهكذا مؤتمرات هو التباعد وليس التقارب وليس الحوار ... هناك اشياء اخرى ليس الدين من ضمنها هي التي تُقربنا .. هناك اشياء تجعلنا نعيش سوية ليس الدين من ضمنها ... هناك اشياء تجعلنا نقبل الاخر ونتحاور معه ونتفاهم معه ونتصارح معه ليس الدين من ضمنها ....
هل يتصور رجال الدين المسلمين ان تعاليم الاسلام فيها من التقارب والقبول للاخر ؟ واين نجدها؟؟
اذا لم يكن ضمن برنامج الحوار هذه المواضيع فماذا سوف يكون ؟؟ هل هناك اشياء اخرى ؟ وماهي ؟؟
مامعنى أن يقول الدكتور عبدالله التركي بان المؤتمر سوف يركز على المشترك الانساني ؟؟؟
ماهو المشترك الانساني ؟؟ ثم يقول : لايتصور البعض بانه يتناول وحدة الاديان او تنازل عن الاحكام الشرعية ؟؟؟ وهذا ماقلناه في بداية المقال ؟؟ اذن لماذا الحوار؟؟ ثم يُضيف : ان المؤتمر سيرد على المشككين ويوضح لهم الحقائق ... من همْ المشككين ؟ وماهي الحقائق حتى تتوضح ؟؟؟
يجب ان نتطرق الى صلب الموضوع وبعكسه سوف تكون الدعوات والتصريحات والاجتماعات لحوار الاديان ضحك على الذقون واستغباء للاخر ...
قد يقول قائل هذا حال رجال الدين المسلمين ؟ فما هو موقفك من رجال الدين اليهود والمسيحيين وهمْ الذين يرفضون الاسلام ولايعترفون بالنبي فسوف يكون الجواب من الممكن ان نجد لديهم تحرك اوسع للحوار بدليل ان الكنيسة برئت اليهود من صلب المسيح وهذا من صميم العقائد بالاضافة الى ان يكون رجال الدين اوضح موقفاً وأصلب عوداً في تلك الحوارات حتى يستطيعوا ان يخرجوا فعلا بشي يُقربنا الى الاخر ... فهل سوف يتمكنون؟؟
أنا أنطلاقتي للموضوع من النظر الى حالنا نحن المسلمين اذا كنا لانتقارب ولانتحاور ولانقبل بعضنا البعض فهل يُعقل ان نقبل الاخرين؟؟ سوف اكتفي في مسالة التقارب بين المذاهب بمايلي:
ورد في فتاوى عبدالعزيز بن باز انه سُئل عن التزاوج بين السنة والشيعة فاجاب ( لاينبغي ) ؟؟؟
وورد في فتاوى علي السيستاني انه سُئل عن زواج الشيعية من سني فاجاب ( لايجوز إن لم يؤقن الضلال )؟؟؟
علماً ان هناك حالات بالالاف المؤلفة للتزواج بين السنة والشيعة وسوف تستمر الى الابد برغم انف من افتى ..
قبل ايام قليلة وفي مملكة البحرين تم استبعاد احد خطباء الجمعة عن الخطابة لانه شبه الشيعة بالصهاينة ؟؟؟
كيف سوف يتم التقريب مع العلم ان الشيعة روافض والسنة نواصب؟؟؟
هل تُريدون المزيد .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وشكر للسيد شامل
قارئ ( 2009 / 2 / 4 - 00:06 )
أين كنت من قبل يا سيد شامل فلقد سطح نورك من فترة ليست طويلة
أحب أن أقرأ لك دائما ويبدو أنك في الطريق لصناعة اسم كبير
بوركت جهودك


2 - كذبه
احمد العاني ( 2009 / 2 / 4 - 08:25 )
الحوار بين الاديان كذبه كبيره يحاول كل طرف ان يجامل به الاخر
فهناك نصوص صريحه وواضحه في الكتب المسماة مقدسه لدى الاديان الثلاثه ترفض الاخر وتتهمه بالضلاله بل وتكفره وتوجب قتله والمصيبه انها كلام الله وتصلح لكل زمان ومكان ولايمكن مناقشتها فلم الحوار اذن
شكرا لجهود الكاتب


3 - ممتاز ولكن
مختار ( 2009 / 2 / 4 - 15:57 )
ممتاز مقالك ولكن ما الحل؟
بما أن الدين ينتمي إلى المطلق، أي الاعتقاد بأن ما فيه هو الحقيقة المطلقة (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، فهو لا يقبل غيره. لأن هذا الغير لا بد أن يكون متناقضا معه أو على الأقل مختلفا عنه وإلا لما كان غير. المجتمعات العلمانية وحدها تضمن التعايش بين الأديان والمعتقدات لأنها وحدها استطاعت أن توفر للجميع ساحة يستطيع كل واحد فيها أن يمارس معتقده بشرط ألا يكون ذلك على حساب غيره، أي أنها تمكنت من نقل المجتمعات من الحروب الإبادية إلى منافسات في الملاعب والمسابح واستوديوهات الإذاعات والتلفزات التي أصبحت تستهلك الطاقات الجبارة للشباب خاصة بدل استخدامها في الصراعات الدومية. كما يلاحظ المرء مثلا أن المتحاورين في الغرب وخاصة المسلمين منهم، يحذفون من جدلهم كل ما يمكن أن يسيء إلى غيرهم، وهو تصرف فرضته البيئة العلمانية التي يتحركون فيها والتي هي لهم بالمرصاد كلما انحرفوا عن الطريق المرسوم لهم. ولا يعني هذا أن هؤلاء المتحاورين قد تطوروا وطوروا أديانهم نهائيا. هذا مستحيل والدليل على ذلك أن هذه الموروثات البغيضة تعود بسرعة إلى السطح عند الأزمات ويعود هذا النوع من البشر إلى طبيعته المتوحشة متدرعا بما لديه من أسلحة تبرر له رفض الآخر وإبادته. ولو كانت السلطة بين أي


4 - شكراً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 4 - 17:56 )
السيد قاريء شكراً جزيلاً على التشجيع وأتمنى أن أكون عند حسن الظن . أشكرك سيد احمد العاني كما اتمنى ان لاتحرمنا من تعليقاتك. سيدي مختار في كل يوم اتعلم منك شيئاً اتمنى ان لاتبخل علينا بتعليقاتك التي تفوق مقالتي من حيث الاسلوب والثقافة والقوة والرصانة وهذه حقيقة وليس مجاملة اتمنى لك المزيد . شكرا للجميع مع اطيب تحياتي وامنياتي بالخير

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال