الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النصر الذي حققته فتح

بطرس بيو

2009 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النصر الذي حققته حماس
في العرف العسكري عندما تتقابل قوتان في معركة حربية يكون المنتصر في المعركة هو الطرف الذي يكبد الطرف الآخر خسائر في الأرواح و المعدات ا يفقد من جرائها الطرف المنكسر قدرته على مواصلة القتال و الإنسحاب من الأرض التي كان يحتلها ليسيطر عليها الطرف المنتصر أو ياسر الطرف المنتصر أفراد الطرف المنكسر.

و السؤال الذي يتبادر إلى الذهن أياً من الشروط المذكورة حققتها حماس في إنتصارها على الإسرائيليين؟

ما سمعناه من وسائل الإعلام أن الخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني بلغ ما يزيد عن الألف شخص بينهم نساء و أطفال بينما ضحايا الصواريخ الحماسية لا تزيد عن العشرات هذا بالإضافة إلى التخريب الذي جرى في البنية التحتية لمدينة غزا التي ستحتاج إلى مبالغ طائلة من الأموال لإصلاحها مما سيضطر سكان غزة إلى إستجداء هذه الأموال – التي لا يملكونها - من بلاد "الكفر". ثم أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتفظ بقوته كما كانت قبل المعركة – الفوة التي لم تستطع جيوش عدة دول عربية التغلب عليها في عدة معارك.

إذا كان طلب أيقاف القتال من جانب واحد من قبل الإسرائيليين يعتبر نصراً لحما س ففي نظري هذا نصر لإسرائيل و ليس لحماس لأنهم بطلبهم أيقاف القتال يعبرون عن تثمينهم لحياة الفرد التي ضحت به حماس – من نسائهم و أطفالهم – في مغامرة لا يرتجى أي كسب منها.

أرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أني أدافع عن الإسرائيليين إذ كيف يسمح لي ضميري أن أدافع عن أناس أتوا من شتى أصقاع المعمورة و شردوا قوم سكنو هذه الأرض منذ مئات السنين ورثوها عن آبائهم و أجدادهم.

لو كان في إستطاعة حماس تحقيق أي كسب من مغامرتهم لكان في الخسائر التي تكبدوها في الأرواح و البنى التحتية أية قيمة تذكر إنما كل الذي حققته المغامرة هذه أنها أعطت لإسرائيل الذريعة للقيام بهذه الهجمة الشرسة كما جعلت الرأي العام الغربي أن يقف موقف المتفرج.

أما فيما يتعلق بنية حماس تطبيق الشريعة في حكمها لغزة - وهي نظم قانونية أنزلت أحكامها لتطابق عادات و تقاليد قوم صحراويين عاشوا في القرن السابع الميلادي و تلائم الأوضاع التي كانت سائدة في حينه - وهذا يعني أن يتحتم على الفلسطيني المسيحي الذي ورث قوميته الفلسطينية عن آبائه و أجداده من مئات السنين – و ناضل من أجل تحرير وطنه مع أخيه المسلم - أن يدفع الجزية و هو "صاغر" و يعتبر مواطن من الدرجة الثانية، في زمن قامت أمة غالبيتها الساحقة من البيض المسيحيين أن ينتخبو رجلاً أسود من خلفية إسلامية رئيساً لهم. ثم يصعب علي أن أصدق ماقاله أحد أعضاء فتح في إحدى القنوات التلفزيونية أن أشخاص من منظمة حماس – المنظمة التي تجاهد في سبيل تحرير و طنها من المستعمر – أن يرمون إخوانهم من بعض أفراد فتح من شباك الطابق العلوي من إحدى البنايات و ما قاله مصعب حسن يوسف قي إحدى الفضائيات عن التعذيب الذي قاموا به لبعض السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

في نظري لقد حان الوقت أن يستعمل العرب عقلهم و ليس عاطفتهم لحل مشاكلهم و أن يلتحقوا بالعالم المتمدن الذي سبقهم بمراحل.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah