الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصلُ الحوار فيما يكتبه فؤاد النمري وكامل النجار.

نادر قريط

2009 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو لي أن ثقافة النت وطوفان المعلومات خلطت الحابل بالنابل وأصبحت مفاهيم (يسار، وعلمانية، ورجعية، ديمقراطية، قومية، فاشية) أسماء بدون مسميات، ولم تعد الأيديولوجيا فيصلا في تحديد هوية الكتابة، ولم يعد مستهجنا أن ترى تروتسكيا مع حماس وماويا مع عباس أو ترى سفيرا بريطانيا يفتتح مقر حزب شيوعي، بداخله مصلّى وحسينية؟
لقد هُجرت خنادق الأيديولوجيا أخيرا وأصبحت كتابة النت السياسية تتوزع بين فريقين أولهما مثالي مناهض لمشروع الأمركة (والأسرلة) والثاني براغماتي يعتبر هذا المشروع نموذجا للحضارة المعوّلمة التي تحدد معالم المستقبل والدولة ونظام الحكم والديمقراطية، وقدرا يجب الرضوخ والإنحناء له، وهذا الفريق هو نفسه الذي تماهى مع إحتلال العراق، وساق الأعذار لتبرير العدوان على لبنان 2006 وغزة 2009 وغضب وإنزعج حتى من حذاء الزيدي وكاريزما أردوغان ؟
لكن هذا الفيصل بين الكتابات لم يمنع قط تسلل نصوص رؤيوية تدعم فكرة العلمانية وقيم والضمير والعدالة، ولم يمنع أيضا تسرب كتابات الفوضى والعشوائيات. أو تلك المختبئة وراء رداء المدنية والعلمانية وتتنفس أمراضا قبلية وشوفينية وطائفية.
بعد هذه المقدمة المقتضبة أود تناول نصين علمانيين لا (علاقة) لهما بما ورد آنفا؟ نصان أثارا إستغرابي وأطربا جمهرة خاصة من القراء. وسأقتصر عليهما حصرا لمناقشة بعض إشكاليات الكتابة العربية
لا حرية مع الإستلاب الديني1 (أسطورة إبراهيم أبي الأنبياء)
تحت هذا العنوان كتب الأستاذ فؤاد النمري نصا تناول فيه أسطورة إبراهيم كما إستقاها من العهد القديم، مدعمة بإستنتاجات تدعو للخلاص من الخرافة الدينية..لكن الغريب والمدهش أن إستنتاجاته جاءت بدون إشارة لمراجع بحثه، بإستثناء قصة سردها في المقدمة وقدم فيها فيض إحترامه وتبجيله للدكتور كامل النجار، واصفا إياه بالقامة الفارعة في نقد الخطاب الديني؟
وللحقيقة أعترف بأني لست من متابعي "ستالينيات" الكاتب، لكن دعوته الأخيرة لإيقاف كل أشكال الصراع مع قوى الإحتلال والإستيطان بحجة عدم وجود عدو طبقي أثار إستغرابي بعكس بحثه في قصة إبراهيم الذي سبب لي مغصا معرفيا بسبب غياب مراجعه، رغم وجود مئات المصادر والدوريات التي تبحث في مضمار ما يُسمى (بحوث الكتاب المقدس).
وإذا تجاوزنا قصة المراجع هذه وإعتبرنا الأستاذ النمري مرجعية بذاته إسمحوا لي بالتوقف عند الأمور التالية:

1ـ قبل أن يسرد الكاتب أسطورة يعقوب وصراعه مع شخص إلهي، كان السبب وراء تسميته ب إسرائيل (آسر الله) يخبرنا الكاتب بأن العراك حدث في جبال عجلون (مانهايم كما تقول التوراة ) والحقيقة أن التوراة تقول في يبوق (تكوين إصحاح:32) ولا أدري من أين جاء ب"مانهايم " (ولا أظنه يقصد مدينة مانهايم في ألمانيا) وإذا ما تغاضينا عن إسم زوجة يعقوب ليا (ورد سهوا رفقة) فإن السرد لا يدل على إرتباك وحسب بل على تناقض إشكالي. فالحديث عن أسطورة ثم تقرير مكان الحدث الجغرافي، يشير إلى أن الكاتب لم يطلع على الدراسات الكثيرة التي تشكك أساسا بالجغرافيا التي تحرك عليها الآباء (من إبراهيم حوالي 1800ق.م حتى نهاية المملكة الموحدة لداوود وسليمان حوالي 900ق.م) وبإختصار هنالك من يحسم هذه الجغرافية في فلسطين (وهذا رأي تمثله معظم البحوث الكلاسيكية لأمثال ماكسويل اولبريت و الفرنسي دوفو وعشرات غيرهم) وهنالك من أمثال الهولندي راينهارد دوزي (قرن 19) الذي رأى أثارا لعصر الآباء في الجزيرة العربية، وبحوث لفينكلر و هوميل الذين عثرا على خطوط للرواية التوراتية شمال الجزيرة (جنوب العقبة) والتي كانت تسمى في القرن 7ق.م "مصر" فإعتبراها مرادفا لمصراييم التوراتية. وصولا إلى نظرية كمال الصليبي التي نقلت جغرافية عصر الآباء إلى منطقة عسير وتهامة جنوب الحجار..
ويعود الكاتب مرة أخرى لتكرار قصة قاطعة حول هذا الموضوع ويخبرنا أن موسى وافته المنية في جبل "نيبو" بالقرب من مدينة مادبا. وكأن موسى حقيقة لاغبار على تاريخيتها؟

2ـ وقبل أن ينتقل الكاتب لتناول قصة إبراهيم الذي خرج من أور مع ساراي وإبن أخيه لوط يخبرنا سلفا بأنها أسطورة سومرية؟ نقلها الأسرى الذين حررهم كورش عام 537 ق.م من برائن أسر نبوخذ نصر.
عظيم جدا؟ لكن السؤال كيف إستطاع أن يحدد أنها أسطورة سومرية ونحن نعلم أن عهد سلالات المدن السومرية إنقضى قبل السبي بأكثر من ألف سنة؟ لماذا لاتكون أسطورة أكدية، بابلية؟ آشورية،حثية مصرية؟ وما تجدر الإشاره إليه أن النص العبراني القديم ذكر حرفيا لفظ " أور كيسيديم" منشأ لإبراهيم (مكان مجهول) ثم حُرف في النص الجديد إلى"أور الكلدانيين" وكلنا يعرف أن الكلدانيين يبتعدون عن الزمن الإفتراضي لإبراهيم بأكثر من ألف ومائتي سنة.(انظر خفايا التوراة لكمال الصليبي)
ويضيف الكاتب: وألوهيم الذي هو الإله الأعظم لدى السومريين!! (إنتهى) لا أدري من أين أتى بهذه المعلومة؟ فالمعروف وفق قواعد اللسانيات أن إلوهيم صيغة جمع "إله" في اللغات السامية الغربية ومن المستبعد أن تكون سومرية

3ـ بعدها يقرر الكاتب بيقين وحتمية بأن أسطورة إبراهيم نقلها أسرى بابل وجعلوا إبراهيم ويعقوب يرحلان إلى مصر كي يدّعوا أن القبائل التي خرجت من مصر بقيادة موسى هي من أنسال إبراهيم!! وذلك لخشيتهم من الوقوع بالأسر ثانية!! وبهذا يدافع الكاتب عن قصة موسى وسفر الخروج من مصر وكأنها حقيقة لا يأتيها الباطل. مع أن كل الدلائل والدراسات الحديثة لعلماء المصريات والفحص الأركيولوجي لسيناء وكنعان (من قبل علماء آثار إسرائيليين) تؤكد أسطورية سفر الخروج وقصة إقتحام كنعان (إنظر دراسات فنكلشتاين، سيلبرمان)

4ـ ثم يقول حرفيا: ما يؤكده البحّاثة المختصون هو أن التوراة كتبها الرهبان المسيحيون في القرن الميلادي الأول ليؤكدوا صحة النبوءة بالمسيح على لسان أشعيا (إنتهى)؟؟ أيضا نحن أمام فكرة غريبة (من يكون هؤلاء البحاثة؟) فلو تجاوزنا قضية وجود رهبان وأديرة في القرن الأول لأسباب منطقية؟ كيف يفسر الكاتب ذكر الأناجيل لمقولات التوراة والناموس؟وماذا عن ذكر الكتبة والفريسيين والصدوقيين وكهنة الهيكل؟ هل كان هؤلاء أميين و"خيال مآتة" وجب عليهم إنتظار الرهبان المسيحيين ليكتبوا لهم التوراة؟ وماذا عن ألواح قمران الأسينية التي تضم بعض الأسفار والأبوكريف (أشير إلى أن لكاتب السطور رأيا مختلف في كيفية وزمن نشوء الكتاب المقدس "بعهديه" لا مجال لسرده في هذا المقال)

5ـ ويستمر الكاتب ويقول: ماذا لو تم نبش قبر إبراهيم في الخليل أو قبر ساره قرب بيت جالا وتبين أن الرمة فيهما تعود لإنسانين عاشا في عصر مختلف جداً عن عصر إبراهيم... ألا يؤدي ذلك مباشرة إلى تحرير الإنسانية دفعة واحدة من الإستلاب والخرافة (إنتهى الإقتباس)
هكذا إذن!! عندما نثبت أن الرمة في الخليل لا تعود لإبراهيم، عندها يمكن تحرير الإنسانية من الخرافة دفعة واحدة!! لأننا نكون قد فندنا وكذبنا قصة ميثاق إبراهيم (وفكرة أرض الميعاد) خصوصا أن هذا الميثاق هو أساس الإسلام أيضا؟
عندما وصلت إلى هذا السؤال (الفذ) عرفت أزمة الكاتب؟ الذي لم يدرك أن الأديان بعمقها صيرورة تاريخية وطقوس مركبة، ووجود داخل فضاء لغوي ميثولوجي مشكل لهوية جمعية، ومؤسسة إكليروس لغوية تاريخية مازالت تحتكر القوامة على الوعي الجمعي..فالأديان ليست مجرد قصة لإبراهيم أو موسى أو المسيح أو محمد..لقد نسيّ أيضا أن كل دين حفر صيرورته وخطابه عبر أجيال من المقدَسين والمقدِسين (فطقوس الحسين الكربلائية لاشأن لها بمحمد ولا بقبر إبراهيم، والتضرع تحت صورة العذراء وتقديسها والسجود للمسيح لاشأن له بقبر سارة، وكذلك الأمر فإن وجود اليهود لا علاقة له بإبرام وساراي، فهؤلاء هامش بسيط من الحتوتة، ولايختلفون كثيرا عن آدم وحوى والحية والشجرة المحرمة، وليس مهما إذا كانت الرمة في الخليل تعود له؟ وكيف تعود له إذا كان صاحبها مجرد أخيولة داخل تاريخ مُتخيّل)

إن فكرة الكاتب وطريقته (الخارقة ) للتحرر من الإستلاب الديني ذكرتني بنائب برلماني أوروبي ظريف إقترح إلغاء شهر يناير (كانون الثاني) وشطبه من الروزنامة لتوفير الطاقة!

نشر الإسلام على حساب الأيتام2 (كامل النجار)
بداية أنوه إلى أن معرفتي بكتابات د. النجار تعود لسنوات خلت، وأذكر أني كتبت له أحيانا بعض الإنطباعات، ولا أشك أن الرجل يراعي جيدا معايير الدقة والتوثيق، ويرفد كتابته بمراجع معتمدة.
لكن مع الوقت يكتشف المرء أن نقده للموروث الإسلامي يقوم على إنتقائية شديدة وإلتواء، ولايعتمد أفكار النقد الديني الحديثة التي تقوم أساسا على العلوم المقارنة (فيلولوجيا، أنتربولوجيا وعلم نفس التاريخ) وأذكر أني كتبت له مرة بأن الموروث الديني هو نسيج قصصي أنتجته الأسطورة، وشيدت هرمه بالمعجزة وما يلهب الخيال ولا يجب على الباحث الحاذق أن يأخذه بحرفية شديدة كحقائق مطلقة، بل أن يقتبس المعنى من خلال فهم آلية عمل ذلك الفضاء الأسطوري الذي أنتج الموروث، وللطرافة فقد علقت يوما على مقولة أوردها في أحد نصوصه عن ضرب الكعبة بالمنجنيق أيام يزيد .. وأخبرته بأن هذه الروايات محض أسطورة لأن التجارب الحديثة أثبتت أن إستخدام المنجنيق في حصار المدن ودك الأسوار يحتاج إلى غابة قريبة لتأمين الخشب اللازم لإنشائه فهو كتلة تزن أكثر من 90 طنا (لقذف كرة لاتزيد عن 10كغ، لمسافة أقل من 200ياردة) وليس بمستطاع الجيوش القديمة نقل مثل هذه الكتلة العملاقة. ولا أظن أن أرض (لازرع ولا ضرع) سوف توفر إمكانية لوجود منجنيق كهذا.
أما موضوعه نشر الأيتام على حساب الإسلام ؟ فيقوم على فرضيات وظنون وإستشهادات وخلاصات لاتليق بمنهج علمي إستقرائي:

1ـ يفتتح مقاله بالشكوى من تردي الوضع الصحي في المحروسة (لا غبار على ذلك) ثم يلقي الجملة التالية: والانفجار السكاني المريع بسبب أحاديث "تناكحوا تناسلوا" (إنتهى) هذه المقولة قد تجوز في نصوص الأدب والبلاغة، لكنها لاتليق بالبحث الرصين، لأن الأحاديث والآيات لا تصنع حركة التاريخ ولا تقرر مصائر الأمم، بل تؤدي دورا وظيفيا ليس أكثر؟ فالإنفجار السكاني له سياق يرتبط بمركبات وموروث وجهل وحاجة للعمالة الزراعية في مناطق لم تصلها المكننة، وبسبب ثورة البنسلين التي قللت وفيات الأطفال. وهو شأن إرتبط بسياسات الدول، فدولة مسلمة مثل تونس كبحت ولجمت الإنفجار السكاني ( بفضل علمانية بورقيبة وليس بسبب علمانية الشعب التونسي المشابه بتقاليده لباقي شعوب المنطقة) في حين أن دولا مسيحية مثل راوندا وأوغندا وغيرها ودول أمريكية لاتينية لم تسيطر على التضخم السكاني، ولو ذهب المرء إلى الريف المصري أو السوري سيجد أن معدلات نمو القرى المسلمة يتساوى تقريبا مع القرى المسيحية التي لم تسمع بحديث تناسلوا تناكحوا.

2ـ أما مقولته الثانية فتذكر حرفيا: والكل يعرف أن مصر الرئيس المؤمن أنور السادات وخليفته حسني مبارك تدار بالتعاون الخفي مع الإخوان المسلمين والجامع الأزهر والوهابية السعودية(إنتهى) هذه الجملة يمكن قبولها كمجاز لغوي، إذا إعترفنا بما تعرض له المجتمع المصري من وهبنة وتغير واضح في بنية طقوسه الدينية، ومدى هيمنة مظاهر التزمت وشيوع التدين الطقوسي.لكن النجار يعتمد هذه الفرضية المجازية ذريعة لتفسير آفات كالرشوة الفساد والمحسوبية ونهب المال العام؟ وبرأيي هذا خلط غريب، لأن الفساد ينخر دول أفريقية غير إسلامية ولاتحدده أحكام أخلاقوية. بل يرتبط ببنية ونهج سُمي حينها "سياسة الإنفتاح" وتحرير السوق، وظهور طبقات النهب والثراء السريع.

3ـثم يدخل الكاتب في هوايته المفضله وهي نقد الدين، ويبدأ بسرد قصة مركز طبي إسلامي مصري في تنزانيا، تديره السفارة، التي إشتكت من رفض السلطات التنزانية إدخال معدات وأدوية بقيمة 900ألف.. وهنا يُعلمنا الدكتور (بدون دليل) بأن الرفض جاء بسبب خشية تنزانيا من عمليات التبشير وحملات أسلمة الفقراء الأفارقة !! يقول حرفيا: وطبعاً تنزانيا رفضت العرض لأن المركز الطبي الإسلامي ما هو إلا وسيلة تبشيرية لنشر الإسلام (إنتهى) وهذا لعمري إستنتاج باهض الكلفة على دولة (هبة النيل) التي تبحث عن موطئ قدم في شرق أفريقيا حيث الدول المشاطئة لبحيرة فيكتوريا ومنابع نهر النيل، وربما تكون فرصة لكاتب السطور دعوة مصر(الأمة) أن تمد جسور الثقافة والأسلمة والقبطنة وتستثمر أضعافا مضاعفة، للدفاع عن أمن قومي مهدد، فالحرب السرية على مياه النيل إشتعلت (3 راجع الدراسة الهامش) وعندما تجف مياهه فلن يموت المسلمون وحدهم ؟ لكن على المرء أن يعذر الدكتور على هذا الإستنتاج الظني لأنه قرأ على يافطة المركز الطبي كلمة "إسلامي" ولم يقرأ ما خلفها؟ ووفق قاعدة "الملدوغ يخاف من الحبل" فلابد أن تكون وظيفة هذا المركز أسلمة أفريقيا ب(900ألف دولار)!!

4ـ وبناءا على هذا البراديغم الذي شيّده يستنكر تبذير الأموال على أعمال التبشير الإسلامي، سيما وأن 40% منها تدفع من أموال الأقباط والبهائيين وبعض اليهود!! وكل هؤلاء يعتبرهم الأزهر كفاراً تباح دماؤهم؟ هكذا يقول النجار؟ وهنا أود التوقف عند الشطر الثاني من قصيدته النثرية، ولو سمحتم لي أعيد عليكم ما قاله حرفيا: وكل هؤلاء (أقباط بهائيون ..) يعتبرهم الأزهر كفاراً تباح دماؤهم!! والسؤال:هل يجوز لباحث أن يلقي هذا الكلام على عواهنه وبدون مسؤولية في بلاد تتعايش فيها الأديان منذ آلاف السنين؟ وتتجاور فيها المساجد والكنائس. كيف تباح دماؤهم؟ونحن نعرف أن نصف سكان بلاد الشام (إحصاء القناصل الأوروبيين عام 1912) كانوا من الطوائف المسيحية والفرق االإسلامية الغير أرثودوكسية، ونصف سكان إستنبول لحين مجيئ الكمالية كانوا من اليونان والأرمن واليهود.. وثلث سكان بغداد(عام 1908) كانوا من اليهود.. لا أدري كيف تهدر دماؤهم وكيف يحافظون بنفس الوقت على وجودهم عبر آلاف السنين؟ أقول هذا مع رفضي الشخصي لسلطة الأزهر وشنودة وغيرها من المرجعيات الفولوكلورية.. لكني أفهم وأقدر مشكلة الكاتب الذي يقصر فهمه للدين على عبارات منتزعة من مدوّنات قروسطية (لإبن كثير وإبن تيمية، وإبن قيم وأمثالهم) وهي مدوّنات منتهية الصلاحية. والدليل أن الدولة منذ محمد علي ساهمت في إدخال الحداثة وإعتماد مبادئ القانون الفرنسي، وترسيخ قيم المواطنة (بنسبية) وأن معظم كنائس مصر الحديثة شُيدت في عهد الرئيس عبدالناصر.. رغم ما يعانيه المجتمع من غصات وآلام وتشنج طائفي وتزمت.

5ـ بعدها هذه الفقرة يقع الكاتب في تناقض عقلي ملفت، أثناء سرده لآليات التبشير الإسلامي في أفريقيا، ويقدم مشكورا قائمة بإسماء الجمعيات الإسلامية الناشطة في تشاد، وهي دولة إسلامية قح، ويستنهجن أسباب هذا التبشير، الذي تمارسه تلك الجمعيات، سيما وأن تشاد دخلت الإسلام في بداياته؟ جميل هذا المنطق الذي يقدم من حيث لايدري تبرئة لتلك الجمعيات، فهي موجودة في بلد مسلم فأي شيئ ستبشر به؟ لقد فات الدكتور أن الجمعيات المذكورة وغيرها تمارس بواسطة البترودولار وهبنة الإسلام الأفريقي الصوفي (المهرطق)، الذي لم يتعرف بعد على فقه إبن تيمية وابن عبدالوهاب، ولا أدري لماذا يستغرب ذلك إذا حدث شبيهه في المحروسة نفسها؟

6ـ وكعادته يعود الكاتب لينتقي حديثا من الموروث (من كان عنده فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له). ثم يبني (من الحبة قبة) وبموجبه يطالب مصر (أو حكومة الأزهر الخفية) أن تعطي فضل ظهرها للفقراء والمعوزين؟ إقتراح جيد؟ وحبذا لو أنه يطالب بتوزيع فضل ظهر "ساويروس"وغيره من أصحاب المليارات أو يطالب بمصادرة أموال لاهطي المال وتجار الحديد السياسي ويوزعها على المعوزين.. لكن سؤالي يدور حول إنتقائه هذا الحديث بعينه، الذي يكشف مرة أخرى تهافت الطرح، فالمجتمعات والدول لاتسيرها الأحاديث أو الآيات بل صيرورة ومركبات ومصالح أكثر تعقيدا مما يتصور الدكتور.

7ـ ومع نفاذ وإضمحلال طروحاته، يتحفنا الكاتب بروايته عن جمعية ليبية تبشيرية قدمت زهاء 12مليون خلال أربع سنوات مساعدات طبية لدول، ثم يعرفنا مشكورا على فروعها في تنزانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وغانا وبنين وأوغندا. ولو قسمنا تلك الأموال المذكورة على عدد الدول والسنين فإن كل دولة تكون قد حصلت بالمتوسط على مبلغ سنوي قدره 400ألف دولار؟ أستحلفكم بحق (هبل) هل تكفي هذه الأموال لدفع إيجار ورواتب موظفي هذه الجمعية الليبية ناهيك عن الإختلاسات (في الطريق) وصور العقيد والرايات والأعلام وتكاليف إحتفالات الفاتح السنوية والموائد التي ستفرش بتلك المناسبات؟ من يصدق أن العقيد يهمه أسلمة أفريقيا، بعد محاولته مع بوكاسا، الذي إعتنق الإسلام مع دولته أفريقيا الوسطى (لقاء مبلغ من المال) وسمّى نفسه أحمد صلاح الدين بوكاسا، ولما إستهلك المبلغ عاد لمسيحيته.
8ـ ختاما وإختصارا لمساحة المقال أسأل نفسي لماذا يفزع مثقف يدعي العلمانية من مركز طبي إسلامي في أفريقيا وغيرها؟ (سواء كان للتبشير أو للطبابة أو للتجسس) ما المشكلة في ذلك؟ أليس هذا أقل خطرا من التبشير بديمقراطية الإف 16 والفوسفور الأبيض (وقتل ألف صومالي في يوم واحد إنتقاما لمقتل طيار أمريكي)
كلنا يعرف أن تنصير أجزاء من أفريقيا حدث خلال قرنين من الحقبة الإستعمارية، وتحت راية الثورة الفرنسية العلمانية وشعارات الحرية والإخاء والمساواة؟ تم هدم الجامع الكبير لمدينة الجزائر، وبناء الكاتدرال على أنقاضه!! آنذاك كان الرهبان يشقون أدغال أفريقيا للكرازة بملكوت السماوات في وقت كان الجنود البلجيك في زائير يجمعون آذان القتلى الأفارقة، ليثبتوا لآمريهم عدم تبذير طلقاتهم في الهواء أو في الصيد واللهو. وفي نفس الوقت كان ذوو الياقات البيضاء ينهبون مناجم الذهب والنحاس ويسلخون بالسياط ظهور عمال مزارع الكاكاو والكاوتشوك. ألا يستفزنا هذا التاريخ المرعب للقارة المنهوبة؟ أم أن هذه (التفاهات) لا تعني أحد
نشر في موقع الأوان

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=161374
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=161654
http://www.hdhod.com/post_a876.html










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجموعة تساؤلات
محمد عبد القادر الفار ( 2009 / 2 / 11 - 21:50 )
مع احترامي للكم الهائل من القراءات التي تقف وراء لغتك الرصينة وخطابك المتين والذي لا يتجاسر طالب علم متواضع مثلي على وصفه بالجعلصة اللغوية أو الفذلكة اللفظية،،

ودون الخوض في أساليب الكتاب الذين تعترض على طرحهم وتجيد تصيد أخطائهم وتناقضاتهم

سؤالي لك أستاذ نادر : لماذا يستفزك نقد الدين ، وحتى لا يكون السؤال مغالطة في حد ذاته أسألك : أليس ما يستفزك حقاً هو نقد الدين بجرأة وليست المغالطات التي يقع فيها من يقومون بهذا النقد؟

ولماذا بالنسبة للناس العاديين و متواضعي الاطلاع والقراءة مثلي،، فإنهم لا يجدون حاجة حقيقية للإتيان بآلاف المراجع والتفاسير لإدانة فكرة جهنم أو فكرة الغزو أو فكرة الفتح أو فكرة العقاب بالقتل والرجم والقطع،، لماذا يشعرون بأن مجرد الإنصات إلى المثقفين الذين يغوصون في مقاعدهم الطرية مستنكرين عليهم عدم نقد الأديان في إطارها الزمكاني وفي سياق تشكلها التاريخي والمجتمعي وووو،، لماذا يشعر أن هذا الإنصات هو ترف فكري لا ينبع من الضمير والإخلاص بل من حاجة البعض إلى إيجاد تبريرات ذكية يعجز عنها مخترعوا الخرافات الرديئة أنفسهم...

ولماذا لا يسع الإنسان مثلاً نقد التدين الإسلامي المتغلغل في نفوس الناس إلا إذا نقد في نفس الوقت التدين المسيحي الذي هو شبه


2 - ثقافة الأنتر نت مجال رحب بالأمكان الأغتناء منه
نادرعلاوي ( 2009 / 2 / 11 - 23:19 )
الأستاذ نادر قريّط المحترم
اهدي اليك أجمل التحيات
أنا أقرأ ماتكتبهُ دائمآ بشغف وبشوقٍ كبيرين , فالعبارات الرصينة المتداولة في مقالاتك , والصياغات اللغوية المتقدمة تجعلني لا أقوى على اهمال أيّ نص من النصوص أو النتاجات التي تُنشر لكَ على الموقع .....وأنا أعتقد بشكل شبه جازم بأن لابد وانك قد درستَ علم اللاهوتْ , ان لم يكن لديكَ اختصاص أكاديمي متقدم في مادة العلوم الدينية ؛ وبناءآ على ذلك فأنا مهتم جدآ بنتاجاتِكَ
لديَّ تعقيب حولَ موقفكَ من ثقافة الأنتر نت , كون ان الأيديولوجيا لم تعد فيصلآ في تحديد هويّة الكتابة أو بالأحرى الكاتب تحديدآ
فأنا لي وجهة نظر على الضِّد من طرحكَ , حيثُ أعتقد بأن الأمرَ الأساسي هوَ الرأي المطروح وليسَ بالضرورة الأيديولوجيا بحدَّ ذاتها والاّ فسنكون مجبرين للأنسياق وراءَ ماهوَ معروض من دعوات ونزعات سياسية , وبذا سنخضعُ من جديد للأطر والصياغات الجاهزة والنصوص المحبوكة وسنكون بالتالي فريسة للأعلام وأبواقهِ
انّ الأنترنت نافذة واسعة تطلُّ على ساحة المعرفة بكل تشعباتها
وثناياها ان صحَّ لي التعبير
شكري وامتناني معَ الأعتزاز بما تكتبهُ


3 - عن ازنك يا معلم
سفيان الخزرجي ( 2009 / 2 / 11 - 23:51 )
عن ازنك يا معلم (صحيح ان رولا سعد من اصل اسرائيلي؟ اذاً فانا اموت على الاسرائليين)، كلما اشاهد هذا الكم الهائل من التهليل والتكبير لمقالات الاستاذ كامل النجار اسأل نفسي: هل حقا ان هؤلاء القراء يكتشفون زيف الفكر الديني لاول مرة؟ اذأ انها كارثة حقا، فنحن نكتب او لاقل انتم تكتبون لانصاف متعلمين، فتراهم ينبهرون حين يكشف لهم كامل النجار ان معظم آيات القرآن متناقضة!
ولا ادري ان كان كامل النجار يوجه كتاباته لهؤلاء المهللين ام انه يوجهها لعامة الناس البسطاء مثل والدتي التي تعتقد ان الامام علي اوقف الشمس بيده ليؤدي صلاته؟ ام للقرضاوي الذي يريد ان يموت شهيدا على الحدود الاسرائيلية؟ ولو كنت مكان ليفني لبعثت له طائرة خاصة لنقله الى الحدود الاسرائيلية ليؤدي شهادته ويكفينا شره.
أقول ان كل ما يقوله الاستاذ العزيز كامل النجار قد تم مناقشته باستفاضة في العصر العباسي، ولا اعتقد ان تقويمنا للمجتمع الاسلامي اليوم سيتم من خلال اثبات زيف القرآن كما انه لن يتم تقويم المجتمع الهندي من خلال اثبات عدم قدسية الابقار. واذا قال قائل بأن المجتمع الهندي لا يحتاج الى تقويم، فاقول له لم يتم بناء الديمقراطية في الهند عن طريق محاربة عبادة الابقار ولا عن طريقة محاربة الفكر الاسلامي، وبالمناسبة فان عدد المسلمين


4 - المثاقفة
عبد المجيد محمد ( 2009 / 2 / 12 - 04:39 )
الكاتب متثاقف يريد أن يقنع القراء بأنه مثقف ضليع ـ ما حاجة القارئ لأن يعرف أنك مثقف ضليع أم غير ضليع ؟ انتقدت الكاتبين لكنك لم تخرج بنتيجة تقول أن ما توصل إليه الكاتبان غير صحيح ! بل أكدت صحة ما توصلا إليه !! أي مثقف لا يقبل لنفسه أن يكتب مثل مقالتك أعلاه كي يقول أن فؤاد النمري وكامل النجار ليسا مثقفين !! هذا عار لا يأتي به إلا المتثاقفون ـ وأخيراً عد إلى التوراة بالنص الإنجليزي لتجد اسم مانهايم كما أورده النمري وليس كما أورته أنت


5 - كم تدفع لك الوهابية
نور العقل ( 2009 / 2 / 12 - 07:57 )
أحسد الكاتب على جزل الكلام ولكني أبعد ماأكون أن أحسده على عقله...
أجزم بأن الكاتب علماني حتى النخاع، فلم إذن الضحك على الذقون وتخنيث العقول..
يقول مثل روسي في وصف الأشياء التي لانحتاجها مطلقاً:
إن حاجتي لهذا الشئ كإحتياج الكلب لرجل خامسة...
هل تعتقد ياسيد نادر أن الكلب يحتاج لرجل خامسة؟
أنا أقول:
إن إحتياجنا للأديان كإحتياج الكلب لرجل عاشرة، بل أنني أجد أنه لزاماً علينا محاكمة وتغريم الأديان بأثر رجعي.
ياسيد نادر:
كفى لغطاً وهلوسة، وفر حبرك، توفر وقتنا...تحياتي


6 - لاجديد
سعيد منصور ( 2009 / 2 / 12 - 08:12 )
تقول
لأن الأحاديث والآيات لا تصنع حركة التاريخ ولا تقرر مصائر الأمم، بل تؤدي دورا وظيفيا ليس أكثر؟

ماهو الدور الوظيفي وحجمه بالضبط
ومن قال لك ان الاحاديث والايات واللغه لاتصنع حركة التاريخ ولاتقرر مصائر الامم هكذا وبجرة قلم وبزهو فارغ تقرر ماتراه دون دراسه وتفحص لقد كتبت الدكتوره وفاء سلطان عشرات المقالات لتوكد اللغه والايات والاحاديث لها دور كبير في السلوكيات والتاريخ الاجتماعي بل والاخلاق والثقافه التي تقرر ليس مصير الافراد بل والامم وعبر عشرات الامثله والاختبارات والتجارب والدراسات والنتائج المستخلصه ومن قبل علماء متخصصون وتاتي لتنفي كل ذلك بسهولةكسهولة استخدامك للكومبيوتر في ان تكتب ماتشاء ودون سؤال
ارجو ان تقرأ وفاء سلطان بهدوء ودون موقف مسبق وثق انك ستتعلم الكثير فقط انفض هذا الزهو والتعالي الذي لامبرر له عنك لان ماتكتبه ليس نقدا بل مناطحه مع الكبار للشهره والتعريف
كلما اقرأ لك اتذكر تجربة البراغيث التي قام بها احد العلماء وكشفتها الدكتوره وفاء ارجع لمقالاتها واقرا التجربه فهي مهمه جدا وممتعه
لاريد ان اطيل فانا مجرد قارئ بسيط ويحب ان يشارك ولكنني ليس من النوع الذي تخيفه بفذلكتك اللغويه واللفظيه كما يقول الاخ الفار وبمصطلحاتك الرنانه


7 - تعقيب على السادة المعلقين
نادر قريط ( 2009 / 2 / 12 - 09:14 )
أشكر لكم مداخلاتكم واؤكد بأني لا أدعي العصمة فيما أكتب، لكن أشكك فقط بجدوى الكتابة السياسية في فضاء النت ، وأعتقد أن الأهم من ذلك أثر الميديا المرئية ، إضافة للكتب المدرسية التربوية فهي الوحيدة القادرة على خلق نقاش بين الأجيال وتمرد على موروث قديم غير منتج يقف عقبة أمام العقل الحر والإبداع.
لهذا فإن نقد الإسلام يجب أن يقوم على أساس نقد الفكر الديني وليس نقد الإسلام لتصفية حسابات وبث كراهيات دينية..وتمرير أجندات سياسية
وإجابة على تساؤلات السادة أبدأ من الآخر
فالأستاذ عبد المجيد إتهمني بالتثاقف، وهذا مديح من حيث لا يدري لآن التثاقف ترجمة عربية جديدة لمصطلح إنتركلتشرال (حوار داخل بنية ثقافات مختلفة) وهذا أمر يدعو للفخر
ثانيا : أكا تأكيده على مانهيام (مكان الصراع بين يعقوب والإله) فهو يدل على جهل وسوء قراءة .. لأنه يقصد (محنايم) التي وردت في بداية الإصحاح 32 سفر التكوين ولاعلاقة لها بالموضوع لأنها مكان لقاءه بملائكة الله عند مغادرته لحميّه لابان، لكن الصراع مع الإله حديث في يبوق (أحد روافد نهر الإردن) كما تقول النسخ العربية والألمانية ولا أظن أن الإنكليزية تختلف.

وإجابة للأستاذ محمد عبدالقادر: أقول إن النقد الديني يجب ألا يحط بشكل عنصري من ثقافة أمة ما، لأنه يم


8 - رد2
نادر قريط ( 2009 / 2 / 12 - 11:23 )
الأستاذ سعيد منصور: أنت تقول أنك قارئ بسيط وتنصحني بقراءة السيدة سلطان ، شكرا لك على النصيحة لأني أعتقد أن كتابتها أكثر بساطة مما تعتقد .. وهي لاتزيد على قارئة بسيطة تقوم أيضا بدور وظيفي كالذي تقوم به الآيات والأحاديث

أما السيد نور العقل ..معك حق فكاتب السطور لاديني ولا يهمه اليوم الآخر والرسالات إلا لغرض فهم حقيقة الإجتماع البشري
فالدين بنية فوقيه أنتجته الحضارات البشرية ويتكيف مع صيرورتها وقابل للمطاطية وتفسير الشيئ ونقيضه، وهو لم يُنتج تلك الحضارات ولا يقرر مصائرها

(بإستثناء دولة إسرائيل فهي المنتج الوحيد للأسطورة الدينية (..
أما الوهابية فلا تدفع لي شيئا ، لأنها مشغولة بإسئجار أقلام مايسمى الليبراليين العرب والقافزين من السفينة الشيوعية الغارقة إضافة إلى وسطاء شراء الجواري والراقصات لقصور البترودولار.. وضمن تلك الوظائف لم أجد فرصتي بعد.

لكني بودي أن أعلمك بأني لست مسلما وتربيت في بيئة أقلوية شديدة العدائية لمحمد وتعاليمه تماما كالسادة النقاد الذين تناولتهم ..
ومحاولتي هي لفضح النقد الساذج الذي يختفي وراء عقد من الكراهية والمقت والإستعلاء والإحتقار المتبادل بين الأديان والمذاهب ..
وشكرا ،


9 - علمانيين يهتفون: -أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً- !!
صائب خليل ( 2009 / 2 / 12 - 11:55 )
العزيز نادر قريط (ليس لإضافة الرسمية على الخطاب لكن لتمييزك عن النادر الآخر هنا، وكلاكما نادر فعلاً يا أصدقائي)
أعتقد أن مقالتك لاتكفي للتشكيك بكل من مقالتي الأستاذ كامل النجار والأستاذ النمري فقط، وإنما تشكك بمصداقيتهما فيما يكتبان بشكل عام, وتدعو إلى مراجعة وتفحص أقوالهما بدقة مستقبلاً. لقد سبق لي أن وجهت انتقادات إلى خطابيهما دون الدخول في التفاصيل التي دخلت فيها (لأني لا أعرفها، لكن لا تخبر أحداً بذلك)
بالنسبة لعبارة الأستاذ كامل النجار التي اثارت انتباهك حول مصر، كنت قد كتبت له التعليق التالي:

الأستاذ كامل النجار المحترم،
لا أظن أنه يليق بك توجيه النقد الموجه لأعمال الحكومة المصرية، إلى الإسلام، وجملتك الملتوية:
-والكل يعرف أن مصر الرئيس المؤمن أنور السادات وخليفته حسني مبارك تدار بالتعاون الخفي مع الإخوان المسلمين والجامع الأزهر والوهابية السعودية-
لاتساعد على تعكير المياه بما يكفي لتمرير مثل هذه المغالطة.

لاحظ يا عزيزي نادر أيضاً عبارة : -الكل يعرف...بالتعاون الخفي!- -

إن سمحت لي بالرد على الأستاذ محمد الفار (إن سمح لي هو أيضاً) واختار عبارتيه:

-لماذا لا نكون صريحين ونغتنم فرصة التقدم التكنولوجي وحرية النشر الإلكتروني لكشف الحقيقة


10 - للأخ صائب
نادر قريط ( 2009 / 2 / 12 - 12:51 )
شكرا على تعقيبك فأنت من القلائل الذين لايسقطون بسهولة في فخاخ الأيديولوجيا أو التسطيح . وأرجو ألا تقبل مني هذه الشهادة على مبدأ انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، بل على مبدأ إحترام مبادئ الضمير وقيم العدالة (بمفهومها الكوني وليس الديني)


11 - بين مقال الرأي والبحث الأكاديمي
سلام السوسنة ( 2009 / 2 / 12 - 15:57 )
سيدي
هذا المقطع من مقالكم اعلاه:
..........والانفجار السكاني المريع بسبب أحاديث -تناكحوا تناسلوا- (إنتهى) هذه المقولة قد تجوز في نصوص الأدب والبلاغة، لكنها لاتليق بالبحث الرصين، لأن الأحاديث والآيات لا تصنع حركة التاريخ ولا تقرر مصائر الأمم، بل تؤدي دورا وظيفيا ليس أكثر؟............

هذا المقطع من مقالكم :إعادة فتح مكّة!
في البدء أخترعت الكتابة لتدوين التراتيل والأناشيد، وتسجيل قرابين الآلهة، وشريعة (الملك ـ الإله) وعقود المبايعة.. وبمرور الأزمنة تحولت اللغة إلى مملكة للشعر والميثولوجيا والقصص والمعجزات وإشاعة الرهبة والرشوة والوعد، ومازالت ليومنا تتحكم بالوعي والخيال الجمعي وتصيغ هوية الناس ومصيرهم.

قبل خمسة آلاف عام من ميشيل فوكو إكتشف كهنة سومر سلطة اللغة ومذذاك ....
سيدي : من السهل تتبع الهفوات ....
اشكر لك هذه الفرصة لأنها سمحت لي بمعاودة قراءة مقالك الرائع إعادة فتح مكة.
انه بحق ما يسمى مقال رأي وهو يختلف عن البحث الأكاديمي الذي يتم توثيق كل عبارة فيه. اعتقد ان هذا ما تأخذه على السيد النجار.
كنت أعجب بخطابك العقلاني المستنير وبقدرتك على صياغته بصورة خطابية وها انا أتأكد من عمق الخلفية الأكاديمية خلف هذا الخطاب. أظنه حال السيد النجار.
محبة


12 - من أنت؟
مختار ( 2009 / 2 / 12 - 17:13 )
قرأت مقالك وأعدت قراءته أكثر من مرة، ولم أهتد إلى ما ترمي إليه بنقد أمثال النجار ووفاء سلطان. لست أدري أين تعيش ولكن ما أعرفه عنهم أنهم عاشوا مثلي في بيئات خانقة فرضها رجال الدين المسلمين المتحالفين مع حكومات استبدادية لتزييف وعي الناس طوال حقب من الزمان وإضفاء المشروعية على هيمنتهم وبالتالي من حقنا أن نناضل لتغيير الأوضاع عندنا. ولم أفهم كيف تتعب نفسك في كتابة أفكار لا شك أنها تطلبت منك جهدا كبيرا، ولا تعترف أن الأحاديث والآيات (وهي أفكار) لا تصنع حركة التاريخ ولا تقرر مصائر الأمم، ثم تعترف أن لها دورا وظيفيا تؤديه؟ كيف؟
وتنكر أن يكون للانفجار الديمغرافي علاقة بتأثير الدين، فكيف تفسر علمانية بورقيبة والحزب الدستوري، ألم تكن عبارة عن أفكار على النقيض من الفكر الديني الذي هو آيات وأحاديث من قبيل تناكحوا تناسلوا؟ ألم تؤثر أفكار بروقيبة في تاريخ تونس الحديث وفي مدى الراحة الاجتماعية والاقتصادية التي تتمتع بها تونس مقارنة بجاراتها في مصر وفي الجزائر التي كادت تنهار بسبب الهجمة الأصولية وفي المغرب الآيلة للانهيار إذا لم يتدارك المسؤولون فيها الوضع بسبب تسارع مهول لعدد السكان يتجاوز طاقة هذه الدول الخارجة من انحطاط طويل ثم استعمار بغيض وأخيرا التهديد الفاشي للأصولية الدينية. دون أن يعني


13 - كلمة أخيرة
نادر قريط ( 2009 / 2 / 12 - 17:24 )
آسف للأستاذ نادر علاوي فقد أخذتني الزحمة عن الإجابة على تساؤلاته ، فمعرفتي باللاهوت وتاريخ الأديان معرفة مكتسبة إلى جانب دراسة الهندسة المدنية،
أشكر مرور الصديق سفيان الخزرجي، وأيضا القلم المبدع سلام السوسنة وكشفه للتناقض الفينومينولوجي بين مقالة الرأي والبحث العلمي.. رغم إختلافنا في الرؤى السياسية
أخيرا أقول وبشجاعة بأني لست مثقفا ، .. فالثقافة (كلتشر) هي إضافة بشرية إلى الطبيعة البكر، وفي الميدان العقلي هي إنتاج للمعرفة وهذا لم يحققه إلا قليل من المبدعين والمفكرين العرب وشكرا للجميع


14 - كي يقرأك عدد أكبر انقد الدكتور النجار او الدكتورة سلطان
سمر ( 2009 / 2 / 12 - 18:08 )
من فترة لفترة يقوم السيد قريض وصائب خليل بيك وأمثالهم بالتطاول على الدكتور كامل النجار والسيدة وفاء سلطان ويضعون أسمائهم في عناوينهم املا في أن يزداد عدد قرائهم ولو عاد الواحد منا الى اي مقالة اخرى لهؤلاء المتفزلكين وقارن عدد من قيمها بعدد من قيم المقالات التي وردت فيها اسم الدكتور النجار او الدكتورة وفاء سلطان لعرفنا سر تطاول هؤلاء عليهم بين الحين والاخر
حان الوقت لكي يحترموا عقل القارئ ورأيه ويلتفتون إلى تحسين وضعهم المعرفي والاخلاقي


15 - لماذا تثقلونا بالتاريخ والموروث الديني
مازن فيصل عبيدات ( 2011 / 4 / 21 - 06:57 )
مع تقديري الكبير للسرد التاريخي الديني الذي وضعه نادر فأني ارى لا فائدة بأثقالنا بالتاريخ والموروث الديني والجدل اللامتناهي بوجهات النظر في هذا الموروث سواء فيما يتعلق بالأحداث وصحة حدوثها او فيما يتعلق بتسلسل حدوثها
وتأثيرها على بعضها البعض والتالي اثرها على بناء الحضارات والمجتمعات وبناء
الشخصية المجتمعية للأفراد
يا سيدي مع احترامي لعدائك للرأسمالية المتوحشة والليبراليون الجدد كما تسميهم
وامريكا واسرائيل واتفق معك الى حد ما لكن اساس التقدم لدولنا هو الفرد كقدرات
وقابليته للعطاء والعمل بأخلاص وتفاني والعمل بمؤسسية وانتماء لمجتمعه ولديه
قابلية المحبة للأخرين يا صديقي قارن قدرات الفرد العربي مع قدرات الأمريكي
او الأوروبي او الأسرائيلي تجد الفرق الهائل بين فرد عربي مقهور مأزوم ذليل
مستسلم لا يوجد لديه مؤهلات تخصصية عالية للعمل (وان وجدت ليتس هي المطلوبه
لكي يعيش بكرامة) وبين انسان امريكي او اوروبي لديه كل ما يلزم لكي يبني
مجتمعات ودول متحضرة ومتقدمة يا اخي مجتمعاتنا بحاجة الى تحديث واستثمار
بالأنسان والقضاء على الجهل والجوع والبطالة وبالتالي الى دستور وقوانين تطبق
للجميع

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah