الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنق الزجاجة ينتظر ... !

نجم السراجي

2009 / 2 / 19
الادب والفن



تقف مبهورا أمامك
تتمسك بثوب عريك
فارق بين الصعود إلى الأفق والصعود إلى الهاوية !
شاعر أنت !
رقة مشاعرك تقودك إلى عمق لاوعيك ، تلامسه ، تتحسسه ، تتفاعل معه ، تكشف خفاياه ... فرويْد الإنسان الذي حلل النفس البشرية وتعامل معها بإفراط ودراية ترك لك هذه المهمة فقط لأنك شاعر مرهف الحس !
***
سلكت دربهم ...
تُوجِس خِيفة على نفسك،
ذاتك التي عريتها من قيمك وفكرك لازالت تبحث عن طريق ، تتعقب الأنوار الخافتة ، أصوات الفجر المهزومة ، دقات أجراس الكلمات المتوعدة بالعقاب والثواب
لتقف مبهورا أنت على صدر مدينتك التي رفضت مضاجعة حكامها / كسرتها معهم /
تتسارع / تتباطأ / خطاك وأنت تسلك درب القصائد التي لا تخطئ هدفها والتي تعرف طريقها وهي في رحم الأفكار وبعد ولادتها ، هي في مأمن من الأخطار ،لا تخيف صاحبها ولا ترعب المكان ! يشذ بعضها / المعاند / عن طريقها المرسوم لها :
تطرق الأبواب
/ موصدة الأبواب /
تتابع خطاها
/ تطردها الطرقات/
تنزوي في أي ركن تصادفه
/ ترتبك الأركان/
الأركان هي الأخرى لها حق الخوف منها والتخلص من جسدها وفكرها المشبوه ، هي تعلم عقوبة إيواء المخالفين والمعارضين/ الموت ارحم عقوبة /
***
بين الوفاء والخيانة وبين الخوف والثبات خيوط اليقين أو الوهم ،أراك في شك يؤرقك التفكير ، تمسك ذاتك تجلدها ، تغوص في تيهها / تترنح / تتقلب ، ترائي
لتعود إليك ، تخاف المواجهة .
رائحة خوفك تسعدهم / أرعبوك / ربما نصائحها شلت يمينك !
امرأة... تسلل إليك ليلا من تحت فراش الزوجية عطرها ، طرق بابك ، فتحت ، قبلتها بحرارة المحروم وعدد المرات التي كررت بها كلمة " الثورة "، تكورت بين فخديها تلعق عرق الشهوة والخيانة وأنت ترددها ، آويتها في روحك كما كنت تأوي تلك القصائد المتمردة وتكورها في قلبك !
وكما كنت تسمع عن الثورات وتقرأ وتكتب عنها :
حين كتبت عن ثورة الحسين سجنوك بتهمة الرجعية وحين كتبت عن ثورة جيفارا سجنوك بتهمة الشيوعية وحين رسمتها عارية قالوا : فاجر عربيد ... ازداد رصيدك فيها من حصة التصفيق...
وكما كنت لا تهاب السجون ! ربما لخلوها آنذاك من ذلك الضابط ومن قنينة الجعة الفارغة!
لكن عنق الزجاجة أخاف مؤخرتك الثقيلة / فَضح أمرك /
لولاه لأصبحت قائدا مناضلا يقسم برأسك الثوار !
***
في السجون الانفرادية أعناق الزجاج تشتهي الذكور، لكل عنق إستا يفك بكارته ويحظى بدفء أحشائه ثم يُُرّقم ويـُحفـَظ / ضابط الأمن الجديد يحب الأرْشـَفـَة /
لكلمة الضابط وقع على مسمعك تتحسس منها / ترهبك /
راودتك فكرة بلهاء ، ساءلت نفسك :
ـ هل يملك " ضابط الإيقاع " أيضا قنينة جعة فارغة ينتظر عنقها إست عازف أو مستمع وربما مستطرق يدفئه ؟!
توالت الأسئلة والتبريرات
وانتهيت إلى أن أعناق القناني تنتظرك في كل مكان!
حسمت أمرك ...
غشيك الليل واتخذته جَمَلا ! حاملا رحالك باتجاههم / لست أول من ينزلق /
انزلق قبلك الكثير من "المناضلين" و"الثوريين"
***
هل عددت فضائحك ، نزواتك ، وكم مرة تعريت وكم سرقت ؟
نزواتك هي تفسير لساديـَّتك ( ولأنك تخاف ) عليك أن تعادل خوفك بالإحساس بالقوة من خلال الرغبة بالسيادة .
كتبت يوما عن " عيد الحب الفالانتاين " قدمت لك وردة حمراء دليل الحب وطلبت أن تصفح عنها / هم أخذوها عنوة إلى بيت زوجها / رفضت تسليم نفسها له لأنها تحبك أنت وتعشق أفكارك ، صارحَته بحبها لك ، كان بإمكانه ان يفك بكارتها انتقاما ويعيدها مكسورة / حسب العرف / إلى أهلها ، لكنه لم يفعل ، احترم صراحتها وأعادها إليك زنبقة بكرا / رفضتها / قلت انك لا تشم وردة مرت على انف غيرك / مقولة سبقك إليها " الحجاج "
وحين أعلنت تمردك وكتبت قصائدك بأفكارها المجنونة قلت :
ـ الجنون هو قمة الفلسفة
ولكي تسلك دروب الجنون والفلسفة آثرت درب التصوف ، تغنيت بالكأس والعشق الإلهي ... وأنت في طريقك إلى دروب "العرفان " فضحك عريك وأنت تسرق حضنها ، جارتك الحبلى ، تعريتَ أمامها ، ضاجعتها على سريره / كان صديقك / هي ليست المرة الأولى التي تتعرى فيها !
وتشدقت بعدها بولائك إلى منظـِّري " الثورة الجنسية " وطالبت بتغيير جذري في العلاقات بين الجنسين كما هو الحال في العالم الغربي المتحضر ، فضحتك فطـْرتك وحركة يدك اللاإرادية التي حاولت أن تغطي بها عورتك التي كشفها الطبيب في عيادته وهو يفحص جهازك التناسلي المصاب بمرض "السيلان " من تلك الفاتنة التي فرضت عليك ربع مرتبك لليلة بين فخذيها .
***
ستسبت كما العظايا في وحشة أيامك / حصار ذاتك / وربما تقرر الاستغناء عن راسك أو حرقه كما حرقت كتب قادة الثوار! أو ركنه في قبو الدار مع ما ركنت من أشياء لتخرج بدونه لا تفكر بأمر ولا تشغل فكرك الأبله بقضية الثورات ! لكن كيف يمكنك الاستغناء عن الثورات وأنت بحاجة إلى ثورة داخلية وانقلاب على ذاتك تغسل به ما تبقى من أفكارك الثورية وتطرد سفسفات الإنسانية والمستضعفين من ذهنك ؟!
***
أيامك لا تشبه البحر ، هي لا تكتم الأسرار مثله ، وأسرارك كثيرة.بعدد وجوهك التي تراها كل يوم في مرآتك الجديدة / البيت الجديد يحتاج إلى مرآة جديدة ويحتاج إلى أكثر من فاتنة وأكثر من سيلان وأكثر من امرأة حبلى تتلذذ بعريك وفحولتك / وجوه تخرج بها يناسب كل منها نوع ولون ربطة العنق وحجم المسؤول.
لم تعد تخشى الأسرار
معصمك لم يعد يخشى القيود
مؤخرتك لم تعد تخشى عنق الزجاجة
نقطة حياء جبهتك أسقطتها الأيام ورائحة المكان
حين تذكرتها وزرتها في بيتها الذي ولدتك فيه رفضَتِ النظرَ في وجهك ، ذهبت إلى غرفتك القديمة نظرت في مرآتك القديمة رأيت وجهك القديم / أفزعك / عدت إليها طفلا خائفا كما كنت تفعل سابقا ترتمي في أحضانها ... / لم تجدها /
أسرعت إلى مرآتك الجديدة تتأبط ثوب عريك وعاد يتأبط جرحه ونزفه
فارق كبير بينك وبينه

انتهت
1.1.2009
محطة قطار ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??