الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلنة المتبادلة...!؟

جهاد نصره

2009 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يُحسب للإخوان المسلمين في سورية لأول مرّة موقفهم السياسي العقلاني القاضي بتجميد كل أنشطتهم السياسية المضادة للنظام بالرغم من محدوديتها بهدف تكامل فعَّاليات التضامن مع الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة التي تبديها كافة أطياف الشعب السوري بمن فيهم الكتاب السفراء.
إن إعلان هذا الموقف السياسي الإخواني المفاجئ في وقت يبادر فيه النظام الحاكم في سورية كل يوم إلى إعلان وقوفه بلا مواربة إلى جانب كافة منظمات المقاومة إن كان في قطاع غزة أوقبلها في العراق وقبل قبلها في لبنان بالرغم من أن جميعها منظمات وأحزاب دينية يشجِّع على الاعتقاد بإمكانية انبثاق مبادرة سلطوية مقابلة تفتح كوةً في المعادلة الصراعية بين السلطة والإخوان والتي طال عليها الزمن ومن المعروف أنه كان ترتَّب على هذا الصراع العنفي حيناً والسياسي دوماً نتائج سلبية وخيمة غطَّت كافة مناحي الحياة في سورية وقد يكون أخطرها ما جرى من تسميم للمناخ السياسي والثقافي ولموضوعة التعايش الأهلي في سورية...!؟
ولمَ لا...!؟ طالما أن النظام في سورية استطاع بجدارة يُحسد عليها أن يكِّيف سياساته الخارجية بالشكل الذي ظهر فيه للعلن تحالفه أو دعمه الكامل لمنظمات وأحزاب دينية مختلفة وهو لم يتوان عن إعلان ذلك جهارةً والاعتراف به في المحافل الدولية بدواعي مشروعية نهج هذه الأحزاب والمنظمات القائم على المقاومة المسلحة لكافة أشكال العدوان والاحتلال والتدخل من أيِّ طرف جاء.!؟
إنه وانطلاقاً من خبرة النظام الواسعة على هذا الصعيد نرى بأن إقدامه على مبادرة مقابلة لكسر معادلة الصراع السياسي مع الإخوان أصبحت مسألة متوجبة في هذا الظرف وبخاصة أن الإخوان المسلمين سبق وأن خطوا من خلال برنامجهم السياسي الأخير باتجاه ملاقاة استحقاقات العصر على الأقل بما خص منظومة الدولة المدنية وإن كان بقي هناك في هذه المسألة ما يستوجب الحوار حوله وبالرغم من عدم اقتناع الكثيرين بمثل هذا التحول البرنامجي عند الإخوان في سورية وفي غير مكان...!؟
نعم، قد يكون مطلوباً في هذا الظرف العصيب من كلا الطرفين مزيداً من العقلانية السياسية بما يسمح بتجاوز المفاهيم المسمطة والأحكام المسبقة التي جرى البناء عليها طيلة العقود الصراعية المنصرمة وهاهم الإخوان المسلمون قد بادروا إكراماً لعيون الغزاويين ولقضية فلسطين فقطعوا نصف المسافة المفترضة فهل يقابلهم أهل النظام بذات العقلانية فيلاقونهم كرمى للمقاومة الفلسطينية التي يدعمونها أولاً و لشعب الجولان المحتل ثانياً....!؟ إن ذلك يجعله أيضاً يفترق مبدئيا عن سياسة النظام المصري تجاه الإخوان المصريين كما هو مفترقٌ الآن عنه في الموقف حيال ما يجري في قطاع غزة.!؟ إن ملاقاة أهل السلطة لمبادرة الإخوان يساعد في إراحة الفضاء الداخلي على الصعيد النفسي والمعنوي والإنساني وطالما أنه لا سياسة ولا عمل سياسي مشرعنان في هذا الداخل وهي حقيقة مرَّة فإن هذه الملاقاة والمصالحة لن تقدم ولن تؤخر فيما يحذر منه أهل السلطة.!؟
هذا ما نقرأه في السياسة وليس في الأيديولوجيا ففي السياسة لا يوجد وفاقٌ دائم أو صراعٌ دائم أما في ما عداها فلنا آراء أخرى قد تكون معروفة للكثيرين وأكثرها بداهةً هو رفض مسألة قيام الأحزاب على أساس ديني وعدم شرعنة ذلك في مطلق الأحوال...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه المرة اخطات
سالم بحص ( 2009 / 2 / 7 - 23:56 )
هذه المرة اخطأت يا سيد نصرة فمقالتك تصور ان الوضع في سوريا محكوم بقوتين الاخوان الشياطين او الاخوان الملاعين الاسديين فتكون : اولا قد قمت بتضليل وربما بدون قصد ان القوة المعارضة الحقيقية هي الاخوان الشياطين ان وجدت معارضة فعلية وثانيا تكون نكصت عن مقولة قديمة لك بفصل الدين عن السياسة وهل قدر سوريا ان تكون السطة فيها ديكتاتورية وباشكال متنوعة اما ثورجية واما اسلامية
سوريا للمواطن السوري اينا كانت انتمائاته او مذهبه. لا للبعث ولا للاخوان الشياطين
هنا اود ان اشكرك على مقالتيك الاخيرتين لكن على هذه لا

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah