الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيما خص السماحة الإسلامية...!؟

جهاد نصره

2009 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما ازدادت وتيرة العنف الذي تقوم به المنظمات الدينية بدواعي الجهاد، يهرع الفقهاء، والدعاة، والمشايخ، الذين يشكِّلون أغلبية النخب، إلى معاودة الحديث عن السماحة التي أوصى بها الدين من دون أن يدين معظمهم ما ترتكبه المنظمات تلك من فظائع..!؟ وينافسهم في هذا المضمار أتباع الديانات الأخرى بحيث يقوم الجميع بالتنقيب في تاريخ أديانهم لتقديم أمثلة ووقائع تثبت ما يدعونه..! والوقائع التي يوردونها غالباً ما تكون صحيحة وقد جرت في ظروفها ولا ينكرها أحدٌ جملةً وتفصيلاً..! لكن، إن كان من البديهي أن يسكتوا عن الوقائع المقابلة التي تناقضها والتي يغامر البعض أحياناً في الحديث عنها، فإن الغريب العجيب أن معظم رجال الدين من تلك الأغلبية يسارعون إلى تكذيب ونفي ما يقوله هذا البعض بالرغم من اعتمادهم على ذات المراجع الفقهية، واللاهوتية، والتاريخية، في ما يوردونه من وقائع معاكسة جرى السكوت عنها دائماً ومحاولة تزويرها أحياناً كما هو حالهم اليوم حيث يسكتون عن الارتكابات العنفية الرائجة في كل مكان, كما هم يسكتون عن التهديدات والملاحقات التي تطال أصحاب الرأي الأخر بل و يشجِّعون عليها.!؟
لقد حفل تاريخ الشعوب قبل الأديان وبعدها بكلِّ أنواع العنف وشروره كما حفل بضروبٍ رائدة من السماحة والعفو وهي علاقة جدلية تناقضيه اتسم بها التاريخ الإنساني عامةً لكن حين يقتصر أتباع أي دين على الحديث عن جانبٍ واحدٍ من هذين النقيضين فإن في ذلك يكمن معنى التعصب والانحياز الذي يشِّوه نبل الإيمانية من جهة ويجانب المصداقية من جهة أخرى وهذا ما يفعله على سبيل المثال الفقهاء الإسلاميين الذين يعاودون هذه الأيام الحديث عن السماحة التي اختص بها الإسلام وحده بالرغم من أن المؤلفات الإسلامية نفسها تحفل بما يناقض ادعاءهم هذا جملةً وتفصيلاً وفيما يلي نتف مما ورد في بعضٍ من تلك المؤلفات والكتب التي يعتمدونها في حديثهم عن السماحة الإسلامية:
لقد أمر الخليفة ـ معاوية ـ بصلب زياد بن أبيه ( مسلم ) وعبد الله بن نجي الحضرميين على أبوابها في الكوفة لكونهما شيعيين فقط لا غير..!؟ وصلب خالد بن الوليد ( عقَّة ) بن جثم بن هلال النمري في عين التمر بعد أن قتل رجالها وسبا نساءها..!؟ وصلب عبيد اللـه بن مرجانه الذي ظفر بالحسين وأهله: ( هانئ بن عروة المرادى ) وضيفه المختبئ عنده ( مسلم بن عقيل ) و( عبد اللـه بن عفيف الأزدي ) وكان فقد بصره يوم الجمل..!؟ وصلب الحجاج بن يوسف في خلافة عبد الملك بن مروان (عبد اللـه بن الزبير) بمكة..! وصلب مسلمة بن عبد الملك ( يزيد ) بن المهلب بجسر بابل وعلق معه خنزيرا وسمكة وزق خمر..! وصلب يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك ( زيد ) بن على بن أبى طالب بالكوفة وصلب معه ( معاوية ) بن إسحاق وأيضاً ( نصر ) بن جذيمة العبسي وكان قد تم دفنه قبل الصلب ( فنُبش ) ليعاد صلبه.!؟ وصلب خالد بن عبد اللـه القسرى في خلافة هشام ( المغيرة ) بن سعيد البجلى وبعده ( الأحمسى ) وقد تم حرق أصحاب المغيرة بالنار...!؟ وهكذا فقد تم صلب المئات غيرهم على مدى تاريخ سلطة الإمبراطورية الإسلامية..!؟ وفيما خص عمليات جزّ الرؤوس ونصبها في العراء وهو شكل آخر من أشكال السماحة التي وسمت تاريخ المسلمين فقد نصب معاوية رأس ( عمرو ) بن الحمق الخزاعى ودير به في السوق قبل نصبه.. ونصب يزيد بن معاوية رأس ( الحسين ) بن على بن أبى طالب وكان قُتل معه [ الياس وجعفر وعثمان وعبداللـه ومحمد وأبو بكر ] وقد حُملت رؤوسهم إلى يزيد بن معاوية فنصبها في الشام وبعث برأس الحسين إلى المدينة فنصب هناك ..! ونصب المختار بن أبى عبيد رأس ( عبيد اللـه ) بن مرجانة ورأس ( الحصين ) بن نمير السكسكي ورأس ( شرحبيل ) الحميري ونُصبت رؤوسهم على باب المسجد الحرام ثم ما لبث أن قُتل ( المختار ) نفسه على يد مصعب بن الزبير وصُلب بدوره على باب المسجد الحرام وسمر في يده مسمارا من حديد..!؟ ونصب مصعب بن الزبير رأس ( عبيد اللـه ) بن الحر الجعفى بالكوفة.. ونصب عبد الملك رأس ( إبراهيم ) بن الأشتر النخعى ورأس ( يحيى ) بن جعده المخزومي.. ونصب عبد الملك رأس ( مصعب ) بمصر ثم أعاده لينصب في دمشق..!؟ ونصب عبد الملك بن مروان رأس ( عمير ) بن الحباب السلمي بدمشق..! ونصب الوليد بن يزيد رأس ( يحيى ) بن زيد بن على..ونصب يزيد بن عبد الملك رأس ( عبد اللـه ) بن موسى بم نصير..! ونصب يزيد الناقص رأس ( الوليد ) بن يزيد في مسجد دمشق كما نصب رأس ( يوسف ) بن عمر الثقفي في نفس المكان..! ونصب الهادي رأس ( دحية ) بن المعّصب فور وصوله من مصر حيث قُتل ..! ويصعب ذكر كل وقائع الصلب وجزّ الرؤوس ونصبها لأن ذلك يطول وليس هذا هو بيت القصيد فقط أردنا القول إن العنف بكلِّ أشكاله تعبيرٌ عن حالة لا إنسانية تدفع إليها عوامل متعددة من قبيل مستوى تقدم المجموعة البشرية وسوِّيتها على سلم التطور التاريخي، والممانعة التي تظهر عند بداية كل دعوة دينية أو سياسية جديدة، و حاجات الإنسان المادية ومقدار العوز الذي يكون عليه، والسعي المشروع لمناهضة الظلم وغير ذلك...!؟
في كافة الأديان المنسوبة للسماء ما بعد بعد السابعة نصوص واضحة لا لبس فيها تحضّ على ممارسة العنف بكلِّ أشكاله وقد جاء ذلك وفق الحاجات التي تطلبتها بداية ومجريات سياق كل دعوة دينية في الظروف والأوضاع التي كانت تحكم حياة المجموعات البشرية..!؟ وقد أوصت هذه الأديان صاحبة الدعوات، وحضّت، على المغفرة والسماحة حين استوجبت الظروف والحاجات والضرورات ذلك..! إنه لمن الصعوبة بمكان إعطاء صك براءة مطلق لأصحاب أي دين سماوي على هذا الصعيد فتاريخ هذه الأديان، وفقهها، ولاهوتها، حافلٌ بالشواهد والبِّينات على الممارسات العنفية التي لا يستقيم معها أي حديث منفرد عن السماحة فكيف عن احتكارها..!؟
1 ـ تاريخ الخلفاء للدينوري.
2 ـ فتوح البلدان للبلاذري.
3 ـ المسالك والممالك لـ أبو عبيد البكري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبارة ؟
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 4 - 20:18 )
سيدي الفاضل : أرجو توضيح العبارة التالية:لقد أمر الخليفة معاوية بصلب زياد بن أبيه ( مسلم ) وعبدالله بن نجي الحضرميين على ابوابها في الكوفة لكونهما شيعيين فقط لاغير .. ! ؟ هل تقصد ان زياد شيعي مع العلم ان زياد اخو معاوية وقد الحقه بنسبه اي معاوية عندما استلم الحكم ؟ لم افهم عبارتك ارجو التوضيح مع تحياتي


2 - هذا غيض من فيض في التاريخ الإسلامي ...؟
الحارث السوري ( 2009 / 2 / 4 - 23:35 )
ولكن ما قتله حكام الإستبداد العرب والتقدميون منهم على وجه الخصوص فاق جرائم القدماء وخصوصاً في نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟


3 - توضيح للسيد شامل
جهاد نصره ( 2009 / 2 / 5 - 07:06 )
زياد بن أبيه ( مسلم ) هو غير زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان وهذا الأخير كان يحرض الناس في الكوفة على لعن علي بن أبي طالب وقد أوصى معاوية بن أبي سفيان واليه على الكوفة المغيرة بن شعبة بأن يداوم على شتم علي والترحم والاستغفار لعثمان بن عفان وحين أنكر ذلك مرةً رجلٌ يدعى حُجْر أمر معاوية بضرب عنقه مع سبعة من رفاقه المؤيدين وتمَّ حينها دفن ثامنهم ويدعى عبد الرحمن بن حسان حياً. وشكراً


4 - No mercy in Islam
Dr. Azzam Tamimi/Director of the Institute of Islamic Polit ( 2009 / 2 / 5 - 07:42 )
This article proves that there is no mercy in Islam. This is true as Islam is violent are resorts to bloodshed to achieve its objects -based on the violent teachings of Allah.-


5 - المصدر رجاء
عيساوي ( 2009 / 2 / 5 - 08:50 )
بحث قيم ومستند على مصادر تاريخية.
لكن الذي ارجوه ان تأتينا بالمصدر الذي اعتمدت عليه في فقرتك الاخيرة ان كل الاديان السماوية تحض عل ممارسة العنف

-فتاريخ هذه الأديان، وفقهها، ولاهوتها، حافلٌ بالشواهد والبِّينات على الممارسات العنفية-، اتمنى ان تنشر هنا لقراء بحثك القيم هذه الشواهد

لك مني كل احترام ومحبة


6 - bahi bahi
ali almadhon ( 2009 / 2 / 5 - 09:31 )
السيد جهاد نصره المحترم.
لقد ذكرت امثله حيه وحقيقيه عن الاجرام في تاريخ الاظلام، ارجو ان تذكر في المقال التالي امثله عن جرائم مشابهه في المسيحيه والبوذيه واليزيديه والصابئه المندائيه وتى عباد الصنميه.


7 - توضيح لرجاء عيساوي
جهاد نصره ( 2009 / 2 / 5 - 09:34 )
توضيح لرجاء عيساوي
وما أكثر الشواهد والبِّينات على ما قلناه لكن ذلك يحتاج لمقال آخر أو أكثر ونعد به.
وشكراً


8 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 5 - 15:15 )
تحياتي اتمنى لك المواصلة وشكرا على التوضيح اما مسالة حجر بن عدي ورفاقه فهي معروفة لدي تقبل تحياتي ودمت

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah