الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالحاد ... والتدين .. نظرة من الخارج

محمود المصلح

2009 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا نكسب لو كنا ملحدين
سعى الإنسان منذ فجر الحياة إلى اللجوء إلى القوى المتعددة ، الحيوانية ، والطبيعية من كواكب وظواهر طبيعية ، بعد أن لاحظ تكرارها ، سعيا فيه من الولاء أو الخوف أو التقرب ، ولم يكن هذا السعي عن جهل أو سذاجة كما زعم البعض في دراستهم للتاريخ البشري .
فراح الإنسان في كهفه (بيت الإنسان الحميم ) راح يرسم تقربا تلك القوى .. فكانت رسومات الحيوانات المفترسة .. محاطة بهالة من القدسية توحي بمهابة وعظمة .. مع تطور الحياة في الكهف اخذ ت الرسومات طابعا أكثر تفوقا وجمالا ووظيفة .. فزيدت إليها الألوان كما زيدت إليها مجموعة من العناصر المساعدة .. ولعل هذه هي بداية نشؤ التعبد ..
ولكن السؤال المهم : ماذا كسب الإنسان من هذه العبادة ؟
أتاحت العبادة البدائية للإنسان مزاجا روحيا ، أسهم في مد طاقته العاطفية بزخم من السلام والطمأنينة ، حيث يشعر أن هناك من يعتمد عليه و يرعاه ، ويدير ويدبر أمره دونما أن يشعر ولعل الإنسان مجبول في طبعة على أن يكون أنسانا تربطه علاقات مختلفة ولعل من أهمها علاقته مع قوة خفية يرى قدرتها في محيطة دونما أن يراها ،
يحس بفعلها دون أن يحس بها ، وكانت تلك القوى هي المعبود . على الرغم من وجهات نظرنا بما تنطوي عليه هذه الأفكار من الناحية الدينية ، الناحية الدينية للديانات السماوية المسيحية واليهودية والإسلام .. فنحن ندرك ونؤمن كيف تكونت وكيف نزلت . ولكننا في هذه المقالة نطرح فكرة كيفية نشؤ التعبد عند الإنسان الأول وما هي الدوافع وما هي المكاسب .
كانت تلك البداية .........
ولنمضي ابعد قليلا ولنشاهد ما ابتدعته الإنسانية من آلهة ..من الأصنام والكواكب والمخلوقات والظواهر الكونية .. فسنجد دون عناء بحث الأصنام في الجاهلية .. وسنجد عبادة النار ...والهندوسية والسيخ .. ألخ .. وهذا أمر ليس بخفي أو جديد أو بحاجة إلى توضيح .. لكن المهم في هذا هو :
لماذا ابتدع الإنسان هذه الآلهة ؟؟ وما هي المكاسب التي حققها ؟ وبالمقابل ماذا خسر ؟
بصدق ودونما مواربة ، ودونما تحيز للفكرة كوني مسلما ... لم أجد ما يمكن أن تخسره البشرية من فكرة التدين على الإطلاق . ولم أجد التدين يقف عائقا أمام التقدم البشري والإنساني عموما .
وبالمقابل أجد عدم التدين ( الإلحاد ) يفضي إلى شرور ليست بخافية على كل ذي لب فهيم ، ولنلقي نظرة من الخارج على التدين والإلحاد :
سنجد أن التدين يدعو إلى العفة والطهارة .. وسنجد الإلحاد يدعو إلى الدعارة ، سنجد التدين يدعو إلى العمل وحسن الأخلاق وأعمار الأرض وطلب العلم والتعاون وحسن الجوار والعدالة .. وسنجد التدين يدعو إلى كل جميل وكل ما من شأنه أن يرقى بالإنسان إلى مستويات أعلى من النضوج العقلي والجسمي والروحي ، ولا يخفى هدف التدين بمجمله اذ يسعى لخير الدنيا والآخرة ( بغض النظر عن عدم إيمان البعض بها ) .
ولعل التدين في مجملة وفي كل الديانات السماوية والوضعية ، بل حتى القوانين التي ابتدعتها الحكومات : تصب في خانة الاستقامة تلك الاستقامة التي ترضاها النفس البشرية لنفسها ، فما ارفضه لنفسي وأهلي ومجتمعي لا اقبله لغيري وتلك هي العدالة . فإذا كانت قوى مجتمعية صغيرة ، أو حتى دول كبيرة تضع منهاجا وقانونا لتنظيم أمورها ، فما بالكم بالكون ، إلا يجب أن يكون له قانونا ودستورا ..
وكفى بالعقل حكما بيننا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خساره
احمد ( 2009 / 2 / 9 - 21:25 )
الاخ الكاتب
الم ياتيك خبر الالاف اللذين قتلوا وذبحوا وعذبو وهجروا من بيوتهم لا لسبب الا لكونهم شيعه او سنه وانا شخصيا فقدت اخي الشيعي بحزام ناسف سني
كيف تكون الخساره اذا
بمقارنه بسيطه بين اصغر الدول الغير متدينه وجميع الدول الاسلاميه ستجد الخساره الفادحه


2 - سيء جداً
المنسي القانع ( 2009 / 2 / 9 - 22:38 )
العنوان لا يخص هذا اللغط الذي سود السيد محمود به صفحة ثمينة من الحوار المتمدن ليجعله (المتدني) . لا أدري كيف نشر ومن وافق عليه , واجب الحوار وهدفه الذي فهمت هو نشر الوعي ,ويقيناً هذا ليس الوحيد الذي يفرض علينا جهله وأُميته.
طلبي من ألاستاذ رزكار أن يضاف الى التقييم , سيء جداً , والسبب هو أنَّ كل قراء الحوار المتمدن أُناس عانوا صنوف القهر ولم يستطيعوا من الإنتقام من قاهريهم , لذا عندما يكتب أحدهم مقالاً فيه نوع من القهر ويكون تافهاً لدرجة انَّه لايستحق المناقشة , اعطونا فرصة معاقبة المعتدي هذا أياً كان بتقييمه التقييم المتدني الذي يستحق .
لا أظنني أطلب الكثير , أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟


3 - سيئ جدا جدا
سعيد منصور ( 2009 / 2 / 10 - 02:56 )
سنجد أن التدين يدعو إلى العفة والطهارة .. وسنجد الإلحاد يدعو إلى الدعارة
هذه جمله واحده فقط تثبت كم هو مجحف ومتهور وفاقد للمصداقيه المتدين مثلك
من قال ان الالحاد يدعو الى الدعاره استطيع ان اثبت لك ومن عشرات النصوص ومن كل الكتب المسماة سماويه الدعوه الواضحه والصريحه بل والمكشوفه للدعاره ولكنك تغض الطرف عنها لانها دعاره مقدسه
اعتذر من المنسي القانع لان ما كتبه هذا الكاتب لايستحق الرد والمناقشه واتفق مع كل ماكتبته في تعليقك واو ان اضيف جدا اخرى لاقتراحك


4 - شكرا
محمودالمصلح ( 2009 / 2 / 10 - 08:02 )
اشكر الاخوة على التعليق على الرغم من التجني على شخصي وعلى التدين عموما فانا لم اسمي دينا بعينه ، ولم احدد اشخاصا بعينهم ، كما انني لا ابرر القتل او الفحش في القول او العمل والفعل ذلك ان كل سلبي ممقوت ، وكل ظلم مرفوض تماما كما نرفض التجريح ، ولنترك العقل هو الحكم . ولكم خالص احترامي .


5 - شكرا
جمل المحامل ( 2009 / 2 / 10 - 08:15 )
الاخ محمود اتشرف بقراءة ما نشرت واجد فيه مالا اجده في حواريات من علق على المقال ، تعليق ظالم متحيز في من التمييز العنصري ، سني وشيعي ،وفيها انكار للدين والكتب السماوية ، وفيها تجني على الكاتب وهو كاتب متميز على هذه الصفحات المميزة .


6 - هل من مزيد
الناصر ( 2009 / 2 / 10 - 08:20 )
الاخ محمودالمصلح: لا ادري من انت ولا اعرف عنك الا ماكتبت من موضوعات توحي بقلم شريف نظيف ، وعقل راجح ارجو ان يكون رابحا ، اشكرك على مقالة تشافيز ومقالة التدين ، انتظر المزيد منك حول التدين .ولك مني كل الاحترام


7 - وماللذي سينقص البشرية لو كانت بلا دين ولكن بعقل ورحمة
عمار ( 2009 / 2 / 10 - 09:54 )
ليس بالدين وحده يحيى الانسان واذا كان موجودا ً فلماذا هو بالعقول والكتب فقط لماذا لايكون له كيان وجودي ... انه محض خيال لا يتواجد الا بالهيئة القدسية


8 - المتدين خسر الدنيا والاخره
omar ( 2009 / 2 / 10 - 11:34 )

الاديان هي السبب الاول للصراعات والحروب والتاريخ البعيد والقريب خير شاهد على مدى العنصريه التي تسود الاديان
حيث ان احدهم يدعي شعب الخرافه المختار والاخر بأنهم خير امه اخرجت للناس ولا اعرف كيف يربط الكاتب بين الاخلاق وهي شى
نسبي وبين الاديان الذكوريه التي اتاحت للذكر وطىء ما يحلو له من النساء وحتى ملك اليمين وكل ذلك بإسم الله وهي بحق تعتبر قمة الدعاره والانحلال والتعصب للذكر على حساب مشاعر الانثى
واما عن الربح والخساره التي يتكلم عنها الكاتب المحترم فأقول له
ان اروبا لم تتقدم الا بعد ان حجمت القساوسه وجعلتهم رهن اديرتهم واما الدول التي مازال الدين مؤثرا ويساند الحاكم لمصلحته
ومصلحة العمائم فهي دول متخلفه بكافة المقاييس لانه لا حريه ولا ديمقراطيه مع من يبيعون الوهم للبشر

اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك