الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إبليس- لا يسجد لأدم!

سمير إبراهيم خليل حسن

2009 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تدلّ كلمة "سجد" على سلوك أىِّ ٱلشىء فىۤ أفعاله بهداية منهاج يضعه فيه مَن يخلقه ويصنعه. وٱلذى خلق وصنع ٱلأشيآء كلّها هو ٱللّه. وٱلإنسان خليفة للّه فى ٱلأرض يخلق ويصنع أشيآء و"تبارك ٱللّه أحسن ٱلخالقين".
جميع مصنوعات ٱللّه وجميع مصنوعات ٱلإنسان تسجد لصانعها ولكلٍّ منها منهاج يهديه فى سجوده. وهذا ما يبيّنه كتاب ٱللّه عن سلوك صناعته:
"وللَّهِ يَسجُدُ مَا فِى ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرضِ مِن دآبَّةٍ وٱلملَـٰۤئِكَةُ وهُم لا يَستَكبِرُونَ(49) يخافون رَبَّهُم مِّن فَوقِهِم ويَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ(50)" ٱلنَّحل.
ومن هذه ٱلصناعة:
"وٱلنَّجمُ وٱلشَّجَرُ يَسجُدَانِ" 6 ٱلرَّحمٰن.
وهناك شىء أخر من صناعة ٱللّه يختلف فى منهاج سلوكه عن سلوك ٱلدّآبّة وٱلمَلَك وٱلنجم وٱلشجر:
"ولِلَّهِ يسجُدُ مَن فِى ٱلسَّمٰوَٰتِ وٱلأرضِ طوعًا وكَرهًا" 15 ٱلرَّعد.
"مَا" و"مَن" كلمتان شيئان وكلاهما مآء مفتوح "مَـ". ٱلأول يمسك به ثور "ا" يثيره فيسلك فعله ساجدا للأمر بمنهاج محدد فى ٱلثور وهو يفعل بما فيه من أمر ولا يستكبر. وقد جآء بعدها قول يبيّن أنّ هذا ٱلشىء هو "مِن دآبَّةٍ وٱلملَـٰۤئِكَةُ".
وٱلمآء ٱلثانى يتصل به حوت "ن" (منهاج) يجعله يقلّم ويسطّر تقليمه بذاته (نۤ وٱلقلم وما يسطرون). فهذا ٱلشىء يعلم ويسجد بعلمه وإرادته "طوعًا". أو يسجد من دون علمه وإرادته "كَرها".
مِنَ ٱلمآء كلّ شىء حىّ. فإن كان ٱلحىّ من لون "ما" (دآبّة ومَلَكا. نجم وشجر) فهو يفعل ما يؤمر وهو لا يدرى ولا يعلم ولا يفعل بذاته. وإن كان من لون "مَن" فهو حر ومسئول. يعلم ويجهل. ويفعل بذاته بعلم وبجهل ويحمل مسئولية شخصيّة عن فعله. فإن عَلِمَ "مَن" بسنّة ٱلسجود سجد بإرادته فيكون سجوده طوعا. وإن لم يعلم بسنّة ٱلسجود سجد من دون إرادته فيكون سجوده كَرها. وبأىِّ سبيل كان سجوده فهو يسجد للّه وفق سنّة لا مبدّل لها ولا تحويل. وله أن يعلم بٱلسنّة كما له أن يبقى بها جاهلا. فسجوده منهاج موزع فيه (أتوكاتيك) لاۤ إرادة له فيه ولا يستطيع له منعا.
لقد أمر ٱللّه ٱلمؤمنين ٱلسّاجدين مِنَ "مَن" أن يجعلوا سجودهم له ركوعًا مع ٱلراكعين:
"وأَقيمواْ ٱلصَّلوَٰةَ وءَاتواْ ٱلزَّكوَٰةَ وٱركعواْ مَعَ ٱلرَّٰٰكعينَ" 43 ٱلبقرة.
ٱلفعل "ركع" فاعله هو "مَن". وهو "إنس" يدرك ويعلم أنّ سنَّة ٱلسّجود لا مبدّل لها ولا تحويل. وبعلمه بٱلسّنّة لا يفسق عليها ويتبعها فى سجوده طوعا فيجعل من ٱسم سجوده للّه ركوعًا.
هذا ٱلاختلاف بين سلوك "مَا" وسلوك "مَن" يبيّنه نفخ ٱللّه من روحه فى واحد ممّا خلقه وصنعه فجعله ءادما. ومن بعد نفخ ٱلروح فيه أمر مصنوعاته ٱلملٰۤئكة ليسجدوا له وٱستثنى منها واحدا:
"وإذ قلنا للملـٰۤئكة ٱسجدواْ لأدم فسجدوۤاْ إلاۤ إبليس" 34 ٱلبقرة.
ٱلملـٰۤئكة هى مصنوعات من لون "مَا" تسجد ولا تركع لأنها لا تعلم بذاتها ولا تريد. ومنها جميع ٱلأشيآء ومناهجها ٱلذاتيّة ٱلفعل ٱلتى تميزها وتميز فعلها كٱلنجم وٱلشجر. وكلّ ٱلأشيآء (بما فيها ٱلبشر من قبل ٱلنفخ فيه من روح ٱللّه) هى من لون "ما" دوآبّ وملٰۤئكة ونجوم وشجر تفعل ما تُؤمر. وفعلها يبيّنه مثل ٱلغراب ٱلمبعوث:
"فبعثَ ٱللَّهُ غرٰبًا يَبحَثُ فِى ٱلأرضِ لِيُرِيَهُ كَيفَ يُوَٰرى سَوءَةَ أَخيهِ"30 ٱلمآئدة.
ٱلغراب دليل لناۤ إلى مفهوم "ٱلملَـٰۤئِكَةِ". وهى أشيآء ذات هيئات مختلفة تفعل بمنهاج مُّحدَّد فيها يهديهاۤ إلى ٱلفعل لا تخالف فيه ولا تفسق. وٱلمَلكُ يسجد لما فيه من منهاج وأفعاله موزعة فيه "أوتوماتيك" ومحدَّدة من قبل صانع وباعثٍ له هو ٱللَّه. وجميعها تسجد للّه من دون إرادة ولا علم. وسجودها لأدم هو سجود لروح ٱللّه فيه.
أمآ "إبليس" فهو ٱسم لمنهاج خآص بمَن نُفخ فيه من روح ٱللّه ومكانه فى نفسه:
"ونَفسٍ ومَا سَوَّـٰها(7) فَأَلهَمَهَا فُجُورَها وتَقوَـٰها(8) قَد أَفلَحَ مَن زَكَّـٰها(9) وقَد خَابَ مَن دَسَّـٰها(10)" ﭐلشّمس.
ويقوم فعل هذا ٱلمنهاج على ٱلشيط عن أمر ٱلرّبّ فى ٱلنفس فلا يسجد لروح ٱللّه فيها. ويأخذ ٱسم "إبليس" دليله من دليل ٱلفعل "بَلَسَ يبلس":
"ويوم تقومُ ٱلسَّاعةُ يُبلِسُ ٱلمجرمونَ" 12 ٱلروم.
"فلولآ إِذ جآءَ بَأسُنَا تَضَرَّعُوا ولٰكِن قَسَت قُلُوبُهُم وزَيَّنَ لهُمُ ٱلشَّيطٰنُ ما كانوا يَعمَلونَ(43) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بهِ فَتَحنَا عليهِم أَبوٰبَ كُلِّ شىءٍ حَتَّىٰۤ إِذا فَرِحُوا بِمآ أُوتُوۤا أَخَذنَٰهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُّبلِسُونَ(44)" ٱلأنعام.
ٱلمجرم من ٱلناس هو مَن قطع نفسه عن ٱلأخرين وٱنفصل عمّا هم عليه من أسس ٱجتماعهم. وهو ٱلذى ينسى ما فيه من روح ٱللّه فيقسى قلبه ويتكبّر فلا يركع لسنّة ٱلسجود حتّى يفاجئه صغره وضعفه يوم تقوم ٱلساعة.
"إبليس" ٱسم لمنهاج هذا ٱلمجرم يتأسس فى نفسه من بعد نفخ روح ٱللّه فيها. وهذا ٱلمنهاج يفعل على تخريب ذاكرة ٱلمجرم فينسى ما فيه من روح ٱللّه. وبنسيانه يقسى قلبه ويختلط فيه منهاج "إبليس" مع لباس ٱلروح ويصيطر علىۤ أفعاله يشيط به ويزيّن له ما يعمله فيفرح بما فُتِحَ عليه من أبواب يكثّر أولاده وأمواله. ويجعله شيطه لا يدرىۤ أنّ ما هو فيه من فرحٍ يذهب به حدث لم يكن يرقبه فيخيب بعد أن يعلم أنّه لا يستطيع له منعا.
هذا ما يحدث مثل عليه ٱليوم للناس فى جميع ٱلأرض. فهم يخسرون ما جمعوه من أموال وكانوا بجمعه فرحين. وأموالهم تذهب من بين أيديهم وهم لا يدرون كيف تذهب ولا يستطيعون منع ذهابها. كمآ أنّهم مهددون بفسادهم فى ٱلأرض بفعل تكاثر أولادهم.
مفهوم "إبليس" هذا يبيّنه ٱستعمال عآمّة بلاد ٱلشّام له بكلمة "بلاسة". وهو لكلِّ قماش ٱستُهلكَ وبُلِيت خيوطه وفقدت تماسكها. فٱسم "إبليس" هو لكلِّ منهاج بالٍ لا تماسك فيه يلبسه قلب ءادم ويختلط بلباسه فيجعل مفاهيم ٱلغضب وٱلهوى وٱلظن تصيطر عليه فينسى ما فيه من روح ٱللّه ويقسى قلبه ويشيط بعيدًا عن ٱلحق. وٱلذى يصيطر عليه منهاج "إبليس" من بنىۤ ءادم ينسى فيفسق علىۤ أمر ٱللّه:
"ولا تقربا هٰذه ٱلشجرة فتكونا من ٱلظـٰلمين" 35 ٱلبقرة.
فيقرب من ٱلشجرة ولا يركع لسنّة ٱلسجود ويتشاجر معها من دون علم فيسعى ليكون من ٱلخالدين.
"ٱلشجرة" ٱسم لقوّة شَجَرٍ (شجار ومشاجرة) بين قوّة ٱلحياة وقوّة ٱلموت. فٱلذى يقرب ٱلشجرة هو ٱلذى يطلب لنفسه هربا من ٱلموت وخلودا فى ٱلحياة ٱلدنيا. ويبين طلبه ٱلجهل بجدليّة سنّة ٱلسجود "موت حياة". كما يبيّن أنّه لا يدرىۤ بسجوده للسنّة "طوعا وكرها" فيترك نفسه تسجد كرها ولا يتطوّع ويركع مع ٱلراكعين فيموت على ٱلرّغم مما ينفقه من أجل مفهوم صيطر عليه بفعل منهاج "إبليس".
يبيّن كتاب ٱللّه ٱلقرءان أنّ منهاج ٱلنفس جدلىّ (فجور- تقوى). وفى طرفه "فجور" ينزل منهاج "إبليس" ٱلذى يفعل على ٱلضدّ من منهاج ٱلتقوى ٱلذى لا يجرى فعله من دون علم صاحب ٱلنفس بٱلمنهاجين وبفعلهما وبأشراط صانعهما. وجهل صاحب ٱلنفس يترك منهاج "إبليس" ينزل على قلبه ويفعل فى كلِّ وقت فيقعد له فى كلِّ سبيل يسلكه:
"قال فبمآ أَغويتنى لأقعدنَّ لهم صرٰطك ٱلمستقيم(16) ثمَّ لأَتِيَنَّهُم مِّن بينِ أَيديهِم ومِن خَلفِهِم وعَن أَيمٰنِهِم وعن شَمَآئلِهِم ولا تَجِدُ أَكثَرَهُم شٰكِرِينَ(17)" ٱلأعراف.
وبقعود "إبليس" هذا يشيط صاحب ٱلنفس عن ٱلحقِّ جميعه. ويتبع بشيطه طريق شيطان يعميه فيخيب فى عيشه ويتخلّف ويتعاظم جهله وضعفه مهما كثر أولاده وجمعه.
لقد صنع ٱللّه منهاج "إبليس" ليكون طرف جدليّة تقعد لأدم وبنيه صراط ٱللّه ٱلمستقيم يشيط بهم ويغويهم ويضلّهم عن ٱلحقِّ. ومَن يعبد ٱللّه من بنىۤ ءادم ينظر كيف بدأ ٱلخلق ويقرأ بٱسم ربِّه فيعلم ولا يقفُ ما ليس له به علم وعلى ربِّه يتوكّل فيركع مع ٱلرّاكعين ولا يكون لإبليس سلطان عليه. وهذا يبيّنه ٱلبلاغ ٱلعربىّ ويبيّن سبيل "إبليس" إلى نفس مَن لا يعبد ٱللّه وعلى غير ربِّه يتوكّل:
"وٱستفزِز مَنِ ٱستطعتَ مِنهُم بِصوتَكَ وأَجلِب عليهِم بِخَيلِكَ ورَجلِكَ وشَاركهُم فِى ٱلأموالِ وٱلأَولاد وعَدهُم وما يعِدُهُمُ ٱلشَّيطٰنُ إلا غُرُورًا(64) إنّ عِبادى لَيسَ لَكَ عليهم سُلطَٰن وكَفَىٰ بِرَّبِّكَ وكيلا(65)" ٱلإسرآء.
لفعل ٱلروح فى نفس ٱلبشر مثل عليه فى فعل ٱلويندوز فى ٱلكومبيوتر. ولفعل "إبليس" ٱلذى يشيط بٱلنفس غرورا فيضلّها عن ٱلحقِّ مثل عليه فى مناهج ٱلتضليل ٱلفيروسىّ لأفعال ويندوز ٱلكومبيوتر. وتقوم صناعة مناهج ٱلشيط وٱلتضليل من أجل دفع ٱلتطور فى كلٍّ من أفعال ٱلتقوى للنفس من ٱلشيط ٱلإبليسىّ وأفعال ٱلتقوى للويندوز من مناهج ٱلتضليل ٱلفيروسىّ. ويكون لمناهج ٱلشيط وٱلتضليل فعلهما بغياب مناهج ٱلتقوى فى ٱلصناعتين. فهى فى ٱلويندوز تتكاثر وتضل ذاكرته فيتخبّط ٱلويندوز فىۤ أفعاله. وفى ٱلنفس تجعلها من دون ذكرٍ فتنسى وتتعدّى حدود ٱللّه وتركض ورآء كثرة ٱلأولاد وكثرة ٱلأموال فتفسد فى ٱلأرض وتذوق ما عملت يدها من فساد.
إنّ ٱلنفس ٱلتى تعبد ٱللّه تنظر وتقرأ بٱسم ربِّها وتعلم ولا تقفُ ما ليس لها به علم. ولا تكون عبادة هذه ٱلنفس للّه كافية للتقوى من شيط أفعال "إبليس" ما لم تذكر ما فيها من روح ٱللّه وتُؤمن به وبٱليوم ٱلأخر وتلبس قلبها مآ أنزله ٱللّه من لباس يوقيها. وهذا لا يكون للنفس ما لم تعقل ما قلّمته وسطرته وعلّمته من ٱلحقِّ مع بيان ٱللّه عن صناعته لها ولكلِّ شىء وعن صناعته لمنهاج نفسها ومنهاج وقايتها من ٱلشّيط. فإن عقلت تهتدى ببيانه وتجعل مآ أنزله ٱللّه من لباس لباسا لقلبها يوقيها من أفعال ٱلشيط.
بذلك تعلم ٱلنفس بأسباب ٱلفساد فى ٱلأرض ولا تنسى ولا تتعدّى حدود ٱللّه فى ٱلأولاد وفى ٱلأموال. وتعلم أنّ ٱلتكاثر بٱلأولاد وٱلأموال لكلٍّ منها حدوده. وأنّ مَن يتعدّى حدود ٱللّه يظلم نفسه.
وتعلم أنّ ٱلنفس ٱلتى يعدها ٱلشيطان بكثرة ٱلأولاد وٱلأموال تخيب بشيطها عن ٱلحقِّ وبغرورها فيما تكثره. وتذوق ٱلجوع بفسقها عن أمر ٱللّه وركضها ورآء تكثير ٱلأولاد. وتذوق ٱلشّحَّ وٱلبخل بسبب ركضها ورآء كثرة ٱلأموال. فلا يكون فىۤ أموالها حقّ معلوم للسّآئلين وٱلمحرومين وٱليتامى وٱلمساكين وٱبنآء ٱلسّبيل وٱلأرامل وٱلمطلّقات وٱلمؤلّفة قلوبهم.
أما ٱلنفس ٱلتى تتوكّل على ربِّها وتجعل مآ أنزله من لباس لباسا لقلبها تتقىۤ أفعال منهاج "إبليس" فلا تنسى ولا تشيط عن ٱلحقِّ ولا تتعدّى حدود ٱللّه فى ٱلأولاد وٱلأموال فتجعل فىۤ أموالها حقًّا معلوما تعمل به ٱلشُّكر وتدفعه للسّآئلين وٱلمحرومين وٱليتامى وٱلمساكين وأبنآء ٱلسّبيل وٱلأرامل وٱلمطلقات وٱلمؤلفة قلوبهم ولا تَمنن عليهم ولا تطلب مقابله أمرًا ولا شيئا.
فلولا منهاج "إبليس" لكان فعل ٱلروح ساكنا لا يدفع ٱلنفس إلى تطور ولآ إلى تقوى من ٱلشيط. ومنهاج ٱلنفس مفتوح على ٱلاتصال بمناهج أنفس أخرى يؤثّر فيها ويتأثّر بها ومنها نفس صانعها ٱللّه. وٱلمثل على فتح ٱلنفس على ٱلاتصال بأنفس أخرى ومنها نفس ٱللّه هو فى ٱلويندوز ٱلمفتوح على ٱلاتصال بويندوزات كومبيوترات أخرى ومنها ويندوز كومبيوتر ٱلصانع "مايكروسوفت" ٱلذى يرقب فعل صناعته وينزّل عليها مناهج وقاية لها وتطوير.
وٱلصانع سوآء ءكان ٱللّه أم كان "مايكروسوفت" فهو يعلم ما فى نفس صناعته. أما نفس صناعته فلا تعلم ما فى نفسه:
"تعلَمُ ما فِى نفسِى ولآ أعلمُ ما فِى نفسِكَ إنَّكَ أنتَ عَلَّٰمُ ٱلغُيُوبِ" 116 ٱلمآئدة.
وبذلك ٱلفتح على ٱلاتصال وٱلتأثّر وٱلتأثير تنزل على ٱلنفس مناهج إبليس من أنفس أخرى تشيط بها عن سنّة ٱلحقِّ فتخيب. وتنزل على ويندوز ٱلكومبيوتر مناهج فيروس من ويندوزات كومبيوترات أخرى تضلّ به وتجعله يتخبّط فىۤ أفعاله. ومَن لا يدرى بهذه ٱلمناهج وأفعالها يظنّ أنّ نفسه وكومبيوتره سليمين من ٱلشيط وٱلتضليل ويكون ما يفعله هو وما يفعله كومبيوتره واقع تحت تأثير مناهج إبليس ومنهاج فيروس. أما ٱلذى يدرى ويعلم بأفعال مناهج إبليس ومناهج فيروس يلبس قلبه لباسا يوقيه من أفعال إبليس ويلبس كومبيوتره لباسا يوقيه من أفعال فيروس. فلا ينسى قلبه ولا يشيط عن ٱلحقِّ ويبقى على ٱتصال مفتوح مع نفس ٱللّه يتلقّى منه كلمات ويتوب عليه فيتطور علمه ووقايته من ٱلشيط وٱلغرور وٱلخيبة. ويبقى ويندوز كومبيوتره على ٱتصال مفتوح مع ويندوز "مايكروسوفت" يتلقّى منه تطويرا ووقاية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والشمس والقمر لا يسجدان... الا لنيوتن
سلام السوسنة ( 2009 / 2 / 20 - 04:55 )
سيدي
الشمس هي كتلة من الغازات واهمها الهيدروجين الذي يتحول بتفاعل انصهار نووي الى هليوم مع اطلاق طاقة. وله مسارها الذي تححده قوانين نيوتن التي تسمح لنا بمعرفة هذا المسار بدقة هائلة.
اذن الشمس لاتسجد ولاتركع ولاتسبح بحمد احد.
لقد اعتقدت الداينات الاولى ان الاجرام السماوية كانت ألهة او تمثل الهة فعبدتها.... ثم جاء محمد ليقول ان الهه هو اليسد الاوحد للكون ولا منازع له....يسجد ويخضع له آلهة الاخرين... ... وكل الاساطير تتحدث عن اله قوي استطاع سحق منافسيه والتربع على العرش.... بالظبط كما كان يفعل الملوك على الارض... الم يقل فولتير ان الانسان خلق الاله على شاكلته وليس العكس.

وكان القمر جزء من الارض انفصل عتها وشكل ساتلايت لها ويتكون من مكوناتها وطبعا لا يمار السجود والركوع والتسبيح ولا يحيد عن مداره الذي تححده نفس قوانين نيوتن ويسير بموجبها...
اما عن تسبيح وسجود الحجر والشجر والبقر فيمكنك الايمان به من باب الغيبيات التي لا علاقة لها بالعقل وببرامج الكومبيوتر.
مسألة عصيان ابليس ترددت في كل الاساطير الدينية بهدف تبرئة الله من خلق الشر او قبوله والقاءه على عاتق ابليس المسكين او على عاتق اله اخر هو اله الشر وانك لواجد له مثيلا في كل ديانات الالرض لتنصب عليه اللعنات ويس


2 - حرفاً واحداً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 20 - 11:34 )
لاأستطيع أن أضُيف حرفاً واحداً على ماجاء بتعليق الاستاذ سلام السوسنة ولكن لديَ ملاحظة . انا لااشك بجهودك ابدا ولا بحسن نيتك ولكن يااستاذي الفاضل صدقني ليس هذا هو الطريق .هناك مواضيع ىخرى ارجو ان تلتفت اليها فائدة لجميع القراء وخيرا من ضياع الجهود سدى . تحياتي


3 - -إبليس- منهاج للنفس وليس شرًّا!!
سمير إبراهيم خليل حسن ( 2009 / 2 / 20 - 13:36 )
ٱلأخ سالم وٱلأخ شامل ٱلمحترمين
تحية طيبة لكما
مفاهيم ٱلمقال ليست من مفاهيم ٱلتعليم ٱلتى تسلّموا بها ولا تفكران بمصدرها. فٱلمقال يبحث ما بنفسيكما من مناهج وما فيهما من تخريب أتىۤ إليكما من مناهج تعليم ٱلكهنة وتعليم ٱلقوم ٱلذين يتبعون مناهج ٱلشهوات ومناهج ٱلتسابق على جمع ٱلأموال وتكثير ٱلأولاد ٱلتى يستفززهم إبليس لاتباعها.
ٱلغريب يآ أخ سالم أنّك تصدق فولتير من دون أن يكون لك مسئولية شخصيّة فى ٱلفكرة ٱلتى قالها. وكذلك تصدق وتنسب قوانين ٱلوجود لمن ٱكتشفها وتنسى ٱلتفكير بسبب وجودها على ما هى عليه قبل أن يكتشفها عبد ٱللّه -نيوتن-.
ولعلمك وعلم ٱلأخ شامل أنّ ٱسم -إبليس- هو لمنهاج يظهر فعله وأثره فيما تقولان هنا. ولن يكون لكما ٱلتخلّص منه إلا بعلم كلٍّ منكما وقدرته فى ٱلصيطرة على نفسه وعلى تطهيرها من تأثير منهاجه طاعة للأمر -وثيابك فطهر-. فإبليس ليس شرًّا لا فى ٱلأساطير ولا فى كتاب ٱلدين بل هو ٱسم لمنهاج جدلىّ مع ما فيك من روح ٱللّه ولكما حرية ٱلاختيار بين صيطرة ٱلمنهاجين.
ٱلسج


4 - الروح والويندوز وإبليس والفيروس
سيّد جعفر ( 2009 / 2 / 20 - 16:11 )
ما جاء للأخ سلام السوسنة, وما أيّده به الأخ شامل عبد العزيز, يبين أنهما استعجلا قولهما في المقال قبل أن يكملا التفكير بما جاء فيه من مفاهيم!
في المقال تبسيط في التشبيه, لا يجعل من مفاهيم المقال خزعبلات!.. بل يستعمل من صناعة الناس, ما يجعلهم يصلون إلى الفكرة, التي يهيمن على شرحها وتعليمها كهنوت, وهو في حدّ ذاته منهاج فيروس.
ما يقوله الأستاذ الفاضل سمير, أنّ ما نفخه الله من روحه فى البشر, يشبه تنزيل ويندوز على كومبيوتر, وأنّ ما يفعله إبليس بٱلبشر, يشبه ما يفعله منهاج فيروس في الويندوز,.. وهذا ليس من باب الغيبيات والخزعبلات ولا من باب كهنوتي!! بل هو من باب التشبيه والتقريب على ناس خرّب مفاهيمهم ما أخذوه بالرضاعة من منهاج كهنوت.
سبق للأستاذ سمير أن عرض بإسهاب وعمق, في مقالات كثيرة, مسألة المسؤولية الشخصيّة كمسألة مركزيّة للإنسان الذي يتخذ موقفا ويتخذ قرارا, ومفهوم إبليس والخضوع له لا يخرج عن حدود هذه المسؤولية في الخضوع وفي عمل الشر وفي الكراهية, ومن لا يفهم هذه المسألة لا يستطيع فهم جميع مسائل الحياة, وعلى رأسها مسألة العيش في مجتمع مدني يقرّ بحق الإنسان الكامل.
يظن البعض أن الدين من عمل الكهنة, وأنّه من أسباب التخلف!! فالولايات المتحدة الأمريكية, وهي أقوى وأكبر قوّة ع


5 - تعقيب
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 20 - 16:15 )
سيدي الفاضل اولا الاسم سلام وليس سالم . ثانياً ليست المسالة مسالة شخصية بيننا وبينك انما هي اراء فليس من المعقول ان يكون رايك المهيمن حتى نحاول تنزيل منهاج يطهرني وسلام معي فلماذا لانقول نحن لك عليك تنزيل منهاج حتى يطهرك . ارجو أن لاتكون متشنجاً فانت من اهل القران الذين يعلمون كيف يكون التخاطب مع الاخرين وفق منهاج القران وليس وفق منهاج الهوى. نحن طرحنا اراءنا فقط لاغير والامر متروك لك سيدي الفاضل ونيابة عني وعن صديقي سلام فاننا نتعتذر عن ازعاجك ودمت بخير


6 - بين فولتير وابي هريرة
سلام السوسنة ( 2009 / 2 / 20 - 17:29 )
سيدي
جميل هذا التلاعب بالالفاظ لاعطائها المعاني التي تهوى. لقد سبقك زغلول النجار في هذه الصناعة وسوق علما يبيعه غاليا يسمى الاعجازيات. ارجو لك مثله التوفيق
لا شك ان ابليس قد سكن ايضا في عقول وقلوب شراح ومفسري الاسلام ومنهم الصحابة ممن فهموا السجود والركوع على انه الصلاة...
ولاشك انه سكن في عقل ابن عباس الذي شرح بالحديث الصحيح حركة الشمس. وكيف تذهب الى العرش وتسجد وتستأذن ربها بالشروق.
واوكد لك ان حبر الاسلام هذا لم يذكر العالم اليهودي اسحق بيوتن بشيء.
ارجوان لا ينازعك احد تفسيرك بأن سجود الشمس يعني قانون نيوتن!!!

اما عن فولتير فليس لي اي فضل بما قاله ولكن لي الحق بتصديق مايقول... كما ان لك الحق بالاعتقاد أن كتابا نزل من السماء بواسطة كائن مجنح وأكل داجن بعضا من اياته والاعتقاد ان احاديثا نقلت عن قائلها بعد قرون من موته تستحق الاعتبار ....اكثر من فولتير فهذا شأنك..
وطبعا لا فضل لك في اكوام الايات و الاحاديث البخارية وأيات سليمان والنمل وخلافه، مما تستشهدون به اكثر من فضلي باقوال فولتير
ليس لدي اي مانع من ان تعيد كتابة او تفسير القرآن والقواميس وتلقي بالقرمطي الى حيث القت رحلها........
انه سيكون مشروعا جميلا ان حذفت لنا آية الحرابة وملك اليمين ووجدت لنا


7 - مع الصديق شامل
سلام السوسنة ( 2009 / 2 / 20 - 17:35 )
اسف اني ارسلت ردا قبل ان اقرأ ردك.
ارجو اعتبار ما قاله الاخ شامل ونسيان ما كتبت.
محبة


8 - عبث الإيمان
مختار ( 2009 / 2 / 20 - 17:50 )
مجرد الإيمان بالله يقتضي الإيمان المطلق بإرادة الله المطلقة التي لا يحدها زمان ولا مكان. ومن هذه المسلمة التي يؤدي مجرد الشك فيها إلى الكفر أو الزندقة، نخرج بنتيجة بالغة الأهمية: إن إرادة الإنسان ليست فوق إرادة الله وليست خارج إرادة الله، بل هي خاضعة لإرادة الله وبالتالي فإن كل ما يفعله الإنسان هو بإرادة الله، بما في ذلك أفعال الخير والشر التي هي عند الله حكمة نجهلها نحن ويعلمها الله. ولا يمكن لمؤمن أن ينفي أن الله علم ويعلم وسيعلم بكل صغيرة وكبيرة تحدث في الكون، لأنه هو الذي سمح لها بالتجلي، وما كان لها أن تظهر ضد إرادته.
ولا خيار أمام المؤمن إلا أن يؤمن بأن لا إرادة له. ويقول مع الأمام مالك بن أنس: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج. (كان هذا رده على رجل سأله عن كيفية الاستواء في آية الرحمن على العرش استوى). وقد نهى الفقهاء عن استخدام المنطق لأنه يفضي إلى الشك والشك يفضي إلى البحث عن المعرفة والمعرفة تفضي إلى تناقض فكرة الله وتهافتها وهذا يؤدي إلى انهيار كل البنيان الذي أقام عليه رجال الدين عقيدتهم وسلطتهم وهيمنتهم على المؤمنين.
الله قدر كل شيء من قبل أن يخلق كل شيء وهذه مسلمة تنص عليها أكثر من آ

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah