الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترام الآخر مصالحة للحياة

كاظم الحسن

2009 / 2 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العصر الحديث شهد انهيار الممالك والامبراطوريات والدول بشكل لا سابق له في كل الحقب التاريخية التي عاشها الانسان على كوكب الارض، وهذا الاضطراب التاريخي يعود في مجمله الى صراع الافكار والمصالح والآيديولوجيات..

وكان البعض يعتقد ان نهاية التاريخ قد توجت بانتصارالليبرالية والبعض الآخر يرى ان الفراغ الناشئ عن غياب محفزات وعوامل الصراع الآنفة الذكر، قد مهد الى ما يسمى (صراع الحضارات)، وهكذا تحولت مفاهيم الصراع والصراع بين الاشتركية والرأسمالية الى ما يسمى (صراع ثقافات) وهذا الامر يحمل في طياته اغراضا خاصة لمن يعمل على ادامة الاستبداد والظلم والقهر والرأي الآخر بحجة انها (الهوية والاصالة) ويخفي مصالحه في امتيازات السلطة المادية والاجتماعية والرمزية.

واذا نظرنا بلا تعصب الى الصراع القائم الآن بين العالم والارهاب، نرى بوضوح ان جماعة القاعدة وفروعها الارهابية التي تعيث بالارض فسادا لا يمكن بأي حال من الاحوال انها تمثل الاسلام.فالحكومات في الغرب التي تصارع الارهاب، منتخبة ديمقراطيا وباستطاعة شعوبها ان تستبدل ممثليها في البرلمان والحكومات متى شاءت عن طريق صناديق الاقتراع ولكن فلول الارهاب هل تمثل احدا؟
ان من يخالفها الرأي تحكم عليه بالكفر والزندقة بل انها تعتبر (البرلمان) من المجالس الشركية!!
ومن نافلة القول ان من يدافع عن الارهاب مهما كانت مبرراته ومنطلقاته ومسمياته سوف يكون اول الضحايا عندما يصل هذا السرطان والذي يفتك بصاحبه قبل غيره الى سدة الحكم، ومن المؤسف ان تكون الحياة بالنسبة لهذه الشرائح التائهة في دهاليز وسراديب ظلام الكهوف، رخيصة الى الحد الذي يكون فيه تابعهم الانتحاري المضلل هو مشروعهم الى قتل المزيد من الناس ولذلك فان الكذبة الكبرى التي يروجونها عن ضرورة التوسع الديمغرافي، اي ان زيادة التناسل ليس لغرض تحسين سبل المعيشة او حبا في زينة الدنيا (البنين) أو توفير فرص حياة افضل لهم، بل تحويلهم الى اضاح بشرية مع قتل عدد أكبر من أبناء ملتهم.
فاذا كانت الحياة بالنسبة لهم تافهة الى هذا الحد، فلماذا يرفضون تحديد النسل لا سيما في مجتمعات امكانياتها السكانية تفوق قدراتها التنموية، أليس هذا يعني اننا ندور في حلقة مفرغة؟!
ثمة قول منسوب الى حركة طالبان في افعانستان يشير الى ان (الاميركيين لديهم ساعات اليد لكن نحن لدينا الوقت ولذلك سوف نغلبهم)، وهذا يعني ان الحياة قد افرغت تماما من الزمن الارضي، وتلاشت فيه الفواصل أو المحطات أو اللحظات الممتعة والتسلية فالوسيلة والغاية والهدف هو الموت وقتل الآخر، فالحياة بمجملها لا معنى لها، ولهذا السبب ان الساعة أو الزمن لا قيمة لهما، ان حياته كلها منذورة وهو حتى في زواجه يتناسل من اجل قتل الآخرين.
يقول توماس فريدمان: (ان التفاوض مع الروس في الحرب الباردة ماعاد مجديا لانهم يحبون الحياة أكثر من كراهيتهم لنا، أما الارهابيون فانهم يكرهوننا أكثر من حبهم للحياة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م