الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية المرورية

محمود المصلح

2009 / 2 / 12
المجتمع المدني


ان التطور الحضاري الوهمي أو الشكلي في مجتمعاتنا العربية غزانا غزوا ، فلا بد من التعامل مع مجرياته ومتطلباته بحكمة وروية ، ومن الملاحظ ان هذا التطور بما فرضه علينا من ضرورات ، كثيرا ما نجد ان الاخفاق يصيب جوانب من حياتنا ، لعدم قدرتنا على التعامل مع ضروررات هذا التطور .مما جلب سلوكيات خاطئة كثيرا ما تؤدي الى نتائج كارثية ، ومن الملاحظ التدني في التقيد بالسلوكيات الحضارية المرتبطة باستخدام بعض ادوات التقدم الحضاري .مثل الانترنت وما يتيحه للفرد من انطلاق وتحليق في الفضاء الافتراضي ، وبما يحتمه هذا التطور ( الانترنت ) من سلوكيات واجب علينا الاستعداد لها ، بل والمساهمة فيها بفعالية وقوة مؤثرة في مجتمعاتنا العربية والانسانية عموما . ندرأ فيها الخطر ونحتاط له ، نشكل خطا دفاعيا امام احتمال الخطر ، ونضع سياسة هجومية في حالة ما يستدعي الخطر ذلك . لا ان نكون متلقي معلومات فقط ، وما الفضائيات عنا ببعيد ، فمثلا تعد بلداننا العربية من اكثر دول العالم في نسبة حوداث المرور ، وليس خافيا على احد ما تخلفه الحوادث المرورية من وفيات ، واعاقات ،و فاقد اقتصادي ، وتخلف اجتماعي ، من سجن ومرض ومشكلات نفسية عميقة الاثر .وما تحتمه هذه المشكلة ( المرورية ) من ثقل على التربية والتعليم في اعداد المناهج وبناء الانسان المستقبلي النامي القادر على ان يكون حضاريا بكل معنى الكلمة ، ضمن اطار الاصالة والمعاصرة المطروح في مجتمعاتنا العربية .
فحوادث المرور في الاردن مثلا تصل الى اكثر من 20,000حادث سنويا تخلف أكثر من 26,000جريحا و4,000قتيلا .واكثر من 700الف دينار ( الدينار يساوي 1,30دولار ) يوميا من حوادث الطرق وتعادل نسبة الخسائر السنوية للحوادث المرورية في الاردن ما نسبته 2,5% من الناتج الاجمالي .
وما ذلك الا من جوانب الاخفاق في النظام التربوي ، والاجنماعي ، وضعف الوازع الاخلاقي والديني ، الذي ارى ان الفردية بما تمثله من قناعات وسلوكيات تمتن في الفرد عدم المسؤلية ، وتبعده عن المجتمع ككيان جمعي لام جامع ، الى جانب الفجوة الكبيرة التي اصابت مجتمعاتنا العربية المتمثلة بين القناعات والتطبيق ، فلو نظرنا الى قناعاتنا كأمة عربية لوجدناها قناعات ترقى الى مستوى عال السوية ، في حين ان التطبيق بعيد جدا عن تلك القناعات ، وهذا مما خلق مجتمعا منفصما عن ذاته ، بعيدا عن قناعاته ، فلا هو تمسك بالاسايات الحضارية العربية لمجتمعنا ولا هو تمثل الحضارة الغربية وطبقها . فبات بين هذا وذلك تائها حائرا .. بلا هوية مميزة .ولعل القادم اعظم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمر كارثي أما


.. مصطفى زمزم رئيس جمعية صناع الخير: التحالف الوطني قيمة مضافة




.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو