الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟

شامل عبد العزيز

2009 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الذي جعلني أكتب المقالة الثانية حول نفس المضمون هو صدى المقالة الاولى عند القراء الاعزاء ماعدا تعليق بأسم - مها - قالت : لقد شبعنا من هكذا مواضيع ولكن يبدو أن هناك الكثير من القراء الذين لم يشبعوا بعد ولاجلهم كتبنا..
1. ورد في تاريخ الطبري : أن المنصور العباسي أعطى مفتاح خزانة لزوجة إبنه المهدي وقال لها : لاتعطي هذا المفتاح لولدي الا بعد موتي .. يقول الطبري : مات المنصور فدفعت زوجة المهدي المفتاح لزوجها ثم فتح الخزانة فاذا بها مليئة بروؤس مُقطعة وكلْ رأس كُتب عليه أسم صاحبه وكلهم من بني هاشم المعارضين لحكم بني العباس وفيهم النساء والاطفال والشيوخ فأرتاع المهدي وأمر بدفن هذه الروؤس .. لكنه فعل بعد ذلك أكثر مما فعل المنصور من قتل وسفك دماء حرمها الله ..
2.يذكر السيوطي في كتابه ( تاريخ الخلفاء) بأن الوليد بن عبد الملك كان جباراً ظالماً فقد أخرج عن أبي النعيم عن عمر بن عبد العزيز قال : الوليد بالشام والحجاج بالعراق وعثمان بن حبارة بالحجاز وقرة بن شريك بمصر .. لقد إمتلآت الارض جوراً ... يستمر السيوطي : أن عبد الملك بن مروان جاءه الحكم والمصحف في حجره فأطبقه وقال هذا أخر العهد بك وكان يشرب دماء ضحاياه...
3. يقول الدميري في كتابه ( حياة الحيوان الكبرى) حول المتوكل العباسي : لقد أحيا السُنة وأمات البدعة وفي نفس الصفحة يقول الدميري : لما قُتل المتوكل إختلط دمه بكوؤس الخمر..
4. كان الصحابي سَمُرة بن جُنُدب قد تولى البصرة لزياد بن أبيه وبلغ عدد ضحاياه من الشيعة والخوارج ثمانية الاف فجاءه جماعة وقالوا له : ماتقول لربك غداً تؤتى بالرجل فيقال لك هو من الخوارج فتأمر بقتله ثم تؤتى بأخر فيقال لك ليس الذي قتلته بخارجي ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته فشُبه علينا وإنما الخارجي هذا فتأمر بقتل الثاني ؟ فقال وأي بأس في ذلك ؟ إن كان من أهل الجنة مضى الى الجنة وإن كان من أهل النار مضى الى النار..
5. يقول الماوردي في تسهيل النظر أنه لام أحد الحكام لافراطه في اللهو فأجاب الحاكم المذكور : أن المُلك إنما يُراد التلذذ به..
6. أن المنصور قُدمت له وجبة شهية بعد أن بلغته أنباء سحق حركة البصرة بقيادة ابراهيم بن عبدالله فقال : أراد ابراهيم أن يحرمني من هذا وأشباهه..
أين مصيبتنا؟ فقهاؤنا الافاضل وعلماؤنا الاجلاء يمرون بهذا اللون من الجرائم مرور الكرام ومعهم غالبية شعوبنا ... لماذا ؟؟
لان عقل الاعراب مِنا لايروقهم غير سفك الدماء والقتل والفتك بالابرياء وهي عقيدة متحكمة عندهم نتيجة تقديسهم للطواغيت والقوة والجبروت وتبرير جرائم الحكام الفسقة السيئة الصيت..
هل تدرون كيف مات أمراء المؤمنين ( من بني أمية فقط).. يزيد بن معاوية مات بعد أن عضه قرد سكران في زلعومه وكان القرد آنذاك سمير أمير المؤمنين في جلسات أنسه... معاوية بن يزيد سمه أولاد عمه ... مروان بن الحكم خنقته زوجته ( أرملة يزيد) وحواريها بعد أن شتم إبنها من يزيد علناً بقوله ( ياأبن رطبة الاست) ... هشام بن عبد الملك مات قرب إحدى القيان التي ماتت قبله وكان يسكران معاً فاخرج الجثة بعد دفنها وظل بجانبها حتى فارق الحياة .. الوليد بن يزيد قتله أخوته واولاد عمومته ... مروان بن محمد قتله العباسيون وقطعوا رأسه فأكل منه سنور شيئا....
هل تدرون ماذا يقول الفقهاء عن الخلفاء :: إنهم الخلفاء الفاتحين وإنهم أعلم بامور الدين وإنهم إجتهدوا فأخطوا ولهم حسنة ؟ أي أن لهم أجر واحد .. ونحن نسأل فكيف لو كان لهم أجران ... هكذا بكل سهولة ويسر .... ماذا لو وجدوا حبيباً برفقة حبيبته دون سكر ؟؟ ماهي الفتوى ؟ ماهو الحد ( العقوبة) الذي يجب أن يقام عليهما ؟؟
فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون؟ أين الفتاوى التي تخص مستقبل حياتنا ؟ أين الفتاوى حول من يصفون أبناء وطنهم من غير دينهم بأنهم أحفاد القردة والخنازير وعُباد الصليب ؟ هل هذا هو التعايش السلمي وقبول الاخر؟؟ هذه الفتاوى ليست مهمة في نظر ورثة الانبياء؟؟ ثم يقولون إن الاعمال التي يقوم بها غالبية المسلمين ليست من الاسلام في شيء؟
أن المقاييس هي تقديس القوة والظلم والجبروت والقتل بعد أن يتم ألباس كل ذلك ثياب الطُهر والعفة والفضيلة ( كما يقول احد الكتاب)..
هذه هي العقلية المتربعة على روؤسنا ...
سوف ننقل وبتصرف مايلي :
لقد أهتم الفقه الاسلامي الذي أصبح يُسمى الشريعة بكل صغيرة وكبيرة في مجال العبادات والمعاملات ولكنه لم يُقنن سلطة أُولي الأمر على نحو من الانحاء ولم ينتج مؤسسات وآليات لمراقبة الحكم بل نجد تبريراً للسلطة الجائرة في الابواب المتعلقة بالخارجين على سلطة الامام ( الحاكم) والمحاربين على التأويل وحكمهم القتل في الغالب ومن هذه الابواب باب الحرابة وباب البغي فلم يكن يوجد في الممارسة السياسية القديمة سوى ثنائي الراعي والرعية...
لماذا تحطيم محلات الاقباط في مصر المحروسة وسرقة المجوهرات حلال؟ لماذا قيادة المرأة للسيارة حرام؟ لماذا تحطيم محلات الزهور والورود الحمراء في عيد الحب حلال ؟ لماذا تعيين أحد الاقباط في موقع المسؤولية حرام حتى وأن كان بمنزلة ديكارت؟؟ هل فتاوى الحيض والنفاس أهم من فتاوى حقوق الانسان؟ لماذا أهل الذمة أقل مرتبة في نظرنا ؟ ماهي المعايير التي نمتلكها للانسانية حتى نقيس عليها ؟؟ هل سمعنا بها ؟ هل وجدناها ؟ لماذا لايفتون في الامور الصميمية؟ لماذا يتركون شعوبهم معلقة بالاوهام؟ هل هولاء حقاً همْ علماء؟؟
العقل يعتبر محدثة وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار... أن المسلمون وضعوا في وقت مبكر عقولهم في متحف لانهم لايريدونا أن نفكر بالعقل..
عدم تفكيرهم بالعقل هو الذي أوصلنا للحالة ألتي نحن عليها الان من الضعف والهوان...
يقول آخر: لن نُقيم المجتمع المدني ولن ندخل الى الحداثة بدون حدوث قطيعة معرفية مع رؤى وأفكار القرون الوسطى ... ومادمنا لم نحدث القطيعة فلا أمل لنا في أي تحديث..
نلاحظ كثيراً من الكتابات الاسلامية التي تقول : أن مبدأ الشورى هو البديل للديمقراطية ؟ قد يمثل هذا الشيء توقاً الى عقلنة القرار السياسي ولكنه لم يتحقق طوال التاريخ ولايُذكر ضمن شروط الامامة وهي الرئاسة العامة في الدين والدنيا وهو أضافة الى ذلك يبقى دون المامؤل لان هذه الشورى تتم بين أهل حل وعقد غير منتخبين وليس من بينهم نساء فالتمسك بهذا النموذج هو من باب رفض الحداد على الاموات ومن باب عبادة الذوات الضعيفة لاشيائها الخاصة وأفتخار المنطوي على نفسه بما يعده الافضل والاصلح ( كما قال أخر)..
لقد تربينا منذ الطفولة على تقديس الحدود والخوف من تجاوز الخطوط الحمراء في كل مجال خاصة مجال القوى السياسية والدينية المسيطرة ولهذا السبب لم نخرج من أزمتنا... هناك مثل يقول ( من لايملك إلا المطارق لاتقع عينه في أخر المطاف الا على المسامير)..
سادتي الافاضل : أن تاريخنا لم يكن تاريخ ملائكة ولا تاريخ شياطين بل تاريخ بشر لذلك يجب التعامل معهم على هذا الاساس ....
فهل من خروج ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يا شامل
المنسي القانع ( 2009 / 2 / 24 - 22:43 )
أولاً لقد شممت رائحة طائفية لاأحبها ومنك بالذات .
ثانياً الموضوع مطروق كثيراً وكثيراً جداً من ناس هم دون مستواك الفكري بكثير .
ثالثاً كل الذين حكموا ماتوا مقتولين من محمد حتى سلاطين بني عثمان , قسم بالسم وقسم والسيف أو الخنجر او من مات مخنوقاً عدا واحد من خلفاء بني العباس أظنه المعتضد فقد تآمرت أمه مع قائد جيشه فوضعوه في غرفة وبنوا منافذها ولا أحد يعلم إن مات بعد كم يوم فيها حيث لم تهدم بعد ذلك .
عزيزي سوف تقول بأني انتقدت كتابتك في الموضوع وإسترسلت فيه ولكني قصدت أن أقول أنه تاريخ أسود مسخم لا فائدة من الخوض فيه . خصوصاً أني إعتدت منك على ما هو أهم ولكنها محبتي تريد لك العلا وأنت أهله.
تحياتي وحبي


2 - الشورى
مختار ( 2009 / 2 / 25 - 13:23 )
أخي شامل، اسمح أن أتوسع قليلا في مسألة الشورى التي عرجت عليها بعجالة رغم أهميتها، ورغم تهافت كل الطروحات التي يحتج بها الإسلاميون في معارضتهم للديمقراطية.
الخلافة وشروطها: فيما يلي الشروط الواجبة في اختيار الخليفة، إلا أن المسكوت عنه أي الشروط المهمة بالنسبة للديمقراطية الحديثة لم يستطع الفقهاء تجاوزها عبر القرون ولا تزال تدرَّس إلى اليوم في معاهد العلوم الإسلامية، وسوف أعلق عليها باختصار شديد في مكانها بين قوسين)
1 - شروط أساسية لا تجوز الإمامة بغيرها.
2 - شروط مختلف فيها.
الشروط الأساسية المتفق عليها هي:
1- الحرية، (أي ألا يكون الخليفة عبدا وهو ما يعني الاعتراف بظاهرة العبيد في الدولة الإسلامية إلى الأبد)
2- الذكورة، (ألا يكون امرأة وهو ما يعني بقاء المرأة قاصرة إلى الأبد)
3- البلوغ (حيث ليس هناك سن محدد، وقد بويع خلفاء وهم لا يزالون مراهقين)
4- سلامة العقل،
5- سلامة الحواس والأعضاء، (وهو ما يعني حرمان الأشخاص الذين عندهم إعاقات ولو كانوا أعقل الناس)
6- العلم بأمور الدين والدنيا
7- العدالة وتوفرها، سلامة العقيدة وأداء الفرائض، (مع ذلك يتفق المؤرخون أن الأمة لم تعرف العدالة إلى مع العمرين)
8- الإسلام وتعظيم شعائره.
9- النسب: أي الانتساب إلى قب


3 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 25 - 14:22 )
سيدي المنسي القانع : صدقني لقد ظلمتني عندما شممت رائحة الطائفية مني وأقولها بصراحة وليس إعجاباً بالنفس فانا أبعد انسان عن الطائفية أما مسالة الاستشهاد بالخلفاء فهو من باب أن الامثلة تُضرب ولاتقاس وليس من المعقول أن أذكر جميع الخلفاء وليس ليِ غاية معينة من ذكر بني أمية وللعلم وأقولها وأنا متاسف فانا من الطائفية السنية وأسفي هو أنني لاأحب التعامل بهذه المسميات فلم يخطر على بالي هذا التصنيف المقيت الذي لااحب التعامل من خلاله كما أن الموضوع وكما هو مؤشر في بداية المقالة هو صدى الرسالة الاولى الذي جعلني أن أكتب الثانية وأخيرا ليس كل مانعلمه يكون الاخرين على علم به والعكس صحيح . شكراً للاطراء ومحبتي وتقديري سيدي الفاضل. الاستاذ مختار في كل تعليق منك لابد أن أستفيد الشيء الكثير ومعلوماتك تُعيد الى ذاكرتي اشياء كثيرة كنت قد قراءتها علماً بان تعليقاتك أفضل من المقالات التي أكتبها وهذه حقيقة وليست مجاملة . تحياتي لكما ودمتم . محبتي وتقديري

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني