الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها

ايمان محسن جاسم

2009 / 2 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن ظاهرة التمرد التي غالبا ما تقترن بحياة الشباب في مرحلة المراهقة، باعتبارهم قوة مندفعة نحو التغيير، غالبا ما تكون ضمن حالتين متناقضتين، فأما أن تكون سلبية هدامة أو ايجابية، وتعتبر هذه الظاهرة من أكثر الظواهر تعقيدا لدى الأسر والمجتمعات بأشكالها المختلفة، فهي تمثل هاجسا لدى الكثير من الأهالي، وما يجدر أن نتساءل عنه هو: كيف تنشأ هذه الظاهرة؟ وأقصد التمرد السلبي. إن التمرد السلبي غالبا ما ينشأ من داخل الأسرة، وأول إشاراته رفض أوامر الوالدين أو تقاليد وعادات الأسرة، وعدم التقيد بها. ومن ثم تتسع دائرته لتشمل الحياة المدرسية، والتي تتمثل في أعداد الوجبات، والتقيد بالقوانين، والعلاقة مع الطلاب والمدرسين. وإذا ما طرحنا تساءلا آخر عن أسباب التمرد سنجدها متعدد ولعل من أبرزها:
دكتاتورية بعض الآباء في تعاملهم مع أبنائهم، فنجد أن كثير من الآباء لا يحاولون تغيير أسلوب المعاملة مع المراهق، إذ يستمر في معاملته كما لو كان طفلا ويتجلى ذلك من خلال ما يصدره من أوامر ونواهي، مما يضطر الابن إلى التمرد والرفض.
وللمدرسة دورها أيضا بما فيها من نظام وطريقة تعامل معقد يلتمس فيه الطالب التجاوز على شخصيته وطموحه الدراسي، وقد لا ينسجم مع المنهجية المتبعة في التعامل، فيلجأ نتيجة لذلك إلى التمرد على النظام، وإحداث المشاكل، وقد يتفاقم الوضع ليصل إلى تركه المدرسة.
كذلك للطبيعة النفسية والسلوكية للمراهق ومستوى تعليمه وثقافته العامة أثره في لجوءه إلى ذلك، إذ أن مرحلة المراهقة هي مرحلة الغرور والقوة، وبداية تكوين الشخصية والإحساس بالذات، وتحدى كل المصاعب التي يتصور أنها ستقف عائقا في طريق طموحه، لذى ينشأ الرفض والتمرد بوجهيه السلبي والإيجابي.
إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية أيضا تلعب دورها، كما للقوانين والأعراف أثرها على سلوك الشباب، وموقفهم بكل ما يحيط بهم من جوانب الحياة المتعددة، فالظروف التي يشعر فيها الشاب بالفقر والحاجة، وتضييع أحلام مستقبله، وبالإرهاب الفكري والسياسي، والاضطهاد العنصري أو الطائفي، تجعله يندفع، وبقوة إلى تحدّيها، والتمرّد عليها بالرفض، وعدم الانصياع، والرد بالعنف والقوة أحياناً، كما يحدث في كثير من الأحيان.
ولإيجاد حلول ولو كانت نسبية لهذه الظاهرة يجب على الآباء إيجاد الطريقة المثلى لتوصيل المعلومة إلى أبنائهم بعيدا عن العصبية والدكتاتورية في التعامل وأسلوب الاتجاه الواحد في إصدار القرارت حتى يشعر الشاب بأهميته ومسؤوليته، وبالتالي يتعامل بشئ من المرونة والمطاطية، ومن ثم الوصول إلى حلول مرضية لكلا الطرفين.
كما يجب على المدرسة أن تضع نظاما يتوافق مع العصر، وظروف المجتمع، وتتعامل مع الطالب في هذه المرحلة بوعي أكثر وحذر شديد، ويتم ذلك من خلال التربية والتعامل، أي إيجاد موجه وخبير يحل المشاكل، وليس شخصا يريد الانتقام وفرض العقاب، إلاّ إذا كان العقاب ضرورة للإصلاح، كما أن معالجة ظاهرة التمرد السلبي، تكون بالاهتمام بالتربية السليمة المبكّرة، وتوعية المراهقين على مشاكل المراهقة، وإبعاد المثيرات من الأجواء المحيطة بالمراهق. فالشاب والشابة اللذان يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهّمان الحوار والمشاكل ويتقّبلان الحلول المعقولة من غير تمرد وإساءة، في حين يتصرف الشاب الهابط الوعي والثقافة بعنجهية وسوء تصرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
العراقي ( 2009 / 2 / 17 - 09:38 )
شكرا سيدتي
نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع
سلمت يداكي وننتظر المزيد ......


2 - العقوبة ام لا
ابو العز ( 2009 / 2 / 17 - 11:59 )
سيدتي الفاضلة
شكرا لما كتبت ونود ان نقرا المزيد حول الموضوع ولا تنسي الفتاة التي تمر بهذه المرحلة مبكرأ
اما بالنسبة للعقاب فهو دليل عملي لفشل المجتمع كله والاولياء خصوصا
كما ان التمرد هو بسبب سلوك المجتمع العملي تجاه الشبيبة عموما الذي لا يحس بان له صوت مسموع او دور واضح يلعبه ومقييد من كل الجهات وضمن اطر تضييق عليه الخناق متى اعطينا الشبيبة حقها الكامل لكي تعبر عن دواخلها نكون قد وضعنا الخطوة الاملى على المسار الصحيح

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام