الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساجد.. وسجون...!؟

جهاد نصره

2009 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مثلما هو الأمر في تاريخ الأديان، حفل تاريخ العرب المعاصر بالمقدسات السياسية، نصوصاً، ورموزاً، ودساتير..!؟ وبالرغم من أن مشهد الحراك السياسي في نصف القرن المنصرم أوحى إلى حدٍ كبير بوجود تنافس ما بين أصحاب المقدسات الدينية، وأصحاب المقدسات السياسية، إلا أن هذا التنافس لم يخرج عن مسار نفي الحريات أولاً والرغبة في الاستحواذ الإيديولوجي والتملك السلطوي ثانياً الأمر الذي يؤكده واقع العرب الراهن في كافة دولهم..!؟
لقد تلبَّست الأديان في حياة البشر الأولين والتي لجأ مبدعوها بذكاء فذ إلى معين غيبي لا تطاوله الأنظار عبر نقلة لاهوتية في الزمان والمكان، تلبست شيئاً فشيئاً أبعاداً سياسية إدارية تجلَّت في محاولات متواصلة لتأطير الجماعة البشرية وإعادة تنظيمها وفق التطلب والوعي المستجدان، وبما يلبي الحاجة التي يستدعيها التطور والمعبَّر عنها بالانتقال من تراتبية اجتماعية اقتصادية إلى أخرى أكثر تنظيماً، واستقراراً، وتقدماً، بالمعايير التاريخية...!؟
في العصر الحديث، توفَّرت جرأة العمل على كشف المخبوءات، وتعرية المزيفات، التي راكمها نسق تشكل السلط الحاكمة بما هي سلط دينية سياسية مطلقة استحوذت على مقدرات ورقاب الجماعة البشرية على كل الصعد..!؟ ومع أن العمل النقدي النهضوي بقي مهمة عسيرة وشائكة بل مهلكة في بعض البلدان، غير أن الأكثر صعوبة في المسألة كمن في انحراف فهم الأكثرية الاجتماعية كما النظم الحاكمة عن الصواب في تعاطيها مع هذه المحاولات الجسورة والهادفة إلى تخليق دينامية وعي تتفهم دواعي التطور وتدفع باتجاهه تمهيداً لتحرير الرقاب الأمر الذي صبغها بالنخبوية، والمحدودية.! وقد حدث في الزمن الراهن أن ألبس المتضررون من أرباب السياسة ومن أرباب الأديان رواد هذه المحاولات والمقاربات النظرية المحلية التي لا عضلات لها لبوساً لا وطنياً لتبرير عمليات التخوين والإقصاء والسجن والنفي.؟
من المعروف أن الرضوخ المطلق للنصوص ورموزها، وللحكام وحاشيتهم، كان الهدف الأول لمؤسسي الإمبراطوريات السابقة كالإمبراطورية الإسلامية وقد سهر على ذلك رجال دين، ورجال منافع، وقبل ذلك جيش من العسس والعسكر تفرغوا جميعاً لممارسة كل ما من شأنه إدامة هذا الرضوخ وتزيينه..!؟ أما الصراعات على استحواذ السلطة ووراثتها، فإنها لم تتوقف يوماً وهي أخذت أشكالاً عنفية دموية عديدة الأمر الذي يفسِّر ظاهرة التعدد التناثري التناحري التي وسمت تاريخ شعوب هذه الإمبراطورية...!؟
إن الهروب الذرائعي الدائم من رؤية المسببات التاريخية لظاهرة التناثر الديني والمذهبي التي لا تزال تتراكم وتتفاعل في كافة البنى المجتمعية العربية، يعكس موقفاً رغبوياً شارداً لا يساهم في معالجة أزمات الواقع فكيف بتغييره ودفعه نحو آفاق مستقبلية مغايرة لكن: كيف سينجح ذلك والناس في كل دولة من دول العرب ما زالوا في منزلة الرعية بمشيئتهم أحياناً.. وغصباً عنهم في كل الأحيان..!؟ رعية مستلبة يبنى لها بسخاء و على مدار الساعة المزيد من المساجد.. والسجون...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين انت
سعودي ( 2009 / 2 / 6 - 04:31 )
لقد اختصرت حالتنا في اوطاننا المخربه
مساجد
وسجون

اين انت ياجهاد نريدك معنا دائما ولاتزيد من الغيابات
تحيه واحترام


2 - جواب للسعودي
جهاد نصره ( 2009 / 2 / 6 - 05:20 )
لكوني لا أهوى الإثنين
المسجد والسجن
تكون الغيابات القسرية..!؟
مع كل الشكر والود


3 - لافارق بين السجن والمعبد
صفوان الحريرى ( 2009 / 2 / 6 - 15:10 )
وما الفارق يا صديقي بين كل المعابد الدينية والسجون ، ظلم سجن العقل وظلم سجن الجسد ، خوف هنا وخوف هناك ، كلاهما مبان كبيرة لها حراسها لمنع الهروب سواء كان سلاح او نص ، من يدخل لها قصرا او اختيارا يتنازل عن كثيرا من حريته ، رجال المعبد ورجال حرس السجون كلاهما كلاب السلطة ويقبضون ثمن الولاء ويبقي الحر دوما مهدد من المعبد والسجن وهو يعلم انه حقا لا فارق جوهري بينهما.


4 - لافارق بين السجن والمعبد ياصديقي
صفوان الحريرى ( 2009 / 2 / 6 - 15:19 )
وما الفارق يا صديقي بين كل المعابد الدينية والسجون ، ظلم سجن العقل وظلم سجن الجسد ، خوف هنا وخوف هناك ، كلاهما مبان كبيرة لها حراسها لمنع الهروب سواء كان سلاح او نص ، من يدخل لها قسرا او اختيارا يتنازل عن كثيرا من حريته ، رجال المعبد ورجال حرس السجون كلاهما كلاب السلطة ويقبضون ثمن الولاء ويبقي الحر دوما مهدد من المعبد والسجن وهو يعلم انه حقا لا فارق جوهري بينهما.

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah