الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نكتب؟

سعد البغدادي

2009 / 2 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




هل الكتابة نوع من الترف الفكري؟ او هي نوعا من شحذ الذاكرة لاجترار الماضي وتوثيقه بشكل نستطيع معه استمرارية العيش، وسط مجتمع طبقي، تارة ومتزمت الى حد التطرف اخرى. حقاً انه
سؤالٌ ملتبس..و لعل جزءًا من هذا الإلتباس ينبع من أداة الاستفهام ذاتها،
لماذا نكتب؟ بعضنا يكتب ليغير العالم على نمط "دون كيخوت" وهو يصارع طواحين الهوا ء، ولا نستغرب فهو حالم الى حد انه فعلا يغير العالم وخرائطه، ولعلي لا اذكر لك اسماء كثير من المفكرين الذين اعتقدوا بشكل جازم انهم غيروا العالم، ربما يكون صاحب نهاية التاريخ احدهم؟ فيما كتب.
وبعضنا يكتب لغريزة حب الكتابة التي تنشا معه، فلا يستطيع تركها ولا هي تفعل ذلك ،والأصل في غرائز الإنسان واحتياجاته أنها مفيدة… لماذا تريد الزواج؟ وبعضنا يكتب لاثارة الاعجاب ، طالما انه يعتقد بانه اديب حقيقي ، وعلى الجميع ان يقرء له .
والكتابة – شأنها في ذلك شأن سائر الأشكال الفنية – تتطلب قدرا كبيرا من الحرفية ، وفي الوقت الذي يمكن أن نجزم فيه أن لكل منا قصة شيقة يود أن يرويها أو قصيدة عالقة في ذهنه وفي قلبه ، وأن بعضنا ربما يود أن يدون مذكراته في يوم من الأيام . والكتابة ودلالالتها، إحد أهم وأبرز مراحــــل تحول الإنسان الحضاري، وأولى النقلات النوعية التي منحته صفته الإنسانية عبر التواصل الذي حققه هذا الكائن مع سائر الموجودات من جهة ومع البعد الزمني والتاريخي من جهة أخرى. حيث أن هذا الربط هو من عوامل التوسع المعرفي للإنسان وتراكم خبراته.ومما يؤكد أهمية الكتابة، هو التصنيف التاريخي الذي أعطاه علماء التاريخ والجيولوجيا للمراحل التي قطعها الإنسان في حياته عبر العصور، حيث يطلق على بعضها عصور ما بعد التدوين أو ما قبله، ولم تسجّل لنا حضارات الأمم السابقة إلا من خلال لغة التدوين والكتابة ،وسواء كان هذا التدوين وهذه الكتابة بالرموز أو بالأحرف وأياً كان التاريخ الذي بدأت منه، فان هذا الشكل الحضاري للانسان، احدث ثورة حقيقية في حياة هذا الكائن الأرضي الذي لم يتوارث مخزونه الفكري الا من خلالها. فالكتابة اياً كانت دواعيها او اسبابها تبقى هي العلامة المميزة لنا ككائن حي وليس غير ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال غريب
مازن البلداوي ( 2009 / 2 / 8 - 07:20 )
الأخ العزيز سعد
تحية طيبة
الكتابة بحد ذاتها هي عملية قولبة مايدور في الذهن من أفكار الى حروف مختلفة تكوّن جملا مفيدة من شأنها ان تخبر الآخرين المحيطين بصاحب تلك الأفكار لغرض ايصال تلك الأفكار نظرا للبعد المسافاتي الذي يستحيل معه ايصال الصوت الى الآخرين. ولكنّك لم تفرد اي نوع من الكتابة قد قصدت في مقالك! وان كنت تقصد الكتابة بعمومية اشكالها،فنعم نحن بحاجة الى الكتابة من نوع التدوين لمجريات الأحداث وعلى وجه الخصوص، المهمة منها الى الأجيال القادمة كي تكمل مسيرة النسان وتساعد على تطور المجتمعات والأمم.
اما اذا كنت تقصد الكتابة المتخصصة،فهي قد تكون احيانا من باب الترف الفكري الذي يمارسه بعض الكتّاب، الا ان أكثر الكتابات الأدبية المهتمة بابراز مشاكل المجتمعات ومحاولة طرح حلولها كات ذات فائدة كبيرة على مر الزمنز

أعتقد برأيي الشخصي ان المقال يجب اعادة صياغته بشكل موسّع او أكثر وضوحا كي يكون وافيا لمعناه الذي كتب من أجله

كنت قد كتبت ثلاثة مقالات متسلسلة حول الكتابة قبل عام تقريبا،تناولت فيها الكتابة كفعل عام وتدويني دون التعرض الى اشكالها وأنواعها، لأن الولوج في هذا الموضوع يحتاج الى مجلّد بلا مبالغة.

تحياتي

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا