الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك فرق ؟؟

شامل عبد العزيز

2009 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد برر السابقون واللاحقون من رجال الدين والعلماء المختصين ( هكذا يُسمونهم ) المسلمين الطريقة التي يختارون فيها الخليفة ( الحاكم ) بحيث جعلوا مجريات الاحداث وحُكم التاريخ الطبيعي والمنطقي أحكاماً شرعية لابد للمسلم أن يلتزم بها وأثقلوا كاهل المسلمين العوام باحكام إضافية علماً بان هذه الاحكام ليس فيها أي سند شرعي لا من الكتاب ولا من السُنة ( فيما يخص المسلمين ) .
لم يحدد النبي من هو خليفته ؟ لم يرد أي نص شرعي كيف يتم إنتخاب الحاكم ؟ إنما تمت معالجة الاختيار بعد وفاة النبي بطريقة نستطيع أن نقول عنها عشوائية في بداية الامر.
ماحدث في سقيفة بني ساعدة معلوم للجميع وخرج المسلمين منقسمين في من يخلف النبي في الحكم . تم إختيار ابي بكر بالطريقة التي شهدت احداثها السقيفة وهذا أول الغيث ثم بعد ذلك عهد إبي بكر لعمر بن الخطاب عند دنو أجله وهنا قال العلماء ( يجوز للخليفة أن يعهد لاي شخص يختاره ) . بعد حادثة عمر بن الخطاب في محاولة الاغتيال التي أدت الى موته أختار 6 من الصحابة ( مبشرين بالجنة ) وهنا ايضا قال العلماء يجوز للخليفة أن يختار مجموعة تتفق فيما بينها على واحد ..
جرت الاحداث وعثمان خليفة المسلمين ثم علي بعد مقتل عثمان الى أن وصل الامر الى معاوية ( واخترع هولاء السادة طريقة الاستيلاء على الحكم بالغصب والاكراه وقالوا اذا تمكن شخص ما بالقهر والغلبة فيجوز أن يكون خليفة للمسلمين ) وورث معاوية ولده يزيد ( ثم برزوا لنا مرة اخرى سادتنا العلماء وقالوا يجوز أن يُورث الخليفة إبنه ) وهكذا دواليك لم يعجز هولاء عن النفاق والادهى أن الناس تصدق هولاء الظلمة الذين يُبررون للحاكم كلً شيء في سبيل مصالحهم .
لكا مرحلة تاريخية تبرير علماً بان هذه الاقاويل هي لرجال عاديين رفعناهم بكسلنا وعجزنا وتوقفنا عن التفكير الى مرتبة تقرب من الحد الذي لاينبغي لاحد أن يناقشهم وقالوا أن العلماء ورثة الانبياء مع العلم أن ابو حنيفة قال ( همْ رجال ونحن رجال) .. لقد وضعوا شروطاً غبية خدعوا فيها شعوبهم وأنه لابد أن تتوفر شروط ومستلزمات لهولاء العلماء وكانهم اكتشفوا مجاهل الكون كل ذلك بسبب الاتكالية والاستسلام لشعوبنا ثم توقفنا عند هذا الحد واستسلمنا طائعين..
في تراثنا نجد أن هناك مجلدات ضخمة وشروحات أضخم حول كيفية الوضوء ولكننا لانجد إلا صفحات قليلة حول أهم وأخطر مسالة الا وهي طريقة تنصيب الحاكم وكانما الامر فيه من السهولة التي لاتتطلب أي عمل وجهد من إجل ذلك .. وعلى هذا المنوال والى اليوم تتكرر الطريقة نفسها عدا بعض الاستثناءات بالرغم من مرور 14 قرن .
ليس هناك فرق بين خليفة المسلمين وحاكم المسلمين اليوم ( رئيس ملك أمير ) أن امير المؤمنين كامير الكافرين....
اذا كان الكتاب والسنة ( المصدرين التشريعيين ) والذي لابد للمسلم أن يلتزم بهما حتى ينجو في الدنيا والاخرة ؟ فاين نجد ماقاله هولاء المتخصصين ؟
لقد اخترعوا مصادر اخرى ( ليت انها نفعتنا) للتشريع كالاجماع عند أهل السنة والعصمة عند الشيعة ومضوا يكررون ويُعيدون وعلى مر التاريخ وكانما ماقالوه هو الحقيقة بعينها والتي لاشك فيها.
أن عدم تحديد الطريقة المُثلى للحاكم لاقديماً ولاحديثاً قذفت بالمسلمين الى مهاوي وكوارث نزلت بشعوبهم الى درجة لاتُحتمل ولازالت الادوار التي لعبها السابقون تتكرر عند اللاحقون وهكذا ...
سوف انقل لكم نص خطبة معاوية في عام الجماعة ( لغرض إكتمال الصورة) :
لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة تلقاه رجال قريش فقالوا : الحمد لله الذي أعز نصرك وأعلى كعبك) فوالله مارد عليهم بشيء حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فأني والله ماوليتها بمحبة علمتها منكم ولامسرة بولايتي ولكن جالدتكم بسيفي هذا مجالدة ولقد رضيت لكم نفسي على عمل ابن ابي قحافة ( يقصد ابو بكر الصديق) وأردتها على عمل عمر فنفرت من ذلك نفاراً شديداً وأردتها مثل ثنيات عثمان ( وفي رواية اخرى سنيات) فأبت عليَ فسلكت بها طريقاً لي ولكم فيه منفعة ( مواكلة حسنة ومشاربة جميلة) فان لم تجدوني خيركم فاني خير لكم ولاية والله لااحمل سيفي على من لاسيف له وان لم يكن منكم الا مايستشفي به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك له دبر اذني وتحت قدمي وان لم تجدوني اقوم بحقكم كله فاقبلوا مني بعضه فان اتاكم مني خير فاقبلوه فان السيل اذا زاد عنى واذا قل اغنى واياكم والفتنة فانها تفسد المعيشة وتكدر النعمة .. ثم نزل ...
لم يتغير شيء هذا هو حال امير المؤمنين وفي نفس الوقت خالهم لان اخته ام حبيبة زوجة للنبي وهذا هو حال الشعوب الاسلامية منذ ذلك التاريخ ...
ولكن بالمقابل وحالياً وفي العالم الاخر ( الكافر) الذي ليس له سند شرعي لا من الكتاب ولا من السُنة سوف ننقل لكم مايلي حتى تتوضح الصورة لديكم :
غونزاليس زعيم الحزب في اسبانيا سحب ترشيحه من الانتخابات مع العلم أن حظه كان قوياً في الفوز فسالوه لماذا ؟؟
فقال لاني شعرت في لحظة ما أن الحزب لايستطيع أن يستغني عني فقلت : ان هذا الشيء يؤرث الدكتاتورية ولذلك انسحبت ؟؟؟
هل هناك فرق ؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شريعة مطاطية
سلام السوسنة ( 2009 / 2 / 11 - 20:45 )
الصديق شامل عبد العزيز
ولا يقتصر الامر على غياب قاعدة واضحة في اختيار الحاكم بل يتعداه الى غياب اي قواعد او مؤسسات لتنظيم الحياة السياسية و الاقتصادية لدولة مركزية. الم يغير ابو بكر من قواعد توزيع الزكاة وعمر من اضافة الحدود .... ان الذين يصرخون بأن الاسلام هو الحل يكتفون بترديد عبارات غامضة تحتمل كل التأويلات كما اظهرته مداخلتك الذكية بشأن اختيار الحاكم. اما شريعتهم فقد تغيرت بالنسخ في حياة الرسول وبسطوة السيف بعده.

محبة وتقدير واحترام


2 - ابو العباس السفاح خليفة المسلمين
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 2 / 11 - 21:43 )
الاستاذ الكريم شامل
تحية واحترام
اسمح لي بان اضيف خطبة اخرى من خطب خلفاء الاسلام ربما تفيد في زيادة توضيح الحقيقة
فهذه خطبة خليفة المسلمين او خلفاء العباسيين ابو العباس السفاح الذي اباد الجنس الاموي الا من رحم الله، ونبش قبورهم وسبى نسائهم وغلمانهم
لمى وصل الكوفة قادما من خوراسان اعتلى المنبر ليلقي خطبته في الناس فقال فيها: -الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه وكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا فأيده بنا وجعلنا أهله، وكهفه، وحصنه، والقوام به والذابين عنه والناصرين له فألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أصحابها وأهلها وخصنا برحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته وأنشأنا من آبائنا وأنبتنا من شجرته واشتقنا من نبعه ولقد -زعمت الشامية الضلال- أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا، فشاهت وجوههم.. لقد وثب بنو الحرب، وبنو مروان، فانبذوها، وتداولوها، فجازوا فيها واستأثروا بها وظلموا أهلها.. فانتقم الله منهم بأيدينا، ورد علينا حقنا، وتدارك بنا أمتنا وولي نصرنا.. وختم بنا كما فتح بنا وإني لأرجو أن لا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح..يا أهل الكوفة، أنتم محل محبتنا ومنزل مودتنا قد زودناكم في أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المنيح


3 - سرير بروكوست
مختار ( 2009 / 2 / 11 - 21:44 )
تعقيبا على مقالكم الممتع أسرد هذه الأسطورة الإغريقية التي ترمز بحق إلى حالنا بين الأمس واليوم.
بروكوست هذا، حسب الميثولوجيا الإغريقية، قاطع طريق يبطش بالمسافرين بطريقة مؤلمة وغريبة: كان يتعرض للمسافرين ويسجنهم ثم يعرضهم الواحد تلو الآخر على سريره المشهور.
إذا كان المسافر أكبر من السرير يقوم في الحال بقطع الأطراف الزائدة حتى يتساوى مع هذا السرير وإذا كان قصيرا يقوم بتمديده حتى يتساوى طوله مع طول السرير حتى تتقطع أطرافه عن جسده. الغريب أن السرير لم يكن يتلاءم مع أية قامة. وكان جميع ضحايا بروكوست يهلكون بهذه الطريقة.
والأغرب أن هذا السرير لم يكن يتلاءم حتى مع قامة بروكوست الذي لقي نفس مصير ضحاياه على يد تيزيوس.
صار سرير بروكوست رمزا للامتثالية والمطابقة المفروضة على الناس ليكونوا على منوال واحد وضع منذ أكثر من خمسة عشر قرنا، مهما اختلفت صفاتهم وآراؤهم وأزمنتهم وأمكنتهم.
هذا حالنا مع حراس التراث عندنا: كل شيء، كل فكرة، كل نظرية، كل جديد، كل تصرف، ليس بمقبول إلا إذا قسناه على منوال الأولين، الذين يسمونه السلف الصالح، وقالوا (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها). حراس التراث الإسلامي كانوا مثل بروكوست، كلما فشل العمل بالإسلام قالوا ليس هذا هو الإسلام، الخطأ في التط


4 - مازلت اتابعك
قارئ ( 2009 / 2 / 12 - 02:48 )
الاستاذ القدير شامل
مازلت اتابعك بشغف وكل مرة تزيدني علما والماما بالإرث الاسلامي الذي لا نحسد عليه والذي هو بلاء تلك الامة
اشكرك وأتمنى لك التوفيق ودوام الكتابة


5 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 12 - 18:09 )
بدون ألقاب الى سلام وابراهيم ومختار وقاريء شكراً محبتي وتقديري اتمنى المواصلة للجميع

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني