الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمات الاجتياح

وصفي السامرائي

2009 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحلقة الخامسة من حرب الخليج الثانية
كان العراق سنة 1990 لديه اسبابه العديدة التي تدعوه الى الشك انه يواجه مؤامرة واسعة النطاق شاركت فيها اطراف عربية. فقد اشعرته العقوبات الاقتصادية بان هناك محاولات لخنقه , فاخذت بغداد تفكر مليا فيما يمكن ان تفعله. وعقد مجلس قيادة الثورة سلسلة من الاجتماعات في الاسبوع الاول من شهر تموز صدر عنها بيان رسمي يفيد بانها خصصت لبحث التعددية الحزبية الا ان الحقيقة غير ذلك. فبدل من محاولات التهدئة اختار العراق تصعيد الموقف.
ففي 17 تموز 1990 القى صدام خطابه بمناسبة انقلاب تموز اشار الى وجود هجمة على العراق تمثلت بالعقوبات الاقتصادية وقد اتهم اطراف عربية بالمشاركة فيها عن طريق خفض اسعار البترول.
كان حديثه عاما و لم يتطرق الى مسؤولية اية دولة عربية, وكادت الازمة تمر بسلام لولا الرسالة التي وجهها طارق عزيز عند حضوره لاجتماع وزراء الخارجية العرب في تونس " المقر المؤقت للجامعة العربية " الى الامين العام للجامعة الشاذلي القليبي ملخصها :
ان الحكومة الكويتية استغلت انشغال العراق في حربه مع ايران لتعمل على الضم التدريجي لاراضي عراقية , كما اشترك مع دولة الامارات العربية المتحدة في اغراق السوق النفطية بالبترول مما ادى الى انخفاض اسعاره ليلحق اضرارا فادحة بالاقتصاد العراقي.
راى الامين العام عرض الرسالة على وزراء الخارجية العرب وهم يوذاك يبحثون قضية هجرة اليهود السوفيت الى فلسطين و لم يكونو مستعدين لقنبلة عزيز هذه التي اثارت ردود فعل متناقضة من ضمنها الرد الكويتي الذي رفض الاتهامات.
حاول الرئيس المصري مبارك احتواء الازمة حيث اجرى عدد من الاتصالات مع كل من الرئيس صدام و الملكين فهد و الحسين, وبعدها قال في الذكرى الثامنة و الثلاثين لثورة يوليو : " ان الخلافات العربية سحابة صيف لابد ان تنقشع "
في ذات الوقت كانت الحكومة الكويتية تتلقى معاومات كثيرة عن تحركات لقوات عراقية باتجاه البصرة . و قد التقى السفير الكويتي في بغداد بالسفيرة الامريكية " ابريل جلاسبي "مقترحا عليها الالتقاء بصدام للاستيضاح منها عن نواياه, الا انها اعتذرت . ومن ثم بعث برسالة الى حكومته يشرح فيها لقاءه مع السفير السويدي في بغداد "هنريك امينوس " الذي التقى عزت ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الذي قال له : " ان العراق غير مستعد لموت خنقا و انه على استعداد ليضحي بستة ملايين من ابناءه في سبيل ان يعيش المليون الباقي في عزة و كرامة. "
في ذات الوقت كانت وسائل الاعلام مستمرة في نقل اخبار الحشود العراقي على الحدود الكويتية. ولتطويق الازمة توجه الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الى بغداد حاملا رسالة من فهد الى صدام , كما وصل الدكتور سليمان العوضي وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الى بغداد . وفي ضرف ساعات وصل الملك حسين ليلتقي الرئيس مبارك و انضم اليهما طارق عزيز بطلب من الاخير. وفي صباح اليوم التالي اصدرت الحكومة الكويتية بيانا تنفي فيه انباء ترددت بان الكويت قدم شكوى رسمية الى مجلس الامن ضد العراق.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو