الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار التركى الكردى بداية جيدة لحوارات اخرى

عبدالله مشختى

2009 / 2 / 18
القضية الكردية


ان جلسات الحوار التركى الكردى فى اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق هى بادرة جيدة نحو الافضل وخطوة تظهر تغيرا فى الكثير من المواقف فالسياسة التركية التى كانت مغلقة تجاه اى حديث مع الطرف الكردى كانت بمثابة خط احمر لا يجوز التطرق اليه . ولكن ما حدث اخيرا يعد تغييرا كبيرا فى السياسة التركية تجاه الكرد اى كانت النوايا او الاهداف ولكنها فى كل الاحوال خطوة جريئة وايجابية نحو تفعيل التفاهم والحوار بين الجانبين وبالذات تلك المقولة التى وردت على لسان ممثل الدولة التركية بان كلنا اكراد لتبعث عن نهج جديد تنتهجه السياسة التركية الجديدة وسياسة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوكان والذى ضمن لنفسه وحزبه رصيدا قويا فى الشارع التركى فى مواقفه الاخيرة من قضية غزة ومؤتمر دافوس . كما ان مبادرته لفتح قناة ناطقة باللغة الكردية فى تركيا ولاول مرة فى تاريخ الدولة التركية كانت تغيرا فى السياسة والنهج الذى بدأت تنتهجها الحكومة التركية بشأن القضية الكردية فى تركيا وان كانت خطوة فتح قناة كردية ليست بخطوة كبيرة وعظيمة الشأن ولكن اهميتها تكمن فى امر واحد وهو مفاجأة للياسة التركية التى لم تكن تسمح للكرد حتى التحدث بلغتهم الام . اضافة الى اقدام جامعة تركية بادخال اللغة الكردية فى اقسامها .
ان هذه البادرة التى نأمل ان تكون الاولى وليست الاخيرة ان تتواصل ، لتتوصل الشعبين الى فهم مشترك للقضية الكردية التى باتت اليوم قضية مركزية فى منطقة الشرق الاوسط وتؤثر على مجمل القضايا السياسية فى المنطقة برمتها وخاصة الدول المعنية او بالمعنى الاخر الدول التى تضم جزأ من الشعب الكردى ، ان مثل هذه الحوارات من شأنها ان تزيل الغموض والستار عن الكثير من الافكار الخاطئة التى روجت لها اعداء التقدم والخير لهذه الشعوب . وخاصة ان اهميتها تكمن فى مكان انعقادها فى اربيل وبحضور علم عراقى وتركى وكردستانى فى الوقت الذى كانت الحكومة التركية قد غيرت من الوان اضواء اشارات المرور فى شوارع تركيا بسبب مطابقة الوانها مع لون العلم كردستان .
ان الحوار ستؤدى حتما الى نتائج ايجابية على صعيد العلاقات الكردية التركية والتى كانت متشنجة الى ابعد الحدود قبل اشهر من هذه الوقت ، كذلك ستساعد على تعميق العلاقات بين العراق وتركيا الجارة المسلمة لدولة العراق الديمقراطية . واعادة الثقة بين الشعبين التركى والكردى وتمكين الشركات التركية اكثر من ذى قبل فى ان تاخذ مجالها فى مشاريع الاستثمارية الكبرى فى العراق واقليم كردستان .
ولكن ينبغى علينا ان لا ننسى مجال اخر للحوار الا وهو الحوار العربى الكردى الذى يجب ان تكون لها الاولوية بالنسبة لنا ككرد العراق وخاصة بعد ان تعرضت هذه العلاقات الى بعض التوتر والتشنج ومنع التصدع فى العلاقة الاخوية العربية الكردية بسبب قضايا سياسية اسبابها الرئيسية الاحزاب السياسية واختلاف الرأى بين الاطراف المختلفة والتى يجب ان لا يكون مبررا لتسئ الى العلاقات الاخوية التى تربط العرب والكرد فى العراق وعقد حوارات ووضع برامج للقاء والتفاهم حول كل القضايا المختلف عليها بين الجانبين وايجاد ارضية صلبة لتمتين هذه العلاقات والتى تعتبر الاساس الاول والقوى التى ستبنى عليها عراق المستقبل . فعلى الاطراف والجهات الثقافية والمدنية والسياسية ان تبادر الى التحرك بهذا الاتجاه الذى لابد ان يتحقق كى يتم رص صفوف العراقيين بعربه وكرده ومكوناته الاخرى لما فيه خير الجميع فهذا البلد القوى بابنائه والغنى بثرواته والخصب باراضيه يمكن ان يكون فى مصاف الدول والبلدان الاخرى فى منطقتنا لو اتيحت له فرصة استغلال امكاناته وثرواته وهذا لن يتحقق الا بوحدة العراقيين ولم شمل كل القوى والطوائف فى سلة خدمة العراق وشعبه ونبذ الطائفية والعرقية والمذهبية مع احتفاظ كل مكون بحقوقه القومية والسياسية والثقافية فى اطار دولة العراق الاتحادية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تدابير جديدة من بايدن لتسهيل أوضاع آلاف المهاجرين


.. نشرة الخامسة | مباحثات لمنع حرب بين إسرائيل ولبنان.. وبايدن




.. تصاريح إقامة وعمل للمهاجرين المتزوجين.. تدابير جديدة من بايد


.. المتحدث باسم اليونيسف: أهل غزة صامدون وهناك روح لم أرها من ق




.. غرق عشرات المهاجرين بعد تحطم سفينتين قبالة إيطاليا