الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإطار التاريخي للمشاركة السياسية

محمد نبيل الشيمي

2009 / 2 / 9
المجتمع المدني


لوقت قريب كانت المشاركة السياسية حقاً لأثرياء القوم ونبلائهم ورجال الدين دون غيرهم من أصحاب المصالح في المجتمع وكانت الأغلبية الساحقة من أفراد الشعب يصدون عن المشاركة . ولم يكن للجماهير من دور سوى بعض الانتفاضات التي يقوم بها الفلاحون في القرى ... وبعض أصحاب الطوائف العمالية في الحضر والواقع أن هذه الانتفاضات لم تكن موجهة أو لم تكن لتجدي مع الحكام أو لتحارب النظام السياسي القائم .. فلم تكن في حقيقة الأمر تهدف لأحداث أيه تغيرات جذرية في شكل وأوضاع المجتمع .. إنها كانت تعبيراً عن مطالب محدودة ضيقة تهدف للتقليل من وطأة الظلم والاستغلال الذي كثيراً ما كانت هذه الانتفاضات تعبيراً تلقائياً عنه .
كان التقسيم الذي أشار إليه أفلاطون في كتابه الجمهورية والذي قسم المجتمع إلى طبقات جعل لطبقة الحكام والقضاه والجنود دون غيرهم من باقي طبقات المجتمع الحق في المشاركة وإبداء الرأي .. كان ذلك يعني أن إطار المشاركة مقصوراً على وجهاء القوم .
وفي العصر الحديث كان نجاح الثورة الفرنسية بمثابة سيطرة فرنسية على الفكر الأوروبي من خلال الدعوة إلى القضاء على الاستغلال واحتكار الحكام والنبلاء على مقاليد الأمور ... وعندما خرجت الطبقة الوسطى بثورتها كان ذلك إيذانا ببدء مرحلة جديدة يشارك فيها الجميع لصنع القرار السياسي فقد كانت هذه المرحلة مرحلة تحولات كبرى في مجالات النشاط والفكر السياسي .
كان القرن التاسع عشر قرن الليبرالية فقد انتصرت في كل العالم باستثناء البلدان المحتلة . وارتبطت الليبرالية بكل من الحركات القومية الناشئة أو حركات المقاومة الشعبية والهند مثال طيب في هذا السياق حيث نجح غاندي في طرح رؤيته في مقاومة المحتل مع إرساء ثقافة التواصل الأثني والاجتماعي بين المواطنين من خلال أفكار تنادي بالمشاركة السياسية واحترام حقوق الإنسان في ممارسة حقه الطبيعي في إدارة النظام السياسي والتأثير في البيئة السياسية .
أما ماركس الذي رجع إلى جذور ومكونات تاريخ الإنسان فقد رأى أن المشاركة السياسية لابد أن تأتي من خلال القضاء على الوهم السياسي القائم على أساس أن الرأسماليين فقط هم أصحاب اليد الطولى في إدارة الصراع لسياسي ... رأى بالثورة البروليتارية تغييراً لهذا الوهم .. كي يصل العمال إلى ممارسة والمشاركة في الحكم باعتبارهم أصحاب المصلحة الأساسية في الإنتاج .. والمشاركة عند ماركس تعني القضاء على الارتهان والتشيؤ اللذين يلاصقان الإنسان العامل فيرى أنهما صفتان غير أخلاقيتين لأنهما تحولان دون حق العامل في المشاركة في إدارة النظام السياسي .
ولعلنا في هذا المجال ينبغي أن نشير إلى أن القران الكريم كمرجعية اسلامية يدعو إلى المشاركة الإيجابية من قبل الرعية في صنع القرار السياسي ويحض على احترام الإنسان ككائن حي ميزه الله على كافة مخلوقاته بالعقل والتدبر و على الدعوة إلى الحواربا لحسني .. ولعل مشاركةالرسول لصحابته الرأي في العديد من المواضع والأخذ بما يرونه من آراء طالما لم ينزل بشأنها نص قرآني دليل حي علىاحترام الاسلام للفكر... . والواقع أن هذا الفكر المتقدم ظل في عهدي الخليفتين أبو بكر وعمر خاصة عمر الذي كان عادلا بغير هوي ومدركا ان العدل والمساواة بين الناس هما مفتاح قوة المجتمع وكان معنيا باعلاء قيم المواطنة بين رعايا الدولة بالرغم من انتمائه القوي للاسلام فاستعمل ابناء الملل غير المسلمة علي خزائن المال وغير ذلك من المناصب في الدولة طالما كانوا علي عدل وامانة واستمر هذا التوجه عند بعض خلفاء بني امية والعباسيين ففتحوا البلدان تلو البلدان وارسوا دعائم حكمهم بالشوري واحترام حقوق الانسان وعندما ضاقت نفوس بعض الخلفاء بالشوري(مرادفة للديموقراطية) وعندما تركوا اذانهم لمستشاري السوء ونالوا من حق شعوبهم في الحرية وضيقوا الخناق علي كل رأي معارض وفكر لا يتوافق مع السائد من افكار حتي ولو كانت خاطئة بدات رحلة التردي والسقوط وهاهي شعوب العالم العربي تعاني من التسلط والاستبداد والقهر وفتاوي التبريريين وتهافت المثقفين والنتيجة غياب الامل في الاصلاح واللحاق بركب التقدم. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري