الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية استحقاق حضاري للقرن الواحد والعشرين

كاظم الحسن

2009 / 2 / 22
المجتمع المدني


ان مآزق عصرنا يمكن تلخيصها فيما قاله الفيلسوف الالماني ايمانويل كانت قبل ما يزيد على 200 عام. ففي كتابه بعنوان (السلام الدائم) كتب (كانت):” ان العالم في طريقه الى العيش في ظل سلام دائم، وهو سلام لابد ان تأتي به بصيرة الانسان او الكوارث التي لا تترك خيارا آخر سوى السلام وهي القضية التي ينبغي ان يواجهها العالم بلا تردد او خوف “.

ان معرفة الاشياء على طبيعتها، والتعامل معها على اساس التنوع والاختلاف والتعدد، يشكل بداية تاريخية وانقلابا في المفاهيم وطرائق التفكير باتجاه العالم والطبيعة والاخر، اي اعادة انتاج منظومة معرفية وفكرية متعددة وغير منغلقة على ذاتها.

ولقد كانت البداية في اكتشاف قوانين الطبيعة، ولم يستطع الانسان التحكم بها الا بعد معرفة آلياتها التي تعمل بهاحيث كان الاعتقاد ان من يملك اسرار الطبيعة او بعضها له التفوق كعرق وعقل، وعلى هذا الاساس ظهرت العرقية المركزية الاوروبية، ومركزية العقل الاوروبي فكان ما يسمى (رسالة الرجل الابيض)وظهرت مشروعية الوصاية والانتداب والاستعمار على ما يسمى (العالم المتخلف) واطلق عليه لاحقا من باب اللياقة والتهذيب (العالم الثالث) لاسيما بعد ظهور (الكتلة الاشتراكية) الاتحاد السوفيتي السابق واوروبا الشرقية.

ونتجت عن ذلك حروب وصراعات في داخل اوروبا ذاتها على من له الحق في حمل (راية او رسالة الرجل الابيض) وهو غلاف او قناع للمصالح المتضاربة.
ولقد دفعت أوروبا ثمنا باهظا من دماء ابنائها في حروب متواصلة اهلكت الزرع والضرع، واستفاقت بعد الحرب العالمية الثانية على خراب شامل اصاب جميع مرافق الحياة، واصبح الوعد بالرفاهية والسعادة والرخاء والسلام ضرب من الاحلام والاوهام.ولقد كانت مشاهد الدمار والخراب في هيروشيما وناكازاكي بفعل السلاح الذري، ناقوس الخطر، على ان اية حرب مقبلة ما بين القوى العظمى هي نهاية البشرية وفنائها.في عام 1961 في كوبا، حدثت ازمة الصواريخ في خليج الخنازير بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي السابق وكانت خاتمة التهديدات النووية.انتقل العالم بعدها الى ما يسمى الحرب الباردة، على الرغم من ان بوادرها قد ظهرت في اعقاب الحرب العالمية الثانية، وكانت تسمى الحرب بالنيابة عن طريق الاسلحة التقليدية لتجرب حظها هذه المرة في (العالم الثالث) وتجد لها سوقا رائجة للسلاح والحروب.
اي ان طاقة العدوان وممارسات العنف وآليات القتل والاستحواذ على الثروات والمستعمرات تم نقلها، الى مكان آخر لتسدد الشعوب الاخرى فواتيرها وتبقى جراحات هذه الدول اكثر عمقا ونزفا وفتكا لاسباب تاريخية واجتماعية وسياسية وثقافية.

ولقد كانت القوى العظمى تراهن على مصالحها الخاصة على المدى القصير، فقدمت الدعم والمساندة والتأييد الى حكومات مستبدة ودكتاتورية على حساب مصالح الشعوب
.
ومما ساهم في تفاقم الازمات في العالم هو انعدام الحريات وانتهاك حقوق الانسان وغياب الدستور والقانون ومؤسسات المجتمع المدني في العالم الثالث، بالاضافة الى الهجرة الواسعة للعقول العلمية والطبقات المحفزة للتطور، ولقد ادى ذلك الى ركود وتدهور هذه المجتمعات وفي ذات الوقت سبب التدفق الهائل لشرائح مختلفة من هذه الدول عبئا كبيرا على اوروبا، بسبب اختلاف الثقافات فحاولت الاحزاب المتطرفة في اوروبا تسخير هذا التباين في العادات والتقاليد لصالحها على شكل صوت سياسي او قوة انتخابية تكون لها نتائج سلبية على الشعوب الاوروبية ذاتها.وجاءت احداث (11 ايلول) لكي تؤكد وتبرر اهمية نشر وتكريس المفاهيم الديمقراطية في العالم، من خلال التعددية العرقية والدينية والسياسية والثقافية.
ان الحصاد المر للاستبداد هذه المرة، سوف يشترك فيه الكل، ولن تحتويه البحار والمحيطات والبارجات الحربية او ما يسمى الدرع الاستراتيجي لحرب النجوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - كوريا الشمالية تعرب عن دعمها الكا


.. حديث السوشال | في الأردن.. معلمة تصفع طفلاً من ذوي الاحتياجا




.. مشاهد لاكتظاظ مدينة دير البلح بالسكان النازحين من رفح


.. تونس: متظاهرون يطالبون بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية وإطلا




.. الجيش الإسرائيلي يخلي مراكز الإيواء من النازحين الفلسطينيين