الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخريع والكبكابة والدياصة..!؟

جهاد نصره

2009 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يقتصر التعصب العربي على الدين بل تعدى ذلك إلى التعصب العرقي الذي تظهره علاقات العرب ومواقفهم من الأقليات الأخرى التي تشاركهم أوطانهم..! فالعرب المسلمون يؤمنون بأنهم خير أمة أخرجت للناس نكايةً باليهود الذين آمنوا قبلهم بأنهم شعب الله المختار..!؟ ثم ونعم..! لقد امتد تعصب المسلمين العرب ليشمل اللغة أيضاً حين أعلنوا على الملأ أن لغتهم العربية خير اللغات لأنها لغة القرآن المنزل، وهي تبعاً لذلك تكون: من كن فكان.!؟ الأجمل من بين كل لغات الأمم والشعوب على ظهر المعمورة..وغير المعمورة شاء من شاء وأبى من أبى.!؟ وفي العصر الراهن، وبالرغم من تراجع أهمية اللغة العربية ومحدودية انتشارها واستخدامها على الصعيد الدولي، والعلمي، والعسكري، والتقني، ما عدا ( الجهادي طبعاً ).!؟ وحتى على الصعيد الداخلي كدول الخليج الإسلامية، فإن السادة العرب كما هو حالهم بكل ما تعلَّق بماضيهم المندثر لا زالوا متمسكين بالريشة التي وضعوها على رؤوسهم فهم لا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مثل باقي خلق الله من الشعوب..! وأن لغتهم مثل باقي لغات الأمم..! أبداً لا واله.! وكيف يصح ذلك ولغتهم الأقدس، والأجمل، والأبهى، من كل ما عداها..!؟ إنهم بهذا الزعم المزمن يتجاهلون عن عمد السياق التاريخي الذي أفرز لغات عديدة تجاوز بعضها اللغة العربية.؟ و يتجاهلون حقيقة أنه حتى المسلمين من غير العرب لا يعرفونها بالرغم من كونها لغة القرآن الذي يؤمنون به من جهة.. وأنها اللغة التي سيتحدثون بها إجبارياً في الجنة التي يطمحون في الذهاب إليها حيث لا يوجد مترجمين من جهة ثانية..!؟
لقد أنتج العرب لغتهم كما هو معروف في مدى زمني طويل وبما يلبي احتياجاتهم الحياتية في مرحلة البداوة التي كانوا فيها قبل الإسلام حيث كانوا يعيشون في بيئة جغرافية حارة وبمنتهى القساوة والخشونة وقلة الموارد.! وكان من الطبيعي أن تولد الألفاظ والمفردات التي يستخدمونها، بالشكل الذي يعكس بيئتهم، وحياتهم، واحتياجاتهم للتفاهم فيما بينهم.! ومن المعروف أيضاً أن رصيدهم وهو رصيد شفاهي حتى ذلك الوقت لم يزد عن الأشعار فعندما بدأ ـ محمد ـ صلعم دعوته للإسلام، لم يكن في قريش سوى سبعة عشر رجلٍ يكتبون..!؟
في هذه البيئة الصحراوية القاحلة، وتلك السوية الحضارية البدائية، بدأت الدعوة للدين الجديد فبدأ معها مرحلة لغوية مستجدة تبعاً لحاجات ومستلزمات الدعوة التي سرعان ما ترسّخت في إثرب.! ومع التجدد المتدرج والمتواصل في أنماط الحياة.. ومع تعاقب السنين والأحداث، وامتداد المدى الجغرافي للدعوة وما ترتب على ذلك من احتياجات، بدأت تتبلور بعض الخصائص اللغوية وتتزايد المفردات والمصطلحات ليستقر كل ذلك فيما بعد في القواميس، والمعاجم، وكتب علوم اللغة والتفسير.! وبالرغم من الحقائق التاريخية التي رافقت سياقات إنتاج اللغة وتموضعها، فإن الأجيال المتعاقبة من الفقهاء وأولي الأمر تمترسوا خلف ادعاءاتهم فيما خصَّ اللغة العربية ثم وأيضاً تمترسوا خلف ادعاءهم أن المسلمين العرب أبدعوا أمجد حضارة عرفتها الأمم، وكتبوا أعظم الآداب والعلوم، وأقاموا أعرق المدن والقلاع، وهم لذلك باتوا يملكون أغنى تراث إنساني على وجه الأرض..! وغير ذلك من مأثورات، ومسطورات كالرسالة الخالدة.. والمهام السامية وكل ذلك يجري تلقينه للأجيال المتعاقبة في المدارس، والجامعات، وعبر الإعلام الرسمي وغير الرسمي، وعند الأحزاب الإسلامية والقومية وما يشبهها...!؟ وحتى لا يظل كلامنا مجرداً وخالياً من الأمثلة التي تظهر روعة، وجمال، ونعومة لغة أهل الجنة، نستحضر بعض الألفاظ، والمفردات، التي استخدموها في تعاملهم مع المرأة في بداية زمن ادعاءاتهم تلك.. وذلك لما للمرأة من خصوصية في لغات جميع الشعوب، وقد اخترناها من بين مئات الألفاظ الخشنة، و الموحشة، والثقيلة على الأذن..! بحيث لم يعد يستخدمها أحد منذ مئات السنين بالرغم من وجودها المكثَّف في القواميس، والمعاجم، وكتب مفردات ومصطلحات اللغة العربية التي نحبها كمحبة حراسها الأشاوس في مجمعات اللغة العربية:
لقد وصف العرب المرأة الجريئة بالقرثع.
والمرأة الضخمة بالقهلبس.
والمرأة الحسناء بالعيلم.
والسمينة بالكبكابة.
والممتلئة الناعمة بالمعذلجة.
والضخمة المترجرجة بالدياصة.
والفاجرة بالخريع.
وذات الثديين القائمين بالجبأى.
والفقيرة بالقرزحة.
وذات العجيزة الضخمة بالبلخاء.
وناصعة البياض بالعبهرة.
والطويلة الرفيعة بالنهبرة.
والسوداء بالوحرة.
والطويلة الحسنة الجسم بالسرحوبة والشرعبة.
وذات الثدي الضخم المسترخي وصغيرة العجز بالفلحسة.
والحمقاء بالسلغدة.
ومن المفردات العامة: النهبرة ـ الهيعرون ـ الحرن قفة ـ الضبضب ـ المرعوب ـ الطملة ـ الثرعامة ـ الصدلحة ـ النكوع ـ القعواء ـ الطنبريز ـ الفلحسة ـ الغلفاق ـ المخبشسة ـ الهكهكة ـ الجعفليق ـ السبحللة ـ الخذعولة ـ الخلبوت ـ والمرأة عند العربي: النعل والعتبة والشاة والقيد والطروقة والظعينة والنعجة والمئات من هذه المفردات التي تتزين بها اللغة الجميلة الشاعرة التي تعكس نظرتهم إلى الأنثى التي تتطلب أعذب الألفاظ وأرقّها..! وهم وصفوها بنفس الصفات التي أطلقوها على الحيوانات التي عرفوها وتعايشوا معها فالعربي يصف الفتاة حسنة الكلام بأنها: أنوس وهو الوصف الذي يطلقه على الكلبة غير العقور فهي كلبة أنوس..! كما يصف الفتاة التي لا تنطبق ثناياها العليا على السفلة بأنها فتاة فقماء والفقم كما هو معروف طرف خطم الكلب..! ونعتوا أجزاء جسمها بنفس النعوت التي أطلقوها على مكونات الطبيعة التي عاشوا فيها وهذا أمرٌ طبيعيٌ فلغة الإنسان تتأثر بالطبيعة التي تحيط به، وبالحيوانات التي يربيها ويراها من حوله، لكن، أن يكون هناك اليوم، من القوم، من لا يزال يدعي أن هذه اللغة هي أجمل اللغات، وتلك الحضارة أسمى الحضارات، فإن هذا الادعاء في حقيقة الأمر لا يزيد عن كونه تعويض عن الحالة التي تتصف بالتردي والتخلف والركود..! إنه لمما لا شكَّ فيه أن التخلف الحضاري المريع الذي يقبع في ظله أهل الجنة هذه الأيام، يتطلب بدل التغني بالأمجاد الغابرة، الاعتراف الصريح بالواقع كما هو.! ونعتقد أن مثل هذا الاعتراف لن يكون متيسراً في ظلِّ استمرار هيمنة ثقافة الموروث بكلِّ ما فيه.. وهيمنة حراسه البؤساء بكل ما هم عليه.!؟ ويبقى أخيراً التذكير بما ستقوله ـ أم علي ـ للذين سيقولون: لكن لم يعد أحدٌ يستخدم هذه المفردات، والأوصاف، والمصطلحات الغريبة على الأذن فلماذا المحاججة بها..!؟ الرفيقة أم علي ستقول من كل بد:
أولاً، صحيح ما تقولونه لكن، حين تفاخر العرب المسلمون بلغتهم فجعلوا منها لغةً مقدسة ناعمة جميلة هفهافة كانت هذه المفردات، والمصطلحات، والأوصاف، هي محتوى لغتهم المقدسة.
وثانياً، إن الرهط إياه لا يزال أسير مستنقع أوهام التقديس، والتفضيل، والتفاخر، فوجب لفت النظر...!؟
وقد ربما ممكن أن تذكِّرهم بما قاله ـ محمد ـ صلعم: ( يأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا من الإسلام إلا اسمه ).
1ـ القاموس المحيط للفيروز آبادي.
2ـ تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah