الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيادة الشيوعيين والدبابة الأمريكية

ضياء حميو

2009 / 2 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


موعد حزبي في (كراج النهضة) في الرصافة من بغداد ، في العام 1993، كان المفروض أن التقي بالرفيق أبو حسين ،في ساعة محددة ...قلت كيف سأعرفه؟ قالوا: هو يعرفك ..!
حسنا ماذا عن كلمة السر؟ ،قالوا: لاتحتاجها ،فأنت تعرفه أيضا ولكن باسم آخر ، إطمئن رفيق ، كلاكما يعرف الآخر..!
لم يكن هذا لقائي الحزبي الأول، فقد خبرت شيء من هذا منذ ارتباطي بالحزب الشيوعي العراقي، في الصف الأول من دراستي الجامعية منتصف الثمانينات.
كانت ظروف العمل الحزبي ، في الداخل كما كنا نسميها تمييزا لها عن عمل رفاقنا في كردستان ، بدأت تنشط بوتيرة متصاعدة ، مستفيدة من الوضع الآمن لرفاقنا في كردستان ، وإعادة البث الإذاعي لصوت الحزب الشيوعي العراقي من اربيل كذلك جريدة طريق الشعب التي صارت تطبع في اربيل أيضا بدلا من دمشق وتأخير وصولها ،بدء تجميع وإعادة الصلة بالكثير من الرفاق الذين انقطعت الصلة الحزبية بهم بعد حملة الأنفال الإجرامية ومن ثم فتور حماسهم للعمل الحزبي بمخاطرة القاتلة بعد انهيار ماكان يسمى بالرفيق الأعلى " الاتحاد السوفييتي " ومن ثم القمع الدموي الذي تعرضت له الانتفاضة ، وأنا لم أكن شاذا عن هذا الجمع فقد كنت احد الرفاق الذين فتر حماسهم أيضا..!
،وكان تركيز الحزب على توفير كل الإمكانيات لعمل الداخل ،وفي تلك الفترة اقر في المؤتمر الخامس أن تتحول منظمة إقليم كردستان للحزب الشيوعي العراقي إلى الحزب الشيوعي الكردستاني- العراق..!

اقبل رجل في السبعين من العمر باتجاهي، قصير القامة وممتلئ قليلا، يضع قبعة على رأسه، لم أميز ملامحه في بادئ الأمر إلى أن اتجه نحوي مبتسما و مصافحا قائلا: مرحبا رفيق حسن..!
نعم كان رفاقي محقين فانا اعرف شكله ، وكنت قد التقيته ، قبل سنه في احد بيوت رفاقنا الأكراد في اربيل وكان حينها بزيه الكردي !
..وكضيف وتقديرا لتقدم أبو حسين في السن أردت أن أقوم بواجب الضيافة كأن نجلس في مقهى أو مطعم أو أي حديقة بدل المشي والتحدث ،ولكنه قال لاعليك ،سنترك الضيافة لوقت آخر فلنتمشى فهذا أأمن ، وأفضل..!
بعد ساعتين من الحديث ،والمشي شعرت بالتعب ، ولكن استحيتُ أن أقول هذا لشيخ سبعيني ، هو الأحرى أن يقوله ،في نهاية اللقاء قلت في مااريد ،وقال الشيخ لي مايجب من أمور تخص تنظيمنا توادعنا.
بعد هذا اللقاء خجلت من نفسي ووهن عزيمتي وأنا أرى حماس هذا الشيخ وتفانيه في العمل الحزبي في تلك الظروف السرية، رغم تقدمه في العمر...!!
لم اعرف من يكون أبو حسين إلا بعد سنتين ،حين اضطررت إنا وزوجتي ،رفيقتي إلى مغادرة محل إقامتنا في إحدى قرى " الحلة " إلى مدينة اربيل في كردستان العراق ، لم يكن أبو حسين سوى " عمر علي الشيخ " أبو فاروق العضو السابق للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي.
ماكان " أبو فاروق " ينتظر قطارا أو دبابة أمريكية ،ليتواجد في بغداد ..!
بل كل أو اغلب قيادة الحزب ، كانوا في داخل الوطن ، يناضلون مع رفاقهم ...!!
لاؤلائك الذين يقولون أتيتم مع مع بريمر أو الأمريكان ،أقول وأنا الرفيق البسيط الذي لم يعرف إلى حين مغادرته ارض الوطن غير العمل الحزبي في بغداد والفرات الأوسط ،الساحات تعرفنا ،والأرض التي تخضبت بدمائنا تعرفنا ،الوجوه تعرفنا ،ونحن نعرفها ،أزقتها ،بيوتها الفقيرة ،شوارعها ،وجل قيادة الحزب كانت معنا في داخل الوطن ، وفي أصعب عقدين من العمل الحزبي، الثمانينات والتسعينات ...!
في اربيل وفي السليمانية ،وفي بغداد والمدن الأخرى ،بدءا من سكرتير الحزب ،إلى رفاق المكتب السياسي ، ولجنته المركزية ،كلهم معا ،ومدينة شقلاوة واربيل ماكانت تقع في بلدان اسكندنافيا ..!
وحتى في هذا أقول على سبيل المثال الذي عشته ، منذ بداية التسعينات ،تواجد في بغداد الرفيق الشهيد " سعدون " عضو اللجنة المركزية للحزب ، وقبله في الثمانينات ، عضو لجنه مركزية آخر هو الرفيق حيدر فاضل " حيدر حنفي "،بالإضافة إلى أبو فاروق أبو عادل وغيرهم ، " فعضو للجنة الحزب المركزية " أبو كاظم " كان لفترة طويلة في الثمانينات في احد البيوت الحزبية في اربيل مع الرفيق " سرود " سردار ماموستا قادر .
سرعة صدور صحيفة الحزب المركزية، طريق الشعب كأول صحيفة تصدر مباشرة بعد سقوط النظام، كانت دليلنا إننا هنا مع شعبنا قبل المحتل وقطارة ودبابته..!
ختاما:
لم تخطئ الحكمة الصينية حين قالت: " تشير إلى القمر بطرف إصبعك ، لكن الغبي ينظر إلى طرف الإصبع..!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدبابات الاميركية ليست بغالا لنقل القيادات السياسية
عابر سبيل ( 2009 / 2 / 8 - 20:13 )
لقد وقعت ايها الرفيق في خطأ كان لا يخفى على نبه مثلك
فمصطلح (جاءوا على ظهور الدبابات الاميركية) لا يعني ان حميد مجيد موسى دخل ممتطيا دبابة امريكية، ولكنه يعني ان تلك الاحزاب تعاملت مع المحتل الاميركي كشريك في الحكم.
فهل اعتقدت ان المقصود هو ان الدبابات الاميركية كانت تعمل بغالا لنقل الاحزاب وقياداتها؟


2 - كان وليكن الله في عونكم
غادة السرحان ( 2009 / 2 / 9 - 15:49 )
السلام عليكم
اود ان اقول للمعلق الاول عابر سبيل
اذا لم يتعاون الذين سقوا هذه الارض بدمائهم وعرفت وجوههم جدران السجون مع قوة يمكن ان تخلصني من رجل ظلمني وظلم اهلي ومدينتي لم لا؟
لا اعتقد ان هذا الامر يستحق ان يخفى او ان يخجل منه المرء
كلا وان كان هناك سبب يدعو الى الخجل من الاعتراف بأن هذه الأحزاب قد تعاونت مع اكبر قوه؟ فهذا السبب قد ولد في فترة مابعد سقوط النظام وليس قبله؟


3 - ALL BUT NOT icp
Ahmed Mubarak ( 2012 / 1 / 23 - 21:38 )
أتيتم مع مع بريمر أو الأمريكان
I think the writer means All but not the communists

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات