الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء بحاجه للعناية

باسنت موسى

2009 / 2 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حياتنا ليست مجرد جملة من الساعات والأيام والأسابيع والشهور المكونة لسنين العمر وإنما هى منحة من الله لنا أي أن حياتنا "قيمة" في حد ذاتها لذلك يجب استثمار تلك القيمة حتى أخر ساعة فيها،عندما أنظر حولي أجد كثيرين وخاصة النساء ينظرون لحياتهم على أنها رحلة إجبارية ستنتهي حتماً في وقت ما ولهذا تبدأ عوامل الجمود والتبلد عليهم مبكراً فيعيشوا فترة ليست بالقلية من حياتهم في انتظار النهاية والفترة التي تسبقها يقضونها في عبث غير ذات قيمة حقيقة فينتهون دون أن يحققوا بوجودهم وبمنحة الحياة لهم من الله أي تقدم ملموس لمن حولهم أو لمجتمعهم.
لي معرفة عن قرب بعدد من النساء المتخطيات للخمسين من العمر ويتمتعن بحيوية وصحة عالية ولكن ومع ذلك هن يائسات مكتئبات ضائعات إن جاز التعبير وذلك لأن أولاد كل منهن أصبحن كبار ناضجين يخدمون أنفسهم أو تزوجوا واستقلوا بحياتهم ولم يعدن بحاجه لأن تجلس الأم لساعات داخل المطبخ تطهو من أجلهم كما أن احتياجهم العاطفي تحول نسبياً ولم يعد صدر الأم هو المكان الأكثر راحة وأمناً لهم.
يأس هؤلاء الأمهات أتفهمه نوعاً ما لكنني أرفض في ذات الوقت أن تظل كل واحده منهن تعيش على مفردات مرحلة من حياتها وتتحسر وتسأل لماذا لا يعود الزمان ويرجع أبنائها صغار؟ الزمان لا يعود وليس من المنطقي لتعيش المرأة الأم سعيدة وراضية وشاعرة بأن لوجودها قيمة أن يظل أبنائها صغار يحتاجون لمن يطعمهم ويهتم بشئونهم المختلفة،وأولئك السيدات يمكن لكل واحدة منهن أن تستثمر حياتها في خدمة آخرين قد يكونوا محتاجين لصدرها الحنون ونصائحها النابعة من خبرة حياتية طويلة وعقل مجرب،بيوت الرعاية"الملاجيء" تحتاج لهؤلاء السيدات فهناك الكثير من اليتميات المفتقدات للحنان والحب وسيسعدهم وجبة ساخنة من سيدة محبة وبهذا ستتخطى السيدة اليأس والفراغ الذي تعيشه وسيسعد من يحتاج أي أن المعادلة سيكتمل طرفاها وستظهر نتيجة إيجابية على كافة المستويات.
اقترحت على عدد من النساء الخمسينات الشاعرات بفراغ الحياة بعد كبر الأبناء أن يتطوعن لخدمة بعض اليتيمات بإحدى دور الرعاية القريبة من منازلهن فجاء رد فعل الغالبية منهن مخيب لآمالي ورغبتي في مساعدتهن حيث بدأن التململ والتعلل بحجج واهية حتى أن واحدة منهن قالت لي"ليس لدي وقت لكل هذا"على الرغم من أنها لاتملك إلا الوقت بل أن طوله هو سبب شعورها السلبي بالإكتئاب والملل!!
رفض بعضهم هذا أكد لي أن روح الخدمة والعطاء في نفوس كثير من النساء تعنى خدمة الأسرة والأولاد وكل ما هو خارج هذا النطاق فليذهب إلى الجحيم ولهذا تفقد المرأة أسرع من الرجل المعنى لحياتها وتواصلها مع العالم بعد انفراط عقد أبنائها من حولها وهذا الفقدان للتواصل يدفعها بقوة للجمود والموت رغم أن القلب ينبض ليساعد صاحبته على أن تجلس المتبقي من حياتها أمام شاشة التليفزيون تتابع المسلسلات وكأن هناك من سيقوم بامتحانها في السيناريو والحوار.
السؤال الآن متي ستفيق أولئك السيدات وينهضن من أمام شاشات التليفزيون لخدمة آخرين ليسوا بأبنائهم الجسديين؟أظنهم محتاجين لعناية من أبنائهم فالأم تعيش حياتها تنصح وتدعم أبنائها وليس من العار أن يوجه الأبناء أمهاتهم لطريق جديد بعد الخمسين قد يكونوا بحاجه فعلية لدفعة خارجية لانتهاج خط جديد لهم بالحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال وجيه ..!!
علي السعيد ( 2009 / 2 / 10 - 21:41 )
اود ان ادخل معاك في هذا الموضوع الذي يدخل في خصوصياتنا ..تزوجت وانا شابا من فتاة احببتها بعقلي قبل قلبي .حتى اني راعيتها طول حياتي الزوجية وبامور كثيرة ..الان ابلغ من العمر ستون عاما وهي تصغرني بعامين فقط .لدينا ولدان وبنتان الولد الاكبر سكن بيتي لتغربه بفعل خصوصية وطبيعة عمله وليه زوجة وطفل . واحدة من اشكال المراعاة لها...انني لم ادعها تتناول حبوب منع الحمل الا مرة واحدة في حياتها ,وذلك بعد ان قرات تعليمات والاثار الجانبية التي قد تتركها تلك الحبوب المانعة مستقبلا على المرأة من خلال الوصفة المرفقة للحبوب تلك . فقد اشفقت عليها وحرمتها من استعمالها .اليوم اتمازح معها واقل لها انظري لقوامك كم هي رشيقة وفيها الكثير من السحر والجاذبية وقارني رشاقتك مع الكثير من النساء بسنك ومع قوام اخواتك وهن اصغر سنا منك ..؟ اجابتي نعم وماذا يعني هذا ؟انا لدي الفضل الكبير لديمومة حيويتك واستمرا رشاقتك .!انت .. وكيف ؟ قلت لها اسالي النساء مالذي عملت فيهن حبوب منع الحمل وانظري لاجسادهن كيف هي مترهلة ..؟ اقنعتها قبل اربعة اعوام ان تتقاعد عن العمل , وفعلا تقاعدت , واحسست بحجم الفراغ الذي بدت تعانيه لذلك اقنعت ولدي الكبير بالزواج .لازلت لليوم اعيش معها دون ان تشعر بالفراغ والوحدة لاني اجعلها كما كانت تنهض مب

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران