الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماضى-المكتمل- والحاضر المنقوص دائما

عبد العزيز الخاطر

2009 / 2 / 13
المجتمع المدني


"امة"للخلف دًر
الماضى "المكتمل" والحاضر المنقوص دائما
وعي الفرد يحدد هويته الثقافية ، فنقطة انطلاق هذا الوعي مهمة جداً في تحديد مساره الثقافي . اتهام الغير لنا بأننا ماضيون تبدأ من هذه الافتراضية فانطلاق وعينا كأمة إسلامية يبدأ من مجتمع الكمال في تصورنا " المجتمع الإسلامي الأول " ويتناقص هذا الكمال شيئاً فشيئاً بمجرد الابتعاد عن تلك المرحلة فيصبح بالتالي الأمل والرجاء هو في استعادة هذا الكمال فتتجه الرؤوس بالتالي الى الخلف الى تلك البؤرة من التاريخ وبما ان الماضى قد اكتمل فى وعينا فان الحاضر لابد وان يكون دائما منقوصا لسبب مادى واضح وهو استحالة اعادة الماضى وظروفه وشخوصه .بينما العكس هو الصحيح لدى الغرب حيث يبدأ من الحالة الأولى البدائية أي نقطة الصفر التي لا تستلزم أية تنظيم أو أعداد الى حالات أخرى يُبنى فيها المجتمع المدني شيئاً فشيئاً فالمثال لديهم هو في القادم عكسه تماماً ما يمكن تصورة بالنسبة لدينا كأمة . تفكيك هذه النظرة يتطلب حاضراً أفضل ومستقبلاً يحمل الأمل بين أجنحته هنا لابد أن نفرق بين علاقة الأفراد بالماضي وعلاقة المجتمع به ، فالأفراد محكومون دائماً بهاجس الفناء بينما المجتمع مستمر ودائم فالمساحة مختلفة بين الاثنين ونتائجها كذلك مختلفـة ، فالاستمرار يفرض نوعاً من التفكير مخالفاً لفكرة الفناء ونهاية المطاف . وهنا أعود الى علاقة الدولة بالمجتمع وأهميتها بالنسبة لتحديد العلاقة مع الماضي ، عندما تكون الدولة إفرازاً حقيقياً للمجتمع فأنها تعتنق تصورته وآماله واستمراريته المترسخة كما ذكرت في فكر أفراده ولكن عندما تلتهم الدولة المجتمع وتفرض عليه تصوراتها للمستقبل المحكومة بالفناء والاستلاب خاصة إذا لم تنبع منه وبحكم أن النظام أو الدولة مجموعة من الأفراد تراعي في الأساس مصالحها الخاصــة .
فالأمر مختلف تماماً حيث لا يجد المجتمع بدأ من اللجوء الى الماضي لكي يحدث التوازن بينه وبينها بعد شعوره بانعدام الرؤية الواضحة للمستقبل بعد فرض الدولة تصوراتها الشخصية على ذلك المستقبل . حتى التكنولوجيا الحديثة التي يستلزم استخدامها نظرة متوافقة معها لم تفلح من إعادة التوازن بين الجانبين طالما كانت الدولة مسيطرة على المجتمع بشكلها الذى نشهده في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومظاهر الحداثة والتحديث من مناهج تعليمية وجامعات أجنبية وسلع استهلاكية كلها لا تحل الأشكال وتلوى بعنق المجتمع الى الأمام بدلاً من الوراء طالما أن هذا العلاقة كما أشرت بين الطرفين غير متوازنة . فكم فرضت الدولة في مشرقنا من أيديولوجيات ولكنها لم تستمر وما لبث أن عاد المجتمع متمشقاً سيف الماضي والسلف الصالح وخطورتها أي العودة هنا أنها " نصيه " أي تعتمد على النص حرفياً لانغلاق الرؤية وهي تختلف تماماً عن عودته " الاستيعابية " فيما لو تركت لـه الخيارات كمجتمع لكي ينمو ويجذب من أوصاله لكي يتسق مع واقعه الذى يعايشه . أن الماضوية المترسبة في أعماقنا ليست خياراً بقدر ما هي فرضاً فرضته ظروف جعلت من المجتمع تابعاً للدولة وتحت سيف سلط من السلطة وبالتالي هي تفكر نيابة عنه بينما المستقبل يتطلب أن يكون العكس هو الصحيح . فعندما يتجمد الوعي في نقطة تاريخية معينة لا يغادرها تتجمد كذلك وسيلة الاتصال الثقافي معه ويبقى فقط المرور الجسدي هو وحده المتحرك عبر الأزمنة ، فالجسد حاضراً ماثلاً أمام العيان بينما الوعي يمكث بعيداً في حقبة من حقب التاريخ الغابر ، فرصتها سوداوية الحاضر وأنياب السلطة العربية البارزة كبروز أنياب الليث المتحفز .

[email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع


.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم