الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى رفاقي الشهداء الاسرى المحررين

جان الشيخ

2004 / 3 / 23
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تدوي في جوف ذاكرتي رصاصة حارقة، تلمع بالحرقة والحزن والانفعال، ممتزجة بتلاوين الفرح والفخر والنشوة، مع موعد تحرر رفاقي الشهداء الاسرى بعد سنوات طويلة من الاسر في غبطة الشهادة، شنق فيها الجلاد عريه الفكري وهزائمه الاليمة، محتفظا في زنازينه بجثث رفاقي الابطال.
غاص الصهاينة في حقارتهم وارتفع كل من رفاقي الشهداء مراتبا تلامس مراتب الانبياء والعظماء في تاريخ البشرية، حيث كان لهم وسامي شرف.الاول شرف الشهادة والفداء والثاني شرف الاسر والاعتقال ، فامتزج عرس دم الشهادة بزفاف روح الزنازين العابقة بالنصر والشهادة.
فالشهيد عبد الحرية، ولا يمكن لاي سجن صهيوني كان ان يحبس وسع حريتة التي انفجر فيها موتا وحبا بالحياة الكريمة والشريفة لقضيته وشعبه.
فرفض ان يقتله الاحتلال او الفقر او العمل، فعشق الشهادة ودروبها.
تعاودني اغنية مرسيل خلفة : نشيد الموتى . حيث يقول يا احبابي الموتى عودوا، عودوا اين كنتم ... يا احبابي الموتى عودوا.
وانتم لستم بموتى .
فها رفاقي الشهداء يعودون ، لا ادري كم زهرة حمراء من زهور الحزب الشيوعي اللبناني الواحدة والثلاثون الشهيدة المأسورة والمنغرسة منذ سنين في تراب ارض حبنا الازلي فلسطين. فهذا الوسام الثالث لكم يا رفاقي.
بعد وسامي الشهادة والاسر، لكم وسام شرف الاندماج والذوبان في قلب تراب فلسطين البطولة والانتفاضة والثورة والمقاومة.
يا رفاقي الشهداء لقد انغرس العدو في عهره وانهزامه مع كل عملية قمتم بها وها هو اليوم ينطمر هزيمة وذلا، محررا رفاتكم بعد طول الاسر. فالتحرير وما حيك حوله من عبارات: كصفقات ومفاوضات وتبادل والى ما هناك من تعابير تجارية حقيرة، وخاصة بين فرقاء غرباء عن حزبنا وحبنا لكم. فثقوا بنا يا أحبائي.
فان الذي يريدون يصوروه تقصيرا منا ونصرا لهم ولمفاوضاتهم، قد ساهموا ربما به وحاربونا هم وغيرهم ليحجموا دورنا بالمقاومة ولسنوات عدة ربما قد عايشتم بعض تفاصيلها. وها هم اليوم يمنعوننا من عرس الاستقبال والفرح. فمن سقط وقاوم واستشهد واسر ممتزجا بالاحمر وفي قلبه وروحه ينبض المنجل والمطرقة مع حب شعبه وقضيته وحزبه ومقاومته المميزة بالفعل والفكر والممارسة، فمن استشهد ليس فقط لتحرير قطعة ارض، بل من اجل تحرر شعب وحقوقه المدنية المسلوبة في انظمة ودول المزارع والطوائف والطائفية، قضيته ابعد من جنوب لبنان ومزارغ شبعا وسوار القدس، قضيته اوسع من لبنان وفلسطين والعالم العربي وكهوفه المظلمة والظالمة.
قضيته تحرير دمه من عنابر الزيت وعظامه من مقاعد البكوات، قضيته اممية في صراع دائم وشامل ضد الامبريالية ورأس حربتها الصهيونية كيفما واينما وجدت.
لا احد، لا احد، يمكن ان يختصر نضال او تضحيات وقضية احد وخاصة وان قضيتنا هي قضية الانسانية جمعاء في صراعها ضد الرأسمالية وعملائها اينما وجدوا.
فالترتفع رايتنا الحمراء خفاقة فوق رؤوس الاعداء ولن يطمس احد على نضالات حزبنا الشيوعي اللبناني وتاريخه. فقد عصى عليهم ذلك في الماضي وسيعصى عليهم دوما، ووجودكم خير برهان ودليل مادي لذلك فالترتفع قاماتكم وجباهكم الطليقة الحرة كفكركم . قامات الوعر المنتصبة والجرد الذى يختزن الصواعق والقلب الذي يترقرق بماء الوطن.
باقة رائعة من شهداء الحزب حمراء ضمن تسع وخمسون وردة لبنانية شهيدة محررة. تزف فرح شعبنا وقضيتنا واحزابنا ووطننا بعودتكم .
فمن عكار الى اقصى الجنوب من كل المناطق والطوائف تزغرد الامهات لعرس الشهادة والتحرر والعودة ولنحرق دموع الحزن الى غير رجعة برجعة الرفيق على اكتاف رفاقة وخلانه الى وطنه، الينا.
فالتنتحر الطائفية ولتستمر المقاومة الوطنية اللبنانية وطنية بكم.
ولن انسى رفيقي الاسير المحرر انور ياسين فالف تحية ووردة لك يا انور، فكما كنت تفعل انت موزعا الحلوى فرحا بنبأ تحرير رفاقك الاسرى جاء دورك اليوم الى كنف التحرير وها رفاقك يزغردون اناشيد الاض السمراء، والعرق والدم ، ارض الياسمين والزيتون ، ارض القضية والوطن والانسان، ويهتفون معك عليها عليها عليها ، ملعون البدو يلويها، فأهلا بك يا انور في وطنك وحزبك وشعبك.
ولكن لن تكتمل الفرحة ، فرحتنا ، فرحة الوطن الا بتحرير عميد الاسرى الصامد سمير القنطار فمهما حاور وماطل الجلاد فجدار السجن تتحطم امام حرية سمير وعنفوانه وارادته وصموده، وهو على موعد مع الحرية قريب وأكيد . ونحن على الوعد من اجل حركة واسعة تضامنية معه ومع كل الاسرى والمعتقلين الفلسطيننين والعرب في سجون الصهيونية. وذلك في اوروبا وامريكا وكل انحاء العالم.
الموت للصهيونية . المجد للشهداء كل الشهداء والحرية لاسرى الحرية.

الدكتور جان الشيخ
الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني في ايطاليا وفرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا