الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليم العلوم والرياضيات من وجهة نظر النظرية البنائية

فضيلة يوسف

2009 / 2 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


قد يكون كثير من التربويين ( او قد لا يكونون ) على دراية بالنظرية البنائية ولكن من المحتمل أن جميعهم يعرفون ان لها علاقة بالتعلم. وأهم مبدأ في النظرية البنائية للتعلم هو أن المتعلمين يبنون فهمهم الخاص للعالم المحيط بهم ، وبالتالي المعرفة الخاصة بهم. ومع ذلك ، فإن أي نظرية للتعلم لها انعكاسات خارج نطاق التعلم نفسه. وببساطة فان الايمان بالنظرية البنائية يؤثر على التعليم ، والممارسات في الفصل الدراسي ، وتفسير سلوك الطلاب. ويدعو Glaserfeld (1993) البنائية نظرية "كيف تعرف" ، وليس نظرية معرفة. فمن وجهة نظره من السهل أن نرى كيف ان البنائية يمكن أن تكون المنظور أو العدسات التي يمكن من خلالها فهم ومعرفة العالم ، مما يعني أن الواقع ، والمعرفة ، والتعلم يمكن ان تبنى من قبل الأفراد (يمكن الرجوع الى Glaserfeld ، 1993 لمزيد من المسائل الفلسفية المتعلقة بالبنائية). فماذا يعني هذا بالنسبة لعمليات التعلم والتعليم التي تتم في الصف؟

البنائية في مادتي الرياضيات والعلوم هل هناك تناقض؟

يبدو كما لو كان الاعتقاد في اتباع منظور بناء المعرفة أو التعلم يتعارض مع مجالات الرياضيات والعلوم ، حيث تعتبر المعرفة حقائق ، ومبادئ ، ونظريات ، وقوانين. ، فمن المنطقي في الأدب ان يبني القارئ نفسه معنى أعمال وليام شكسبير او مايا أنجيلو ، لأن دراسة الأدب تفسير للنوايا وكتابات المؤلفين. ولكن هناك تفسير واحد فقط لعملية الجمع 2 +2 والناتج 4. هناك خطر في محاولة تطبيق هذا المنطق والرياضيات والعلوم لان البنائية لا تعني التشكيك في تفسير عمليات حسابية بسيطة أو دراسة مفهوم الجاذبية لكنها تقول ان كل متعلم يعمل على بناء الاستنتاجات والمفاهيم الخاصة به. ويتم تقييم هذه المفاهيم التي يتم بنائها بصورة فردية إذا كانت تتفق مع ما يراه ميدان العلوم او الرياضيات مقبولاً أم لا. فالاعتقاد أن العالم شقة واحدة فقط كان مرة واحدة مقبولاً من قبل المجتمع ، ولكن ليس الآن. جميع المعرفة "بما في الرياضيات والعلوم " تتغيّر ، وما يدعى انه" معرفة" في اي مجال إما انها نتيجة منطقية تم اشتقاقها من الظروف المتاحة ، أو انها "أفضل طريقة لوضع تصور لها في هذه اللحظة ، وهي أكثر الطرق فعالية للتعامل معها "( Glaserfeld ، 1993 ، p.33).و في واقع الأمر ، البنائية لا تعترف بأن هناك "حقيقة". وبدلا من ذلك ما هو بالعادة "صحيح" يمكن وصفه أنه قابل للتطبيق في الوقت الحالي (Glaserfeld ، 1993.)

أساسيات النظريةالبنائية

استخدام مصطلح البنائية يمكن أن يكون غامضاً لان هناك عدة أشكال من البنائية تم وصفها في الادب التربوي المهني. قدّم Wandersee ، Good (1993) 15 صفة مختلفة لتعريف البنائية ولتوضيح معناها : الاطر ، الجدلية ، التجريبية والإنسانية ، ومعالجةالمعلومات والمنهجية ، والاعتدال ، ما وراء المعرفة ، الراديكالية والعقلانية الواقعية ، والاجتماعية ، والتاريخيةالاجتماعية (ص 74). في حين أن العديد من هذه الشروط تتداخل فيهاالمفاهيم والافتراضات ، وبعضها الآخر يمكن التمييز بينها.الا ان الشيء المشترك فيها ان الفرد يبني المعرفة الخاصة به.

احد البنائيين الضعفاء، مثل Paul Ernest (1996) وصف البنائية مفترضاً أن الأفراد يبنون المعرفة الخاصة بهم ( مفهوم محلي) ، في حين هناك توافق على وجود معرفة موضوعية (مفهوم عالمي). و تفترض البنائية الراديكالية أن المعرفة الفردية في حالة تغير مستمر ،ويتم تقييمها بشكل مستمر فيتم تكييفها وتطويرها. ومن وجهة النظر هذه ، ان العقل يمكن وصفه بأنه يتعامل مع المعرفة على انها مشكلة.
البنائية في قاعة الدرس :
للبنائية آثار مختلفة عندما يتعلق الأمر بالقضايا التربوية.

1. الحساسية والاهتمام بالخبرات السابقة عند الطلاب. ويعني ذلك استخدام المفاهيم السابقة عند الطلاب للبناء عليها.

2. استخدام تقنيات الصراع المعرفي لمعالجة المفاهيم الخاطئة. و مثل هذه الممارسات تمكن الطلاب من مشكلة تفكيرهم ، ومن خلال هذا الصراع سوف يضع الطلاب المعاني الخاصة بهم ، أو على الأقل السعي للتغلب على هذا الصراع.

3. الاهتمام بما وراء المعرفة واستراتيجيات التنظيم الذاتي. وهذا يتم استنتاجه من الاقتراح السابق عندما يبدا الطلاب في التفكير في تفكيرهم ، ويصبح الطلاب مسؤوليين عن تعلمهم.

4. باستخدام وسائل متعددة للتمثيل. وخاصة في مجال العلوم والرياضيات ، وتقديم المزيد من التمثيلات المتعددة التي تساعد الطلاب على ربط المفاهيم السابقة بالتعلم الحالي.

5. الوعي بأهمية أهداف المتعلم. وهذا الوعي للأهداف يشير إلى الفرق بين اهداف المعلم والمتعلم ، والحاجة إلى فهم المتعلمين قيمة الأهداف المرجوة.

وهناك عددا من المبادئ التوجيهية التي يمكن تطبيقها على الصفوف الدراسية بناء على النظرية البنائية:

1. المبدأ الأول هو المشاكل المستجدة التي تهم الطلاب. والتركيز على اهتمامات الطلاب ، واستخدام المعرفة السابقة كنقطة انطلاق لتساعد على دخول الطلاب في المعرفة الجديدةوتصبح الدافع للتعلم.وان الأسئلة المطروحة ذات صلة للطلاب لإجبارهم على التفكير في هذه المسألة ، وفي أفكارهم ومفاهيمهم.

2. المبدأ الآخر الموجه هو بناء التعليم الابتدائي على المفاهيم. وهذا يشير الى بناء الدروس حول المفاهيم أو الأفكار الرئيسية ، بدلا من تعريض الطلاب إلى اشياء مجزأة والمواضيع التي قد تكون غير متصلة ببعضها البعض. "ان استخدام المفاهيم الواسعة تدعو كل طالب للمشاركة بصرف النظر عن النماذج الفردية ، المزاجات ، والسلوكات" .

3. والمبدأ الثالث هو البحث عن وتقييم وجهات نظر الطلاب . ويتيح هذا المبدأ الوصول إلى عمليات التفكير عند الطلاب ، وهذا بدوره يضع تحديا امام المعلمين والطلاب لجعل التعليم ذا معنى. ولتحقيق ذلك ، إلا أن المعلم يجب أن يكون على استعداد للاستماع للطلاب ، وتوفير الفرص لهذا أن يحدث.

4. تكييف المناهج الدراسية لمعالجة افتراضات الطلاب . "وتكييف المناهج الدراسية لمعالجة المهام التي على الطلاب ان يقوموا بها ، وطبيعة الأسئلة التي يطرحها الطلاب المشاركين في هذه المهام ".

5. والمبدأ الأخير هو تقييم تحصيل الطالب في سياق التعليم. هذا يشير إلى قطع الاتصال التقليدي بين السياقات / إعدادات التعلم في مقابل التقييم.و أفضل طريقة للتقييم تتحقق من خلال التعليم ؛ التفاعل بين كل من المعلمين والطلاب ، والطلاب ، والطلاب ، ومراقبة الطلاب في مهام ذات مغزى .
المعلمون البنائيون: تتصف ممارسةالمعلمين البنائيين بعددا من الصفات منها:
1. تشجيع وتقبل مبادرات الطلاب واستقلاليتهم.

2. استخدام البيانات الخام والمصادر الأولية ، إلى جانب المواد المادية "الوسائل التعليمية".

3. استخدام هذه المصطلحات المعرفية "صنّف" ، و "حلّل" و "تكهن" ، و "ابني" عند صياغة المهامtasks.

4. السماح لاستجابات الطلاب لتغيير مجرى الدروس ، وتحويل استراتيجيات التدريس ، وتغيير محتواها.

5. الاستفسار عن فهم الطلاب للمفاهيم الخاصة بهم قبل المشاركة في فهم المعلمين لهذه المفاهيم.

6. تشجيع الطلاب على الدخول في حوار ، سواء مع المعلمين ، او مع بعضهم البعض.

(7). تشجيع الطلاب بطرح الاسئلة المتعمقة ، المفتوحة و
تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة .

8. السعي إلى الوصول الى الاستجابات الأولية للطلاب .

9. إشراك الطلاب في التجارب التي يمكن أن تؤدي إلى تناقضات مع الفرضيات الأولية لهم ثم تشجيع المناقشة.

10. الانتظار لوقت كاف بعد طرح أسئلة لاعطاء الفرصة للطلاب للتفكير.

11. توفير الوقت للطلاب لبناء علاقات وبناء الاستعارات والتمثيلات.

12. رعاية الطلاب محبي الاستطلاع من خلال الاستخدام المتكرر للدورات التعليمية االنموذجية.

المعلمون البنائيون "من وجهة نظرهم" عليهم مقارنة ممارستهم للتعليم بالممارسات التي تم ذكرها لان هذه البنود السابقة تمثل مؤشرات للنظرية البنائية في التعليم.
مترجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟