الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


؛؛ فشل القوائم الطارئة لصالح اللاشيء؛؛عقم الانتخابات

علي عبد داود الزكي

2009 / 2 / 14
المجتمع المدني


انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة عجائب وغرائب واحدث غير متوقعة...حركات شعارات إعلانات ودعايات كثيرة....عدم تكافؤ غرور سياسي و أناقة سياسية قذرة... لماذا كل هذه الحركات والتيارات ظهرت بقوائم انتخابية فجاءه ولم يكن لديها تاريخ نضالي أو عمل حقيقي لخدمة المجتمع... لماذا لم تتمكن هذه الانتخابات من إفراز قوائم جديدة قوية...الغريب العجيب هو أن بعض القوائم لفترة بسيطة قبل الانتخابات كانت تبحث عن اسم وتبحث عن شعارات للولوج بالدعاية الانتخابية...لماذا القوائم الفاشلة بأثوابها الجديدة أصبحت هي المسيطرة على وعي المواطن وسلب أرادته وقراره في التصويت...هنا نقول كيف يمكن أظهار المناضلين والطاقات الجديدة التي ممكن أن تنقذ البلد؟!! .. هل بالانتخابات الفاشلة التي اغلب مرشحيها يبحثون عن مناصب !!! اغلب من فيها يبحثون عن أنفسهم فقط ومن اجل ذلك يستخدمون شعارات مختلفة... كيف تتولد الثقة بين المواطن والمرشحين للمناصب ؟! ...أسلوب أخراج القيادي الناجح يتم بعدة طرق منها هو تسلمه منصب قيادي وتنفيذي سابق وعمل بجراءة واظهر قوة شخصية ونزاهة كبيرة وهذا ما لاحظناه بظهور الحبوبي كقائد له شعبية عالية جدا في كربلاء وهذا يعد من الحالات النادرة فعلا.. أو يجب أن يكون عضو فعال في معارضة تقويمية لعمل مؤسسات الدولة أو يجب أن يكون فاعل اجتماعيا في مؤسسات مجتمع مدني..أو يجب أن يكون عضو نقابي فعال يدافع عن حقوق الإنسان والمجتمع ويحارب السلطات الفاسدة...وللأسف ما ذكر هنا غير متوفر في الكثير من المرشحين ولا أرضية حصول ذلك متوفرة... فكان السؤال الصعب والمحير هو من ننتخب أكيد المشكلة هذه كبيرة هل ننتخب الأقل سوءا أذا لم نعرف الأصلح؟!!! هل ننتخب الأعلام ؟ أو من نظنه أصلح كما قال أو قيل عنه ؟...فوضى انتخابية هائلة ومروعة فقد رشح أكثر من 14الف مرشح فكيف سيتمكن المواطن البسيط أن يحدد الأكفاء والأصلح من بين كل هذا العدد بوجود فساد إعلامي وبوجود فئات متطفلة وبرجوازيات تتحين الفرص بأثواب الهيبة الخادعة المتجبرة بسلطة الوثنية الشرقية التي تحترم القوة الاقتصادية والقوة العسكرية حتى وان كانت ظالمة.. كما أن هذا العدد الهائل من المرشحين لا يعد حالة صحية بقدر ما يعد مرض سببه السلطة وديمقراطية الانحراف التي رسمتها أمريكا لعراق ما بعد سقوط هبل......أن منح رواتب خيالية لأعضاء البرلمان والوزراء لعراق ما بعد السقوط كان لها الأثر العظيم لنمو ظاهر الفساد بين طبقات متسلقي السلطة المختلفة وتصارعهم بقوة بمختلف أساليب التسقيط والفساد من اجل الحصول على مكاسب الشخصية والحزبية .... حيث غاب المشروع والبرنامج الوطني وغابت المصلحة العامة وبرزت شعارات الغش والخداع باسم الشعب باسم المظلومين باسم المحرومين للوصول لمنافذ النور وحجب الحقيقة وسرقة الثروات.... الغالبية يهتفون بشعارات للوصول للتسابق ليس لخدمة المجتمع بقدر ما هي طمع في مكاسب هائلة وعظيمة على حساب المجتمع...ومن يفشل من الحركات وقوائم التقزم فأنها تختفي أو تتراجع عن مشروعها ....في الانتخابات البرلمانية السابقة حضرت أحدى المؤتمرات للدعاية لإحدى القوائم وهي قائمة الدباغ وجابر الجابري ودار نقاش كبير حيث كانت الطموحات التي طرحوها كبيرة... وهنا طرح سؤال عليهم ماذا سيفعلون بعد الانتخابات...أن خسروا...فكانت الإجابة أنهم يملكون برنامج وطني سوف يستمر... وسوف يصير الى تحديد نظام داخلي لحركة سياسية لن تستسلم أبدا... وبعد فشل القائمة بالانتخابات في الانتخابات البرلمانية لم نرى شيء يذكر منهم...يعني بالحقيقة نستطيع أن نقول أنهم كان على أبواب مشروع سلطوي ففشل لذا توجهوا للطرق الأسهل بالتسلق ففشل بذلك برنامجهم الذي دعوا له قبل الانتخابات لأنهم بالحقيقة لا يهمهم المجموع بقدر ما تهمهم المناصب....في الانتخابات الأخير لم نلاحظ ولادة كيانات وطنية قوية بل أن الكيانات ظهرت فجاءه قبل الانتخابات بشكل مستعجل قوائم بأسماء عديدة....وطرحوا مشاريع كبيرة كعناوين وهم فيها غير صادقين...يبحثون مسالك للوصول ....لذا كان فشلهم سريع... ولا اعتقد أنهم سوف يستمرون بالعمل نفسه والبرامج والشعارات التي طرحوها قبل الانتخابات...يعني بصراحة المشاريع التي طرحوها لم تجد من يسمعها بالشارع العراقي لأنهم طارئون على السياسة وعلى مسامع الناس لذا تم رفضهم واستهجان ظهورهم.... لذا فشلوا فشل ذريع... ولم يبقى أمام المواطن ألا القوائم الفاسدة التي فازت بالانتخابات البرلمانية السابقة...رغم تشظي هذه القوائم... وفسادها... حيث أن العديد من تشظياتها انهار بسبب فشل قادتها في مناغمة عواطف الناس وان كانوا صادقين ... بينما الكاريزما التي امتلكها بعض قادة القوائم وملامح البطولة السينمائية التي ظهروا بها..كان لها اثر كبير على المواطن البسيط مما كان لها دورا كبيرا على عملية التصويت...كما نود أن نشير هنا الى حقيقة هي أن غالبية المواطنين كانوا سلبيين في هذه الانتخابات لأنهم لم يروا بوضوح مشروع نجاح مطروح أمامهم وما قالته المفوضية بوجود مشاركة 51% هذا أمرا يبدو غير واقعيا وان النسبة في بغداد هي 40% هذا أيضا مشكوكا فيه .. ان نسبة المشارك الفعلية اقل من هذا بكثير... كما أن دور المثقفين كان محدودا حتى في استقراء الغد واستقراء الحدث...كما للأسف نتوقع بأن غالبية القوائم التي دخلت هذه الانتخابات وفشلت فأنها سوف تختفي ولا تظهر مرة أخرى وإنما سوف تتشتت لتظهر شخصياتها مرة أخرى بقوائم طارئة جديدة في الانتخابات القادمة ... يعني فشل مشروعهم وبرنامجهم ...الذي هو فاشل منذ البداية ولا يمثل ألا شعار للوصول.... بينما المفروض بالحركات التي تسعى لمصلحة الشعب أن تبقى مثابرة ومناضلة للوصول الى قلوب الناس وتبقى تدافع عن حقوقه لكي تكسب شعبيه تؤهلها للفوز بالانتخابات ...والحصول على هذه الشعبية ليس أمرا سهلا ...انه يحتاج الى سنين طويلة ويحتاج الى مناغمة فكر الشباب لأنهم الطبقة التي تحتاج الى قيادة تفهمهم وأنهم الغالبية المؤثرة بصنع المستقبل والقرار....لذا لكي تفوز قائمة يجب أن تعمل على برنامج ومشروع وطني لسنوات قبل أن تقطف ثمار نضالها... بينما المستعجلون والمتلونون والمتسلقون لا يريدون النضال بقدر ما يريدون المناصب وما أكثرهم!!!....ظهورهم في وقت سريع وبكلام رنان لا يدرك ألا كتفاهات انتخابية....السنوات الستة الماضية لم تبلور رأي عام واضح ولم تظهر حركات نضالية نظيفة ترغب برفع الظلم عن المجتمع وتفكر بإيثار ووطنية...أما القوائم الفاسدة التي هي الآن في سدة الحكم فأنها تفسد تسرق تقتل تدمر لا تحترم قيم لا تحترم تاريخ بلد لا تحترم حضارة لا تحترم وطن...أنها تناغم بساطة المواطن عند الحاجة وكأنها تقول ممكن استغلال طيبة المواطن وهذا فعلا ما حصل للكثيرين.... حيث أن الحيرة أوقعتهم بإشكالات كبيرة وان الكاريزما الفردية هي من أججت العاطفة بنفوس العالم.... وللأسف نقول توجد حكمة شعبية تقول؛؛؛ شيم العربي واخذ عباته؛؛؛ يعني استغلال بساطة الإنسان واستغلال طيبته وغفرانه للمخطئين بمجرد تبسمهم له ...على جميع الوطنيين الذين يعملوا على إنقاذ البلاد أن لا يستسلموا وان لا يتراجعوا أن هم طرحوا مشاريعهم من اجل البلد ليصمدوا ويستمروا بإعلامهم من اجل البلد....فكسب ثقة الشعب هذا ليس أمرا سهلا فانه يحتاج نضالا وعملا متواصلا لسنوات...فمن يريد أن يرشح للانتخابات القادمة عليه أن لا يفكك منظومة عمله التي هو فيها أذا فشل بالانتخابات ..عليه أن يستمر و يعمل 4 سنوات أخرى لكي ينال ثقة المواطن ليكون أكثر قبولا من قبل المواطن في الانتخابات القادمة هذه هي المصداقية التي يجب أن يعمل بها .. ومن يستمر بالقفز والتقزم فلن يصيبه ألا الخيبة...المجتمع بحاجة الى رأي عام قوي وبحاجة الى مؤسسات مجتمع مدني ومعارضة قوية...لكي لا يقوموا بالتشهير بفساد بقدر ما يقوموا بتقويم عمل دوائر الدولة ويكونوا رقيب يحظى بقبول جماهيري ويصبحوا سلطة تقويم وتصحيح مسارات العمل ومحاسبة الفاسدين...ظهور شخصيات بارزة من هذه المؤسسات في محاربة الفساد سوف يكونوا قادة التغيير في أي انتخابات ديمقراطية...وللأسف نحن نفتقر لهذه المؤسسات بشدة وذلك لعدم وجود تشريعات من مجلس النواب بهذا الصدد... ونتمنى أن يعمل الشرفاء على تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني الحقيقية والنقابات والروابط والاتحادات التي تمثل رأي عام يقوم عمل جميع مؤسسات البلد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجارة
المنسي القانع ( 2009 / 2 / 13 - 23:51 )
يقال في مصر التجارة --- شطارة
وحكامنا والمرشحين على أمل أن يصبحوا حكام هم أيضاً حولوا العبارة الى التجارة --- حقارة
وهناك مثل مصري احبه كثيراً وهو ------ المال السايب يعلم السرقة
والعراق كله سايب على يد هؤلاء العجم .
تحياتي لك أستاذ علي

اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن