الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعور بالسعادة

إبتهال بليبل

2009 / 2 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقال " أحيانا نشعر بالعجز عن التفاهم مع الذين لم يطلعوا على دروب الزجاج المكسر والدمع والدم المفروش على أرصفة العالم الخارجي " فهناك أحزان نائية عن تصوراتهم وإدراكهم .... ونحن بحاجة مستمرة للاعتراض على أولئك الناس الذين يرضون بفقدان إنسانيتهم ، أو لا يعون فقدهم لإنسانيتهم ...
يا سادتي : فالمرأة في عصر القمر هي نفسها في عصر الحجر ، فكل ما في الأمر هو أنهم قد صنعوا لها مركبة فضائية وأنبوبة أوكسجين ، والكلمات القديمة التي نحتها الإنسان على جدران الكهوف وتلك المخطوطة في المسلات منذ ملايين السنين لا تزال نفسها قائمة كما هي دون أية كلمة أضافية في دروبه ... والآن لا بد لنا أن نعترف أن هناك في هذا العالم الفسيح أسئلة صعبة نعجز أحياناً في الإجابة عنها فمثلاً " ماذا نقصد بالسعادة ؟؟ أو سؤال هل أنا سعيد؟؟ حتماً سنقع في حيرة حيث أننا سنقف عند منعطفين كل منهما يحتاج إلى مناقشة ومعرفة ما إذا كنا نقيس حياتنا بما أنجزنا أم بقدر ما استمتعنا بما قمنا به ؟؟ حقيقة أن مثل هذه الأسئلة نلاقي صعوبة عند محاولة الإجابة عنها لان التجارب نعيشها ولكن يصعب أحياناً التحدث عنها ، حيث إنها انتقال من واقع فعلي نمارسهُ ونحقق فيه نجاحات وإخفاقات من دراسة وعمل وزواج وما إلى مرحلة أخرى وهي السؤال عنها ومحاولة إيجاد إجابة لتلك الأسئلة ، فمن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة التي فيما يخص واقع نعيشه يمكننا الإجابة عنها بنفس الواقع وفي وقتها حيث أن الذات كيان مستقل عن العمل الذي نكتسب منهُ العيش أو أسم عائلتنا أو ماذا نمتلك ...
فالشعور بالسعادة بالنسبة للفرد ليست ذاتية فالحالة والزمن هما اللذان يحددان الهدف منها ولا توجد قاعدة تطبق على الجميع من حيث ردود الفعل في الشعور بالسعادة ، فالظروف هي التي تحدد ما إذا كان أو لم يكن هناك شعور بها ، فربما نشعر بها من خلال تلك الأشياء الصغيرة التي تفوت باقي البشر لأنهم يتركونها تفوت ..
كما أن الشعور بالسعادة ليس بهذه البساطة لأنها تأتي دائماً بصحبة ( الحضور ) والحضور هو أن أكون بقدر استطاعتي كياناً واحداً واعيا في اللحظة التي أمر بها الآن ..
أن معظم البشر يمرون على اللحظات التي يعشونها دون إدراك بها والشعور فيها فنجدهم دائماً ما يذهبون بعقولهم إلى ماضٍ يزعجهم أو يحنون أليه أو إلى مستقبل يتساءلون عن كهنهُ وماذا يخبئ لهم ، أما الماضي فلا يمكن لأي مخلوق أن يغيره ، ولكن ليس هذا معناه أن نتركهُ ولا نعود إليه بل على العكس نحن باستمرار في حاجة إلى الرجوع إليه فهو قاعدة أساسية للكثير من قراراتنا المستقبلية ، أما المستقبل ( الغد ) فإنه يتحقق بقدر وجودنا في هذه اللحظة وهذه اللحظة هي امتداد لذاك الماضي .. لكي أشعر بالسعادة عليٌ أن أفعل كما يجب ، أغضب فأعترف لنفسي بالغضب ولا أمارس كذباً أو خداعاً لان الكذب هو عدو السعادة فهو يجعل من شعورنا بها كشبح يقيم في العقل ويظل يطن في كل اللحظات فيفسدها ، أحب فأترك نفسي لهذا الشعور بلا خوف من غد أو مرارات من أمس يسرق مني بهاء هذه اللحظة ، أمتص اللحظات المبهجة وأشعر بحضوري بعمق ، أقرأ احتياجات الآخرين من حولي فقد يحتاجون إلى كلمة طيبة أو ربتة كتف أمنحها لهم دون تردد ، أفتح أبواب الأمل لهم ولي ... صحيح أن الشعور بالسعادة يختلف من عمر إلى أخر ، فعندما نكون صغار نتشبث بذاك الشعور حد الولع فيه والاندفاع بكامل طاقاتنا نحوه ، لنشعر بقدر من الرضا على أنفسنا ... فعندما نعطي لحظاتنا حقها بصدق وأمانة حتماً سنشعر بسعادتنا فيها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل