الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميلة إسماعيل .. أيمن نور : الحرية لها ثمن

محمود الزهيري

2009 / 2 / 21
المجتمع المدني


لايمكن وصف الأدوار التي قامت بها جميلة إسماعيل من أجل الإفراج عن أيمن نور سوي أنها أدوار أكثر من رائعة , بل والأروع منها تصديها بجدارة وجرأة لمحاولات كسر الإرادة التي كان القصد منها الكفر بالوطن , من جانب النظام الحاكم وعصابات المافيا السياسية الكارهة لرياح التغيير , والمبغضة لكلمات في القاموس السياسي ومنها كلمة الإصلاح علي أدني تقدير , لأن الوطن والوطنية هي الشماعة الكبيرة التي تعلق عليهما كل عمليات التخوين من جانب منظومات الفساد والإفساد والطغيان .

جميلة إسماعيل لم تنصاع لحملات التشويه والتفضيح المكذوبة والملفقة , ولم تنكسر إرادتها , وأيمن نور رهين محبسيه , محبس النظام , ومحبس أصحاب الإيديولوجيا المنغلقة المحبوسة في كهوف الماضي السحيق , فكان أن تصدت جميلة إسماعيل لأعمال البلطجة والإرهاب والإغتيال المعنوي الذي كان يهدد بالإغتيال الحقيقي والتصفية الجسدية , وتحدت جرائم الخسة والنذالة والإنحطاط الأخلاقي لأصحاب جرائم الرفض لمشاريع التغيير , أو عمليات الإصلاح السياسي في مصر .
دور جميلة إسماعيل لايقل عن دور أيمن نور علي الإطلاق , وإن كان يفوق دور أيمن نور , لأنه عرف مصيره , واستقررهين محبسيه , أما هي فكانت تعاني من مصير الإغتيال السياسي والإغتيال المعنوي , والتلويح بإستخدام أوراق قذرة للضغط عليها وعلي أيمن نور للتراجع والمهادنة , فما كان منها إلا الرفض .
أيمن نور خرج من محبسيه المعروفين ليعيش في محبس كبير بمساحة مليون كيلو متر مربع , هو مساحة مصر المحبوسة بنظامها الحاكم الذي يأبي إلا أن تكون مصركلها سجن كبير للمصريين , ورافضاً إلا سياسة الإستبداد والإفساد والطغيان , ولكن الذي آخذه علي أيمن نور أنه خرج من محبسيه وعلي الفور ليقول : إنه سيعود إلى ممارسة دوره السياسي كمصري محب لبلده ومؤمن بضرورة الإصلاح وليس باعتباره مؤيدا أو معارضا .
وقال : إن حزب الغد قادم وسيقوى من أجل الإصلاح في مصر، لقد كان حركة وسيظل مستمرا بروح الحركة.

لعل الرجل قال ذلك ولم يمضي علي خروجه من السجن سوي ساعات قليلة وكان الأجدر به أن يتأني في إصدار أي بيانات أو أقوال تؤخذ عليه من جانب المتربصين به من الأعداء في النظام أو خارج النظام , فإذ لم يكن أيمن نور مؤيداً للنظام , فحتماً سيكون معارضاً , وإذا لم يكن معارضاً فماذا يمكن أن نسمي الرجل ونوصفه وهو من كان علي رأس حزب سياسي واعد , وخاض إنتخابات ضد الأسد العجوز الذي دفعه بمخالبه فألقاه في السجن يعاني مر الوحدة وآلام المرض , ليخرج ليس بعفو سياسي , وإنما لأسباب صحية , ليكون العزل السياسي مفروضاً عليه فرضاً من نظام وظف حتي المردة من الإنس والجن والشياطين للتخديم علي مصالحه السياسية في الإستبداد والطغيان .
وإذا كان أيمن نور قد فرض عليه ماكان يراد أن يكون , فإن ساحة المطالب الإجتماعية هي أوسع مجالاً من ساحة المطالب السياسية التي هي شأن العمل السياسي في مجالات التغيير أو الإصلاح ودفع العجلة الإجتماعية نحو التطور بإستمرار لتكون مطالبها الإجتماعية أوراقاً متحولة إلي ضغوط تدفع النظام السياسي الإستبدادي إما إلي الرحيل وإما إلي حدوث كوارث إجتماعية / سياسية بأبعادها الإقتصادية في مجتمع فقير ومأزوم ومهمش بفعاليات الفساد والإستبداد وقتل الحريات وملاحقة الوكلاء الإجتماعيين والسياسيين علي حدٍ سواء .

أيمن نور ذو كاريزما يحسده عليها من في أبراج اليمين العاجيه , ومن هم قابعين في سراديب أو أروقة اليسارالتاريخية .
أيمن نور محسود من مبارك الإبن , ومغضوب عليه من مبارك الأب , بل ويتم إعداد قائمة إتهامات جاهزة حسب ردود أفعال أيمن نور , ليس من ناحية التوجه السياسي له , ولأعضاء حزب الغد الفاعلين , وإنما لتوجهه الإجتماعي تجاه الفئات الإجتماعية بإعتباره وكيلاً إجتماعياً يحمل آمال وأشواق وتطلعات تلك الفئات المهزومة نفسياً والمهمشة إجتماعياً , والمأزومة معيشياً , والمنتهك حقوقها صحياً , وليس العداء والكراهية ستكون من النظام الحاكم فقط , وإنما ستكون من أعوان النظام من أصحاب الإيديولوجيات الدينية والسياسية أصحاب التوجهات ذات الوصاية علي الأفكار والأراء وحتي التصورات , من أصحاب الحلول الجاهزة مسبقاً .
وسيتم التلويح بالورقة الأمريكية , والعمالة لأمريكا ولإسرائيل , تلك الإتهامات الخائبة الصادرة من عقول فقدت مصداقيتها مع نفسها , وفقدت شرعيتها في التعامل مع الواقع السياسي والإجتماعي المحلي والدولي .

وأقول لأيمن نور : أنت لست بأقل من نواز شريف , وجميلة إسماعيل أجدر بها أن تكون فهميداميرزا , والشأن المصري يتشابه لحد كبير مع الشأن الباكستاني , فنواز شريف , وبينظير بوتو كانا متهمين بالتزوير , ومتهمين بالإختلاس , ومع ذلك عادا للمجتمع الباكستاني , وأشهرا في سماء المجتمع الباكستاني رايات الحرية والديمقراطية .
وهذا المجتمع الذي أنتج فهميدا ميرزا بعد تضحيات ذلك المجتمع الذي هو ذاته قدم بينظير بوتو فداءاً للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان , فليس من الصعب أن تكون جميلة إسماعيل فهميدا ميرزا المصرية , والتي كتبت عنها فيما قبل وقلت عنها بأنها : مكافأة من المجتمع الباكستاني لذاته , التي تعتبر أن الذات الإجتماعية الباكستانية قد تجسدت في المطالب الإجتماعية التي إرتسمت في شكل وملامح ذات فهميدا ميرزا , تلك الذات المجدولة بعلاقة مطالب إجتماعية وإقتصادية تشكلت في المجتمع الباكستاني , رهين المحبسين , محبس المؤسسة العسكرية , ومحبس الجماعات الدينية والقوميات والعرقيات في الباكستان , والتي تم تقديم العديد من أبناء المجتمع الباكستاني قرابين للديمقراطية والحرية والعدالة , كان آخر هذه القرابين الراحلة بينظير بوتو , والتي كافأها المجتمع الباكستاني برد الجميل , بإختيار فهميدا ميرزا رئيسة للبرلمان الباكستاني تلك المرأة البالغة من العمر مايقرب من 51 عاماً والتي تعمل طبيبة بجانب أنها تعمل سيدة أعمال بجانب الطب وعضويتها لحزب الشعب الباكستاني , وفازت فهميدا ميرزا برئاسة البرلمان الباكستاني بعدد أعضاء 249 من عدد 324 في الإقتراع الذي تم داخل البرلمان الباكستاني لتكون فهميدا ميرزا أول رئيس للبرلمان الباكستاني منذ تاريخ وجوده , معلنة ومؤكدة للمجتمع الباكستاني أن الراحلة بينظير بوتو كان أملها أن تتولي إمرأة هذا المنصب , وقد كان ماتنمنته حقيقة واقعية في المجتمع الباكستاني !!

أيمن نور دفع ثمن الفاتورة مقدماً , فهو ذو كاريزما قد تتشابه مع كاريزما سعد زغلول , وهو صوت ليبرالي حقيقي , والمجتمع المصري علي أتم الإستعداد بغالبية كبيرة أن يلتف حول جملة المطالب الإجتماعية التي يتحمل عبئها أيمن نور , وسواء تم ترشح أيمن نور لأي إنتخابات , أو لم يترشح , فالغالبية من المجتمع المصري الملتفين حول المطالب التي يحملها أيمن نور , من حقهم أن يقدموا أوراق ترشيحهم لجميع الإنتخابات بداية من المحليات ووصولاً لإنتخابات رئاسة الجمهورية , وليس المهم أن يكون أيمن نور في لائحة الصدارة السياسية , بل يكفيه أن يكون في لائحة الصدارة الإجتماعية بالمطالب التي يحملها بصفته وكيلاً إجتماعياً عن فئات المجتمع المصري , لاينتظر أن تأتي إليه الجماهير المأزومة والمتعبة من الفسادات والخيانات السياسية , ومن أساليب البلطجة والقهر والإرهاب والطغيان , وعليه أن ينتقل إلي تلك الجماهير في أماكنها حاملاً معه الحلم بالتغيير , وسيجد الترحيب به في كل مكان , والقليوبية بغالبيتها المأزومة ترحب به , وتدعوه لزيارتها لرسم آفاق التغيير للأفضل , من أجل مواطن حر يعيش في وطن آمن .
ولاتنسي جميلة إسماعيل قبل أيمن نور أن الحرية لها ثمن .
وإلي لقاء مع الأمل لمواطنين أحرار في وطن آمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بينظير بوتو ليست مثالاً مناسباً
صائب خليل ( 2009 / 2 / 21 - 18:00 )
الأخ العزيز محمود الزهيري المحترم
شكراً لموقفك الديمقراطي الواضح، لكن بينظير بوتو ليست مثالاً مناسباً ابداً ولو عرفت عنها ما يكفي من التقاصيل لترددت في استعمالها في هذا المجال..تحياتي

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي الجديد في جنوب غزة يطا


.. الأمم المتحدة: النازحون في قطاع غزة 2 مليون شخص | #عاجل




.. Cambodian climate activists convicted for plotting against


.. الأونروا: ما لدينا من تمويل يغطي عملياتنا بقطاع غزة لأغسطس ف




.. الأمم المتحدة تعلن توسيع خطتها لمساعدة اللاجئين السودانيين ا