الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة، الفصل الخامس الحلقة السابعة والاخيرة

جابر احمد

2009 / 2 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الخصائص السياسية والاجتماعية لامارة كعب البو ناصر في القرن التاسع عشر :
تعد قبيلة بني كعب من " البوناصر " وحتى السبعينات من القرن التاسع عشر من اكبر الاتحادات القبلية في اقليم عربستان الجنوبية. و تتجلى اهمية هذه القبيلة كونها تتميز بميزة " شيخ المشايخ " ، وهذا ما تشهد عليه الروايات العامة من الناس . ان شيخ كعب بالاضافة الى كونه شيخا لكعب فهو ايضا رئيسا للأتحاد " الفيدرالي " القبلي الذي يشرف بشكل مباشر على ادارة هذا الاتحاد بما فيها شؤون الضرائب ، وتشكل مشاركة الشيخ في المسائل السياسية خارج حدود امارته تحد خطير بالنسبة له ، لان مصالح الاقليم تصتدم احيانا ومصالح فيدرالية القبائل ، وفي مثل هذه الحالات لم يكن امام الشيخ من بد الا من فرض سياسته بالقوة على كبار زعما ء تلك القبائل مما يشكل ازمات مستمر لدى شيخ المشايخ ، وقد تؤدي مثل هذه الازمات الى اتفاق فيدرالية " القبائل على خلعه من منصبه وتعين شيخ آخر محله ، من هنا على شيخ المشايخ اذا اراد الاستمرار بالحكم علىيه ان ياخذ بعين الاعتبارمصالح الاتحاد القبلي ويفضلها على تحالفانه و سياساته الخارجية .
ان الربط بين هذين العاملين والحفاظ على توازنهما يعدان من اهم العوامل في استقرار وثبات المجتمع الكعبي وان اي تضارب بينهما من شأنه ان يلعب دورا في انهيار الاتحاد الفيدرالي القبلي والقضاء عليه نهائيا .ان عدم الاستقرار الداخلي من شانه ان يساهم في ازدياد حدة الصراع على السلطة ، الامر الذي يجعل استخلاف شيخ من الشيوخ على حكم القبيلة امرا معقدا للغاية ، وان الاطراف المتورطة في هذا الصراع هي مختلف الفروع التابعة لقبيلة البوناصر ، ان هذه الاجراءات احيانا تستدرك بشكل افضل ، ولكن دائما ما تأخذ عملية انتخاب خلفية للشيخ المعزول اساليب ملتوية .
ويجتمع مجلس كبار القبيلة عند وفاة الشيخ او عزلة ، ويجب عليه انتخاب متطوعا مناسبا لخلافة الشيخ المتوفي او المعزول . وفي مثل هذه الظروف من حق جميع وجهاء القبيلة من الذكور الذي يرون في انفسهم القدرة والكفاءة على تبؤ هذا المنصب ترشيح انفسهم ، واذا كان الشيخ قد عين من يخلفه على رئاسة القبيلة بعد وفاته ، تنتفي الضرورة بعقد المجلس ، او ضرورة التأيد ، وهنا لابد من الاشارة الى مسالة هامة وهي ان انتخاب الخلف ليس بالعملية السهلة ، وذلك بسبب تضارب المصالح وظهور التناقضات بين المرشحين ، واحيانا يرفض المرشح قرار مجلس القبيلة الامر الذي ينتج عنه اخلال بامن الاقليم برمته .
وبعد وفاة الشيخ فارس عام 1877 - 1294 باعتبارة شيخ المشايخ تصارعت ثلاث مجموعات لخلافته ، المجموعة الاولى آل فارس وهم اخلاف الشيخ فارس ، آل عيسى وهم اخلاف الشيخ عيسى شقيق الشيخ فارس والشيخ لفتة ابن اخ الشيخ فارس ، وقد بدأت الصرعات على خلافة فارس قبل وفاته وذلك عندما كان معتقلا في طهران. وفي معمان هذه الصرعات استطاع الشيخ لفته ان يحضى بتأييد مجلس القبيلة وفي عام 1860 – 1276 ان يتراس جيش كعب البوناصر الذي كان يستعد لمحاربة الشيخ جابر امير المحمرة الذي عين عام 1680 م 1276 هجرية قمرية من قبل الحكومة المركزية حاكم على الفلاحية وقد تمكن من هزيمته بالقرب من منطقة تدعى" المنيخ "واثناءها خرج الشيخ فارس من السجن وعاد الى سكناه مطالبا باستعادة الشيخة باعتباره شيخ كعب البو ناصر .
وعلى ضوء هذ ه التطورات كان ابناء عمومة فارس ولفتة يتهمون بعضهم البعض وكان حاكم عربستان يغذي هذه الاختلاف ، فتارة يقف الى جانب فارس وتارة اخرى يقف الى جانب لفتة وان سردا لهذا الوضع نجد صداه في تاريخ كعب وهو كتاب بدون مؤلف وقد جاء فيه :" واخيرا وفي عام 1877 م 1294 هجرية قمرية دخل الشيخ محمد بن فارس الساحة ، وذلك بعد ان فقد والده الشيخ فارس البصر و بعد وفاة والده اصبح الحاكم الفعلي لكعب البو ناصر واثناءها عين حشمت الدولله المشرف السابق على جمع الضرائب لدى امارة البوناصر الامير عبد الله مسؤولا عن جمع ضرائب نواحي كل من هنديجان و قرية المله و معشور والجراحي حيث كانت هذه الضرائب تجمع سنويا ، وعلى ما يبدو ان الشيخ لفتة قبيل نوروز- اذار - من عام 1295 هجرية قمرية 21 مارس 1878 اجبر حاكم عربستان على ان يعترف به كشيخ ومسؤول عن جمع الضرائب في كل مناطق كعب ، وعلى اثرها عزل الشيخ محمد و سجن الامير عبد الله في مدينة شوشتر .
وكان على لفتة وفي سبيل استعادة منصبه ان يقدم المزيد من المال لكي يتمكن ان يكون حاكم على كعب وكان يأمل ان يؤمنه عن طريق زيادة الضرائب ، الا ان تطور الاوضاع الداخلية اتخذ منحا مغايرا حيث اعلن انصار فارس " الشيخ محمد و اولاده سليمان وجعفر " الذين عزلا من منصبهما تمردهما على لفته وخطط كل من سلمان و جعفر لمؤامرة تهدف الى قتله وتمكنوا اخيرا من الوصول الى تنفيذ اهدافهما وهي قتل الشيخ واثنان من اولاده وهما بشير وغضبان وذلك عندما كان يقوم بجمع الضرائب من قبيلتهما . وقد شرح" رابرتسون " الممثل السياسي لبريطانيا في البصرة مقتله وردود الافعال حولها على النحو التالي : " على ما يبدو ان مقتل الشيخ لفتة واولاده قد اثار الفرح والسرور لدى ابناء قبيلة كعب للغاية ، فقد بدأ الشيخ لفتة تدخلاته في شؤون مراعي هذه القبيلة ، حتى يتسنى له دفع الضرائب الكثيرة المترتبة عليه و التي من المفترض ان يدفعها الى حاكم " خوزستان " وقد ادى مقتل لفتة والاوده الى افول نجم آل " لفتة " ومن المفترض ان تحل محله ، فرع جديد من آل فارس " او آل عيسى ، من اسرة البوناصر ولكن كانت النتيجة ان تقلد الشيخ محمد مرة اخرى زمام الامور كشيخ لكعب البو ناصر ، الا ان تنصيبه لم يحضى بتأييد الحكومة المركزية وفي هذا الصدد نقرأ في تاريخ كعب مايلي : لقد كتب" حشمت الدولة " حاكم اقليم عربستان الى وجهاء كعب قائلا اذا لم يكن لكم يد في مقتل الشيخ لفتة ما عليكم الا ان عزل الشيخ محمد، وقد استجاب وجهاء كعب لهذا الطلب وقاموا بعزل الشيخ محمد و في آواخر رمضان من عام من عام 1295 سبتمبر 1878 عين الشيخ رحمة الله ولمدة محدودة كحاكم لمدينة الفلاحية ، وعلى هذا النحو وبعد مدة قصيرة من الفوضى الداخلية خرج آل عيسى من البو ناصر منتصرين ، ولعل من اهم نتائج هذه الاحداث والنزعات الطويلة هي تعيين الشيخ "مير عبد الله " حاكما على الجراحي والمناطق المجاورة له .
وفي عهد الشيخ عبدالله ارهقت الضرائب كاهل عموم كعب ، فقد وافق الشيخ عبدالله دفع ما تبقى عليه من ضرائب و مقدارها 9000 تومان ثم ارتفعت هذه الضرائب لتصل الى 12000 تومان سنويا ، الامر الذي نتج عنه ارتفاع حدة الصراعات الاقتصادية و العسكرية بين اتحاد كعب ، لان الغالبية العظمى من الشيوخ كانت غير قادرة على دفع الضرائب السنوية .
اما الازمة الأخرى التي شهدها اتحاد كعب هو عدم تمكنها من دفع الضرائب المستحقاة عليها ، فقد تمكن الشيخ رحمة من آل عيسى من جمع 4000 تومان كضرائب في حين ان كل الضرائب المستحقة تصل الى 14000 تومان، مما جعله غير قادر بالأيفاء بتعهداته المالية السنوية ، ولعل سبب ذلك يعود الى الركود الذي اصاب الزراعة وذلك بسبب الجفاف وانخفاض معدل الامطار ، وفي نفس العام استطاع ان يجمع " مير عبد الله " حاكم الفلاحية الجديد 900 تومان من مجموع الضرائب المتربة عليه ومقدارها 1200 تومان ، ولم يكن الجميع بمستطاعه دفع الضرائب المستحقة عليه الا ان قلة من المؤجرين ممن ادخر بعض من المال من السنوات المزدهرة ، ولهذه الاسباب لم يستطيع الشيخ رحمة البقاء بمنصبه اقل من عام لانه لم يستطيع ادخار الاموال ، لقد واجه الشيخ رحمة ازمة جدية سرعان ما شملت كل شيوخ كعب الامر الذي من شأنه ان يهدد بانطلاق انتفاضة شاملة ، وقد ادت تلك الاوضاع الى اقالة " آل فارس " وفتح الباب على مصرعية لمزيد من التمرد و ان الشيخ رحمة الذي فقد السيطرة على الاوضاع استنجد بحكومة خوزستان " المحلية حيث قام على اثرها " حشمت الدولة " بارسال قوات عسكرية نظامية الى الفلاحية ليقضى على تلك الانتفاضة .
بهذا يكون قد انتهى الفصل الخامس من تاريخ عربستان منذ عهد الافشار حتى الوقت الراهن ويليه الفصل السادس وهو يتناول تاريخ كعب البو كاسب في عهد ناصر الدين شاه .
تأليف: موسى سيادة
عرض وترجمة : جابر احمد
بعص مصادر هذه الحلقة والحلقة السابقة (6 و 7)
ايلات و عشائر ، مصد سابق
العلاقات الدبلوماسية لشاه عباس الاول ، تاليف منوجهر بارسا ، ص ، 12 ة33
المجالات التارخية لاختلافات ايران والعراق " بالفارسية " مصدر سابق .
العلاقات العراقية – الايرانية ، خلال خمسة قرون مصد سابق
التاريخ الجديد و المعاصر للخليج العربي ، عبد القادر النجار مصدر سابق .
نتائج بيداري ايران " ايران در آ ستانه انقلاب مشروطيت " ، تأليف باقر مؤمني
ومصادر اخرى سبق و ان تم ذكرها في الفصول السابقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-